شكرًا أوكرانيا على الاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية: معاناة الأمة الشركسية
عادل بشقوي
9 يناير/كانون الثاني 2025
إنها لحظة الحقيقة والواقع واليقين — حيث ينبثق الأمل الأبدي من أمة عظيمة تعشق الحرية والاستقلال رغم الغزاة والطغاة. فأوكرانيا، على الرغم من تعرضها للغدر والقتل والدمار نتيجة للهجمات المستمرة، تواصل مقاومة المحاولات الرامية إلى تقويض مكانتها كدولة مستقلة وذات سيادة.
وفي بادرة فرح، ولكن مع حزن عميق للأرواح التي فقدت في الحرب الوحشية، اتخذ المجلس الأعلى الأوكراني (برلمان اوكرانيا) قرارًا شجاعًا وغير مسبوق نحو تحرك هام. فعلى الرغم من الصراع المستمر، أعربت أوكرانيا الصديقة عن أملها من خلال الاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية، تحويل الطموح الذي طال انتظاره إلى واقع ملموس واعتراف صادق.
إن قرار أوكرانيا بمشاركة الأمل والتفاؤل للأمة الشركسية، التي عانت من ليلة مظلمة طويلة من الغزو والاحتلال والإبادة الجماعية والتهجير لأكثر من قرن ونصف، هو قرار بارز. فعلى الرغم من عبء الجروح والمحن، فإن الأمة الشركسية لم تستسلم لليأس، وتحملت نفس الطموحات الاستعمارية والإمبريالية التي ابتليت بها الأمّتان الشركسية والأوكرانية ومناطق أخرى في شمال القوقاز وما وراءها، منذ زمن الإمبراطورية الروسية وعبر الأنظمة الروسية المتعاقبة حتى يومنا هذا.
ويتبع هذا الاعتراف نموذج جورجيا، التي اعترفت بالإبادة الجماعية الشركسية في 20 مايو/أيار 2011. ونأمل أن تحذو دول أخرى بارزة حذوها في المستقبل. ومثل أسطورة طائر الفينيق، ينبثق الأمل من جديد، ومن تحت الرماد، ليعطي معنى سرمديًا لحياة الأمم الصابرة. كما جاء في قصيدة الشاعر أبو القاسم الشابي:
”إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ، فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ، ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ“. [1]
على الرغم من الصعوبات التي تواجهها الأمة الشركسية منذ عام 1864، والمنتشرة عبر دروب النُّزوح والتّهجير، بين الوطن الأم والشتات الواسع في عشرات البلدان، لا بد أن يأتي الفجر. وسوف تظهر في نهاية المطاف شمس الصباح المشرقة المليئة بالأمل والرّجاء. وكما تقول الحكمة: ”ما أَضيقَ العَيْشَ لولا فُسحةُ الأملِ“.
تعرب شركيسيا والأمم الأسيرة الأخرى عن تقديرها العميق لأوكرانيا لاعترافها بمعاناة وإبادة الأمة الشركسية، وتؤكد على تعزيز الروابط الأبدية للنضالات المشتركة والتطلعات المشروعة إلى الحرية والعدالة والحق الذي لا مفر منه في تقرير المصير.
”جميع الأشياء العظيمة بسيطة، ويمكن التعبير عن كثير منها في كلمات مفردة: الحرية، العدل، الشرف، المسؤولية، الرحمة، الأمل“. — ونستون تشرشل [2]