المطالبة بالاعتراف بالخسائر المادية والمعنوية الناجمة عن الإبادة الجماعية الشركسية

المطالبة بالاعتراف بالخسائر المادية والمعنوية الناجمة عن الإبادة الجماعية الشركسية

عادل بشقوي

22 أكتوبر/تشرين الأوّل 2025


AI-generated via Microsoft Copilot

في ضوء إنعقاد مؤتمر الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا (PACE) مؤخرًا في وارسو، بولندا، ألقت عضوة البرلمان الأوكراني ماريا ميزنتسيفا (Maria Mezentseva) كلمةً أمام الجمعية تناولت فيها ضرورة مواجهة جرائم روسيا الاستعمارية على مر السنين. وجاءت كلماتها ضمن قرار مقترح بعنوانالقوى الديمقراطية الروسية وإمكانية إنشاء منصة لها في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا“. [1]

ووجهت رسالةً هامةً إلى الشعوب والأمم التي عانت من الاحتلال الروسي والإبادة الجماعية وتداعياتها المستمرة. ومن بين أكثر المتضررين شركيسيا وأمم أخرى في شمال القوقاز، التي لا تزال تحت السيطرة الروسية المباشرة. ولم تتلقَّ هذه الدول أي اعتذار أو تعويض عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بها. فقد قدمت ميزنتسيفا مقترحات منطقية وفعّالة للاعتراف بالظلم التاريخي وإنشاء آليات للمطالبة بالتعويض والإنصاف، مُصنّفة ضمن 13 فئة من الخسائر المادية والمعنوية.

ويُعد الشعب الشركسي من بين ضحايا الإبادة الجماعية والترحيل القسري. في القرن التاسع عشر، وعقب الحرب الروسية الشركسية، شنّت الإمبراطورية الروسية حملة إبادة جماعية ممنهجة أودت بحياة نصف السكان. وتعرّض غالبية الناجين للتطهير العرقي والترحيل الجماعي. ونتيجةً لذلك، نُفي أكثر من 90٪ من السكان الشركس قسرًا، واحتُلّتْ شركيسيا موطنهم الأصلي. يعيش اليوم أكثر من سبعة ملايين شركسي في المنفى في أكثر من 30 دولة، بينما لا يزال جزء صغير منهمحوالي 10٪في مناطق إدارية مجزأة وغير متجاورة في شمال القوقاز تحت السيطرة الروسية. فقد ألحقت هذه الإبادة الجماعية وعواقبها المستمرة خسائر مادية ومعنوية فادحة، منها:

  فقدان الوطن والممتلكات

  تدمير المؤسسات الثقافية والأرشيفات التاريخية

  قمع اللغة والهوية والحكم المحلي

  الصدمة النفسية والنزوح عبر الأجيال

  إنكار حق العودة وتقرير المصير

لا تزال الأمة الشركسية، كغيرها من الأمم في شمال القوقاز وما وراءه، تعاني من غياب الاعتراف الدولي، وانعدام العدالة التعويضية، والطمس المستمر لسردها التاريخي. لذلك، يسعى الشركس إلى الاعتراف بحقوقهم وجبر الضرر في الإطار الذي تم تحديده في موقع [2]، ويطالبون بما يلي:

الاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية وعواقبها القانونية

  استعادة الحقوق المشروعة للشركس، بما في ذلك الاستقلال الثقافي والعدالة التاريخية وحق العودة، وفقًا للقوانين والأعراف الدولية

  إدراج شركيسيا ضمن الأمم المؤهلة للتعويضات وإعادة الممتلكات

  دعم المبادرات التي تحافظ على التراث واللغة والذاكرة التاريخية الشركسية

وتقف الأمة الشركسية متضامنة مع جميع الشعوب التي عانت من العنف والتهجير الممنهجين. وهم يؤمنون بأن تحقيق العدالة لشركيسيا جزء لا يتجزأ من السعي الأوسع نحو حقوق الإنسان والمساءلة التاريخية.

**************

المراجع:

[1] https://www.instagram.com/reel/DPYrMR3jDqt/?igsh=dzAxZjhuNjQzZWd3

[2] https://diia.gov.ua/

Share Button