الحرب الروسية-الشركسية (1763–1864) / المعارك العسكرية – من كتاب “شركيسيا: ولدت لتكون حرة” للكاتب عادل بشقوي

حضرات القُرّاء الأعزاء،

يتم هنا نشر جزء آخر من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ مترجم الى اللغة العربية، وسيتبع ذلك نشر أجزاء أخرى فيما بعد

عادل بشقوي


31 أغسطس/آب 2021

الحرب الروسيةالشركسية (1763–1864)

الفصل الثالث

المعارك العسكرية

PHOTO-2021-08-31-11-53-31

كانت هناك خلال الحرب معالم مهمة تميزت بفترات مختلفة: ”الحرب الروسيةالتركية من 1768 – 1774 كانت بداية جهود روسيا للسيطرة الكاملة على شمال غرب القفقاس“.294

ذُكرتالمعارك العسكرية الرئيسيةحسب التسلسل الزمني التالي:

في الفترة 1763 – 1777، بالقرب من حصن موزدوك (Mezdagh)، بدأت الأعمال العسكرية ثم اجتاحت جميع الأراضي على طول نهر تيريك“.

استمرت العمليات العسكرية خلال فترة حكم الإمبراطورة كاترين الثانية،لكنها زادت على الأرجح“. لقدأرسلت جيشًا قوامه 120 ألف جندي إلى (القوقاز)“. وتابع المقال أنهخلال المعارك فقد الشركس 30.000 رجلوفي عام 1774، أرسلت ”الإمبراطورية العثمانية جيشًالمساعدةالشركس، لكن كان قد فات الأوان. فقد تمكن الرّوس من الاستيلاء على حوض نهر كوبان (Kuban) وشبه جزيرة تامان (Taman peninsula)“، ولم تتمكن تركيا مناستعادة أراضي السُّكَّان الأصليّين الشركس“.

لم يستسلم الشركس، ولكنأحدثوا العديد من التأثيراتضد الروس. ُذكِر أنقسمًا منهم حاول استعادة الأراضي التي كان قد تم الاستيلاء عليها، وجزءًا آخرهاجم كيزليار (Kizlar) وموزدوك (Mezdagh)“، حيث قامطرف ثالث بأعمال عسكرية في شبه جزيرة تامان بعد أن حاصرواالروس. أفادت أنباء عن وقوع ضحايا على الجانب الروسيفي سياق العمليات العسكريةوأنهم فقدواحوالي 10000 رجل“.

استمرت الخطط العسكرية في استهداف الأراضي الشركسية.

في عام 1776، أنشأ الجيش الروسي عدة حصون على نهر تيريك (Terek) لتطويق شركيسيا من الشمال. وفي غضون ذلك، تمكن الشركس من جمع جيش يتألف من 14000 جندي واستعادوا عدة حصون بعد أن أسروا الكثير من الجنود.

في عام 1793، سيطر الجنرال سوفوروف (Suvorov)،  على قبائل نوغاي (Noghay)، وتمكّن من الإستيلاء على أراضي الشابسوغ (Shapsoughs) والبجدوغ (Bzedoughs) الذين كانوا يعيشون على ضفاف نهر كوبان (Kuban).

تمت الإشارة إلى أنه في عام 1793، سيطر الجنرال سوفوروف علىقبائل نوغايوتم الاستيلاء على أراضي الشابسوغ والبجدوغ على نهر كوبان“.

لم يقبل الشركس التصرُّفات الرّوسيّة: فقدوجّه المجلس الوطني الشركسي مذكّرة إلى روسيا احتجاجًا على مثل تلك التحركات“.295

لطالما اطّلعت العناصر المختلفة في المجتمع الشركسي على الواقع بالطريقة الصعبة، خاصة أولئك الذين وثقوا في البداية بوعود الغزاة ضد شعبهم.

في عام 1804، حدث تمرد عام بين الفلاحين شمل تقريبًا جميع شعوب شمالغرب القفقاس، الذين طالبوا بإزالة المركز العسكري الروسي في كيسلوفودسك (Kislovodsk). وقعت معركة كبرى في 9 مايو/أيار بالقرب من نهر باكسان (Baksan) في قباردا الكبرى (Greater Kabarda). 

انسحب المتمردون الذين تفوق عليهم الروس بالعدد والعدة بشكل يرثى له إلى منطقة شيغيم (Chegem) في بلقاريا وأرسلوا مناشدات طلبا للتعزيزات من الأوسيتيين (Ossetians) والكاراشاي (Karachais). بعدها فشلت المفاوضات مع الروس، وفي 14 مايو/أيار اندلعت المعركة الحاسمة بين نهري شالوشكا (Shalushka) وشيغيم (Chegem). وقد شارك في هذه المعركة بما في ذلك القوات الروسية والقفقاسية، ما يقارب من 13000 مقاتل.296

لا توجد طريقة يمكن من خلالها كسب معركة إذا لم تكن هناك أنواع متماثلة من الأسلحة التي يستخدمها كلا الطرفين. ويؤثر ذلك على تأثير قوة أحد الأطراف عندما يستخدم الأسلحة القديمة والشخصية فقط: ”وبسبب مدفعيتهم، هزم الروس بسهولة قوات الفلاحين، وبعد ذلك دمر الروس 12 قرية في المنطقة. في 19 مايو/أيار، استسلم الفلاحون. استمرت حالة الاستياء والغليان، وفي 20 سبتمبر/أيلول، اشتبكت قوة قباردية قوامها 7000 فرد مع الروس، حيث خرج الروس منتصرين مرة أخرى“.297

جعلت التحالفات المختلفة التي أجراها الروس مع مختلف الفصائل من الممكن فرض خططهم لجعل الحياة صعبة على الجميع.

بقيت القوات الروسية في قباردا حتى ربيع عام 1805، في محاولة للقضاء على المقاومة، لكن اتضح أن الغضب ليس فقط من الوجود الروسي، ولكن كان أيضًا كبيرا من النظام الإقطاعي لدرجة أن العنف يمكن أن يندلع في أي وقت. فر العديد من القباردي إلى الضفة اليسرى لنهر كوبان بين نهري أوروب (Urup) و زلينشوك (Zelenchuck) بين الأباظة، بينما قاد الزعيم القباردي روسلامبيك ميسوست (Roslambek Misost) قوة شمالًا إلى كوما (Kuma) وأجبر الأباظة هناك، الذين لا يزالون موالين لسانت بطرسبورغ، على العودة إلى قباردا.298

يتبع…

Share Button

اترك تعليقاً