يوم العلم الشركسي يسلط الضوء على الوحدة القومية التي لم يتمكن الروس من كسرها أبدًا

الأربعاء 1 مايو/أيار 2024

يوم العلم الشركسي يسلط الضوء على الوحدة القومية التي لم يتمكن الروس من كسرها أبدًا

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

11 مايو/أيار 2024

kavkaz-uzel

             ستاونتون، 26 أبريل/نيسانلقد حاولت الدولة الروسية مراراً وتكراراً تدمير الأمة الشركسية، أولاً عن طريق تهجير 90% من الشراكسة من الإمبراطورية الروسية في عام 1864، ثم عن طريق تقسيم الشراكسة على أساس مجموعات عرقية فرعية، و مؤخراً من خلال تعزيز الانقسامات بين المجموعات الشركسية، ليس فقط في الوطن، بل في الشتات أيضاً.

             لكن على الرغم من تلك الجهود، لم تتمكن روسيا من تدمير الوحدة القوميّة للشراكسة، وهو الأمر الذي يتم تسليط الضوء عليه في نهاية شهر أبريل/نيسان من كل عام من خلال الاحتفال بيوم العلم الشركسي، وهي راية تؤكد، كما يشير المؤرخ الشركسي عادل بشقوي، على ما يوحد الشراكسة وليس ما يفرقهم (justicefornorthcaucasus.info/?p=1251684904).

             ويشير إلى أن العلم الشركسي يضمإثنتي عشرة نجمة ذهبية وثلاثة أسهم ذهبية متقاطعة. تُمثل كل نجمة من النجوم الاثني عشر قبيلة شركسية كبرى [مساوية لبعضها البعض]… والسهام المتقاطعة ترمز إلى أن الشراكسة لا يسعون إلى الحرب بل سيدافعون عن أنفسهم وعن وجودهم عندما يتعرضون للعدوان“.

             في هذا العام، كما هو الحال في كل عام منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، انضم الشراكسة في كلٍ من جمهورية أديغيه، وكوبان، وقباردينوبلكاريا، وكراشيفوشركيسيا، وسوتشي مرّةً أُخرى إلى مواطنيهم في الشتات، للاحتفال بهذا الرمز للوحدة الوطنية، على الرغم من الجهود المبذولة من قبل الحكومة الروسية لمنع إحياء هذه المناسبات.

             في شمال القوقاز، قامت موسكو وممثليها بتقييد كيفية إحياء الشراكسة لذكرى هذا اليوم؛ وفي الشتات الذي يبلغ عدده أكثر من خمسة ملايين نسمة حول العالم، سعى عملاء موسكو إلى تأليب مختلف المجموعات ضد بعضها البعض للحد من هذا الاحتفال (kavkaz-uzel.eu/articles/399429 و https://www.kavkaz-uzel.eu/articles/399473).

             لكن موسكو فشلت؛ وفشلها في القيام بذلك يسلط الضوء ليس فقط على ضعف السلطة والنفوذ الروسي، لكن أيضًا على القوة المتنامية والتطرف المتزايد لدى الشراكسة الذين هم أكثر قناعة بأن الإمبراطورية الروسية تُقدم على الإنتحار وذلك من خلال غزوها لأوكرانيا، وإن الشراكسة والشعوب الأخرى لن تستفيد سوى من زوالها.

           أحد أبرز المتكلمين عن هذه الرؤية وسبب انتشارها هو إبراهيم ياغانوف (Ibragim Yaganov)، الذي كان ناشطا شركسيا لأكثر من 15 عاما، وهو الآن في نزوح عن الوطن منذ عامين، ويرأس حاليًا منظّمةشركيسيا الحرة“ (Free Circassia) ويدعو سكان دولة موسكوفي {Muscovy} (Muscovite State) للقتال إلى جانب أوكرانيا ضد الغزاة الروس.

             وفي مقابلة أجرتها معه إيزابيلا يفلوييفا (Isabella Evloeva) لموقع حقائق القوقاز (Caucasus.Realities) والتي تم توقيتها لتتزامن مع يوم العلم الشركسي، قال ياغانوف (Yaganov) إنجميعالشباب الشركسعملياالآن يفضلون الإستقلال (https://www.kavkazr.com/a/vosstanovitj-istoricheskuyu-spravedlivostj-cherkesskiy-aktivist-o-borjbe-za-prava-naroda/32914701.html).

             هناك من لا يفعل ذلك، بطبيعة الحال، حيث يتابع؛ لكنهم يعملون في الغالب لصالح الحكومة (الروسية) أو أنهم منشعوب الاتحاد السوفياتي السابق“. وحتى هم الآنيدركون أن فكرة [العالم الروسي والإمبراطورية الروسية] قد تخطَّت وقت فائِدتها وعفى عليها الزمن“، والمستقبل الآن هو ملك للآخرين.

             ويتابع ياغانوف: ”من الممكن تمامًا أن تسقط حريتنا عند أقدامنا“. لكن إذا حدث ذلك، فيجب على الشراكسة وغيرهم أن يكونوا مستعدين للدفاع عنها. ”وإلا فسيأتي شخص ما [في روسيا] ويقمعها؛ وسيبدأ كل شيء من جديد“. الدولة المستقلة فقط هي التي ستعطي الفرصة للشراكسة والأمم الأخرى.

             ويعتقد ياغانوف، الذي كان من دعاة الفيدرالية مع روسيا منذ فترة طويلة، بأن الاستقلال وحده الذي يتبعه ترتيب العلاقات الكونفدرالية بين بعض الدول التي ستخلف روسيا هو القادر على منع عودة الإمبراطورية الروسية. ويقول: ”إن الحلم بالفيدرالية داخل إمبراطورية متعفنة لهو أمر عقيم“.

             إن أحد الأسباب التي تجعله يقول إنه متفائل بشأن المستقبل هو حيوية الشتات الشركسي. لقد كان موجودًا منذ ما يقرب من 200 سنة دون أن يفقد لغته أو عرقه أو إحساسه برسالته، وهو تناقض حاد مع الهجرة الروسية الأولى التي اختفت من خلال الاندماج والانصهار في أقل من قرن.

             غير أن ياغانوف يقترح شيئا آخر، وهو أن يشترك الشركس مع الشعوب الأخرى في شمال القوقاز في الالتزام بقانون العادات؛ وبمجرد إزالةالأخ الأكبرالروسي من المشهد ومعه كل تكتيكاتفرق تسدالتي تنتهجها روسيا، فإن كل هذه الأمم سوف تكون قادرة على حل أي خلافات بشكل سلمي وبعدالة.

المصدر:

https://windowoneurasia2.blogspot.com/2024/05/circassian-flag-day-highlights-national.html

Share Button