حضرات القُرّاء الأعزاء،
يتم هنا نشر جزء آخر من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ مترجم الى اللغة العربية، وسيتبع ذلك نشر أجزاء أخرى فيما بعد
عادل بشقوي
21 ديسمبر/كانون الأول 2021
نظرة على الإبادة الجماعية الشركسية
الفصل الرّابع
اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها
الإبادة الجماعية هي جريمة منظمة تُرتكب ضد مجموعة من الناس، وفقًا للتعريف الوارد بعنوان ”الإعلان الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها 96 (د-1) المؤرخ في 11 ديسمبر/كانون الأول 1946“، وينص على أن ”الإبادة الجماعية جريمة بمقتضى القانون الدولي، تتعارض مع روح الأمم المتحدة وأهدافها ويدينها العالم المتمدن.661 ويرد التعريف القانوني الدولي للإبادة الجماعية في المادتين الثانية والثالثة من اتفاقية عام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
المادة 2 في هذه الاتفاقية، تعني الإبادة الجماعية أيا من الأفعال التالية، المرتكبة علي قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو اثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه:
(أ) قتل أعضاء من الجماعة،
(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة،
(ج) إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا،
(د) فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة،
(هـ) نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلي جماعة أخري.
المادة 3 يعاقب علي الأفعال التالية:
(أ) الإبادة الجماعية،
(ب) التآمر علي ارتكاب الإبادة الجماعية،
(ج) التحريض المباشر والعلني علي ارتكاب الإبادة الجماعية،
(د) محاولة ارتكاب الإبادة الجماعية،
(هـ) الاشتراك في الإبادة الجماعية.662
اعتبرت منظمة مراقبة الإبادة الجماعية، الحملة الدولية لإنهاء الإبادة الجماعية، أن “الإبادة الجماعية هي عملية تتطور في عشر مراحل يمكن التنبؤ بها ولكن لا مهرب منها. في كل مرحلة، يمكن للتدابير الوقائية أن توقفها. العملية ليست عمليّة متسلسلة، فقد تحدث المراحل في وقت واحد. ومنطقيا، يجب أن تسبق المراحل اللاحقة مراحل سابقة. لكن جميع المراحل تستمر في العمل طوال سير العملية“.663
حددت منظمة رصد الإبادة الجماعية، الحملة الدولية لإنهاء الإبادة الجماعية، 10 مراحل للإبادة الجماعية، حيث ذكرت أن ”الإنكار“ هو المرحلة الأخيرة. إنها ”المرحلة الأخيرة التي تستمر طوال فترة الإبادة الجماعية وتتبعها دائمًا. إنه من بين المؤشرات الأكيدة على وقوع المزيد من مذابح الإبادة الجماعية. إن مرتكبو الإبادة الجماعية ينبشون المقابر الجماعية ويحرقون الجثث ويحاولون التستر على الأدلة وترهيب الشهود. إنهم ينفون ارتكابهم أي جرائم، وغالباً ما يلومون الضحايا. إنهم يوقفون التحقيقات في الجرائم، ويستمرون في الحكم حتى يتم طردهم من السلطة بالقوة، وبالتالي يفرون إلى المنفى“.664
المسؤولية الروسية
الفيدراليّة الروسية، هي الدولة الخلف والوريثة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (USSR) وكذلك (الإمبراطورية الروسية) التي أدارها فلاديمير بوتين على مدار العشرين عامًا الماضية أو نحو ذلك.665
عدم سريان قيود قانون التقادم على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية
تقر ديباجة اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1968 بشأن عدم انطباق قيود قانون التقادم على جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية بأنه ”من الضروري وفي الوقت المناسب التأكيد في القانون الدولي، من خلال هذه الاتفاقية، على مبدأ عدم وجود فترة تقادم على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وضمان تطبيقها الشامل عالميًا“.666
تنص المادة 1 من اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1968 بشأن عدم انطباق القيود القانونية على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية على ما يلي:
لا يسري أي تقادم على الجرائم التالية بصرف النظر عن وقت ارتكابها:
(أ) جرائم الحرب الوارد تعريفها في النظام الأساسي لمحكمة نورمبرغ العسكرية الدولية الصادر في 8 أغسطس/آب 1945، والوارد تأكيدها في قراري الجمعية العامة للأمم المتحدة 3 (د–1) المؤرخ في 13 فبراير/شباط 1946 و95 (د–1) المؤرخ في 11 ديسمبر/كانون الأول 1946، ولا سيما “الجرائم الخطيرة” المذكورة في اتفاقية جنيف المعقودة في 12 أغسطس/آب 1949 لحماية ضحايا الحرب.
(ب) الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، سواء في زمن الحرب أو في زمن السلم، والوارد تعريفها في النظام الأساسي لمحكمة نورمبرغ العسكرية الدولية الصادر في 8 أغسطس/آب 1945، والوارد تأكيدها في قراري الجمعية العامة للأمم المتحدة 3 (د–1) المؤرخ في 13 فبراير/شباط 1946 و95 (د–1) المؤرخ في 11 ديسمبر/كانون الأول 1946، والطرد بالاعتداء المسلح أو الاحتلال، والأفعال المنافية للإنسانية والناجمة عن سياسة الفصل العنصري، وجريمة الإبادة الجماعية الوارد تعريفها في اتفاقية عام 1948 بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، حتى لو كانت الأفعال المذكورة لا تشكل إخلالاً بالقانون الداخلي للبلد الذي ارتكبت فيه.667
الفيدراليّة الرُّوسيّة
ينص مرسوم الفيدراليّة الروسية بشأن معاقبة مجرمي الحرب (1965) على أن ”المجرمين النازيين، المدانين بارتكاب أخطر الجرائم ضد السلام والإنسانية وجرائم الحرب، يخضعون للمقاضاة والعقاب، بغض النظر عن الوقت المنقضي بعد الجرائم المرتكبة“.
ينص القانون الجنائي للفيدراليّة الرّوسيّة (1996)، فيما يتعلق بالإعفاء المحتمل من المسؤولية الجنائية بسبب انقضاء قوانين التقادم، على ما يلي:
لا تسري فترات التقادم على الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم ضد السلام وأمن البشرية، على النحو المنصوص عليه في المواد 353 [التخطيط أو التحضير أو إطلاق العنان أو شن حرب عدوانية]، و 356 [استخدام وسائل وأساليب الحرب المحظورة]، و 357 [الإبادة جماعية] و 358 [إبادة البيئة الطبيعية] من هذه المدونة.668
لقد قالها دبليو إتش أودن (W. H. Auden) بشكل أفضل:
وقوع أفعال الظلم
بين غروب وشروق الشمس
كل واحد منها يضجع في التاريخ مثل العظام.
يتبع…