أرشيف التصنيف: آراء وتحليلات

آراء وتحليلات

صحيفة الفجر: المؤتمر العالمي الأول للّغه الشّركسيّة

المؤتمر العالمي الأول للّغه الشّركسيّة
أبعاد جديدة للصّراع الرّوسي مع شراكس الشّتات
كتب عدنان احسان
15-10-2008
تحت شعار تطوير اللغه الشركسيه كعامل ارتباط بالوطن الأم وبرعايه الجمعيه الشركسيه في الآردن , وبمبادره من المركزالروسي للعلوم والثقافه في عمان . عقد في الآسبوع الماضي المؤتمر العالمي الاول للغه الشركسيه في عمان استمر لمده ثلاثه ايام شارك فيه مندوبين من مختلف انحاء العالم الذي تتواجد فيه الجاليات الشركسيه.
منظمي المؤتمر ادعوا ان هذا المؤتمر يهدف الى قراءه جديده للهم الشركسي واعاده صياغه مفردات الثقافه الشركسيه عبرتطويروتعليم اللغه الشركسيه لإعاده ربط ابناء الشتات بوطنهم الأم .
اما الآسباب البعيده للمؤتمركما يراها المناهضون لفكره التدخل الروسي بشؤون ابناء الشتات القفقاسي ومؤسساته .
يقولون : بان المؤتمر هو ((كلمه حق اريد بها باطل)) وان الآسباب الحقيقه للمؤتمر تتلخص اهدافها بمحاصرة تيار الصحوة القومي الشركسي الجديد لشراكس الشتات والإلتفاف على نشاطاتهم قبل ان تاخذ طابع سياسي منظم للجاليات الشركسيه قد يستغل الإرباكات الحاصله في الموقف الروسي في الساحه الدوليه ويستفيد منها هذا التيار في دفع اجندته النضاليه الى مواقع متقدمه في السياسيه الدوليه وتحقق على الاقل الصيغه الاوليه لمفهوم النضال القومي الشركسي الذي تبلورت ملامحه بشكل اكبر خلال ربع القرن الماضي، وقامت اجهزه الإستخبارت الروسيه بقمع هذه التحركات وتصفيه رموزها الوطنيه عبر عملائهم وجواسيسهم , وتدخلاتهم بها سواء على الساحه الداخليه أوالخارجيه. ويتخوف الروس من ان يساهم هذا التيار في خلط الآوراق والإرباكات الكبيره لهم في ظل ازمه العلاقات الروسيه الدوليه مع العالم الغربي هم بغنى عنها في هذه الآوقات وقد تم تاجيل المؤتمر ثلاثه مرات بعد ان اعد له بشكل كامل وخصصت له الاموال لتنفيذ مقرارات المؤتمر المعدة سلفا والتي تتضمن مشاريع تشرف عليها السفاره الروسيه بشكل مباشر عبرعملائها المنتخبين حسب مقاييسها .

وكان اخر تاجيل له في شهر تموز الماضي حيث جرى تخفيض تمثيله بعد ان وجهت الدعوه لجلاله الملك عبدالله الثاني لرعايه المؤتمر واختيرت عمان مقرا له ووجهت الدعوة ايضا لثلاث رؤوساء جمهوريات شركسية (الآديكا – وكبردينا بلقاريا – وقرشاي تشركيسيا)، ويقال ان سبب تاجيل المؤتر في اللحظه الاخيره قد تم بنصيحه من الإستخبارات الروسيه , حين اعتذر رؤساء الجمهوريات الشركسيه الثلاث عن الحضور:

اولا :بسبب الخوف من الثقل الاردني في المؤتمر ومشاركه جلاله الملك عبد الله الثاني فيه والذي قد يلزم الروس بقرارات خارجه عن حساباتهم لاتخدم الآهداف المرجوه من عقد المؤتمر.
ثانيا : الخوف من تاثير ابناء الجاليه الشركسيه الإردنيه على قرارات المؤتمرعبر استخدامه منبرا لتعرية دور الإحتلال الروسي لشمال القفقاس ومحاوله تجميل صورته قبل الأعتراف بحقبته الإستعماريه والإعتذار عن جرائمه التي ارتكبت في تلك الفتره. ويقود التيار الآخر الذي صفق للتدخل الروسي وينشط من وراء الكواليس للتعاون مع الإداره الروسيه وربما فكره المؤتمر ايضا مجموعه من المنتفعين , والعملاء والمرتزقه الشركس الذي يتلقون اجنداتهم من السفارات الروسيه عبر مستشارين الإستخبارت الروسيه الذين تحولوا الى سفراء متجولين في مناطق الشتات الشركسي .
ورغم الإستعدات والإحتياطات التي اتخذت لسد عمليات الخروقات المحتمله لآهداف المؤتمر واجندته المنظوره من خلال البرنامج الروسي، الا ان التيار القومي الشركسي نجح في اختراق اروقه المؤتمر وخلط الآوراق في اللحظات الاخيره عبر البيان الذي وزع على المندوبين وقام بتوزيعه كلا من الناشطين في هذا التيار :
السيد اورهان بارسيقوى: الطالب في الدراسات العليا في القاهره الذي يعد رسالة الدكتوراه عن التاريخ الشركسي والسيد باتر بي- عضو الجمعيه الشركسيه والناشط على الساحه الشركسيه العالميه .
و هاجم البيان اهداف هذا المؤتمر الحقيقية و البعيده المدى التي تتلخص في البحث عن دور اللغه فقط دون التطرق للبحث في مساله الوطن ودورالإحتلال.
ويقف التيار القومي الشركسي في الشتات في وجه كل المحاولات التي تهدف الى تبرئه الإحتلال الروسي من جرائم حقبته الإستعماريه ومجازره التي ارتكبها ضد الشركس قتلا وتهجيرا وترحيلا وألاستيلاء على ألأراضي والممتلكات، وجلب المستوطنين القوزاق وطمس كل مظاهر الهوية والثقافه الشركسيه، ومحاولات تثبيت مكونات وثقافه ورموز الإحتلال ومسخ هويتهم القوميه وسلب كل مقومات السياده الوطنيه .
ويعارض هذا التيار التدخلات الروسيه في شؤون ابناء شمال القفقاس وكيفيه بناء رؤيتهم النضاليه لمستقبل ابنائهم ووطنهم قبل ان تمحى الإسباب الحقيقه للمساله الشركسيه التي تتلخص بابسط الآشياء، (وطن حر وشعب.. حر يختار مستقبله) عبر مقوماته الحضاريه التي حاولت الحقبه الإستعماريه طمسها, واليوم يحاولون لعب دوراعادة احيائها بالشكل المناسب الذي يخدم اجندتهم الإستعماريه (والشواهد والامثله كثيره على هذا الموقف) ولاندري كيف ان من حاول طمس اللغه والثقافه الشركسيه في الماضي، كيف يساهم اليوم في اعادة احيائها ولماذا ؟
ويرى المناهضون للتدخل الروسي ايضا ان الروس اليوم يلعبون بالوقت الضائع في محاولتهم اليائسه لأيقاف التسونامي القادم من شراكس الشتات لشمال القفقاس الذي سيتوج قريبا بتصفيه الارث الإستعماري , وان كل محاولتهم اليائسه هذه ليست الا محاوله تاخير هذا المد الجارف عبر الإنخراط في شعاراته، وتسريب العملاء والجواسيس الى تياره … ومحاصرة شراكس الشتات في كلا من (امريكا- والأردن وتركيا)، وبنسب اقل في البلدان الآخرى التي لازالت تستجيب للضغوطات الروسيه او في المناطق التي نجح الروس في تسريب عملائهم وجواسيسهم اليها وخصوصا في الجمعيات الشركسيه.
وقد كثف تيار الصحوة القومي الشركسي نشاطاته في الفتره الآخيره بشكل ملحوظ وساهم في تعرية سياسة الإحتلال في خنق الحريات، والإعتماد على العملاء في ادارة البلاد و تشديد القبضة الامنية وتسليط اجهزة الإستخبارات التي وصلت الى حد التصفيه الجسديه لصحفيين وكتاب والإغتيالات للمناضلين ورميهم في المزابل واعتقال كل من تجرأ على الخوض في مسالة الحرية والإستقلال وتهديد وارهاب اقارب هذا التيار في الداخل وطرد ابناء المهاجرين المؤيدين له من الوطن حيث تم طرد اكثر من 573 مهاجرا من جمهوريه القبرداي وحدها في اقل من سنة، دون توجيه اي تهم محددة لهم او الاسباب التي استدعت لهذا ألأجراء وكان اغلبهم من الآكاديمين، والتكنوقراط وقام هذا التيار ايضا بفضح عملاء اجهزة الإستخبارت الروسية وسفرائها المتجولين الذين ينشطون تحت ستار مؤسسات رودينا اوتحت غطاء الجمعية الشركسية العالميه التي باتت تتحكم بها وتسيطر عليها اجهزه الإستخبارات الروسيه بشكل كامل.
كل المؤشرات تشير الى فشل اجندة هذا المؤتمركما خطط له (….)، وربما ستساهم التطورات اللاحقة من هذه المبادره في عملية فرز حقيقي اكثر وضوحا لمراكز القوى في المجتمع الشركسي في المحاولة الجادة لخلق وثيقة العهد القومية النضالية لآبناء شمال القفقاس وتحديد اسس برنامجهم النضالي المستقبلية وبلورة صيغ لثقافتهم القومية والحضارية، وبناء مستقبلهم في الحرية والإستقلال وتحديد قيمهم واخلاقياتهم الوطنية بعيدا عن الاجندة الإستعمارية اسوة بباقي شعوب المنطقة والتي اقرتها واعترفت بها كل المواثيق الدولية بالحق وبالحريه والعيش الحر الكريم على أرض الوطن .

 
Share Button

الأفق الرّوسي بغير قيود

الأفق الرّوسي بغير قيود

السّلوك والتّصرّف النّمطي الإجرامي لأفراد العصابات الإجراميّة الرّوسيّة كانت على مر السنين فريدة ولا مثيل لها في العدد والتّفوّق والحجم والقبح والوحشية وعمق الجذور في سرّيّة الإعداد والإنجاز للمؤامرات التي تتعلق بجرائم ضد القانون، والتي وصلت قدرة التّأثير في الأنشطة الاجتماعيّة والسّياسيّة للمواطنين الأبرياء الّذين يبحثون عن الرّفاهيّة لجميع المواطنين على حد سواء في مجتمع ديمقراطي يتيح ويفصّل تكافؤ الفرص ويحدّد الاحتمالات لجميع الناس على قدم المساواة.

هؤلاء البلطجية والأفراد الذين هم أعضاء في الجماعات وهي معروفة جيدا بترابطها وصلاتها واتّصالاتها بوكالات ومجموعات الاجهزة الأمنيّة الرّسميّة وشبه الرّسميّة، والفصائل التي توظف واجباتها المضلّلة والشّرّيرة مع استعمال كافّةالأدوات غير الأخلاقيّة المتاحة بالاضافة الى أفراد وجماعات من الفاسدين وهي متاحة دائما لتحقيق وتنفيذ مهمّات شرّيرة للتخلص من الأفراد أو الجماعات التي تبحث عن منح الحقوق المدنية وحقوق الإنسان.

ولسؤ الطّالع، فانّ المجرمين دائما يعتقدون بأنّهم الأدهى والأذكى من الجميع من حيث أنّ آثامهم وأنشطتهم غير المشروعة سوف لن تنكشف أو تظهر لدرجة أنّ خطاياهم ستكون مخفيّة من خلال ذكاءهم المفترض ممّا سيجعلهم في مأمن وكذلك التّستّر على سوء أعمالهم للأبد!

وصف دقيق عن واقع الحياة في روسيا حدّد من خلال ما قالته ايلينا ميلاشينا: “إن القتلة لا خوف عندهم لأنهم يعرفون بأنهم لن يعاقبوا. غير أنه ليس أيّ من ضحاياهم خائف، وذلك لأنك عند الدفاع عن الآخرين فانّ الخوف يتوقف عندك”.

أحدث ضحية للفظائع التي تواجه جميع الّذين لديهم “الضّمير الحيّ” في روسيا هو المحامي ستانيسلاف ماركلوف الى جانب الصّحفيّة فيصحيفة نوفايا غازيتا، أنستازيا بابوروفا الّتي اكتشفت القاتل وأرادت القبض عليه لاعتقاله، ولكن القاتل الجبان تمكّن من اطلاق النّار عليها وأصابتها بالرّأس ما أدّى الى أن فارقت الحياة بعد ان نقلت الى المستشفى.

 

ومن الجدير بالذكر في هذا المجال بأنّه لا وجود لوصف واضح وجلي أو تفسير أو توضيح وذلك لتبيان وتحليل المشهد وذلك لإنشاء ترابط بين جميع الشكوك ومحاولات الاغتيال التي وقعت ولا تزال، والعوامل المختلفة التي تتضمن جميع العناصر الّتي  يمكن أن تكون ذات صلة وثيقة بالجرائم المقترفة، في حين أن النّظر في حالة الاحتكار السياسي، فانّ وكالات تفعيل القانون وأجهزة الأمن (ليست من نوعيّة أجهزة الأمن في دولة ديمقراطيّة دستوريّة) تواجه بالدستور ومنظمات وناشطي حقوق الإنسان وعناصر وقوى المعارضة الدستورية، والتي أسفرت الى تعرّض الناس للخطف والتعذيب وسوء المعاملة والقتل الوحشي، رغم أن معظم النّاس المستهدفين هم من المشاهير ويعملون في مجال المجتمع المدني وحقوق الإنسان. انّ هؤلاء الوحوش والمجرمين يهدفون لمنع الناس من التّمتّع بالحق في الحرية والأمن والمحاكمة العادلة وحماية الخصوصية وحق الحصول على المعلومات وحرّية التّعبير وحرّية التّجمع السّلمي والحد من التمييز وعدم المساواة وأخيرا وليس آخرا حقوق السّجناء في الحصول على معاملة عادلة وفقا للقيم الإنسانية.

تحقيق سريع يؤدي إلى تفكّك الاتّحاد السّوفياتّي ونتيجة لذلك حدث “تشظّي الوكالات الحكومية” إضافة إلى العديد من الموهوبين والمحترفين الّذين يرتبطون بالحكومة تركوا وحتّى هجروا في منتصف الطّريق من حياتهم المهنيّة، فكان عليهم البدء من نقطة الصفر ليستهلّوا مهنة جديدة. العديد من هؤلاء كانوا جواسيس وعملاء للمخابرات السوفياتية (KGB)، هؤلاءالخبراء الذين شكّلوا جهاز المخابرات الأمنيّة السّوفياتيّة على الصعيدين المحلّي والدّولي. ما يصل الى 40 فى المائة من عملاء الكي جي بي وجدوا وظائف في القطاع الجنائي الّذي يدفع أجورا  جيّدة جدا نتيجة إلى استخدام مهاراتهم الاستثنائيّة والفريدة من نوعها.

 

بضم وحضور عدد كبير من الكي جي بي، فانّ قطاع الجريمة المنظّمة الرّوسيّة تمكّن من الوصول إلى المعدّات الأمنية والعسكرية بما في ذلك ترسانات الأسلحة الشخصية والآليّات والطّائرات وحتى عدد قليل من الغواصات غير الصّالحة وكذلك شبكة اتّصالات الكي جي بي في جميع أنحاء العالم. وهذه العناصر استخدمت امّا من قبل الجريمة المنظمة وفاحشي الثّراء لحماية أنفسهم وأصولهم المكتسبة حديثا أو بيعها لمقدّمي العروض التّجاريّة في مختلف أنحاء العالم مع النثريات النّقديّة والرّغبة في امتلاك قطعة من المعدات العسكريّة السّوفياتيّة”.

 

الجرائم ضد الصّحفيّين الرّوسي في ارتفاع في المقدار يوما بعد يوم. فإن ستانيسلاف ماركلوف وبعد هجوم فظيع على الصحفي وناشط الحقوق الانسان  ميخائيل بيكيتوف والذي بقي وضعه الصّحّي في حالة الخطر، والّذي لم يخرج من الغيبوبة، نقل عنه قوله: “انا في موقف غريب. وإنني في النهاية أصبحت المحامي لجميع الذين وصلوا لدينا الى هذه الحالات المريعة. وأنا متعب. أنا تعبت من الاجتماع مع أولئك النّاس الّذين أعرفهم في عرض الأحداث الاجرامي. أنا متعب لأني قبل أسبوع ممّا حدث (الاعتداء على مترجم الصحافي ميخائيل بيكيتنوف)، جلست مع ميخائيل بيكيتنوف في منزله. واشتكى من أنّه شخص واحدا ضدهم جميعا. وقد ثبت صحّه ذلك”.

 

وفقا لما نقلته وكالة انترفاكس، فان نشطاء حقوق الانسان قد ذكروا أن 60 شخصا قتلوا في جرائم عنصريّة في روسيا في عام 2007 والّتي كانت بدافع كره الأجانب والتّعصب العرقي والقومي، والّتي أضافت أن “حوالى 200 هجوم ونزاع كان بدافع كره الأجانب، حيث ارتكبت تلك الأعمال بين كانون الثاني / يناير وتشرين الأول / أكتوبر 2007. ستون شخصا لقوا مصرعهم وأصيب ما لا يقل عن 280 بجراح”.

 

الجريمة المنظمة التي ترتبط بالمافيا وغيرها من العصابات المنظّمة تعتبر جزءا من فسيفساء المشهد الروسي. “ومع ذلك، بالنّظر الى اعتماد روسيا التّاريخي على الجريمة المنظّمة وانتشار ها في الآونة الأخيرة في جميع أنحاء العالم، فانّ الجريمة المنظّمة ستبقى عنصرا أساسيّا في المجتمع الرّوسي لبعض الوقت في المستقبل”.

 

الملتجئ الكسندر ليتفينينكو، الذي كان هو نفسه ضابط كي جي بي / اف اس بي  في جهاز الامن الفيدرالى قد ذكر أن جهاز الامن الفيدرالى قد نظّم حملة التّفجير للمدن الرّوسيّة لتوفير ذريعة لغزو الشيشان”.

 

وأوحى بعض المشاركين في البحث أن الحالة الرّاهنة ينبغي تصحيحها بسبب الظّاهرة الّتي تحتاج الى نظرة حقيقية بها. “من دون تأخير،ينبغي تبنّي قوانين لمكافحة الجريمة المنظّمة في مجالات الفساد والايرادات غير المشروعة المتأتّية عن الجرائم وغسل رؤوس الأموال والتّشويش الجنائي لعمليّات الخصخصة وغيرها.”

 

مع ذلك، هنالك جريمة هامّة أخرى حيث تنتشر في جميع أنحاء العالم والتي تقترف من قبل أفراد وجماعات فاسدين وهم الذين يعشّشون ويستمتعون بالدّعم والحماية اللازمتان لمزيد من النمو الأكثر بشاعة  والأكثر عدوانيّة من خلال كونهم قراصنة وصعاليك ويعملون ضدشبكات ومواقع الإنترنت لا تتّفق مع غرور وأنانيّة قيادة النظام الشّمولي التي تكمن في الكرملين!

 

انّ تسمية احدى قمم جبال القوقاز فى أوسيتيا الشمالية باسم “عملاء وجواسيس الكي جي بي / اف اس بي (جهاز الامن الفيدرالى)” ليس مصادفة؛  بل كان بدأها نفس الأشخاص الذين يمسكون بزمام القوّة والسلطة في الكرملين من أجل إبراز أهمّيّة دور زملائهم أعضاء جهاز ال”كي جي بي الشّرّير” الى جانب سلفه وخلفه في السّيطرة على مصير وقدر الأفراد والمواطنين والأمم والّذين هم جميعا تحت السيطرة المباشرة لأجهزة السّلطة والأمن.

 

ومن المناسب الذّكر أن عنوان مقال وكالة رويترز للأنباء: “مساءلة روسيا في الأمم المتّحدة عن العنصريّة وقتل العاملين في وسائل الاعلام“، أشار الى ان المندوبين في مجلس الحقوق في هيئة الأمم المتّحدة قد قالوا خلال هذا الأسبوع الأخير ان “روسيا يجب ان تفعل المزيد لوقف العنف ضد الأقلّيّات والتّعذيب على يد الشّرطة والجيش واغتيال الصّحفيّين وفي الآونة الأخيرة قتل محامي يعمل في مجال حقوق الإنسان”.

 

“لا بدّ لأطول الأيّام من نهاية” و  “لا تؤجّل الى غد ما يستطاع عمله اليوم”.

07 شباط / فبراير 2009

ايجل،

 

مجموعة العدالة لشمال القوقاز

 


Share Button

وقف القفقاس: “مأساة القفقاسيين منذ الماضي وحتى يومنا هذا”

البيان الختامي للمحاضرة الدولية التي نظمها وقف القفقاس في اسطنبول بتاريخ 21 مايو/أيار 2005 تحت عنوان “مأساة القفقاسيين منذ الماضي وحتى يومنا هذا”

نظم وقف القفقاس الواقع مركزه في اسطنبول بتاريخ21 مايو/أيار2005 محاضرة دولية بمناسبة مرور الذكرى السنوية الـ 141 لانتهاء الحرب الروسية ـ القفقاسية في التاريخ نفسه من عام 1864 وتهجير روسيا القيصرية للشعوب القفقاسية إثر ذلك. اشتملت المحاضرة على 3 جلسات تُلي خلالها 15 بلاغا حول المآسي التي شهدها القفقاس منذ الماضي وحتى اليوم. وقد أُعد هذا البيان الختامي على ضوء الملاحظات والمقترحات التي طُرحت في الجلسات وتم إعلانه على الرأي العام العالمي:

* باديء ذي بدء يجب القول بأن إمكانية حل المشاكل التي يعاني منها القفقاس الذي تعصف به الاضطرابات مرتبطة بتغيير عقلية حكام روسيا القوة المهيمنة في المنطقة. إن العقلية الاستخباراتية لإدارة البلاد المتصفة بالارتياب والتقييد والتدمير تتعامل بعنف مع المشاكل وهي بذلك تُعد أرضية من شأنها زيادة المشاكل عوضا عن حلها. لذا يجب دعم حركة المعارضة المتنورة التي تناضل لتغيير هذه العقلية السائدة لدى الإدارة الروسية كما يجب تشجيع التعاون مع القوى التي ستساهم في إرساء دعائم الديمقراطية في البلاد. فمع حل مشكلة الديمقراطية في روسيا ستُحل أيضا وبدرجة كبيرة المشاكل في القفقاس.
* خلال القرون الماضية استُخدمت في القفقاس القوة المفرطة ضد المدنيين والوحدات السكنية. إن اسم الجرم الكبير الذي اقترفته روسيا القيصرية باحتلالها المنطقة إثر هذه الهجمات وتهجيرها من نجى من السكان المحليين من أوطانهم محدثة بذلك تغييرا جذريا في البنية الديموغرافية، اسم هذا الجرم بحسب وثائق القانون الدولي الوضعي هو “إبادة” و”جريمة ضد الإنسانية”.
* لقد استمرت عملية الإبادة هذه في حقبة الاتحاد السوفييتي أيضا حيث هُجر في ليلة واحدة إلى سيبيريا كل من: الشيشان والأنغوش، القراشاي والبلقار، أتراك أخسكا، سكان القرم. وفقدت هذه الشعوب قسما كبيرا من أبنائها بسبب الشروط السيئة التي تعرضت لها خلال التهجير.
* وفي فترة روسيا الفدرالية أيضا يستمر ارتكاب الجرم نفسه ففي الشيشان قُتل نتيجة القصف الجوي أكثر من 250 ألف مدنيا 42 ألف منهم من الأطفال. كما اختفى 20 ألف مدني آخرين بعد أخذهم لأماكن مجهولة وأصبح 400 ألف شيشاني من اللاجئين. إضافة إلى كل ذلك هُدمت 421 قرية عن بكرة أبيها وأزيلت منها تماما أماكن السكن التي تعتبر أصغر مستلزمات الحياة. يتعين على الأطراف المتحاربة في الشيشان وقف إطلاق النار دون أية شروط مسبقة ويجب حتما العمل على حل المشاكل العالقة في جو سلمي عن طريق إجراء مفاوضات متبادلة.
* إن الجراح التي خلفتها عمليات الإبادة في القفقاس والتي أحدثت تغييرا في البنية الديموغرافية له لم تلتئم رغم مرور 141 عاما على أوسع تلك العمليات نطاقا. وعلى العكس تماما تزداد هذه الجراح عمقا يوما بعد يوم.
* يتوجب على إدارة الفدرالية الروسية، الوريثة السياسية لروسيا القيصرية والاتحاد السوفييتي، تحمل مسؤولية الجرائم المرتكبة بحق الشعوب القفقاسية سواء تلك التي اقترفتها بنفسها أو التي اقترفت خلال الحقبتين القيصرية والسوفيتية.
* يجب ومن كل بد تأمين دعم الشعب الروسي أيضا لعملية حل المشاكل العالقة في القفقاس وتوفير السلام والاستقرار لشعوب المنطقة.
* تُتعقب في القفقاس وبقلق التصريحات التي تدلي بها الجهات الرسمية حول “إنهاء وجود الجمهوريات الإثنية”. إن هذا النوع من “الأمر الواقع”، الذي أصبح ملموسا بعد الأقاويل التي دارت حول أنه سيتم إلحاق جمهورية الأديغي بمقاطعة كراسنودار وتعمق أيضا بالحديث عن أن الدور سيأتي بعد ذلك على الجمهوريات الأخرى، هو أمر مرفوض رفضا قاطعا. ونود الإشارة هنا إلى أن محاولات استخدام تراجع تعداد سكان الشعوب القفقاسية، جراء سياسات الإبادة المتبعة ضدهم منذ القرن السادس عشر، كورقة ضدهم عبر ألاعيب “الاستفتاء” سيحول دون إحلال مناخ السلام والاستقرار المرغوب بهما.
* عقب صد جمهورية أبخازيا العدوان الجورجي المسلح ودفعها ثمنا باهظا في سبيل ذلك جرت محاولات لمعاقبتها عن طريق فرض حصار عليها وتجويعها إلا أن هذه المحاولات لم تفلح رغم مرور 12 عاما. ينبغي احترام نضال الشعب الأبخازي والجهود الجبارة التي يبذلها للحفاظ على استمرار وجوده وبقائه ويجب منحه حق تقرير المصير. كما ينبغي أن تُرفع وعلى الفور العوائق المفروضة على الدخول والخروج بحرية إلى أبخازيا.
* يجب التحري حول جرائم الإبادة والتهجير التي مارستها روسيا ضد الشعوب القفقاسية وفي مقدمتهم الشراكسة. وينبغي تشكيل منظمة تقوم بتحصيل حقوق الضحايا لدى المؤسسات والهيئات الدولية.
* يجب دعوة المنظمات الدولية كالأمم المتحدة ومنظمة الدول غير المُعترف بها ومنظمات حقوق الإنسان وسائر الأشخاص والهيئات الرسمية والمدنية المعنية لتشغيل كافة آلياتها من أجل إنهاء “الإبادة” التي لا تزال مستمرة في شمال القفقاس منذ القرن السادس عشر وحتى الآن.
* يجب أن يبدأ من الآن الإعداد لمحاضرة مشابهة بمشاركة أوسع يتم تنظيمها بعد عامين في إحدى العواصم الأوربية.
البيان الختامي للمحاضرة الدولية التي نظمها وقف القفقاس تحت عنوان “مأساة القفقاسيين منذ الماضي وحتى يومنا هذا”

تم إعلان البيان الختامي على الرأي العام بتلاوته على مسمع نحو 500 شخص حضروا المحاضرة.

http://www.kafkas.org.tr/arabic/index.html

 
Share Button

تعليقات القرّاء على: بين الصّديق المكرروه والعدو المحبوب

تعليقات القرّاء على: بين الصّديق المكروه والعدو المحبوب

اشارة الى مقال قناة “الجزيرة الفضائيّة” باللّغة العربيّة المتعلّق بحوار الجلسة الثانية من ملتقى مركز الجزيرة للدراسات حول العلاقات العربية الروسية المنشورنقلا عن قناة الجزيرة على موقع “أخبار شركيسيا” بتاريخ 27-شباط/فبراير-2009 وبعنوان “بين الصديق المكرروه والعدو المحبوب” علاقات روسيا مع العرب أحلام وآمال تنتظر الواقعيّة، فقد كان وقع تعليقات القرّاء في مجملها ملفتا للنّظر وعفويّا ومختصرا يذكر هنا جزءا منها

نافذ سيف صقر

 

شركيسيا

 

يجب عدم التّخوّف من الروّس ان كان المرء بعيدا عنهم لكن المخابرات الرّوسيّة اغتالت يندرباييف في عاصمة عربيّة ومن الحكمة عدم التسرع بالحكم تفاضليّا بين دول يوجد تنافس استراتيجي بينها. روسيا لم تحل القضيّة الشّركسيّة رغم ملايين الشّركس المهجّرين خارج الوطن، ومنهم في سوريّا والأردن. اتّفاقيّات التّحالف والتّعاون الاستراتيجي مع الاتّحاد السّوفياتي في وضع العراق لم تحترم. السوفيات أوّل من اعترف باسرائيل وسمح بهجرة بدون قيود

Omar

 

Moscow

 

من المؤكد أن مثل هذه الملتقيات مفيدة جداً لتوثيق العلاقات كما تحوي المناقشات رؤية أكثر واقعية للعلاقة الروسية العربية ولكن هناك حقيقة مهمة لا يجب اغفالها وهو أن كما لروسيا اطماع في عودة الامبراطورية الضائعة إلا أن هذه الأطماع لا يمكن تحقيقها في ظل أزمة ديموغرافية آخذه في التزايد ومشاكل اقتصادية متفاقمة وزيادة الهوة بين الفقراء والأغنياء فروسيا تحوي مشاكل داخلية لا حصر لها بالمقارنة بالولايات المتحدة كما أن المراهنة على روسيا كالمراهنة على الحصان الخاسر، العلاقة يجب أن تكون إقتصادية لا أكثر
علي محمد

 

روسيا بوتين لا يمكن التعامل معها ، هذا المجرم الذي قتل نصف الشعب الشيشاني. والغريب ان اليهود يتهمونه اكثر مما يتهمه العرب

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/F137B1E2-3C80-47DA-B8B3-0ABA54B575A9.htm

Share Button

مجموعة العدالة لشمال القوقاز: وثيقة إعلان استقلال شركيسيا

وثيقة إعلان استقلال شركيسيا

في عام 1835 وتبعاً للأوضاع الصعبة التي نتجت عن الحرب القفقاسية، اتحد رؤساء قبائل الأديغية وخرجوا ب “إعلان الاستقلال” ثم بعثوا به إلى ملوك أوروبا وآسيا ، وكان لهذا التصرف أثر كبير في الدبلوماسية العالمية. وقد تم نشر “الإعلان” في الكثير من اصدارات الصحف الأجنبية في ذلك العام . النص الحالي تمت ترجمته من إحدى الإصدارات باللغة الإنكليزية :

“إن سكان القفقاس ليسوا رعايا لروسيا وحتى أنهم ليسوا على سلم معها، لكنهم وعلى مدى أعوام كثيرة مجبرون على محاربتها، وهم يخوضون هذه الحرب بدون أي مساعدة خارجية، و لم يتلقوا قط أي مساعدة أو دعم من أية حكومة.
في الوقت الذي يقوم به السلطان بتحقيق زعامته في هذه المناطق كونه القائد الروحي للمحمديين (المسلمين)، تُرك سكان ساحل البحر الأسود الذين يعتنقون هذا الدين ليدافعوا عن أنفسهم بأنفسهم، وفي الآونة الأخيرة خانتهم الموانىء مراراً وتركتهم بلا عون. أحد الباشاوات قام بفتح بوابة انابا للذهب المسكوفي (الروسي) ،فتح بوابة انابا للمسكوفييين (الروس) مقابل ثمن مدفوع من الذهب)، قائلاً للشراكسة أن الروس جاؤوا كأصدقاء لكي يقوموا بمؤازرة السلطان في صد عصيان زعماء أرمينيا. باشا آخر خانهم ثانية وتخلى عنهم بين عشية وضحاها.
ومنذ ذلك الحين أرسل الشراكسة مندوبيهم إلى السلطان مراراً وتكراراً، معبرين عن ولائهم وطالبين المساعدة، إلا أنهم قوبلوا بجفاء، وبنفس الشكل توجهوا إلى فارس(إيران)، وفي النهاية إلى محمد علي الذي قبل منهم ولاءهم ولكنه رفض مساعدتهم.
في كل تلك الحالات كان مندوبو شركيسيا موكلين بإبلاغ كل هؤلاء الذين وبحكم بعدهم الجغرافي لم يعلموا مدى شدة ضغط روسيا ومعاداتها لتقاليد ودين وسعادة كل الناس، وإلا فلماذا حارب الشراكسة ضدها كل تلك الفترة الطويلة ؟ كم كان جنرالاتها غَدَارين وجنودها قساة .
أنه ليس من مصلحة أحد أن يتم القضاء على الشراكسة، على العكس من ذلك، فإن من مصلحة الجميع أن يقوموا بدعم الشراكسة. إن مئات الألوف من الجنود الموسكوفيين مشغولين بالحرب ضدنا و متربصين ومحاصرين لنا، حتى يحاربوكم لاحقاً . مئات الألوف من الجنود منتشرين في أراضينا القاحلة ومنحدراتنا الوعرة، حيث يقاتلون ضد جبليينا البواسل ليملؤا فيما بعد سهولكم الخصبة وليستعبدونكم.
لقد كانت جبالنا حصناً لفارس وتركيا، وبدونها تستطيع أن تصبح البوابات مفتوحة لكلا هذين البلدين، إذ أنها ليست مجرد حاجز، بل إنها تمثل الباب المؤدي إلى المنزل والذي بإغلاقه فقط يمكن حماية القلب. بالإضافة إلى ذلك فإن دماءنا الشركسية تجري في عروق السلطان. فوالدته شركسية، وحريمه يتكون من الفتيات الشركسيات، وزرائه وجنرالاته هم من الشركس.
إنه زعيمنا الديني وكذلك زعيم أمتنا، هو مالك قلوبنا، ونحن نعرض عليه موالاتنا. وإننا نطلب منه باسم كل هذه الصلات التعاطف والدعم. وإذا لم يرغب أو لم يستطع حماية أبنائه ورعاياه، فليفكر بخانات القرم الذين يتواجد أحفاده بين ظهرانينا.
هذه كانت الكلمات التي أوكلت لنوابنا ليقولوها، إلا أنه لم يسمع لهم أحد ، وهذا لم يكن ليحدث، لو علم السلطان كثرة القلوب والسيوف التي كان سيترأسها لو توقف عن صداقته للموسكوفيين.
نحن نعلم أن روسيا ليست الحكومة الوحيدة في العالم ونعلم أن هنالك حكومات أشد عظمة من روسيا، ومع كونها ذات سطوة بما فيه الكفاية، فأنها مضبوطة بالمودة، تثقف الجاهلين و تحمي الضعفاء، وليسوا على علاقات صداقة مع روسيا، بل على الأرجح يعادونها، وهم ليسوا أعداء للسلطان بل هم أصدقاؤه. نحن نعلم أن إنجلترا وفرنسا هما أول أمتين على الكرة الأرضية وكانتا عظيمتين وجبارتين الى مدة قريبة حين جاءنا الروس في زوارق صغيرة وطلبوا منا الإذن ليصيدوالأسماك في بحر آزوف، كنا نعتقد أن إنجلترا وفرنسا لن تكترثا مطلقاً بشعب بسيط وفقير مثلنا، إلا أننا لا نشك بأن هذه الأمم الحكيمة تعلم أننا لسنا من الروس، ومع أننا لسنا مثقفين بشكل جيد ولا نمتلك المدافع والجنرالات والانضباط والسفن و الثراء، إلا أننا شعب صادق ومسالم عندما تدعوننا وشأننا، وأننا نمقت الروس ونقاتلهم بشكل دائم تقريبا.
ولاحقاً علمنا وبمنتهى الإهانة أن بلادنا يشار إليها في كل الخرائط الأوروبية على أنها جزء من روسيا، وأن هنالك اتفاقات لا نعلم عنها شيئاً موقعة مابين روسيا وتركيا، تريد تسليم روسيا هؤلاء المحاربين الذين ترتعد خوفاً منهم، وهذه الجبال التي لم تطأها أقدام الروس يوماً، وأن روسيا تقول للغرب بأن الشراكسة هم عبيدها وأنهم قطاع طرق متوحشون وهمج، لدرجة أنه لايمكن التسامح معهم ولا يمكن أن يكبحهم أي قانون.
إننا نعلن عن احتجاجنا أمام الله على تلك الالاعيب والخدع، و إننا نجيب على الكلمة بالكلمة، وهي كلمة الحق ضد الباطل. إننا طوال الـ 40 عاماً قاومنا منتصرين الاعتداءات علينا، والأسلحة في أيدينا، إن هذه دماؤنا التي أريقت كانت الحبر الذي سطرنا به حقنا وجعل استقلالنا مشروعا ، ونرفق هنا تواقيع أناس لا يعلمون شيئا أسمى من قرار مصير بلادهم، أناس لا يفهمون البراهين المنمقة، لكنهم يعرفون كيف يستخدمون أسلحتهم، عندما يأتيهم الروس وأيديهم ممدودة بالسلاح.
أي قوة تستطيع أن تطردنا من هنا؟ إن إخلاصنا معروض للسلطان، ولكن إن بقى هو في حالة سلم مع روسيا، فانه لا يستطيع أن يتقبل ولاءنا، لأن شيركيسيا في حرب معها. إن إخلاصنا هو شعور طوعي لا يستطيع بيعه لأنه لم يشتريه.
دع أمة عظيمة مثل انجلترا، والتي توجهت إليها أنظارنا ومدت إليها أيدينا، لا تفكر فينا بتاتاً إن كنا محقين أم لا. ولتبقي آذانها مغلقة عن سماع احتيالات الروس قبل أن تغلقها أمام صرخات الشراكسة. ولتحكم على ذلك الشعب الذي يدعونه “متوحشاً وبربرياً ” من أفعاله وليس من الافتراءات عليه.
نحن 4,000,000 شخص لكننا ولسوء الحظ مقسومون إلى عدة قبائل ولغات وأديان، عندنا عادات وتقاليد واهتمامات مختلفة ومتنوعة، اتحاد و تفرق. ولم يكن لدينا أبداً هدف موحدً، لكن كان لدينا ما يشبه السلطة وأوامر خاضعة للعادات. القائد المنتخب من قبل كل قبيلة في زمن الحرب يتمتع بكل السلطات، وأمراؤنا وكبارنا يديرون من كل موقع بحسب عاداته، بنفوذ كبير يفوق ما في الدول العظمى من حولنا. ولكن وبما أنه لا يوجد لدينا قائد واحد فنحن نختار قائداً غريباً للحكم في المشرق بأكمله. ولذلك خضعنا طوعاً لدولة خانات القرم وبعدها لسلطان القسطنطينية كونه قائدنا الروحي.
عندما استولت روسيا على أجزاء من بلادنا وتعالت علينا في كل مكان، عملت على أن تنزلنا لمرتبة العبيد، وتجعلنا ننخرط في جيشها وتجبرنا على إراقة دماء عرقنا من أجل أن يزيد غناها، وأن نحارب بالانابة عنها، ونستعبد لها الآخرين حتى مواطنينا ذوي الأصول المشتركة معنا ومن هم على ديننا. ولذلك نمت فيما بيننا الكراهية ، لا يتوقف سفك الدماء؛ وإلا لجرى إخضاعنا للقائد الموسكوفي منذ زمن بعيد.
وكانت لتكون قصة محزنة وطويلة ليروى لكم عن قسوتها وما تم من حنث للأيمان والوعود، وكيف أحاطت روسيا ببلادنا من كل الجهات قاطعة عنا السبل للحصول على المواد الضرورية لبقائنا أحياء، وأوقفت تجارتنا، وكيف سلمت للقتلة المستأجرين آخر بقايا منازلنا وأبقتنا بلا زعيم نطيعه، وعن كيفية قضائها على قبائل وقرى عن بكرة أبيها، وكيف قامت برشوة وكلاء الموانئ الغادرين، وكيف أوصلتنا إلى الفقر المدقع وأجبرتنا على أن نكره ونعادي العالم كله بالأهوال التي أطلقتها ، في الوقت الذي قامت بأكاذيبها بإلحاق العار بنا في عيون شعوب أوروبا المسيحيين.
لقد خسرنا قبائل، كنا سابقاً نجمع تحت راياتها ألوف المحاربين، لكننا توحدنا في النهاية كلنا كواحد في كرهنا لروسيا، 200 ألف إنسان من شعبنا وحده يخضعون لها في هذا الصراع الطويل، وليس هناك شخص من بين الباقين من يخدم روسيا بمحض إرادته.
تم خطف الكثير من الأطفال، وأسر الكثير من أبناء النبلاء ولكنهم كانوا يفرون عائدين إلى بلادهم عند أول فرصة سانحة. بيننا أناس اغتنموا رضا واحترام وعطف الامبراطور، لكن الذين فضلوا هذا الرضا كانوا خطراً على بلادهم الأصلية.
بيننا ألوف الروس الذين فضلوا “بربريتنا” على “حضارة بلادهم”. روسيا قامت ببناء حصون على أرضنا، لكنها لا تشكل حماية أبعد مما قد تصل إليه مدافعها.وقد اجتاحنا قبل فترة 50,000 روسي لكنهم غُلبوا.
هذه البلاد يمكن احتلالها فقط بالسلاح لا بالكلام. وإذا أخضعتنا روسيا فستكون فعلت ذلك لا بقوة السلاح، بل بقضائها على اتصالاتنا واستخدامها لتركيا وفارس وكأنهم ينتمون إليها، وبحصارها لسواحلنا وتدميرها ليس لبواخرنا فحسب بل وبواخر الدول التي تأتي إلينا، وبإبعادنا عن السوق الذي يوجد فيه المنتجات الضرورية لنا، وبمنعنا من الحصول على الملح والبارود والمستلزمات الحربية الأخرى، والضرورية لاستمرار حياتنا، وحرماننا من الأمل.
إلا أننا مستقلون أحرار، إننا نحارب وننتصر. وممثل الامبراطور الذي يقدمنا لأوروبا على أننا عبيده، والذي يشير في الخارطة إلى بلادنا على أنها بلاده، بدأ مؤخراً يجري اتصالات مع الشراكسة، لكن ليس لوقف المقاومة، بل ليتم مبادلة 20,000 شخص تم أسرهم من قبلنا، وليتم تبادل للأسرى”.
من منشورات ف. م. أتاليكوف.
أنظر : تاريخ حي. 1992 رقم 2. س. 20-23
ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

http://justicefornorthcaucasus.blogspot.com/2008/10/blog-post_201.html

Share Button