الإستقلال الشركسي / الإمبراطورية الروسية ما بعد القيصرية (3) – من كتاب “شركيسيا: ولدت لتكون حرة” للكاتب عادل بشقوي

حضرات القُرّاء الأعزاء،

يتم هنا نشر جزء آخر من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ مترجم الى اللغة العربية، وسيتبع ذلك نشر أجزاء أخرى فيما بعد

عادل بشقوي


20 يوليو/تموز 2021

الإستقلال الشركسي

الفصل الثاني

الإمبراطورية الروسية ما بعد القيصرية (3)

PHOTO-2021-07-19-21-50-24

في التقرير الذي نشرته مجموعة حقوق الأقليات في أوروبا، تنص المادة 1.3.1 العمال المهاجرون:

يشمل الأشخاص من القوقاز، المهاجرين من كلا جنوب القوقاز وكذلك المهاجرين الداخليين (حاملي الجنسية الروسية ومعظمهم من شمال القوقاز الروسي). تتأثر هذه المجموعات بأشكال قاسية من سوء المعاملة، وتظل في معظمها غير مجهزة لإنهاء ظروف ضعفها. يمكن العثور على الأسباب في سياسة الدولة وأفعال مسؤولي إنفاذ القانون، الموضحة أدناه، جنبًا إلى جنب مع التحيز واسع النطاق وعميق الجذور ضد مجموعات عرقية مُعيّنة. ساهمت حروب الشيشان وحالات الأصولية الإسلامية في خلق شكوك تجاه الأشخاص المنحدرين من شمال القوقاز.199

إن اجتماع فريق الخبراء الدولي المعني بالشعوب الأصلية، أشار إلى المادتين 3 و 32 من إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية حول التنمية مع الثقافة والهوية (نيويورك ، 12-14 يناير/كانون الثاني 2010) ، وينص على ما يلي:

تعد روسيا واحدة من الدول متعددة الاثنيات في العالم على الرغم من حقيقة أن حوالي 80٪ من المواطنين يُعرّفون أنفسهم على أنهم روس. وهناك 200 مجموعة عرقية مقيمة على أراضي الفيدرالية الروسية، وباستثناء الشعب الروسي، يبلغ عدد سكان القوميات التالية حوالي مليون لكل منها، وهي: 

البورياتيين (buryats)، والياقوتيين (yakuts)، والباشكيريين (bashkirs)، والقلميقيين (kalmyks) وغيرها.

من الجيد أن يكون التقرير متفائلا، مما يشير إلى ما يجب أن يكون عليه الوضع في الفيدرالية الروسية، لكن ما يؤسف له أن الأمر ليس كذلك. وقد ذكر التقرير، أخيرا:

كانت الشعوب الأصلية تاريخيا تتمتع بالحكم الذاتي مع لغاتها وثقافاتها وقوانينها وتقاليدها؛

الشعوب الأصلية هي شعوب ومجتمعات مستقلة لها الحق في تقرير المصير بما في ذلك الحق في الاستقلال والحكم الذاتي والهوية؛

الحكم الذاتي وصنع القرار المستقل بشأن القضايا الإدارية والاقتصادية للشعوب الأصلية هي عناصر الاستقلال السياسي؛

إن أراضي الشعوب الأصلية والموارد الموجودة عليها حيوية لمعيشتهم وحياتهم الثقافية والروحية ولتحقيق وتنفيذ الاستقلال والحكم الذاتي. وينبغي ضمان هذه الأراضي والموارد للشعوب الأصلية من أجل ضمان عيشهم والتنمية المستدامة لمجتمعاتهم وثقافتهم.200

في شأن ذي صلة، نشر بول غوبل “نافذة على أوراسيا” في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 بعنوان: ”يريد الشراكسة اتباع نهج سخا (Sakha) وإعلان أمتهم بانها تُمثِّل السكان الأصليين في مقاطعة كراسنودار. وقد مضى أكثر من ست سنوات على نشر التقرير. في غضون ذلك، لا يزال العديد من شعوب الفيدرالية الروسية غير قادرين على الحصول على حق التمتع باعتماد مثل هذه اللوائح.

واصل النشطاء الشركس مطالبتهم بالحصول على الحقوق القانونية لأمتهم على قدم المساواة وعلى غرار ما يتمتع به الآخرين، بما يتوافق مع القواعد والأنظمة الرّوسيّة.

في سبتمبر/أيلول، نشر النشطاء الشركس على الإنترنت إعلانًا للتوقيع على بيان موجه إلى كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحكومة الفيدرالية الروسية، وإدارة مقاطعة كراسنودار، يدعونهم فيه إلى الاعتراف بالشركس (الأديغه) باعتبارهم السكان الأصليين في مقاطعة كراسنودار.201

بالنظر إلى المطالبات الشركسية، ذكر المعنيون الحقائق التاريخية المُثْبَتَة والمُوثّقة. لقد تم أخذ المواقع والمناطق وحتى بقية المنطقة من أصحابها الشرعيين. ولا تزال العديد من أسماء المواقع الجغرافية في وطنهم تشهد على ذلك.

وجاء في الالتماس أنغالبية المدن والأنهار في منطقة مقاطعة كراسنودار الساحلية للبحر الأسود تحمل أسماء أديغية، وقد عاش الأديغه هناك منذ زمن سحيق. حتى الآن، لم تعترف إدارة المقاطعة [بالشركس] على أنهم من السكان الأصليين . . . لا نحتاج إلى شيء سوى الاعتراف بهذه الحقيقة“.202

على الرغم من المآسي التي سبَّبَها الغزو الروسي، إلا أن هناك بعض النشطاء الشركس يحاولون مداواة جراح الماضي ونسيان ما حدث. ومع ذلك، لم تستجب السلطات الروسية لمطالبها المشروعة. وعلى ما يبدو، لا تزال العقلية الاستعمارية هي البوصلة التي تسترشد بها الدولة الروسية الحالية. ويستمر الإعلان: إذا تم منح هذا الاعتراف، فإن الشركسسيتمكنون من قلب صفحة التاريخ وبامتنان للمضي قدمًا! [هم] يحبون بلادهم وقد روجوا لشرفها في الرياضة وفي النزاعات العسكرية. الآن دع بلدنا العظيم يلتقيالشركس] في منتصف الطريق ويدرك هذه الحقيقة. يجب أن تنتصر العدالة! 203

وأشار الشركس إلى التصريحات الدولية القانونية، حيث استشهد غوبل بالمؤلف الروسي قوله،إنه يؤسس هذا الاستنتاج على شروط إعلان نوفمبر/تشرين الثاني 2011 بشأن {تقرير المصير وإقامة الدولة للشعب الشركسي الأصلي} الذي تم تبنِّيه على أنه الرد الشركسي على إعلان الأمم المتحدة لعام 2007 {بشأن حقوق الشعوب الأصلية}“.204

يتبع…

Share Button

اترك تعليقاً