حضرات القُرّاء الأعزاء،
يتم هنا نشر جزء آخر من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ مترجم الى اللغة العربية، وسيتبع ذلك نشر أجزاء أخرى فيما بعد
عادل بشقوي
01 أبريل/نيسان 2022
ذكرى الحادي والعشرين من مايو/أيار
الفصل الثّامن
محاولات موسكو لإعاقة الشركس
كان لعنوان ”تسعى موسكو لمنع الشراكسة في العاصمة الروسية من إحياء ذكرى الإبادة الجماعية“ لمقال بقلم بول غوبل، أوضح فيه ما وصفه بمحاولات موسكو لتكميم الأفواه ومنع النشطاء من إحياء ذكرى نهاية الحرب الروسية–الشركسية.913
تضمنت مقدمة المقال لوحة وشرح.
تُصوّر اللوحة ”سكان الجبال يغادرون قريتهم“ للرّسّام بيتر غروزينسكي (Petr Gruzinsky) فتظهر ترحيل الشركس، وهم السكان الأصليين في المنطقة من وطنهم في نهاية الحرب الروسية–الشركسية من قبل روسيا المنتصرة. بدأ الطرد قبل نهاية الحرب في عام 1864 واكتمل معظمه بحلول عام 1867. وكان معظم الأشخاص المعنيين هم الشركس (الأديغه) والأوبيخ والأبخاز والأباظة. (الصورة: ويكيميديا) 914
ويوضح المقال،
على مدى عقود، احتفل الشركس بيوم 21 مايو/أيار باعتباره يوم الحزن، وهو الذكرى السنوية لطردهم من روسيا (وطنهم) في عام 1864، وهو حدث يعتبره الكثيرون بمثابة إبادة جماعية. فإلى وقت قريب، كانوا يفعلون ذلك بشكل خاص فقط ولكن ابتداءً من عام 1989، أقاموا فعاليات عامة في شمال القوقاز لإحياء الذكرى، وقبل ثلاث سنوات، بدأوا القيام بذلك في موسكو أيضًا.
وأفاد غوبل:
لكن على عكس عامي 2014 و 2015، رفضت سلطات موسكو هذا العام السماح بإحياء الذكرى، ورفضت كذلك العديد من الطلبات، وأوضحت في البعض منها أن هذا الرفض يعود فقط إلى تضارب في المواعيد. فالشّركس غير متأكدين مما إذا كانوا يُصدّقون ما يقال لهم، لكنهم مستاءون ويخشون أن ذلك يشير إلى مزيد من الإهمال لقضاياهم وإلى المزيد من قمع نشطائهم.916
وأكمل:
مع ذلك، فمن المحتمل تمامًا أن تندم موسكو على تصرفها لأنه من المرجح بأن ذلك سينشط الشركس. كما أشار أحد النشطاء الشّركس، عندما حاول المسؤولون في شمال القوقاز منع مثل هذه المظاهرات، أدى ذلك فقط إلى مشاركة المزيد من الشركس في المظاهرات غير الرسمية للمطالبة بمعالجة قضاياهم.917
وخلص المقال:
أضاف ذلك الناشط الشركسي بشكل واضح أن الشركس قد لعبوا بعناية القواعد القانونية في طلب الإذن لفعاليات إحياء الذكرى وأن ”الحظر على تنفيذ مثل هذا الإجراءات سيكون له تأثير معاكس“، لا سيما بالنظر إلى أن السلطات الروسية ترفض الآن معالجة الشُّؤون الشركسية باعتبارها مشروعة، ولكنها بدلاً من ذلك تصفها بأنها من عمل القُوى الأجْنبية.918
نشر موقع أديغه هيكو (Adyghe Heku) مقالًا حول رفض السلطات الروسية إقامة فعالية إحياء يوم الذكرى الشركسي في الحادي والعشرين من شهر مايو/أيار 2016. وقد ربط الخبراء رفض إقامة يوم الذكرى الشركسي بتجاهل آثار حرب القفقاس.919
علاوة على ذلك، اعتقلت السلطات الروسية في موسكو ثمانية نشطاء شراكسة في أحدى محطات المترو لقيامهم بتوزيع شرائط تذكارية ليوم الذكرى والحزن الشركسي. تم توزيع الشريط لإحياء ذكرى ضحايا الحرب المُهلِكة التي انتهت في الحادي والعشرين من شهر مايو/أيار من عام 1864. لكن بعد ساعات قليلة تم إطلاق سراحهم.
قام بيسلان توفيج (Beslan Teuvezh) {Teuvazhev} والناشطون الآخرون بتوزيع شرائط على أصدقائهم ومعارفهم، لكنهم اتُّهِموا بالمشاركة في مسيرة غير مصرح بها. وفي وقت سابق، منعت وزارة الداخلية في العاصمة الروسية، بيسلان توفيج وأصدقائه من محاولة استضافة مسيرة حداد في يوم الذكرى والحزن على الضحايا الشركس.920
بيان وزارة الخارجية التركية
نشر موقع وزارة الخارجية التركية ”بيانًا للمتحدث باسم وزارة الخارجية، تانجو بيلجيتش (Tanju Bilgiç)، رداً على سؤال يتعلق بذكرى النفي الشركسي“. وهذا يدل على تغيير تركي إيجابي في التعامل مع القضيّة الشّركسية، على الرغم من أنها لم تعالج بعد القضايا الجوهرية للقضيّة الشركسية.
وقال المتحدث: ”إبّان المعارك التي وقعت خلال غزو القوقاز من قبل روسيا القيصرية طوال القرن التاسع عشر ونتيجة للقمع والاضطهاد الذي أعقب ذلك، فقد مئات الآلاف من القوقازيين حياتهم وهاجر معظم الناجون إلى الأناضول“.921
وتابع: ”هذه الكارثة العظيمة، معروفة باسم {المنفى الشركسي} في التاريخ ويجري احيائها كل عام في يوم 21 مايو/أيار، وهي محفورة في ذاكرة شعوب القوقاز، الذين تم نفيهم من وطنهم، وفتحوا جروحًا عميقة في قلوبهم. نحن نحيي ذكرى أولئك الذين فقدوا أرواحهم في هذه الفظائع التي تشكل واحدة من أعظم المذابح في تاريخ البشرية“.922
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة ”ديلي صباح“ (Daily Sabah) التركية على موقعها الإلكتروني، أن ”وزارة الخارجية التركية تُحْيي ذكرى {المنفى الشركسي الكبير}. وذكرت صحيفة ديلي صباح، ” أحيت وزارة الخارجية الذكرى الـ 152 لـ ”المنفى الشركسي الكبير“، حيث أن ذلك تزامن مع يوم 21 مايو/أيار. وتم ذكر ”البيان المكتوب“ المشار إليه أعلاه والصادر عن موقع وزارة الخارجية على شبكة الإنترنت.923
يتبع…