إلا الوطن.. فلنعقد العزم أن تكون المكاسب له وليست لنا فهو مستقبلنا

إلا الوطن.. فلنعقد العزم أن تكون المكاسب له وليست لنا فهو  مستقبلنا

03 يوليو/تموز 2021

بقلم: محمد عوني إبراهيم بشموقة

image0 (3)

هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها أثناء التعاطي بالقضايا الوطنية والقومية التي تخص وطننا شركيسيا وخصوصا القضايا التي تديم جذوته مشتعلة فقد شهدنا في الآونة الأخيرة كيف ان للتراخي في التعاطي بالمسائل القومية الأثر البالغ في إنتشار الأفكار الهدامة وروح الانهزامية لدى الجيل الجديد.

إن الإحساس بالمسؤولية من الأهمية بمكان لتفادي اية مخاطر قد تنجم عن نشر الأكاذيب وتشويه التاريخ والتضليل الممنهج وهذا الأمر في غاية الخطورة ويستدعي منا خطوات جادة وعملية والتمعن فيها لمعرفة خباياها وخفاياها ولمعرفة ما يفكر به الأعداء تجاه القضية الشركسية وما يخططون ضد الفاعلين بالعمل القومي والشأن الشركسي العام.

نحن نعلم تماما أن البعض يحاولون استدراجنا إلى مستنقعات و منزلقات خطيرة يصعب الخروج منها هدفها تصفية القضية الشركسية من خلال ترويج الكثير من الأفكار المضللة والتي من ضمنها يتم الترويج إلى أن وطننا شركيسيا وطن غير محتل وأنه يوجد لدينا جمهوريات مستقلة ضمن الكونفدرالية الروسية وأن باب العودة مفتوح أمام الجميع وبتسهيلات كبيرة من خلال برنامج العودة الطوعي.

وأن جنة الدنيا على الأرض تنتظرنا وما علينا إلا العودة بشكل فردي أو جماعي متناسين حقوق الضحايا الذين سقطوا وعدم الإقرار بحق العودة وحق التعويض المادي والمعنوي، الحق الذي لا يسقط بالتقادم وغير القابل للتصرف، وهو الحق المستمدة من القانون الدولي، وبالحديث عن القانون الدولي البعض يتهمنا بتصفية القضية إذا لجأنا لتدويل القضية والتوجه للمنظمات الدولية والحقوقية على مبدأ أن منظمة الأمم المتحدة فشلت في حل الأزمات العالمية فكيف لها أن تساعدنا في الحصول على النتائج المطلوبة، في حين أن أصابع الاتهام موجهة لها حيث أنها لم تستطيع حل المشاكل في العالم.

وهنا يجب التوضيح أننا نعتقد بأنه يجب علينا التمسك بالعمل وفق القوانين والأعراف الدولية كون هذه القوانين والمنظمات الدولية والحقوقية جاءت لصالح الشعوب، والمشكلة ليست فيها، إنما في التطبيق الخاضع لميزان القوى السياسي، وهذه المنظمات الدولية والحقوقية تختزن نضالات الشعوب وتضحياتها ويجب التمسك بها، فهل يمكن تصور العالم بدون الأمم المتحدة، ومن سيستفيد من ذلك، وهنا نعتقد أن الإحتلال الروسي يشن حربا على هذه المنظمات وعلى القانون الدولي فهل نشُنَّها معه. إن المجرم يحاول أن يجعلنا نصب غضبنا على القانون الدولي بدلا من أن نصبه عليه، فهذا ما يفعله الإحتلال الروسي وعلينا الانتباه من ذلك.

إن تحويل قضيتنا للقانون الدولي والمنظمات الدولية والحقوقية العامة أصبحت قضية يجب أن نناضل من أجلها ونتمسك بها، ويجب أن يكون القانون الدولي من أهم اهتماماتنا للعمل بالقضية الشركسية، وهو ما تضمنته جل مواثيقها ونصوصها الأساسية من خلال طريقة تعاملها مع الإحتلال وسياساته وأساليبه ووسائل الكفاح من أجل الاستقلال وتقرير المصير ولكسب التأييد الدولي للقضية الوطنية وضمان الشرعية الدولية للعمل سياسيا ودبلوماسيا.

ومن هذا المنطلق نؤكد أن الإحتلال الروسي لشركيسيا غير شرعي وغير قانوني وغير أخلاقي ويجب أن ينتهي لأن إحتلال أراضي الغير بالحديد والنار وارتكاب المجازر بحق الشعب الشركسي والإبادة الجماعية والقتل والتنكيل بالشعب الشركسي ملف مفتوح ولا يمكن إغلاقه إلا بعودة الوطن المحتل المنهوبة ثرواته لأكثر من قرن من الزمان مع حق التعويض الكامل وهذ سيبقى قبسا نهتدي به جميعا وسنورثه لأجيالنا جيلا بعد جيل.

Share Button

اترك تعليقاً