كيف تعيق الأساليب الاستعمارية عودة الشركس / عرقلة روسيا لعودة السكان الأصليين ليست فقط من الماضي، بل هي مستمرة

كيف تعيق الأساليب الاستعمارية عودة الشركس / عرقلة روسيا لعودة السكان الأصليين ليست فقط من الماضي، بل هي مستمرة

عادل بشقوي

5 يوليو/تمّوز 2025


AI-generated via Microsoft Copilot

الخلفية

بعد أكثر من 160 عامًا من تهجيرهم القسري، لا يزال الشركس يواجهون عرقلة متعمدة في مساعيهم للعودة إلى وطنهم الأم. ولا تزال تكتيكات الحقبة الاستعمارية، المتمثلة في القمع والإنكار والتشابك البيروقراطي مستمرّة، لكنها الآن مُغطاة بالقيود القانونية والمراقبة والتضليل. تبحث هذه المقالة في كيف أن هذه الآليات، المتجذرة في الغزو الإمبراطوري، ليست من مخلفات الماضي ولا مجرد سهو عرضي. إنها استراتيجيات متعمدة تهدف إلى فصل شعب عن أرضه، وحرمانه من حق العودة الذي يكفله التاريخ والإنسانية والقانون الدولي.

مقدمة

جلبت الحرب الروسية الشركسية، التي انتهت في 21 مايو/أيار 1864، عواقب كارثية على الأمة الشركسية. أدرك الكثيرون المؤامرات التي أحاطت بحملة الاستعباد والإبادة هذه. إلا أن المنافقين والانتهازيين تهربوا من المحاسبة، وقللوا من شأن الفظائع، وقللوا من شأن آثار هذه الجرائم المزعزعة للاستقرار.

في الحقيقة، لطالما كانت سلطات الاحتلالإلى جانب عملاء محليين وإقليميينبمثابة وكلاء معاديين لأرض شردوا منها سكانها الأصليين. لقد هندسوا بيئةً تنفِّر الشركس بدلاً من أن ترحب بهم. حتى بعد عقود من بدء الاحتلال، وجد القلة الذين تمكنوا من العودة ظروفًا غير مناسبة لحياة كريمة في وطنهم الأم.


Presidents_of_the_Circassian_Confederation.jpg

المفاهيم البصرية والرمزية

سلسلة مقطوعة على خريطة القوقاز

  يمثل هذا العمل انقطاع الاتصال والنضال المستمر لإعادة ربط شركس الشتات بوطنهم الأم.

يمثل الاتصال المنقطع والنضال الدائم لإعادة ربط شراكسة الشتات بوطنهم

  سلاسل تذوب في عناصر العلم الشركسي، تعبر عن رفض رمزي للاحتلال وتحدٍّ للفصل المفروض.


Intro.png

جواز سفر مُحاط بسلك شائك

  يصور القيود والعوائق البيروقراطية التي يواجهها العائدون.

  من الصعب الحصول على الجنسية الروسية، كما أن تأمين وثائق السفر الدولية والمحلية يضيف تعقيدات أخرى من العوائق

  تُنشئ المراقبة الإدارية والرقابة السياسية بيئةً معاديةً وخاضعةً للمراقبة لكلٍّ من المقيمين الجدد والمقيمين الآخرين.

  يبرز النص الشركسي في الخلفية على الهوية الثقافية الخاضعة للقيود

صور ظلية تواجه الوطن من عبر البحر الأسود

  تستحضر الشوق والصمود وأمل العودة

  ترمز سماء شركيسيا إلى الذكرى والشهادة، تكريمًا لمن ضحوا بحياتهم دفاعًا عن أرضهم أو أثناء التهجير

  لتعزيز الرسالة: ”شركيسيا ليست موضع نقاش: إنها لنا آنذاك، ولنا الآن“.

  تُمثل الصور الظلية الجهود الدؤوبة التي يبذلها الشركس في سعيهم لاستعادة وطنهم، حتى مع بطء الرحلة وعدم اليقين.

لوحات متناقضة: تهجير القرن التاسع عشر مقابل مقاومة البيروقراطية في القرن الحادي والعشرين

  تُظهر استمرار القمع من خلال تغيير التكتيكات.

  فيدرالية روسيا خالية من المضمونمجرد واجهة للهيمنة الاستعمارية.

  قُسِّمت شركيسيا إلى مناطق إدارية روسية مزيّفة، غير متصلة ببعض ومنفصلة عن بعضها البعض وعن الشتات.

  على الرغم من هذا التّمزُّق، يواصل الشركس حول العالم السعي لتحقيق العدالة والمطالبة باستعادة مكانتهم الشرعية.

  تُمكّن التطورات في مجال الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي النشطاء من التوحُّد عبر الحدود والدعوة إلى العودة إلى الوطن وفقًا للقانون الدولي.

عقبات أمام عيش حياة كريمة في الوطن

  واجه العائدون تهديدات من العصابات الإجرامية والمبتزين والتابعين للدولة العميقة، مما دفع بعضهم إلى إعادة النظر في العودة إلى الوطن بسبب مخاوف أمنية.

  تُشكل متطلبات اللغةمثل إتقان اللغة الروسية كتابةً وتحدثًاعوائق أمام المواطنة، مما يُهمّش اللغات الوطنية في هذه العملية.

  اضطر العديد من العائدين إلى المغادرة مرة أخرى بسبب الضغوط النفسية والاقتصادية، إلى جانب جهود مُتضافرة لتصوير الوطن على أنه (بيئة طاردة) غير مضياف.

  أدى التجنيد الإجباري والإكراه في أعقاب حرب روسيا على أوكرانيا إلى تفاقم الوضع، مما أجبر الشركس على خوض صراعات لا علاقة لها بتاريخ شعبهم أو مصالحهم القوميّة.

  يُعد تضامن المجتمع الدولي أمرًا أساسيًا لدعم حق الشركس في الحرية والعودة إلى الوطن وتقرير المصير، والذي يظل جزءًا لا يتجزأ من حقوق الإنسان والحريات الأساسية. مرجع الأمم المتحدة

https://press.un.org/en/2013/gashc4085.doc.htm


Circassian_realm.png

خاتمة

جاء احتلال شركيسيا في سياقٍ مُدبَّر من القهر والتدمير والضم. وكان الهدف منه فصل الأرض عن أهلها، بغض النظر عن الوقت أو الأَبعاد. فقد واجه العائدون بعد انهيار الإتحاد السوفياتي تحدياتٍ لا هوادة فيها في سعيهم لعيش حياةٍ طبيعية في وطنهم الأم.

Share Button