نشاطات متناقضة (5)
عادل بشقوي
8 يوليو/تموز 2021
هذا هو المقال الخامس والأخير في سلسلة من المقالات التي تم نشرها بشأن إيجاد إستراتيجية شركسية موحدة تؤسس لعمل جماعي على صعيدي الوطن والشتات سواءً بِسواء. ومن الواجب وضع الأمور في نصابها، والعمل على تعريف المجتمع الدولي والإقليمي بالحقائق والوقائع المتعلقة بالقضية الشركسية. فلابد من التركيز على المؤثرات والأهداف التي تحاول بعض الأطراف الشركسية وغير الشركسية التي تعمل على إنكار الحقائق المتمثلة بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي والترحيل القسري إضفاءها على المشهد وفقا للرواية الإستعمارية المرفوضة جملة وتفصيلا.
وماذ بعد؟
الا يكفي بالجسد الشركسي نهشا؟
لا يمكن للشركس أن يتنازلوا عن حقوقهم المشروعة لكائن من كان ولأي جدول أعمال. ولن ينطلي عليهم الخداع والتضليل بعد الآن.
وينبغي نشر الحقائق بحيادية والإبلاغ عن الأنشطة المتنوعة بشكل متجرد لإعطاء فكرة عن مسار الأحداث التي تؤثر على العلاقات بين الأطراف المختلفة.
— في 27 مايو/أيار 2021 وخلال ندوة عبر الإنترنت وعلى يوتيوب، شارك فيها ديفيد داسانيا، الذي وُصِفَ بأنّهُ مهتم في شؤون المهجر والشتات الأبخازي، حيث تحدّث مع مجموعة من الأبخاز المشاركين في الفعالية وهدّد الشركس إذ قال: ”كراسنايا بوليانا ليست أرضًا شركسيّة، بل أبخازية“. ويمكن متابعة ذلك لمن يتقن اللغة الروسية بدءًا من مضي ساعة وربع من بدء الفيديو المرفق، حيث يقول إنه من المستحيل تصنيف أراضي إقليم كراسنايا بوليانا،[1] على اعتبار انها أراضٍ شركسية. ويُعتبر ذلك نهشا في الجسد الشركسي لمن استطاع إليه سبيلا. علمًا بأنّهُ كان مرشحا لمنصب نائب الرئيس في انتخابات الرئاسة الأبخازية في عام 2009.
إن ذلك يعطي تنبيهًا صريحًا بشأن هندسة ديموغرافية لتغيير أسماء العائلات الشركسية، لتصبح بقدرة قادر أبخازية وذلك بموجب وثيقة تصدر باللغة الروسية عن السلطات الأبخازية. وعلى الأرجح ان ذلك يتم استنادا إلى كتاب أبخازي صادر في نالتشيك باللغة الروسية في عام 2017، حيث تم نشر قائمة طويلة لأسماء العائلات الشركسية في الصفحات 441 – 446 واعتُبِرت جميعها من أصول أبخازية.[2]
— جدير بالذكر أن ديفيد داسانيا وأثناء زيارة له قام بها في سبتمبر/أيلول 2017 إلى منزل الناشط الشركسي رسلان غواشة بعد اطلاق سراحه من قبل الشرطة الروسية، وهو الذي كان قد اعتُقل وغُرِّمَ بسبب مشاركته –وزميل له– في مراسيم إقامة صلاة تذكارية في منطقة سوتشي الشركسية على أرواح الذين قضوا نحبهم دفاعًا عن وطنهم، التقى رئيس جمهورية قباردينو–بلكاريا السابق أرسين قانوقة، وعرض عليه ما وُصِفَ انه مشروع يهدف القيام بالدراسة والبحث والتواصل مع المهجر، فقال أحد الحاضرين أن السيد قانوقة تبرع له بمبلغ من المال لهذه الغاية.[3]
— وهكذا، عندما زار الأردن، كان قد أُعِدَّ له برنامجا خاصًا للقاء بعض الأشخاص 4] وزيارة المؤسسات الشركسية منها مدرسة الأمير حمزة.[5] وقد قام بتسجيل كافة اللقاءات والفعاليات التي أجراها على الفيديو، وهي متوفرة على يوتيوب.
— بالرغم من ذلك، لم يكن ممكنا عقد حوار معه من قِبل بعض أعضاء جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الأردنية.
— فيما يلي بعض أوقات الزيارات التي قام بها للأردن وتركيا ولبنان:
الأردن مايو/أيار 2018
تركيا يناير/كانون الثاني 2019
يوليو/تموز 2020
لبنان فبراير/شباط 2019 [6]
إن الخابزه (Khabza) الشركسية/الأديغية تعتبر منظومة القوانين الأخلاقية والآداب الإجتماعية التي يجب على جميع أفراد المجتمع، من دون استثناء، الالتزام بها في كل مكان وزمان. وينبغي أن تكون نقطة البداية التي ينطلق منها الجميع، وذلك وِفقًا لمبادئ الاحترام المتبادل. وأن يعمل كل من يتطوع للعمل العام بشكل لا يضر بمصالح الآخرين من حيث حرية العمل وفقًا للقوانين والأعراف المحلية، وحتى الإقليمية والدولية، بالنظر إلى أن الشتات الشركسي يعيش في أكثر من خمسين دولة حول العالم.
في الوقت ذاته، فإن شعوب القفقاس الأخرى لديها قوانينها ومبادئها الإجتماعية الخاصة بها، حيث تم وضع أوصاف وأسماء وألقاب مختلفة لقوانينهم. ومثال على ذلك هو اللقب الأبخازي لمنظومة قواعد الأخلاق المستخدمة لديهم وهو أبسوارا (Apsuara). ويعني كذلك، ”الهوية الوطنية وتأكيد الذات للشعب الأبخازي، وتتألف المنظومة من قانون غير مكتوب للمعرفة والقيم التقليدية، بما في ذلك المجموعة الكاملة للعادات والمبادئ والمفاهيم“.[7]
الخاتمة
ختاما، فإن من المنظور المنطقي، يجب ان يكون وضع الاستراتيجية وفقًا لحوار عقلاني بعيدا عن التهميش والشخصنة والتفرد والاقصاء والإنعزال حتى لا يؤدي ذلك إن حصل الى نتائج سلبية لا يستفيد منها أحد. ويجب على المشاركين في العمل المتضافر احترام خصوصية وميِّزة الآخرين. ليس من المجدي السماح لاي طرف الاستقواء من خلال إثارة الشبهات والفتن ونشر التضليل والإشاعات المغرضة ومحاولات إضفاء الضبابية على مواقف اطراف لها مواقفها القومية الثابتة على سبيل المثال. وسيؤدي العمل تحت مظلة مشتركة إلى اتضاح الرؤية والأمور ذات الصلة، وإلى عدم الانجرار الى ما لا تحمد عقباه. ويتعين ربط الاحداث لمعرفة المآلات.
يجب أن تكون الأمور مرنة، ومع ذلك، يجب أن تؤخذ على محمل الجد. حتى عندما نقول مجازًا أن الجميع في قارب واحد بالمعنى العام، فإن الوعي المجتمعي لا يستبعد ضرورة تحديد موقع القارب. وذلك لمعرفة الاتجاه المنوي التوجه إليه، بناءً على المسار المحدد والعوائق المحتملة، وبالتالي الوجهة التي يجب الإبحار إليها. لذلك، وكأولوية قصوى، يجب ألا يكون هناك تضارب في المصالح و/أو التباس في المعلومات. سيساعد ذلك، أولئك الموجودين في القارب الذين يشاركونهم نفس الاهتمامات، لأن المصالح المتضاربة في هذه الحالة ستكون ضارة للغاية وكارثية تضر بالجميع.
المراجع
[1] https://www.youtube.com/watch?v=kW0Ou4wNz88
[2] https://abkhazworld.com/aw/Pdf/Abaza_v_Kabarde_2017.pdf
[4] https://www.youtube.com/watch?v=6j9Z3_2z6VE&t=1s
[5] https://www.youtube.com/watch?v=GkYqvzLr8Gk&t=68s