23 فبراير/شباط ذكرى النفي القسري للشيشان/والإنغوش

ترجمة: عادل بشقوي

25 فبراير/شباط 2025

تشيتشيفيتسا

في الثالث والعشرين من شهر فبراير/شباط لعام 1944، بدأت عملية تشيتشيفيتسا (#OperationChetchevitsa)، وهو الاسم الرمزي لترحيل السوفييت لكل من الشيشان والإنغوشيين من وطنهم وكذلك التتار من شبه جزيرة القرم، بتهمة التعاون زوراً وبهتانًا مع ألمانيا النازية. خلال الحرب العالمية الثانية، وبأمر من ستالين، طُرد أكثر من عشرة شعوب والعديد من الأقليات العرقية وتم ترحيلهم إلى مناطق نائية من الاتحاد السوفياتي، مثل سيبيريا وكازاخستان وقيرغيزستان وآسيا الوسطى. تم انتزاع أكثر من 6 ملايين شخص من منازلهم، واقتلاعهم من أراضيهم، وإرسالهم بالقوة إلى المجهول، مما أدى إلى تحطيم حياتهم ومحو ثقافات بأكملها.

في البرد القارس لبداية صباح يوم للإقصاء عن الوطن، تم اقتلاع الآلاف من الأبرياء، من الرجال والنساء والأطفال، بوحشية من أراضي وطنهم. فقد تم تكديسهم في عربات السكك الحديدية، وهم محرومون من كل شيء، وحُكم عليهم بالذهاب في رحلة بلا عودة إلى أراضٍ معادية. وجريمتهم الوحيدة هي: الانتماء إلى شعب أراد النظام السوفييتي محوه من الوجود.

وغالبا ما تحولت الرحلة غير الإنسانية، التي لا نهاية لها إلى القبر. فقد دمر الجوع والبرد والمرض حياة الآلاف، تاركين وراءهم صمتًا مشحونًا بالألم وغياب العدالة.

بعد 81 عامًا، يتذكر هؤلاء المهجرون هذه المأساة الرهيبة التي لا تزال تعيش في مُهجهم. إن هذه الجريمة، المحفورة في ذكريات الناجين، لا تتلاشى. إنها باقية في القلوب، وفي الروايات التي همس بها إلى الأجيال القادمة، في الدموع التي ذُرِفت على أولئك الذين لم يعودوا مطلقًا.

هذه المأساة لا تُبعث من الذاكرة فحسب؛ بل تم الاعتراف بها أيضًا على أنها إبادة جماعية. فوفقًا للتعديل الذي اعتمده البرلمان الأوروبي (Parlement européen) في 26 فبراير/شباط 2004، فإن ”ترحيل كل الشعب الشيشاني الذي أمر به ستالين في 23 فبراير/شباط 1944، بموجب اتفاقية لاهاي الرابعة لعام 1907 واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة (Nations Unies) في عام 1948، يشكل عملاً من أعمال الإبادة الجماعية. وهو اعتراف ضروري لتحقيق العدالة، ولكي لا يغطي النسيان هذه الصفحة المظلمة من التاريخ أبدًا.

لم يتمكن شعب #فايناخ (#Vainakhs) من أخذ سوى ما يمكنهم حمله بأيديهم؛ أما الباقي فقد نهب أو أحرق. لقد تم تدمير كل ما يدل على تاريخ الشعب، وكل ما يمكن أن يذكر بوجوده: ممتلكات المنفيين المعنيين الذين اقصاهم الروس، وأسماء المواقع الجغرافية المتغيرة، والآثار القومية التي تم كشطها، والقبور في المقابر مدمرة، والأرشيفات التاريخية والعلمية والأدبية المحروقة، وأي ذكر لوجود قوميّة شيشانيّة تم حذفه من الوثائق والذاكرة الجماعية.

إننا نتذكر الرعب ونستمر في محاربته في كل مكان. إن كل عام يمر يعزز من واجبنا في الذاكرة واليقظة والالتزام. فوراء كل اسم ضحية قصة؛ وراء كل قصة حياة دمرها النظام السوفييتي. ومن واجبنا ألا ننسى وأن نحافظ على ذكراهم حية. كي لا ننسى.

#23февраля1944 #ОперацияЧечевица #DicDirDac

https://www.circassianews.com/2025/02/23/6784/

https://www.facebook.com/share/v/1A9NBx4Gvt/