الاثنين 30 أغسطس/آب 2021
يُظهر استطلاع جديد أن ”أديغه خابزه“، مجموعة القيم والقوانين الشركسية، لا تزال تشكل تلك الأمة
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
4 سبتمبر/أيلول 2021
ستاونتون، 30 أغسطس/آب — أظهر استطلاع جديد أجراه معهد جمهورية أديغييا لأبحاث العلوم الإنسانية أن 59 في المائة من الشركس لديهم فهم تفصيلي للأديغه خابزه، وهو مجموعة القيم والقوانين التي تحدد سلوك أمتهم، و 39 في المائة منهم لديهم على الأقل فهم جزئي لها.
هذا يعني أن القانون التقليدي للشركس ليس نوعًا من الفضول الإثنوغرافي من الماضي ولكنه جزء حيوي من الحياة الشركسية حتى يومنا هذا، وهو الجزء الذي ساعدهم على مقاومة الروسنة والأسلمة والانحلال القومي، حسبما يقول آدم تليش (Adam Tleush)، مدير المعهد المشار إليه (natpressru.info/index.php?newsid=12558).
نظرًا لأن قلة من الأمم الأخرى إن وُجدت لديها أي شيء مشابه، كما يشير، فإن العديد من المراقبين لا يعرفون ماذا يفعلون بمدونة السلوك هذه أو كيفية دمجها في فهم الشركس الآن. بدلاً من ذلك، غالبًا ما يرفضون ذلك باعتبار أنّها شيئًا تقليديًا يزول في ظل ظروف الحداثة.
لكن الاستطلاع الجديد، الذي يُظهر أن 98 في المائة من الشركس، يستمرون في الحصول على المعلومات من خلاله، يُظهر أنه ليس قطعة أثرية تاريخية بل له تأثير قوي على الأمة الشركسية وأنه بدون فهمه لا يمكن فهم ما أسماه عادل بشقوي ”المعجزة الشركسية“.
وفي تقريره عن الاستطلاع الذي أجراه معهده، يشير تليش إلى أن 54 بالمائة ممن تم سؤالهم قالوا إنهم يتبعون على الأقل بعضًا من مبادئه و 42 بالمائة قالوا إنهم يحاولون الالتزام بها جميعًا. أربعة في المائة فقط يصرحون بأنهم لا يفعلون ذلك — و 1 في المائة فقط يقولون إنهم في الوقت الحالي لا يتفقون مع قيم أديغه خابزه.
قالت نسبة 24 في المائة من العينة إن اتباع مبادئ مدونة القيم لا يعرضهم لأية مشاكل، على الرغم من أن 50 في المائة قالوا إنهم يواجهون مشاكل في بعض الأحيان بسبب آراء الآخرين، وسبعة في المائة قالوا إن العيش وفقًا للأديغه خابزه اليوم هو ”صعب للغاية“.
وأظهرت مقارنة نتائج هذا الاستطلاع مع نتائج أخرى أجراها معهده في عام 2000 أن الشركس يظهرون القليل من الميل للتخلي عن مدونة القيم والقوانين. في عام 2000، قال 55 في المائة إنهم عاشوا وفقًا للأديغه خابزه في حياتهم اليومية بينما عاش هذا العام، 42 في المائة منهم فقط، وذلك بانخفاض قدره 13 في المائة على مدى جيل تقريبًا.
قد يكون الانخفاض الحقيقي أكبر حيث قد يرغب الكثيرون الآن في الإشارة إلى أنهم يتبعون هذا النظام خاصة عندما يتم سؤالهم عنه من قبل شركسي آخر كما كان الحال في الاستطلاع في الربيع الماضي. ولكن في الوقت نفسه، يقترح تليش، أن العديد من الشركس يثمِّنون قوانينهم القومية الآن أكثر من أي وقت مضى، وهو موقف يقول إنه ينتشر.
الشيء الوحيد الذي قد يكون مقيدًا هو أن العديد من الشركس ينظرون إلى الأديغه خابزه على أنها شيء ثابت إلى الأبد بدلاً من مجموعة مبادئ حية ومتطورة. لكن في الحقيقة، سواء في الماضي أو الآن، كما يقول الباحث، فإن التغيير جزء لا يتجزأ من القانون الشركسي ولا ينبغي استبعاده عن السيطرة.
”قواعد الأخلاق غير المؤسسية التي ينتمي إليها القانون الشركسي، تفسح المجال لمعايير الأخلاق والقانون المؤسسي“ في كثير من الحالات، كما يقول. و ”على سبيل المثال، يعتبر وضع والدته في منزل لكبار السن من وجهة نظر المعايير المؤسسية أمرًا قانونيًا تمامًا … لكن من وجهة نظر أديغه خابزه، يعد هذا تجديفًا وجريمة“.
هناك العديد من هذه التناقضات التي يجب على الشركسي أن يجتازها اليوم، وإيجاد توازن بين الاثنين ليس بالأمر السهل دائمًا. إن مجرد رفض المعايير الشركسية ليس خيارًا، لكن التصرف كما لو أنه لا يوجد شيء في آراء الآخرين يجب مراعاته ليس طريقة عملية للمضي قدمًا.
أحد الأسباب التي تجعل هذا التحدي صعبًا بشكل متزايد هو أن الطريقة التي ينتقل بها أديغه خابزه من جيل إلى آخر قد تغيرت. في الماضي، كان الشباب يعيشون مع آبائهم الذين أصروا على القانون. الآن، ”تُفضل العائلات الشابة العيش منفصلة ولم يتم العثور على قنوات جديدة لنقل العادات من جيل إلى آخر“.
يقول تليش: ”اللغة الشركسية كعنصر من عناصر جوهر أديغه خابزه نفسها على شفا أزمة مماثلة“. وللتغلب على كلتا الأزمتين يتطلب الأمر إلى ”جهود جبارة“ تتضمن إعادة تأكيد القيم الأساسية للأمة والاستعداد للنظر في تعديل بعض العناصر التقليدية التي هي ليست مركزية لما يعنيه أن تكون شركسيًا.
إن اتخاذ هذه الخيارات والتأكد من أنها مقبولة ليس من قبل الشركس فقط، ولكن من قبل الشعوب بما في ذلك الروس الذين يعيشون بينهم لن يكون سهلاً، ولكن ما لم يتم بذل جهد، سيجد الشركس أنفسهم في موقف دفاعي بدلاً من أن يكونوا في وضع يسمح لهم بذلك. وهي تتطور كأُمّة عصريّة ومزدهرة تسترشد بمنظومتها الفريدة.
المصدر: