النشاط السياسي الشركسي – التزوير الروسي يجرؤ على مهاجمة النشاط الشركسي — من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ للكاتب عادل بشقوي

حضرات القُرّاء الأعزاء،

يتم هنا نشر جزء آخر من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ مترجم الى اللغة العربية، وسيتبع ذلك نشر أجزاء أخرى فيما بعد

عادل بشقوي


27 مايو/أيار 2022

النشاط السياسي الشركسي

الفصل العاشر

التزوير الروسي يجرؤ على مهاجمة النشاط الشركسي

PHOTO-2022-05-26-19-53-54

وكانت منظمةوطنيو شركيسيا“ (Patriots of Circassia) قد أرسلت شكاوى لمنظمات حقوقية دولية، فيما يتعلق بالناشط الشركسي عدنان خواد (Adnan Khuade). فقد تم القبض عليه ولفقت له الشرطة الروسية وجهاز الأمن الفيدرالي (FSB) التهم لاعتقاله بغرض قمعه وإهانته.

ليس من المستغرب أن يتعرض الشركس للإهانة وسوء المعاملة من قبل السلطات الروسية. فإنّهُ لا تلوح في الأفق نهاية لإبطاء أو وقف سلسلة انتهاكات حقوق الإنسان؛ إنّهُ على العكس من ذلك، فهي تزداد وتصبح أكثر تعقيدًا وقمعية. أصدر وطنيو شركيسيا بيانًا ذكر فيه حقيقة ”قمع روسيا غير القانوني لعدنان خواد (Adnan Khuade)، وهو مدافع عن حقوق الإنسان فيما يتعلق بالشركس“.1062

وجاء في البيان:

كما هو معروف على نطاق واسع من قبل الجمهور، فإن قوات الأمن الروسية، بما في ذلك جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، تحافظ بشكل دائم على حملة من المضايقات ضد عدنان خواد الذي عاد إلى وطنه ليقيم في مدينة مايكوب، وهو الشخصية الشركسية العامة والناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق الأقليات فيما يخص الشركس. ويتعرض عدنان خواد للمقاضاة والتحقيق والاحتجاز باستمرار من قبل السلطات الروسية للترهيب بهدف حِرمانهِ من النضال من أجل الحقوق الشركسية أمام الرأي العام في روسيا. الأدوات المذكورة المحجوبة بما يسمى بالأشكال القانونية تستند بالكامل إلى إدانات وهمية مثل مخالفة قانون المستهلك.1063

وأضاف البيان: سابقًا، تم اعتقال عدنان خواد وحكم عليه عدة مرات لأسباب سياسية، على سبيل المثال، للضغط على الاحتجاجات التي كانت تجري ضد أولمبياد سوتشي، العاصمة التاريخية الشركسية، وتم اعتقال مجموعة من النشطاء الشركس من بينهم عدنان خواد“ (https://www.hrw. org/news/2013/12/18/russia-new-harassment-olympic-critics)“.1064

ثم أكمل،

من أمثلة القمع والتهم الباطلة التي حدثت في 15 / 12 / 2015، جاء ضباط جهاز الأمن الفيدرالي الرّوسي إلى متجر السجاد، الّذي يملكه عدنان خواد، تحت غطاء التحقيق من أجل حماية حقوق المستهلك، وارتكبوا العنف ضدّهُ وضد ابنته وموظفه عنده، لكن بعد ذلك اتهم ضباط الأمن عدنان خواد وابنته وموظفته بأنّهم انهالوا بالضرب على أحد أفراد قوات الأمن. وبموجب هذا الاتهام المثير للاهتمام، أصدرت المحكمة أحكامًا عليهم وحُكم عليهم بالسجن.1065

بعد البيان، تم ذكر ملخص للقضيّة الشركسية لإعطاء فكرة موجزة عن سلسلة الأحداث التي وقعت عندما غزت الإمبراطورية الروسية شركيسيا. وذكّر بأن روسيا قامت بعمليات إبادة جماعية وترحيل قسري ضد معظم الشركس، ووصل الأمر اليوم إلى رفض روسيا السماح لشراكسة سوريا بالعودة وإعادة التّوطُّن في وطنهم التاريخي.

مخاطبة منظمات حقوق الإنسان

يُلاحَظ مثال على الطُّغيان الحديث من خلال الاحتجاز المستبد المفتوح الذي تقوم به الشرطة المحلية وجهاز الأمن الفيدرالي الرّوسي في جمهورية أديغيا. هناك إجراءات تعسفية مستمرة ضد أفراد من الشعوب الأصلية باتباع وسائل احتيالية.

وقد نشر موقع وطنيو شركيسيا (PATRIOTS OF CIRCASSIA) الإلكتروني نسخا من وثائق تم إرسالها إلى منظمات دولية بارزة في مجال حقوق الإنسان. وقد اعتبرت الوثائق ما جرى قمعًا غير قانوني للناشط الشركسي عدنان خواد من قبل السلطات المحلية الروسية. وقد تم إدراج أسماء  المنظمات على أنها:منظمة العفو الدولية (Amnesty International)، وهيومن رايتس ووتش (Human Rights Watch)، ومؤسسة حقوق الإنسان (Human Rights Foundation)، والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان (FIDH)“.1066

استندت الطلبات ذات الصلة التي أُرسلت لهذه المنظمات ما يتعلق بالاعتقال التعسفي وجلسات المحاكمة الصورية التي تعرض لها خواد إلى مزاعم كاذبة في جوهرها ولم يتم إثباتها من الناحية القانونية.

كما هو معروف من قبل الجمهور، فإن قوات الأمن الروسية، بما في ذلك جهاز الأمن الفيدرالي، تحافظ بشكل دائم على حملة من المضايقات ضد عدنان خواد الذي عاد إلى وطنه واقام في مدينة مايكوب، وهو شخصية عامة شركسية وناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق الأقليات. يتعرض عدنان خواد للمقاضاة والتحقيق والاحتجاز باستمرار من قبل السلطات الروسية بهدف الترهيب لحرمانه من النضال من أجل الحقوق الشركسية أمام الرأي العام في روسيا. الأدوات المذكورة المحجوبة بما يسمى بالأشكال القانونية تستند بالكامل إلى إدانات وهمية مثل خرق قانون المستهلك.1067

أيضًا، قام المكتب المحلي لجهاز الأمن الفيدرالي (FSB) بمقاضاة خواد من جانبه بالإضافة إلى التهم التي تم ذكرها في البداية. في الأساس، تم اتهامه زوراً وبهتانا، وذلك بهدف إبقاء المتهم في السجن وكذلك حمل المحكمة على إصدار حكم لإبقائه في السجن لأطول فترة ممكنة.

عشية يوم 21 مايو/أيار 2016، أي يوم الحداد في ذكرى مرور 152 عامًا على الإبادة الجماعية والإبعاد القسري إلى المنفى، تم اعتقاله بحجة وجود مخالفة مرور قديمة وتجاوز إشارة المرور الحمراء، لكن وفقًا لشهود عيان ضيوف قادمين من فنلندا لزيارته، فقد قالوا بأن ذلك لم يحدث.

بتاريخ 05 / 05 / 2016، أوقف شرطي مرور سيارته التي كان يستقلها شهود العيان، ثم حضرت وحدات شرطة إضافية، و 8 سيارات شرطة بالكامل، فاحتجزت عدنان خواد، وحكمت عليه المحكمة بالسجن 15 يومًا بتاريخ 06 / 05 / 2016. ومع ذلك، فإن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يتآمر على اتهامه بتقديم رشوة لشرطي. وتصل عقوبتها الى السجن ستة أشهر على الأقل إضافة إلى 15 يوما المذكورة آنفًا.1068

أشارت الرسائل الموجهة إلى منظمات حقوق الإنسان إلى مقال عدائي نُشر في مجلة سوفيتسكايا أديغي (Sovetskaya Adige Journal). وذُكِرَ فيه أن خواد تعرض للهجوم والانتقادفي عدد المجلة الصادر بتاريخ 02 / 02 / 2016 (http://советская-адыгея.рф/index.php/bezopasnost/6064-po-kovrovoj- dorozhke-vrazhdy)“. وكانت الاتهامات تتعارض مع حقوق الإنسان الأساسية.1069

كان عنوان المقال العدائيالعداء على السجاد الأحمرفي إشارة إلى متجر السجاد الذي يملكه عدنان خواد. في هذا المقال، تعتبرالإبادة الجماعية الشركسيةوطلبات الاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية لبرلمانات أوكرانيا وبولندا وإستونيا ومولدوفا ولاتفيا أمرًا تقف وراءه الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية ومؤسسة جيمستاون وبول غوبل وبول هينزه والصهيونية. وبالتالي، يمكن القول أن عدنان خواد يعتبر رسميًا من قبل روسيا عدوًا.1070

بعد نص بيان وطنيو شركيسيا، ذكرت لمحة تاريخية موجزة وواقعية عن القضيّة الشركسية، ما يؤكد الروابط ذات الصلة مع قضيّة عدنان خواد تمامًا.

أوضح الملخص بالتفصيل الإبادة الجماعية التي تعرض لهاالشعب الشركسي (الأديغي)“ في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وذكر أنالغالبية العظمى من الشركس قد أبادتهم الإمبراطورية الروسية للاستيلاء على شركيسيا، الوطن الشركسي (الأديغي)“. وأضاف أنالنّاجون أُجبِروا على مغادرة وطنهم وتم ترحيلهم ونفيهم ككل، وكما خططت الإمبراطورية الروسية لذلك، حيث لقي مئات الآلاف من الناس حتفهم أثناء عملية التهجير والنفي“.

كما ذكر الملخص أنهوفقًا لشعار يخص الجنرالات الروس والسلطات الروسية، فإن الإمبراطورية الروسية بحاجة إلى {الأرض التي تعود إلى الشركس، وليس للشركس أنفسهم}“. وتابع: ”استمر النفي أيضًا بعد عام 1864 بأعذار وأقنعة مختلفة، وتم تنفيذ جميع أنواع الضغوط لإجبار قِلّة من الشركس الذين تُرِكوا وراءهم ببعض الوسائل المُتاحة على مغادرة وطنهم أيضًا. والوثائق ذات الصلة موجودة في الأرشيفات بالإضافة إلى الوثائق المنشورة بشكل شخصي من قبل شهود العيان“1071

يتبع…

Share Button

اترك تعليقاً