حضرات القُرّاء الأعزاء،
يتم هنا نشر جزء آخر من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ مترجم الى اللغة العربية، وسيتبع ذلك نشر أجزاء أخرى فيما بعد
عادل بشقوي
22 مارس/آذار 2022
ذكرى الحادي والعشرين من مايو/أيار
الفصل الثّامن
إرتباط الإبادة بيوم 21 مايو/أيار
ترتبط الإبادة الجماعية الشركسية بقضية “21 مايو/أيار” الرئيسية
الإبادة الجماعية الشركسية هي موضوع الاهتمام الذي يجب تسويته، وبالتالي يجب أن تتحمل الدولة الروسية المسؤولية عن جميع العواقب، حيث أن جريمة الإبادة الجماعية ضد الشركس قد استوفت ”العنصرين: النية والعمل“ حيث يقول التعريف، ”يُعد التخطيط للإبادة الجماعية أو التحريض عليها جريمة، حتى قبل بدء القتل، والعمل عبر المساعدة في الإبادة الجماعية أو التحريض عليها“ 889 ويجب أن يعترف الآخرون بالحقوق الشركسية 890 في الحصول على تعويضات مناسبة.
إن إحياء الذكرى، منذ العشرين من مايو/أيار 2011 يُذكِّر باعتراف البرلمان الجورجي بالإبادة الجماعية الشركسية، 891 والذي يشير إلى حقيقة قيام أول دولة عضو في الأمم المتحدة بإجراء دراسة أكاديمية للتاريخ الإقليمي والشركسي، تم إجراؤها من قبل الباحثين والمتخصصين بناءً على طلب اللجان المتخصصة ذات الصلة في برلمان جورجيا والتي توصّلت إلى الحقيقة المرة والقبيحة المتمثلة في حدوث الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والترحيل القسري. لقد تم استهداف الأمة الشركسية بأكملها. وفي موضوع ذي صلة، من الواجب واللائق أن نشكر الجورجيين الذين أقاموا وافتتحوا نصبًا تذكاريًا في بلدة أناكليا على ساحل البحر الأسود 892 وذلك في الحادي والعشرين من شهر مايو/أيار 2012، تخليداً لذكرى الضحايا الشركس.
في إشارة إلى إحياء ذكرى الحادي والعشرين من مايو/أيار، كتب جوشوا كيتنغ (Joshua Keating):
يوجد اليوم حوالي 3 إلى 5 ملايين شركسي يعيشون في الخارج وحوالي 700000 في القوقاز. كانت الحكومة الروسية ما بعد السوفييتية بطيئة في إدراك مدى ما حدث للجماعة وقاومت بشدة محاولات وصفها بأنها إبادة جماعية — فعلت الحكومة المناهضة لروسيا في جورجيا المجاورة ذلك، حيث أنّهُ في عام 2011 ظهرت القومية الشركسية على أنها مجرد امتداد آخر للحركة الإسلامية المتطرفة في المنطقة. ويحيي المجتمع الدولي ذكرى الإبادة الجماعية الشركسية كل يوم يصادف 21 مايو/أيار.893
في مثل هذا اليوم، 21 مايو/أيار 1864، أعلنت روسيا نهاية الحرب الروسية–الشركسية بعد حملة الأرض المحروقة التي بدأت في عام 1862 بقيادة الجنرال إفدوكيموف. عندما رفض الشعب الشركسي التحول من الإسلام إلى المسيحية، حيث أُجْبِر جميع السكان تقريبًا على التهجير من موطنهم في شمال القوقاز. فتم طرد أكثر من 1.5 مليون شركسي — 90٪ من مجموع السكان في ذلك الوقت. لقي معظم المُهجّرين حتفهم في الطريق، وهم من ضحايا المرض والجوع والإرهاق. تم تحديد هذا اليوم بيوم الحداد الشركسي ويعرف الحدث باسم الإبادة الجماعية الشركسية. وأقيمت أولمبياد سوتشي على الأرض الشركسية السابقة.894
الأنشطة والجهود الإيجابية
يبذل النشطاء الشركس قصارى جهدهم لإدارة التنسيق الجماعي للمجتمعات الشركسية في جميع أماكن وجودهم. فقد أسسوا العمل والتنسيق مع بعضهم البعض لتحقيق روح المشاركة في جميع أماكن الشتات الشركسي. تعتبر هذه القضية ذات أهمية كبرى في تطلعات ومساعي الشركس. إن إحياء ذكرى المأساة الشركسية في الحادي والعشرين من مايو/أيار من كل عام هو أحد تلك الأمور التي يتفق عليها الجميع تقريبًا.
مع العلم أن بعض الأطراف والأفراد يتعاملون مع هذا الموضوع وكأنه حدث عابر لا علاقة له بقضية بقاء وإبادة الأمة الشركسية.
في 21 مايو/أيار 2011 احتج الشركس أمام السفارات والقنصليات الروسية في الولايات المتحدة وتركيا وألمانيا وإسرائيل والأردن. منذ ذلك الحين، حظيت الحركة الشركسية المناهضة لسوتشي بالاهتمام تدريجيًا، بما في ذلك مقال نشرته وكالة رويترز للأنباء في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2011، وتنويه ذُكِر في مجلة تايم. وباستخدام وسائل الوسائط الاجتماعية مثل فيسبوك (Facebook) و تويتر (Twitter)، شكّل الشركس أيضًا شبكة من النشطاء المناهضين لسوتشي بلغ عددهم بالآلاف الذين كانوا يواصلون تنظيم الاحتجاجات والاجتماعات والمناقشات والتخطيط لها بشكل منتظم. وكانت المواقع الإلكترونية تنشر باللغات الإنجليزية والتركية والعربية والروسية والألمانية ولغات أخرى أخبار الحملة الشركسية لوقف أو على الأقل إلحاق الخزي والعار بسمعة ألعاب سوتشي.895
أظهر الشركس وأثبتوا إصرارهم على تأكيد بقائهم واستمراريتهم من أجل أن يكونوا أمة محترمة وذات كرامة ومن أجل الحفاظ على مكانتهم كَمُتَحَضِّرين ويتّسِمون بالاحترام. يجب مراعاة الحقوق المغتصبة والمصادرة واستعادتها وفقا للمعلومات الموثقة، والاعتماد على الصلات والعلاقات الطيبة مع الشعوب والدول الصديقة لاستعادة حقوقها واستعادتها وفق القرارات والأنظمة الدولية ذات الصلة:
— تنص ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على ”الإقرار بما لجميع أعضاء الأسرة البشرية من كرامة أصيلة فيهم، ومن حقوق متساوية وثابتة، يشكل أساس الحرية والعدل والسلام في العالم“.896
— تشير حقوق الأمم المتحدة للشعوب والأمم الأصلية إلى أن {الدول ”رحّبت [ترحب] باعتماد إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية الذي له تأثير إيجابي على حماية الضحايا {حثت [تحث] الدول على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لإعمال حقوق الشعوب الأصلية وفقا للصكوك الدولية لحقوق الإنسان دون تمييز. . .“} .897
— إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، ”وإدراكا منها لضرورة تهيئة ظروف الاستقرار والرفاهية والعلاقات السلمية والودية القائمة على احترام مبادئ المساواة في الحقوق وتقرير المصير لجميع الشعوب، والاحترام والمراعاة العالميين لحقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين“.898
- في نص القانون الدولي: “القانون الدولي يحدد المسؤوليات القانونية للدول في سلوكها مع بعضها البعض، ومعاملتها للأفراد داخل حدود الدولة. ويشمل مجالها مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام الدولي مثل حقوق الإنسان، ونزع السلاح، والجريمة الدولية، واللاجئين، والهجرة، ومشاكل الجنسية، ومعاملة السجناء، واستخدام القوة، وسير الحرب، من بين أمور أخرى. كما أنه ينظم الموارد العالمية المشتركة، مثل البيئة والتنمية المستدامة والمياه الدولية والفضاء الخارجي والاتصالات الدّولية والتجارة العالمية“.899
يتبع…