الدرس الأوكراني الذي لا يُنسى، الجزء الأول

الدرس الأوكراني الذي لا يُنسى، الجزء الأول

عادل بشقوي

24 فبراير/شباط 2023

https://worldmapblank.com/printable-map-of-ukraine/

قبل عام من اليوم، في 24 فبراير/شباط 2022، ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على القنوات التلفزيونية ليعلن بدء حالة الحرب ضد دولة أوكرانيا المجاورةفي الوقت نفسه، بدأت المدافع في قصف أهداف داخل الأراضي الأوكرانية، حيث بدأت القوات العسكرية الروسية هجومًا واسع النطاق على جبهات رئيسية متعددةوقد أجبر الغزو الروسي آلاف المدنيين على الفرار من ديارهم وأماكن إقامتهمتم الإبلاغ عن العديد من الضحايا والإصابات منذ اليوم الأولفي وقت لاحق، بدأ المدنيّون في الفرار من أوكرانيا بمئات الآلاف إلى الدول الأوروبية المجاورة.

شنّت القوات البرية والبحرية والجوية الروسية في فبراير/شباط 2022، غزوًا كاسحًا لا هوادة فيه ومدمّرًا وقاسيًا ضد دولة أوكرانيا المستقلةاختارت القوات المسلحة الروسية أهدافًا رئيسية، عندما اقتربت من جنوب أوكرانيا من شبه جزيرة القرم التي تم الاستيلاء عليها وضمها في عام 2014. وعبرت قوات أخرى الحدود الدولية لروسيا مع أوكرانيا من الشمال والشرق.

وتمخّضت عواقب وخيمة تمثلت في تطور خطير للأحداث التي نتجت عن الغزو الروسي على إحدى الدول المجاورة لها، على الرغم من العواقب الخطيرة التي تعرضت لها القوات الغازيةالمقاومة الباسلة التي أبدتها القوات المدافعة عن وطنها جعلت العملية فاشلة وتحولت من نزهة قصيرة ممتعة إلى حرب طويلة وطاحنة ومكلفةوتمكن المدافعون من صد الهجوم وعرقلة تقدم القوات المعتديةوفشلت الخطط العسكرية الأصلية فشلاً ذريعاًتراجعت القوات الروسية نتيجة للدفاع القوي الذي قامت به القوات المدافعة.

واضطرت القوات المعتدية إلى الانسحاب من مناطق احتلتها سابقاًوهكذا أمرت القيادة السياسية القوات المهاجمة بمواصلة التمسك بالمناطق القابلة للدفاع عنهاوتكبدت القوات الروسية خسائر في الأرواح بين قتلى وجرحى ومفقودين من الجنود والضباط، ناهيك عن أسرى الحربفضلاً عن الأضرار المادية الجسيمة في الأسلحة والمعدات الخفيفة والمتوسطة والثقيلة.

وأبرز القتال العنيف أن القوات المهاجمة وصلت إلى حالة يائسة لدرجة استهداف محطات الطاقة النووية الأوكرانيةلم يأخذوا في الاعتبار منازل السكان المدنيين ومدارسهم ومستشفياتهم وكل ما يؤثر على حياتهم الطبيعية، بما في ذلك توفير الغذاء والخدمات الصحية والمواصلات والبنية التحتية مثل المياه والكهرباء والاتصالات والإنترنت وغيرها من الخدمات.

بالإضافة إلى ما سبق، توقفت الصادرات الغذائية الضرورية للعديد من دول العالم، خاصة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيااستلزم ذلك إنشاء برنامج نقل طارئ لنقل الغذاء من الحبوب والزيوت عبر البحر الأسودتوصلت تركيا إلى اتفاق بين الطرفين المتحاربين، روسيا وأوكرانيا، بدعم وضمانات من تركيا بموافقة الأمم المتحدةواستمرت لاحقًا، على فترات متقطعة، وفق شروط وضوابط خاصة، برعاية تركيا.

هناك اقتباس ذو مغزى عن الحرب يقول: ”يجب على البشرية أن تضع حداً للحرب أو أن الحرب ستضع نهاية للبشرية“. جون فيتزجيرالد كينيدي

Share Button