الانتهاكات الروسية للحقوق والحريات الأساسية

عادل بشقوي

1 يونيو/حزيران 2024

الهدف ليس مجرد تكرار الروايات المنشورة سابقًا، بل التأكيد على الحقائق التي لا يمكن إنكارها حول الفظائع التي ارتكبها أولئك الذين يتفاخرون بجرائمهم. يتم تسجيل هذه الأفعال بشكل لا يمحى في سجلات تاريخهم المظلم. ولا سبيل لمحو ذاكرة الضحايا وأحفادهم ومن يتابع آثار حروبهم وغزواتهم وأهوائهم.

ومن الواضح أن الشعوب والأمم المقهورة قد تم دفعها إلى أتون ما يسمى بشكل مضلل بالفيدرالية الروسية، في كثير من الأحيان دون إشعارٍ مسبق أو موافقة من يسمون بالشركاء. لقد تعرضت أمم بأكملها للحصار والغزو والاحتلال والمجاعة والقمع والإبادة والصدمات والترحيل.

لقد أثبت الحكم الاستبدادي على قمة هرم القيادة في موسكو أن الأفعال اعلى صوتا من الأقوال. هذه الحكومة العنصرية كانت تبحث عن أتباع ومستضعفين، وليس شركاء ذوي أهمّيّة، في المدى والمضمون. إنهم يتبعون خططًا غير موثوقة وغير مفهومة ومختلة وخالية من الأخلاق الإنسانية. إنهم يرتكبون أخطاءً كارثية دون أي رادع أخلاقي، ويهينون الشعوب والأمم المضطهدة التي تبدو بائسة وعاجزة، وقد ألقيت في غياهب النسيان.

ويتم إخضاع الحكام الإقليميين والمحليين وحاشيتهم، الذين يتم اختيارهم وفقًا لتصنيف استعماري، ويتم تدجينهم ليكونوا ممثلين ومنفذين للحكم المركزي المباشر. وتستخدم سياسة الدولة التهديد والإغراء والترهيب، في حين يتم إهمال القواعد الأخلاقية التقليدية. إن صورة المستعمرين والإمبرياليين تعكس الأفعال القبيحة التي استمرت عبر مختلف الأنظمة الحاكمة المتعاقبة منذ الإمبراطورية الروسية سيئة الذِّكر.

وتفترض الدولة الاستعمارية جهل وسذاجة المواطنين، سواء في الوطن الأم أو في الشتات. لكن الأغلبية، رغم صمتها، تدرك تماماً ما يُحاك ضدها وضد وطنها وحاضرها ومستقبلها. وهم يعلمون جيداً أنهم يتعرضون للخداع والسياسة والمكائد والتّحايل.

يظهر لاعبون جدد في النشاط الشركسي بشكل دوري، وغالبًا ما يتوافقون مع خطط المستعمرين وأولئك الذين يستفيدون من الوضع الشركسي المعقد. وتميل بعض الأطراف والأفراد الانتهازيين إلى توجيه الحركة نحو أهداف غير واقعية، مما يؤدي إلى مصير مجهول. وهذا يجعل من الممكن إحداث تغييرات في حالة التطورات ذات الصلة، متأثرة بالتحولات المختلفة. ومع ذلك، فإن هؤلاء اللاعبين غالبًا ما يكون لديهم أجندات تنحرف عن الاحتياجات الحقيقية للقضية الشركسية. إنهم يلعبون دورًا سلبيًا، حيث يسهلون التغييرات المتواطئة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى تأخير حل القضيّة الشركسية.

وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أنه من خلال التجربة المريرة، نجد أطرافاً معينة وسط العنف المتصاعد تتبنى صورة ذاتية متعالية أو محتقِرة أو متغطرِسة. فعلى الرغم من تعرضهم لنفس الأطماع الاستعمارية الروسية وجشع الأنظمة الروسية المتعاقبة منذ غزو الإمبراطورية وأعمال الإقصاء والإبادة، إلا أنهم غالبًا ما يبدون غير مبالين بمعاناة الشعوب والأمم الأخرى. وفي بعض الأحيان يبدون مجرّدين من إنسانيتهم.

وبالتالي، يظل الضحايا وأحفادهم ساخطين حتى يتمكنوا من استعادة حقوقهم المشروعة. ومن غير المستغرب أن يفتقر الظالمون في كثير من الأحيان إلى الشعور العميق بالمسؤولية الأخلاقية تجاه ضحاياهم. إنهم يتجاهلون حقيقة أن الآخرين واجهوا مواقف مماثلة أو أسوأ في بعض الأحيان. ومع ذلك، في حالات معينة، ربما تعاملوا مع هذه المواقف بطرق انتقائية وغير متماثلة.