التوظيف السياسي للقضية الشركسية

التوظيف السياسي للقضية الشركسية

عادل بشقوي

18 أغسطس/آب 2021

Steemit
Steemit

في ظل التوظيف السياسي غير المسبوق للقضية الشركسية وتداعياتها، تطرأ بين الفينة والأخرى معطيات وأفكار مستجدة تتوالى لإرباك المشهد، وذلك من مصادر مختلفة، وكأنّها تقول ما تقصد وتعني ما تقول.  

ليس من الغرابة بمكان بعد الآن أن تظهر الأكاذيب المصحوبة بالمعلومات الكاذبة والمضللة على وسائل الإعلام و/أو منصات التواصل الإجتماعي التي تُنشر من قبل مصادر دأبت طوال السنوات الماضية على استغفال الرأي العام في محاولات متكررة لمسح وطمس الذاكرة الشركسية. وللأسف الشديد تتعامى هذه الأطراف عن المطالبة باستعادة الحقوق الشركسية المشروعة التي يجب ألا يُستثنى أيٍ منها.

وكما يعلم القاصي والداني تصدر بين الحين والآخر تصريحات ليس لها ما يبررها، يدلي بها بعض الذين يدلون بآراء غير حكيمة، شكلًا و مضمونًا.

فهناك من يقف حجر عثرة ليس فقط لمنع المطالبة باستعادة الحقوق الشركسية المصادرة بوسائل قانونية مشروعة، بل كذلك في طريق من يحاولون المطالبة بها أو حتى توضيحها لمن يهمهم الأمر.

في هذا السياق، ليس من العدل والإنصاف ان يُقال حقوق أمتهم، لأنهم وضعوا انفسهم كليا في قالبٍ آخر لم يتمناه الكثيرين لهم أو لغيرهم.

لكن تأتي في سياق ما دأبت عليه بعض الأطراف التي تبحر بعكس اتجاه التيار، يهمها دغدغة مشاعر شخصيات متنفذة. إنها تقوم جهارًا نهارًا وعلى رؤوس الأشهاد، بالدوس هي نفسها على حقوق الأمة وقيمها الإنسانية والقومية والثقافية والاجتماعية والأخلاقية. وتقوم هذه الاطراف بتوجيه الاتهامات الباطلة جزافًا، وهي التي تنكر على المهتمين بالشأن الشركسي حرية العمل المنطلقة من واقع تواجد هؤلاء في بلدان تتوفر بها حرية ابداء الرأي والرأي الآخر التي سقفها السماء، وذلك باتباع وسائل قانونية، وإجراءات حضارية وأساليب ذات مصداقية عالية.

إن هذه الأطراف الاقصائية تضع القضية في أجواء ذات طابع استبدادي لتجعله سببا ومصدرا ملهما لها للمهاترات والتناقضات والتعديات الفاضحة، دون معايير ضابطة؛ بل وتتغاضى عن المطالبة باستعادة الحقوق المشروعة وفقا للقوانين والأعرف الدولية. إنّها تقوم بذكر ما يسبب التنازع وتجاهل الحقائق والوقائع المثبتة المتعلقة بالقضايا الجوهرية والحاسمة.

يجب على المتابعين لما يجري والمهتمين في الشأن الشركسي أن يشجبوا هذا التوظيف غير المبرر, وأن يحثّوا الحريصين على توحيد الجهود الخيّرة للدفاع عن حرية التعبير والعمل على إبقاء القضية الشركسية في نطاقها الحقوقي وإطارها القانوني وتعزيز مفهوم العمل في الشأن القومي الشركسي.

الأشخاص ليسوا مخلصين لك، هم مخلصين لاحتياجهم لك، بمجرد أن تتغير احتياجاتهم يتغير اخلاصهم لك“. (جبران خليل جبران)

Share Button

اترك تعليقاً