ضحايا الإمبراطورية: التضامن ضد الطغيان الروسي
عادل بشقوي
6 أبريل/نيسان 2025

لا شك أن طموحات روسيا الإمبريالية اللامحدودة — أولاً في أراضي وأوطان جيرانها في منطقة القوقاز، ثم في أوكرانيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة الأخرى في القرن الحادي والعشرين — فرضت واقعًا جديدًا وقاسيًا على المنطقة وعلى الشعوب والأمم الخاضعة للاستبداد الروسي والهيمنة الاستعمارية.
لم يعد انخراط المسؤولين الأوكرانيين في محنة شركيسيا على وجه الخصوص، وشمال القوقاز عمومًا، خفيًا أو غير مبالٍ. بل على العكس من ذلك تماما، حيث يعكس موقف أوكرانيا الودود والمتعاطف تجاه ضحايا العدوان الإمبريالي والاستعماري انسجامًا متزايدًا مع تطلعات الشعوب التي عانت من سفك الدماء والإبادة الجماعية والتشريد.
في هذا السياق، لم يعد هناك مجال للدول المترددة في الانغماس في ترف المماطلة أو إصدار توقعات غير واقعية بشأن الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعوب التي انتهكتها الدولة الروسية. لقد نشأت جبهة الحقيقة في مواجهة جبهة الشر والغطرسة.و يشمل ذلك، على وجه الخصوص، تلك الأمم التي عانت من استبداد حقيقي منذ القرن الثامن عشر بأشكال استعمارية مختلفة:
• المستعمرات الروسية
• دول أوروبا الشرقية
• جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق الخمس عشرة
التطورات اللاحقة
عقب قرار البرلمان الأوكراني بالاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية في 9 يناير/كانون الثاني 2025، انتشر الخبر على نطاق واسع، كما كان متوقعًا. في 28 مارس/آذار 2025، أصدر مجلس الوزراء الأوكراني مبادرة لاحقة ومدروسة، بتوقيع رئيس الوزراء دينيس شميهال. ناشدت هذه اللفتة ”حكومات العالم للمساعدة في رفع مستوى الوعي بالإبادة الجماعية للشعب الشركسي (الأديغي)، بالإضافة إلى الجرائم الأخرى التي ارتكبتها الإمبراطورية الروسية، من خلال نشر المعرفة بهذه الجرائم في البرامج التعليمية والبحثية“. [1]
وصف المحلل السياسي بول غوبل هذا القرار بأنه ”انتصار للمنظمات الشركسية التي سعت إلى مثل هذا الإعلان لأكثر من عقد من الزمان، وبنفس القدر من الأهمية، تأكيدٌ على التزام كييف بدعم الشعوب داخل الحدود الحالية لفيدرالية الروسية التي تعرضت — ولا تزال — للقمع من قبل موسكو“. [2]
يُذكر أنه في 31 مارس/آذار 2025، نُظمت فعالية دولية بعنوان “عرض حقوق السجناء السياسيين الحقيقيين لبوتين — الشعوب الأسيرة في الفيدرالية الروسي“. وقد حضرها مجموعة من الشركس والأوكرانيين وتتار القرم والمنغوليين. [3]
وفي تطورٍ لاحق، ”في 2 أبريل/نيسان 2025، عُقد اجتماعٌ مشتركٌ بين الإدارات في وزارة الخارجية الأوكرانية. ترأسه وزير الخارجية أندريه سيبيها“، وركز على صياغة ”المبادئ الأساسية لسياسة الدولة الأوكرانية فيما يتعلق بالتفاعل مع الحركات القومية للشعوب المستعمرة داخل الفيدرالية الروسية“. [4]
وقد برزت هذه الخطوة الإيجابية غير المسبوقة بمشاركة ”النواب الوطنيين ماريا ميزنتسيفا–فيدورينكو، وياروسلاف يورششين، وأوليغ دوندا — أعضاء اللجنة الخاصة المؤقتة في البرلمان الأوكراني والمكلفة بإعداد مسودة مبادئ سياسة الدولة الأوكرانية المتعلقة بالحركات القومية للشعوب الصغيرة والأصلية داخل الفيدرالية الروسية. كما ضم الاجتماع ممثلين عن الوزارات والدوائر الحكومية ومؤسسات البحث والمنظمات العامة“. [5]

الخلاصة
تُسلّط هذه الإجراءات الأخيرة الضوء على الفظائع والجرائم التي تعرّضت لها الأمة الشركسية الأصلية خلال غزو الإمبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر — وهي جرائم أسفرت عن احتلال غير قانوني، تلاه إبادة وتطهير عرقي وترحيل قسري، وتُوّجت في النهاية بالضم. ويؤكد الدعم المتزايد من أوكرانيا على ضرورة الاعتراف العالمي بهذه المظالم التاريخية، ووقفة جماعية تضامنية مع الأمم المضطهدة التي لا تزال تعيش تحت وطأة الإرث الإستعماري.
*************
المراجع:
[2] https://windowoneurasia2.blogspot.com/2025/04/ukrainian-government-calls-on-nations.html