يوم اللغة الشركسية — 14 مارس/آذار 2025

يوم اللغة الشركسية — 14 مارس/آذار 2025

عادل بشقوي

14 مارس/آذار 2025


الأبجدية الأديغية “القديمة”

https://skyknowledge.com/adyghe.htm


يُعدّ تطور اللغة والثقافة عنصرًا حيويًا في أي أمة. ويمكن تتبع ثراء الثقافة الشركسية عبر آلاف السنين من التاريخ، بما في ذلك اللغة والسلوك الاجتماعي والفنون والأدب والعلوم والموسيقى والرقص وغيرها من التقاليد الوطنية.

ومع ذلك، تواجه اللغة الشركسية العريقة تراجعًا خطيرًا قد يؤدي إلى انقراضها في نهاية المطاف.

للأسف، اللغة الشركسية، المعروفة لدى متحدثيها بالأديغة، والتي تُعد أحدى ركائز الهوية القومية، في طريقها نحو الانقراض ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لوقف تدهورها. هذا التدهور اللغوي والثقافي، إن لم يُعالج، سيؤدي إلى كارثة وطنية. فبعد أكثر من 160 عامًا على إنتهاء الحرب الروسيةالشركسية التي اتسمت بالتدمير والاحتلال والإبادة والضم غير القانوني، بالإضافة إلى التطهير العرقي وترحيل 90٪ من السكان الشركس الناجينلا تزال اللغة تعاني.

لا تزال الإبادة اللغوية أحد الركائز الأساسية للإبادة الجماعية الأوسع التي ارتكبتها الإمبراطورية الروسية المعتدية بحق الأمة الشركسية. وقد أدت هذه الصدمة التاريخية إلى فقدان أكثر من نصف السكان الأصليين، وأعاقت بشدة التنمية المستدامة للغة والثقافة الشركسية.

ويُعد تطور الثقافة الشركسية ونموها أمرًا بالغ الأهمية من أجل البقاء القومي. لطالما كانت اللغة والسلوك الاجتماعي والفنون والأدب والعلوم والموسيقى والرقص وغيرها من أشكال التعبير الثقافي جزءًا لا يتجزأ من الهوية الشركسية. ومع ذلك، تواجه اللغة الشركسية الآن تحديات غير مسبوقة.

الوضع الراهن للغة الشركسية

يُمثل الوضع المتردي للغة الشركسية انعكاسًا مباشرًا لتشتت وجود الشعب الشركسي. فلم يبقَ من الشركس سوى 10% في وطنهم، متناثرين في مناطق غير متجاورة تابعة إداريًا للدولة الروسية، مع احتفاظ بعض المناطق بخصائص شركسية اسمية فقط. وفي الوقت نفسه، يعيش 90٪ من الشركس في شتات واسع يمتد عبر عشرات البلدان.

داخل الوطن، تتعرض اللغة الشركسية العريقة لمزيد من الخطر نتيجة تقسيمها إلى لغتين أبجديّتين فرضتهما روسيا وفق الأبجدية السيريلية، وهما الأديغة والقباردي، واللتين طُبّقتا منذ عام 1939. ورغم تشابههما اللغوي وامكانية التفاهم المتبادل، فقد هُمّشت هاتان اللغتان وحُوِّلتا إلى مرتبة ثانوية بعد اللغة الروسية، لغة الدولة الرسمية. وقد ترسخت هذه المكانة بفضل تعديل دستوري حديث يقوّض بشكل غير عادل حقوق جميع الشعوب الأصلية الخاضعة للحكم الروسي.

السياسات الروسية ومستقبل اللغة

يجب الاعتراف بأن سياسة روسيا المتمثلة في التقليل من أهمية الشعوب الخاضعة لها استراتيجية مدروسة. فقد منحت تعديلات عام 2020 على الدستور الروسي اللغة الروسية صفةلغة تشكيل الدولة، مما قلل من المكانة القانونية والثقافية للغات الوطنية، بما فيها الشركسية. ومما يثير القلق أن هذه الخطوة حظيت بتأييد رئيس الجمعية الشركسية العالمية (ICA)، مما فاقم التحديات التي تواجه اللغة الشركسية. وإذا استمرت هذه الاتجاهات، فقد تتعرض اللغة والثقافة الشركسية لضرر لا رجعة فيه. ولضمان بقاء هذه اللغة العريقة والغنية تاريخيًا، لا بد من بذل جهود عاجلة وحاسمة على المستويين القومي والدّولي.

Share Button