حضرات القُرّاء الأعزاء،
يتم هنا نشر جزء آخر من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ مترجم الى اللغة العربية، وسيتبع ذلك نشر أجزاء أخرى فيما بعد
عادل بشقوي
17 مايو/أيار 2022
النشاط السياسي الشركسي
الفصل العاشر
التنمية الايجابية لحرية الامم والافراد
يجب زيادة الوعي وتكثيفه، والذي سيتم تحقيقه من خلال نقل المعلومات عن حقيقة ما حدث في شركيسيا وما هي النتائج، والتي أدت إلى النفي القسري لمعظم الشركس. في هذا الصدد، أثبتت دراسة حديثة نُشرت مؤخرًا أن الشركس يعيشون في 52 دولة في عالم اليوم.
من الضروري العثور على وسائل الإعلام المستقلة، لا سيما وجود وكالة أنباء نشطة. يجب إنشاء محطات إذاعية وتليفزيونية فضائية، ومواقع إلكترونية، وحتى وسائل للتواصل الاجتماعي التي تتعامل مع النصوص المكتوبة والمنشورة والصوت والفيديو، والتي يجب أن يديرها أولئك الذين يُكرِّسون أنفسهم للقضيّة الشركسية.
يجب نشر المعلومات الشفافة والعادلة والموثوقة التي تعكس الواقع ونشرها وبثها على التلفزيون لمواصلة إبلاغ جميع المهتمين بمعرفة وفهم كل ما يتعلق بشركيسيا والشركس.
يعتبر إنشاء مركز قومي موحد للبحوث والدراسات ضروري لجمع والتقاط ونشر كافة المعلومات المتاحة من جميع المصادر المختلفة المتاحة للاستفادة من المراجع اللازمة. يجب أن ينشر هذا المركز معلومات من مصادر مطبوعة ورقمية.
يجب الحفاظ على الثقافة الشركسية، بجميع مشتقاتها، وإنشاء أرشفة مناسبة. يجب الاهتمام باللغة الأديغية بكل لهجاتها ومكوناتها، بالإضافة إلى تبني العلماء والباحثين المهتمين والمهنيين للتواصل والتحدث المتبادل مع جميع المجتمعات الشركسية، لوضع خطط وبرامج لإحياء اللغة وتعليمها. يجب أيضًا إجراء دراسة وبحث حول الأبجدية، لإمكانية استخدام الأبجدية اللاتينية، إذا كان ذلك مناسبًا.
إيرينا بوكوفا (Irina Bokova)، المديرة العامّة لليونسكو (UNESCO Director General) قالت بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم (International Mother Language Day)، الذي يصادف في 21 فبراير/شباط من كل عام، بأن ”اللغات الأم في نهج متعدد اللغات هي مكونات أساسية للتعليم الجيد، الذي هو في حد ذاته الأساس لتمكين النساء والرجال ومجتمعاتهم“.1036 قال الراحل نيلسون مانديلا، ”يجب ضمان حقوق كل مواطن في لغته وثقافته ودينه“.1037
يمكن اعتبار أمثلة كوسوفو وتيمور الشرقية بأنّها ترمز إلى شمال القوقاز، حيث لا ينبغي استبعاد شركيسيا، بمعنى السماح للأمم المختلفة بممارسة حق تقرير المصير واختيار أسلوب حياتها وحكومتها. قال مراد برزيغوف {برزج} (Murat Berzegov)، رئيس الكونغرس الشركسي، ”في رأينا، تحاول السلطات خطأ حل مشاكل القوقاز بشكل متقطع، متناسية أن القوقاز هو كل لا يتجزأ“. وأضاف: ”من المستحيل حل القضيّة الأبخازية، على سبيل المثال، بشكل منفصل عن القضيّة الشّركسيّة“.1038
بيان صادر عن المجلس الشركسي العالمي (ICC)
أصدر المجلس الشركسي العالمي (ICC) بيانًا بعنوان ”الواجب المقدس للشركس“ بتاريخ 2 يونيو/حزيران 2014 تناول بعض القضايا المتأصّلة في المجتمعات الشركسية.
وذكر البيان أن ”الدفاع عن الكرامة والحقيقة والشرف هو دائمًا واجب أولئك الأشخاص الذين يذخرون بالعزة والناس الشرفاء، لكن أولئك الذين لا يعرفون معنى الكرامة، لا يُقَدِّرون الحرِّيَّة واحترام الذات والكرامة القوميّة. وبما أن الكرامة هي إحدى أهم عناصر الشخصية الشركسية، فإن صفات الكياسة والتهذيب تعتبر علامة على المهابة والاحترام. قال ألبرت أينشتاين: ”إذا بقيت صامتًا، فسأكون مذنباً بالتواطؤ“.1039
وتحدث البيان عن جوانب مختلفة فيما يتعلق بالمتاعب والصعوبات التي يمكن مواجهتها، بينما شدد على تداعيات الحرب الروسية–الشركسية. واعتبر أن ”مشاركة وإثارة المخاوف الشركسية لا تقتصر على و/أو يتم التلاعب بها من قبل بعض الأفراد أو الجماعات أو مجتمعات الشتات أو مجتمعات الوطن!“ حيث يتم التنبيه للاحتمالات على النحو التالي: ”أولئك الذين يريدون البقاء في سبات عميق، سوف يُطَبّقون عليهم ما قاله نورمان بيل (Norman Peale): {لا تأخذ معك الغد للنوم!“1040
ووفقًا للبيان، أشارت القوة الدافعة إلى أنّهُ ”يجب أن يكون التحرك الوحيد المسموح به هو اتجاه واحد فقط للمضي قدمًا، مما يجعل الشركس يبذلون جهودهم لإنهاء جميع العواقب السلبية لمآسي ظروفهم الكارثية بإطار شركسي صلب يعتمد على تأكيد الهوية الشركسية في إطار إنكار الذات وأجندة قومية شفافة تمنع قبول أي ”وكيل“ لديه حافزًا لبلوغ طموحه ونموذجًا من المعلومات والإشاعات الكاذبة.1041
وتم إضافة تعبير حازم: ”إن الإنتقال والتوجيه ضد المصالح الشركسية أمر غير مقبول بأي شكل من الأشكال، ولن يتم التسامح مع إصرار أي شخص على الاستمرار في ذر ونفث الدعاية العدوانية والسامة والأكاذيب والشائعات هنا أو هناك“. ثم أشار إلى أولئك الذين يعارضون استعادة الحقوق الشركسية، ”الذين يحافظون على نفس المصالح الإستعمارية وسياسات الإنكار والتخويف والإهمال والاستيعاب والمضايقات والمحافظة على الوضع الراهن“.1042
وقد تم تقديم هذا الإستنتاج: ”إن إحياء ذكرى نهاية الحرب الروسية–الشركسية في 21 مايو/أيار من كل عام، والذي يُذكِّر بالماضي لإدارة الحاضر والتخطيط للمستقبل، هو التزام يقع على كاهل غالبية الشركس، ولن يتوقّفوا عنه سواء رضيت روسيا وحلفاءها بذلك أم أبوا. وقد عرف الشركس بعد التجربة أنه: ”اذا أردت أن يتم الشىء على أكمل وجه فافعله بنفسك“.1043
إدانة اغتيال بوريس نيمتسوف
في 28 فبراير/شباط 2015، صدر بيان نيابة عن الشركس، لإدانة مقتل زعيم المعارضة الروسية، بوريس نيمتسوف (Boris Nemtsov). وقد أظهر البيان التزامهم بقدسية الحياة البشرية ورفضهم للعنف لتحقيق أغراض سياسية. وأكد البيان رفضهم للتكتيكات القمعية واحترامهم للقانون الدولي، بالإضافة إلى حقوق الإنسان مهما كان العرق أو الأصل أو الدين.1044
فيما يلي البيان الذي وقعه كاتب هذه السطور وإياد يوغار رئيس المجلس الشركسي العالمي:
يشعر المجلس الشركسي العالمي (ICC) بالصدمة والحزن، ويدين بشدة القتل الوحشي للسياسي المعارض الروسي البارز بوريس نيمتسوف. فقد وقعت جريمة القتل على جسر بولشوي كاميني (Bolshoy Kamenny Bridge) بالقرب من الكرملين بوسط موسكو. كان المتوفى مُصْلِحًا اقتصاديًا بينما كان حاكمًا لإحدى أكبر مدن روسيا، نيجني نوفغورود (Nizhny Novgorod)، ونائب رئيس الوزراء السابق في عهد الرئيس الراحل بوريس يلتسين (Boris Yeltsin) في التسعينيات من القرن الماضي، وهو من أشد المنتقدين للوضع الحالي في روسيا. وأثناء سيره على الرصيف، أصيب السيد بوريس نيمتسوف بأربع رصاصات على ظهره وواجه موتًا مأساويًا لا مفر منه مساء يوم 27 فبراير/شباط، حيث كان قد قال في مقابلة أجريت معه مؤخرًا إنه يخشى أن يُقتل بسبب معارضته للحرب في أوكرانيا.
كما يبدو أن الجريمة الفظيعة جاءت لإرباك المشهد في صفوف المعارضة الروسية، فإن المجلس الشركسي العالمي ومعاونيه وداعميه في الوطن والشتات يتقدمون بأصدق تعازيهم ومواساتهم إلى زوجة السيد نيمتسوف وأبنائه الأربعة وعائلته وأصدقائه وزملائه، متمنين تقديم الجناة للعدالة، وإنزال العقوبة المناسبة بهم، وإتباع الإجراءات والقيم الديمقراطية، وستظل المهمة الرئيسية هي تحقيق الأساليب والوسائل السلمية والحضارية في جميع أرجاء المجتمع المدني.
كان يعتقد الراحل السيد نيمتسوف دائمًا أن روسيا يمكن أن تتغير من الداخل ومن دون عنف، فقد تحدّث قبل ساعات قليلة من وقوع الجريمة مع راديو إيكو موسكو (Ekho Moskvy Radio) داعياً سكان موسكو لحضور مسيرة معارضة، والتي كان من المقرر إجراؤها يوم الأحد، ويبدو أن جريمة القتل وقعت تحسباً لمنع الناس من التعبير عن الرأي العام بحرية وبطريقة سلمية وديمقراطية. لقد كان رجل سلام حيث توفي قبل مسيرة موسكو ضد الحرب في أوكرانيا التي كان يروج لها بنشاط.
يجب أن تلفت هذه الجريمة الوحشية الشنيعة الانتباه إلى المعاناة الإنسانية التي عانى منها العديد من الشعوب والأمم التي حُكِمت مباشرة من قبل موسكو، حيث أن الأمة الشركسية هي إحداها، وهي غير قادرة على نيل حقوقها المصادرة وتتطلع إلى معاملتها وفقًا لقيم حقوق الإنسان الصحيحة، والقوانين والأعراف الدولية. إنها حلقة حزينة تُذكِّر بمآسي مئات الصحفيين والمحامين والمثقفين والسياسيين ونشطاء حقوق الإنسان مثل آنا بوليتكوفسكايا (Anna Politkovskaya) وأناستاسيا بابوروفا (Anastasiya Baburova) وناتاليا إستيميروفا (Natalya Estemirova) وأحمدنبي أحمد نبييف (Akhmednabi Akhmednabiyev) وجميع الضحايا الذين لقوا حتفهم بسبب مبادئهم السامية التي اعتنقوها، بينما في معظم الأوقات لا يتم القبض على الجناة الحقيقيين أو معاقبتهم.
ويضم المجلس الشركسي العالمي صوته إلى أصوات النشطاء والقوى والكيانات الديمقراطية والمحبة للسلام لدعوة المجتمع الروسي للعمل وفق صوت العقل، آملين أن المجتمع الدولي، سوف يتدخل لتعزيز جهود احترام الحياة البشرية، والتي يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار ضد القتل والقمع والجرائم التي لا تزال مستمرة، في كل من المركز أو في المناطق، وسواء ضد الأفراد أو الشُّعوب أو الأُمم.1045
يتبع…