بين الحقيقة والجدل

بين الحقيقة والجدل

عادل بشقوي

11 أغسطس/آب 2021


 

10436203_890100227669876_1373615213090258075_n

ربما يكون من الملائم والمفيد في الظروف الحالية رصد التحركات والأنشطة غير الملائمة ضد المطالبة باستعادة الحقوق الشركسية المغتصبة. يجب إدانة ذلك، خاصة فيما يتعلق بالتصريحات غير المسؤولة وغير اللائقة التي نُشرت في 20 يوليو/تموز 2020، في موقع (BuzzFeed)، حول مقابلة أجريت مؤخرًا في مايكوب، مع زاتي سونمس (Zaty Sonmes)، رئيساتحاد الجمعيات الثقافية الشركسية في أوروبا“ (FCCS)، و حاوتي سوخروكوف (Hauti Sokhrokov)، رئيسالجمعية الشركسية العالمية“ (ICA)، ومقرها في نالتشيك، في جمهورية قباردينو/بلكاريا.

لقد تضمنت المقابلة خداعًا مقصودًا يهدف إلى تضليل الشعب الشركسي في جميع أماكن تواجدهم (https://www.buzzfeed.com/samiadnan1000/the-head-of-the-fccs-condemned-the-anti-russian-ac-4e15bfd4b5 ). مع العلم أنه من المعروف والمؤكد أن المؤسسات الشركسية المستهدفة تتابع واجباتها عن طيب خاطربدافع الواجب القومي، من خلال استخدام الوسائل السلمية والقانونية، جنبًا إلى جنب مع جهود المساعدة الذاتية. ومع ذلك، هناك بعض الأطراف التي تعاود الظهور بين الحين والآخر بهدف التقليل من أهمية الحقوق الشركسية ومنها حق العودة إلى الوطن الشركسي.

ومع ذلك، فإن المعايير المقلوبة والمنطق الملتوي المستخدم لا يمثلان أي بادرة للاهتمام بالقضيّة الشركسية. فبدلاً من ذلك، أظهرت محاولات تلفيق لخداع المهتمين بالشؤون القومية الشركسية، والتنمر عليهم والإساءة إليهم، والذين عملوا بجد للكشف عن آلاف الوثائق والحقائق التي كانت مخفية في السابق، والتي حددت الجناة في نهاية الأمر.

تعرض هذه الشخصيات الموقف بشكل لافت للنظر. إنه مزيج من الكوميديا ​​السوداء والمسلسلات الهزلية المشوبة بمشاهد درامية وتصريحات كاذبة ضد الحقيقة والمنطق. والمثير للدهشة أنها تخلق تضاربًا غير متوازن يشوبه جلد الذات وسوء الظن بهدف بث الغيبة والنميمة والفتنة والأكاذيب والتناقضات.

لا يوجد سبب لتجاهل الحقائق والتغاضي عن أولئك الذين كانوا وراء غزو وتدمير شركيسيا وارتكاب الإبادة الجماعية والاحتلال الوحشي والتطهير العرقي والترحيل القسري. حتى لو أزعج ذلك بعض الأطراف المتورطة الذين لديهم الرغبة في تغيير هوية المجرمين الحقيقيين.

من حيث المبدأ، لا ينتهج الشركسسياسة معادية لروسيا، على هذا النحو؛ لكن من حقهم استعادة حقوقهم المغتصبة، التي فقدوها منذ الترحيل في عام 1864. وقال زاتي سونمس، إن الهدف هوالحفاظ على تاريخهم وثقافتهم ولغتهم، لكن يتحتم عليه أن يطالب بالتوازي، بمنح الحق المشروع في عودة الشركس إلى وطنهم دون قيد أو شرط، وفقًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان (10 ديسمبر/كانون الأول 1948). ويجب أن يؤدي هذا في نهاية المطاف إلى ممارسة حق تقرير المصير وفقًا للقوانين والأعراف الدولية.

هذه أزمة يحاول الروس التخلص منها عبر تصريحات مؤيديهم غير المسؤولة. كان ينبغي على زاتي استشارة شريكه حاوتي سوخروكوف، رئيس الجمعية الشركسية العالمية، الذي أعلن دعمه غير المشروط من كل قلبه وبذل روحه للاستفتاء على الدستور، الذي تم إجراؤه في روسيا في يوليو/تموز 2020، كونه كان عضوًا في اللجنة التي شكلها رئيس الفيدرالية الروسية لهذا الغرض.

الأفعال أعلى صوتاً من الأقوال“.

Share Button

اترك تعليقاً