تصميم الإبادة الجماعية: البصمة الاستراتيجية لروسيا / الطمس المنهجي: دور روسيا في مخطط الإبادة الجماعية / الجزء الثاني

تصميم الإبادة الجماعية: البصمة الاستراتيجية لروسيا

الطمس المنهجي: دور روسيا في مخطط الإبادة الجماعية / الجزء الثاني

عادل بشقوي

02 أكتوبر/تشرين الأول 2025

هذا هو الجزء الثاني من أربعة أجزاء في مقال بعنوان:

تصميم الإبادة الجماعية: البصمة الاستراتيجية لروسيا / الطمس المنهجي: دور روسيا في مخطط الإبادة الجماعية

مخطط الطمس / أُنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي عبر كوبيلوت / مايكروسوفت

الجزء الثاني: الاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية

• جمهوريات الحكم الذاتي الشركسية: في 7 فبراير/شباط 1992، اعتمد برلمان جمهورية قباردينو–بلكاريا ذات الحكم الذاتي قرارًا خاصًا يعترف فيه بالإبادة الجماعية التي ارتكبها المعتدون الروس ضد الشركس خلال الحرب الروسية الشركسية. وفي 29 أبريل/نيسان 1996، اعتمد مجلس الدولة “خاسه” لجمهورية أديغيا قرارًا يناشد مجلس الدوما في الفيدرالية الروسية الاعتراف رسميًا بالإبادة الجماعية الشركسية التي ارتكبتها روسيا القيصرية في القرن التاسع عشر. [1]

• جورجيا (20 مايو/أيار 2011): اعترفت جورجيا رسميًا بالإبادة الجماعية للشركس التي ارتكبتها الإمبراطورية الروسية. [2] وفي 21 مايو/أيار 2012، افتُتح نصب تذكاري للإبادة الجماعية الشركسية في أناكليا، في جورجيا. ونُقش التالي على نصب الرخام بخمس لغات: ”إلى الشعب الشركسي المحب للحرية، يُكرّم الشعب الجورجي متعدد الأعراق ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الإمبراطورية الروسية ضد الشعب الشركسي (الأديغي) في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر“. [3]

• حكومة تركستان الشرقية في المنفى (17 مايو/أيار 2023): اعترفت حكومة تركستان الشرقية في المنفى بالإبادة الجماعية الشركسية، وأعربت عن أسفها لمقتل مئات الآلاف من الشركس الأبرياء على يد الإمبريالية الروسية. [4]

• أوكرانيا (9 يناير/كانون الثاني 2025): اعترفت أوكرانيا رسميًا بالإبادة الجماعية للشعب الشركسي على يد روسيا القيصرية. [5] ودعت الحكومة الأوكرانية دول العالم إلى أن تحذو حذوها. [6] وقد حفّز ذلك الاعتراف الحركة القوميّة الشركسية، مؤكدًا التضامن بين الأمم المضطهدة ومعززًا دعوات العدالة. [7]

تتار القرم

لم تكن الدولة الروسية، خلال عهدها الإمبراطوري، بمنأى عن الفظائع المرتكبة في شبه جزيرة القرم. وكما جاء في إحدى الروايات: ”بدأت جميع مآسي شعب تتار القرم منذ استيلاء الإمبراطورية الروسية على شبه جزيرة القرم وتصفية دولتها في عام 1783. ومنذ ذلك الحين، سعت جميع الأنظمة الروسية — القيصرية، والسوفيتية، ونظام بوتين الحالي — إلى تحقيق الهدف نفسه: الطرد الكامل لتتار القرم من أرض أجدادهم“. [8]

في 18 مايو/أيار 1944، أمر ستالين بالترحيل القسري لجميع سكان تتار القرم — أكثر من 190 ألف نسمة — من شبه جزيرة القرم إلى آسيا الوسطى. مُنحت العائلات أقل من 30 دقيقة لحزم أمتعتها. [9] تراوحت تقديرات عدد القتلى بين 30,000 و 100,000 بسبب الجوع والمرض والتعرض للعوامل الجوية خلال الترحيل والسنوات الأولى من النفي. كان هذا تطهيرًا عرقيًا وإبادة جماعية، بُرِّرت باتهامات كاذبة بالتعاون مع النازيين.

القمع الحديث: أصداء الماضي

عقب ثورة ميدان الأوروبي، استولت روسيا على شبه جزيرة القرم — وهي جزء من أوكرانيا — في فبراير/شباط 2014، وضمتها رسميًا في مارس/آذار. ومع ذلك، وكما يُذكِّرنا أحد الأصوات: ”القرم ليست مجرد شبه جزيرة؛ إنها مهد شعب تتار القرم الأصلي“. [10]

منذ الضم، واجه تتار القرم اضطهادًا ممنهجًا من جديد:

اعتقالات جماعية وتعذيب: اعتُقل أكثر من 250 شخصًا بتهم ذات دوافع سياسية. ثلثاهم — حوالي 66% — من تتار القرم، الذين لا يشكلون سوى 13% من السكان. [11]

التجنيد الإجباري ومصادرة الأراضي: استُهدف التتار بشكل غير متناسب خلال فترات التجنيد العسكري، وشُرّدوا على يد المستوطنين الروس الوافدين. [12]

الطقس الثقافي: سعى الكرملين إلى إضفاء طابع روسي عدواني، وقمع لغة تتار القرم ودينهم ومؤسساتهم. [13] [14]

استمرارية الإبادة الجماعية: صرّح رفعت شوباروف، رئيس مجلس تتار القرم، قائلاً: ”يواصل بوتين استمرار سياسات الإبادة الجماعية التي انتهجها ستالين، بهدف إنهاء ما فشل ستالين في تحقيقه“. [15]

يُسهم اعتراف الدول الديمقراطية بجرائم مثل التطهير العرقي والإبادة الجماعية والتهجير القسري الجماعي في استعادة الحقوق المشروعة وتعزيز العدالة والمساواة، بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. وعلى مدار العقد الماضي، اعترفت سبع دول بترحيل الحكومة السوفيتية لتتار القرم في مايو/أيار 1944 كعمل إبادة جماعية، وهي: أوكرانيا (2015)، وليتوانيا ولاتفيا (2019)، وكندا (2022)، وبولندا وإستونيا وجمهورية التشيك (2024). [16]

في صمت الأسماء المطموسة والأوطان المندثرة، يصمد تتار القرم — ليس كظلال للتاريخ، بل كنبض ذاكرة تأبى أن تموت.

المراجع:

[1] https://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251673262

[2] https://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251684686

[3] https://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251683155

[4] https://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251684491

[5] https://www.ukrainianworldcongress.org/ukraine-recognizes-the-genocide-of-circassian-people-by-tsarist-russia/

[6] https://windowoneurasia2.blogspot.com/2025/04/ukrainian-government-calls-on-nations.html

[7] https://www.eurasiareview.com/16012025-circassian-national-movement-energized-by-kyivs-recognition-of-russian-genocide-analysis/

[8] https://charter97.org/en/news/2025/8/18/652514/

[9] https://newsukraine.rbc.ua/news/soviet-deportation-and-russia-s-ongoing-crackdown-1747561935.html

[10] https://charter97.org/en/news/2025/8/18/652514/