أهمية مشاركة الشركس: رحلوا عن الوطن على أجنحة الريح
عادل بشقوي
18 مايو/أيار 2025

حلّ الربيع، حاملاً معه زهوراً ووروداً زاهية الألوان في الحدائق وعلى جوانب الطرق. ومن بينها، تبدأ أزهار وبذور الهندباء الرقيقة ذات الألوان الزاهية رحلتها، يحملها الهواء العليل، فتأسر أنظار الناظرين وهي تنتشر في أنحاء المعمورة. ويرمز هذا المشهد الموسمي المألوف إلى التجديد واستمرارية الحياة.
ذكّرتني صورة بذور الهندباء المندفعة مع الريح بمقال نشره موقع مجموعة ”نبض الأديغه“ في ربيع عام 2008، بعنوان ”حُملوا على جناح الريح بعيدا من قلب جبال القوقاز…“.
يروي المقال لحظةً بارزةً في احتفال الأمم المتحدة باليوم العالمي للمرأة، حيث أقيم حدثٌ متعدد الثقافات من أجل السلام العالمي في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة. تميزت المناسبة بالموسيقى والأغاني والرقص والفنون الشعبية والعروض الثقافية من جميع أنحاء العالم. وكان محور الاهتمام عرضًا حماسيًا قدمته مجموعة من الرجال والنساء الشركس، الذين ملأوا القاعة بالحيوية والتصفيق والإعجاب.
وفي تقديم مؤثر، خاطبت رئيسة مشروع ”نساء من أجل السلام“ الحضور قائلةً: ”في قديم الزمان، كانت هناك أمة تعيش في قلب جبال القوقاز، في مكان ما من أوروبا الشرقية. هبت الرياح ببعضهم بعيدًا عن وطنهم، كأوراق الشجر المتناثرة في أرجاء العالم. الليلة، هم هنا معنا في هذه الأمسية الساحرة من السلام في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة. إنهم يمثلون أممًا جُرحت لكنها ترفض الاختفاء في ظلمة الليل وضباب النسيان. هذا المساء، يعودون في ضوء النهار. سيداتي وسادتي، انضموا إليّ في الترحيب بالشركس.“
https://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251685413
”الوطن هو المكان الذي نحب — الوطن الذي قد تغادره أقدامنا، لكن لا تغادره قلوبنا“ — أوليفرويندلهولمزالأب