وطنية المنافقين— أخطر من غدر المتعاونين
عادل بشقوي
29 مايو/أيار 2025

تربط هذه الصورة موضوعي النفاق والوطنية في السياق الشركسي
أثناء تصفحي لمواضيع مختلفة، صادفتُ عبارةً لافتةً للنظر — يكاد يُضرب بها المثل — ألهمت عنوان هذه المقالة. ويجسد معناها بدقة بعض الحقائق والأمور الهامّة المتعلقة في العالم الشركسي، سواءً في الوطن أو في الشتات.
فالولاء للغرباء يُعادل العبودية الطوعية. بينما النفاق، فهو واضح للعيان لا لبس فيه: شخصية زائفة تُشكّلها المصلحة الذاتية والدوافع النرجسية. غالبًا ما تتجلى هذه الازدواجية من خلال معايير مزدوجة مُدمجة في سلوك المنافق.
الانتهازيون بيننا
يُقنع المنافقون أنفسهم بأنهم محور كل شيء، لكنهم في الواقع انتهازيون — يستغلون المشاركة العامة لإشباع رغباتهم الشخصية. حتى أقرب حلفائهم يتشاركون أهدافًا ضيقة، تتعارض في النهاية مع المصلحة العامة للمجتمع. إنهم يسعون وراء غرائزهم الأنانية، مما يُضرّ بالنضال الجماعي من أجل الوحدة والحقوق القومية. والأسوأ من ذلك، أنهم لا يلجأون إلى ”الأديغة خابزه“ — أي الشرائع الأخلاقية الشركسية — إلا عندما تخدم أجندتهم الخاصة.
تجاهل ”الأديغه خابزه“
”الأديغه خابزه“ هي البوصلة الأخلاقية لشعبنا، وهي مجموعة من العادات والتقاليد والقواعد الاجتماعية المتوارثة جيلاً بعد جيل. وهي مُصمّمة للتعامل مع كل المناسبات، عامة وخاصة على حد سواء. إلا أن البعض يتلاعب بمبادئها لتحقيق مكاسب شخصية، مشوّهين بذلك هدفها الحقيقي.
يوم الذكرى الشركسية
للأسف، يردد بعض الأفراد — وأتباعهم — خطاب الاحتلال والقوى الإمبريالية، ويعملون بنشاط ضد التطلعات الشركسية. فيتظاهرون بالقومية من ناحية، بينما يخدمون أسيادهم الخارجيين ومتآمري الدولة العميقة الذين يقفون وراءهم من ناحية أخرى. ومع ذلك، ورغم هذه الخيانة، فإن ذكرى أسلافنا الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل شركيسيا ستُخلّد دائمًا في 21 مايو/أيار — يوم الذكرى الشركسية. ويجب علينا أيضًا محاسبة أولئك — سواءً كانوا مسؤولين أو من يدّعون أنهم مؤرخون — الذين ينهبون الآثار الشركسية لتحقيق الربح، مما يُمكّن السلطات من تدمير المعالم التاريخية أو محوها أو إخفائها.
الخلاصة
النفاق قوة مُفسدة في صفوفنا، فهو يُشجع العدو ويُقوّض نضالنا الوطني. ويقتضي المنطق السليم أن نتّحد حول أهداف مشتركة، ونؤكّد من جديد حقوق الشركس في وطننا.
لا يُمكن لهذا الخداع أن يبقى مخفيًا إلى الأبد، فعاجلًا أم آجلًا سينكشف. فاليقظة ضرورية.