يوم العلم الشركسي: وفاء للهوية والوحدة الوطنية
عادل بشقوي
25 أبريل/نيسان 2025
يصادف الخامس والعشرون من شهر أبريل/نيسان يوم العلم الشركسي، الذي تحتفل به الجاليات الشركسية حول العالم سنويًا. وُضع مفهوم العلم، برموزه وألوانه المميزة، وأُعدّ خلال الحرب الروسية الشركسية، وتحديدًا في عام 1835. ونُسج وطُرز وصُنع على يد شخصيات وطنية شركسية في إسطنبول.
وترسّخت شرعيته عندما اعتُمد خلال الدفاع عن الوطن الشركسي ووقوف شعبه في وجه غزو وحشي. في ذلك الوقت، لم يكن الشركس يقاتلون لحماية أرضهم فحسب، بل أيضًا للدفاع عن حريتهم وكرامتهم وحقهم في تقرير المصير والاستقلال.
يجسّد العلم الشركسي قيمًا جوهرية، ويمثل ركيزة أساسية للهوية الوطنية. وكقطعة قماش مستطيلة أو ما شابهها، يتميز العلم برموز وألوان ذات مغزى تُثير الفخر والإحترام والشعور العميق بالانتماء. وبعيدًا عن شكله البصري، يُمثّل العلم تمثيلًا قويًا للقيم الروحية والكرامة والوحدة. ويُعزز العلم الشركسي المشاعر الوطنية والقومية، ويعكس الآمال والتطلعات الجماعية للشعب الشركسي.
”يحتوي العلم الشركسي على اثني عشر نجمة ذهبية وثلاثة أسهم ذهبية متقاطعة. يُمثل كل نجم من النجوم الاثني عشر قبيلة شركسية رئيسية، مُمثلة جميعها بالتساوي دون تحيز أو تمييز، رمزًا للوحدة. تعكس الأسهم المتقاطعة أن الشركس لا يسعون للحرب، بل سيدافعون عن أنفسهم وعن وجودهم عند التهديد. يعكس لون العلم منظر الربيع في الوطن الأم — ومروجه وغاباته“. [1]
صُمم العلم بكل رموزه ومعانيه خلال الحرب الروسية الشركسية عام 1835. بعد صُنعه في إسطنبول، أُرسل عبر البحر الأسود إلى الوطن الشركسي، حيث رُفع رمزًا للوحدة وقُدّم لممثلي القبائل الشركسية الرئيسية.
” في عام 1836، عُقد اجتماع شركسي عام في وادي بسيفابه، حيث وافق ممثلو القبائل الشركسية بالإجماع على العلم شكلاً ومضموناً. وأُعلن أن هذا العلم (البراق) سيكون رمزاً موحداً لجميع الشركس. [2]
وقد عزز اعتماده خلال فترة مقاومة الغزو شرعيته، إذ لم يرمز إلى التحدي فحسب، بل إلى التزام عميق بالحرية والكرامة والسيادة الوطنية.
”في 23 مارس/آذار 1992، اعتمدت جمهورية أديغيا رسمياً العلم الشركسي علماً وطنياً لها“. [3] في السنوات التي تلت ذلك، دعا الشركس — سواء في وطنهم أو في الشتات — إلى مزيد من الاعتراف بهم. واستجابةً لذلك، وافقت المنظمات الشركسية في عام 2010 على تحديد يوم 25 أبريل/نيسان يوماً للعلم الشركسي.
الخلاصة
يُعد الاحتفال بيوم العلم الشركسي أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على الأمة الشركسية، سواء في الحاضر أو وللأجيال القادمة في المستقبل. فهو يؤكد الهوية القومية دون المساس بأيٍّ من رموزها. يُرفع العلم في المؤسسات، وتُنظم الفعاليات، وتُعقد المحاضرات لإبراز أهميته. وتدعم هذه الاحتفالات الوعي وتعزز الشعور بالانتماء بين الشركس في جميع أنحاء العالم، مُعززةً ارتباطهم بالقيم القومية والوطن والقضية الشركسية.
أصبح العلم رمزًا قويًا للوحدة والهوية الوطنية. وتُخلّد مسيرات رفع العلم ذكرى نضالات الشعب الشركسي التاريخية وسعيه الدؤوب لتحقيق العدالة. كما تُقام مسيرات الخيول والسيارات كجزء من الاحتفالات.
المراجع:
[1] https://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251684904