الذكرى الحادية والثمانين لتهجير الشيشان والإنغوش القسري

الذكرى الحادية والثمانين لتهجير الشيشان والإنغوش القسري

عادل بشقوي

23 فبراير/شباط 2025


Takhirgeran Umar (Тахиргеран Умар) – Own work, на основе Soviet Union in its region

وجهات الشيشان والإنغوش المعاد توطينهم داخل الاتحاد السوفياتي في أقاصي آسيا الوسطى

لإحياء ذكرى الترحيل القسري الذي أعقب الحرب العالمية الثانيةوهو الفعل الذي قصد إلى إنكار الكرامة الوطنية وحقوق الإنسان الأساسية، بالإضافة إلى ارتكاب جريمة الإبادة الجماعيةيجب أن نتذكر المعاناة التي تحملها الشعبين الشيشاني والإنغوشي. فقد تعرّضت مجتمعات بأكملها للطرد القسري من وطنها، وأُرسلت إلى أقاصي آسيا الوسطى.

يعتبر الثالث والعشرون من شهر فبراير/شباط تاريخًا مهمًا وكئيبًا للشعبين الشيشاني والإنغوشي. إنه يصادف الذكرى الحادية والثمانين للترحيل الجماعي والإبادة التي تعرض لها الشيشان والإنغوش على يد الاتحاد السوفياتي في عام 1944، وذلك في عهد ديكتاتورية ستالين. فقد تم ترحيل ما يقرب من نصف مليون شخص إجباريًا من وطنهم الأصلي في نقل قسري وحشي. كانت الرحلة شاقّة، ولقي ما يصل إلى ربع المرحّلين حتفهم بسبب الطقس القاسي وظروف النقل اللاإنسانية والصعوبات الشديدة التي واجهوها عند وصولهم إلى وجهاتهم النهائية.

لقد كان للترحيل تأثيرًا عميقًا على الشعبين الشيشاني والإنغوشي، سواء من الناحية الديموغرافية أو الثقافية. ويظل هذا الحدث أحد أكثر الأحداث تدميراً في تاريخهما. ورغم السماح لهما بالعودة إلى وطنهما  الأصلي في عام 1957 وتم إعادة تأسيس جمهورية الشيشان والإنغوش، إلّا أنّ الدولة الروسية لم تصدر اعتذاراً رسمياً أو تقدم تعويضاً كافياً عن هذا الظلم التاريخي.


By Takhirgeran Umar – Own work, на основе Soviet Union in its region, CC BY-SA 4.0, https://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=97561516

عودة الشيشان والإنغوش إلى وطنهم

إن الشيشان وإنغوشيتيا من بين الشعوب الأصلية في شمال القوقاز، ولهما تاريخّا غنيًا من الصمود والتحدي في مواجهة القمع. ومثل الشعوب الأصلية الأخرى في المنطقة، فقد أظهرا شجاعة غير عادية ضد المعتدين الأجانب، وخاصة الإمبراطورية الروسية، التي سعت منذ عهد إيفان الرهيب إلى غزو وتطهير وضم أراضيهما. وقد ألحقت الأنظمة الروسية المتعاقبة بهما خسائر بشرية ومادية هائلة، مستخدمة وسائل تدمير وحشية لقمع الشعبين الشيشاني والإنغوشي.

لقد اتسمت العلاقة بين روسيا من جهة والشيشان وإنغوشيتيا من جهةٍ أخرى منذ فترة طويلة بالاضطرابات وانعدام الثقة. وتتميز الروح القفقاسية (الشيشانيةالإنغوشية) برغبة لا تلين في الحرية والاستقلال. فإنّهُ مرارًا وتكرارًا، وحتى بعد الهدنات المؤقتة، تشتعل الصراعات من جديد بينما يواصل الشيشان والإنغوش النضال من أجل حقهم المشروع في تقرير المصير.

لقد احتلت روسيا الجزء الشرقي من شمال القوقاز أثناء الحرب الروسية القوقازية. وسقطت الشيشان، مثلها مثل إنغوشيتيا وداغستان، تحت السيطرة الروسية بعد استسلام الإمام شامل في معركة جونيب في داغستان في عام 1859. فقد شكل الاحتلال الروسي وضم شمال القوقاز تاريخ المنطقة منذ القرن التاسع عشر، ومع ذلك لم يتمكن الحكام الاستعماريون أبدًا من قمع الانتفاضات والمقاومة. لقد انتفضت شعوب شمال القوقاز باستمرار ضد مضطهديهم، وأظهروا التزامهم الراسخ في الحفاظ على هويتهم وثقافتهم وسيادتهم.


https://en.wikipedia.org/wiki/Memorial_to_the_Victims_of_the_Deportation_of_1944#cite_note-1

بطاقة بريدية من تصميم دينيف داغون تحمل صورة النصب التذكاري الشيشاني في وسط غروزني. كان قد تم هدمه جزئيًا نتيجة القصف الروسي، ثم تم تفكيكه من قبل السلطات المحلية. والنقش الموجود على الحائط يعني: ”لن نبكي! لن ننكسر! لن ننسى!“

Share Button