أرشيف التصنيف: رموز ومواقف

رموز ومواقف

نص كلمة السيد اسحق مولا، رئيس مجلس الإدارة/ رئيس الجمعية الخيريّة الشركسيّة في الأردن في يوم الذكرى

                                                21 / 5 / 2009

  أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة

  أهلنا الأوفياء النبلاء..

  بتحيّة السلام، سلام الله للأرض والوطن والإنسان، أبدأ، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

  ها نحن نجتمع مرّة أخرى في رحاب الجمعيّة الخيريّة الشركسيّة لنحيي يوم الحداد، يوماً نستذكر فيه سيرة الشهادة والشهداء، نستدعي فيه الذاكرة لنعيد لها بعث الحياة، يوماً نتبصّر فيه ما فات، لنبعث من رماد النار نوراً لأيامنا القادمات، يوماً نقف فيه أمام تضحيات الأجداد إجلالاً لدماء رسمت ملاحم العزّ والبطولة، إكراماً لنفوسٍ ضحّت بأرواحها عزيزة في سبيل الوطن والكرامة. نقف وقفة الحقّ والواجب تجاه من نسجوا بأرواحهم وأجسادهم حكاية الوطن والتهجير. حكاية شعب تكالبت عليه القوى فأخذت تنهش وطنهم ووجودهم. نقف لنشهد العالم أنّ القفقاس جذوة النار والنور التي لن تخمد في قلوبنا وعقولنا، فالأوطان خلقت للخلود، فليس للقفقاس طول الدهر سلوان أو نسيان.

  أهلنا الأعزاء…

  وقفت أمامكم مرّات قبل يومنا هذا، وكنت أستذكر معكم جزءاً من الماضي الحيّ، واليوم اسمحوا لي أن أتجاوز حديث الماضي والذكريات ليس عن استخفاف أو تقليل شأن، معاذ الله، فمأساة التهجير وفقد الوطن حاضرة فينا حضور الزمن، وجراح أجدادنا لا تزال حيّة في قلوبنا وعقولنا، إلا أنّ واجبنا تجاه هذه الدماء الزكيّة والأرواح النقيّة يتجاوز البكاء على الوطن، والرثاء لأرض الأجداد، لذلك علينا أن نواجه سؤال المأساة الأول، فإن كان أجدادنا منهم من ارتقى السماء شهيداً لعيون الوطن والحريّة، ومنهم من أُخرج من أرضه ظلماً وعدواناً، ولم يكن له إلا أن يموت تحت آلة الدمار والإبادة الجماعيّة التي لا يعرف التاريخ لها مثيلاً في الوحشيّة والدمويّة والعنصريّة، أو أن يخرج من وطنه على كره منه إلى حين. فإذا كان الأجداد قد أجابوا بما استطاعوا إليه سبيلاً سؤال النجاة في ظلّ هذه الظروف القاسية، فقد أورثونا سؤال العودة، هذا السؤال الذي ينبغي أن يكون همّ كلّ واحد منّا وشغله الشاغل؛ فعودة القفقاس لنا، وعودة حقّنا في أرضنا ووطننا هي القضية الكبرى التي يجب أن تتوحّد لأجلها القلوب والجهود.

  أيّها الإخوة من أبناء الدم الواحد والوطن الواحد والمصير الواحد، إنّ اجتماع الصفوف وتوّحدها هو سبيلنا الوحيد للخروج من متاهة التهجير إلى مرفأ الوطن، فإذا كان التهجير وحده مأساة وأيّ مأساة، فإنّ فرقة الأرواح واختلاف القلوب تهجير على التهجير، ومأساة فوق المأساة، فلنتعلّم من دماء أجدادنا وتضحياتهم أنّ ميثاق الأخلاق والفروسيّة الشركسيّة يجمعنا جميعاً، فالأوطان تسبق كلّ غاية وتعلو كلّ راية، وليس فينا ولا منّا من دعا إلى عصبيّة تفرّق، وجهويّة تبدِّد، فلنجمع قلوبنا على غاية واحدة، وهي غاية استعادة الوطن الأمّ، وحقّنا في العيش فيه بعزة وكرامة وحريّة.

   أيّها الحضور الكريم..

   تحاول الجمعيّة الخيريّة الشركسيّة أن تكون على قدر اسمها ولقبها، “الجمعيّة الأمّ”، فهي أصل المؤسسات كلّها وموطن اجتماعها، وهي مظلّة الشراكسة جميعاً في الأردن وخارج الأردن، وقوّتها قوّة للشراكسة جميعاً، وأيّ ضعف يصيبها –لا سمح الله – سيصيبنا جميعاً، فلنكن كلّنا على قدر تضحيات من شهدائنا وأجدادنا، فما أشدّ خزينا حين نلقى الله وقد قدّم أسلافنا أرواحهم فداءً للوطن، ونقدُم نحن عليه وليس في أيدينا وقلوبنا إلا التخاذل والتخالف والتباغض، فإن كان واقع التهجير قد جمّع الأجداد فما أحرانا أن يجمّعنا أمل العودة وتحرير الوطن.

   أيّها الأهل الكرام..

   إيماناً من الجمعيّة أنّ العمل على إحقاق الحقوق لا يكون بالتمنيّ والأحلام، بل بالسعي والبذل والإخلاص، فقد أرسلنا رسالة إلى رئيس روسيا الاتحاديّة، نؤكد فيه على حقوقنا، ونسعى به لفتح آفاق مرحلة جديدة، تقوم على الاعتراف بتشركيسيا وطناً تاريخياً للشراكسة، والاعتراف بحقوق الشراكسة في أرض الشتات، فإنّ تجاوز مأساة الماضي لا يكون بتجاهلها وإنكارها، بل بالعمل على ردّ الحقوق وضمانها. وستقرأ الرسالة على مسمعكم الكريم في يومنا هذا.

  أيّها الشراكسة الأصلاء النبلاء، على أمل أن نلتقي في يوم التحرير، وعودة الوطن الأمّ إلينا نحن أصحابه الشرعيين، أترككم في رعاية الله وحفظه ولنبقَ أوفياء لوطن الأجداد ذكرى و ذاكرة، حلماً وحقيقة، تاريخاً وواقعاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

                                                             رئيس الجمعية الخيريّة الشركسيّة

                                                                   رئيس مجلس الإدارة

                                                                       اسحق مولا

Share Button

الرأي: رسول حمزاتوف

رسول حمزاتوف

rasool

بلاد كثيرة ووطن واحد.. تختلف الصورة إذا كان ذلك الوطن هو القفقاس وخاصة في قسمه الشمالي الذي يقطنه الأديغة و الشيشان والأبخاز، وبرغم كل الأساطير القفقاسية الكبيرة وكل أشعار الحماسة والمراثي التي بذلها القفقاسيون أثناء حروبهم الشجاعة للحفاظ على الأرض من الأطماع الروسية والفارسية، تبقى أشعار رسول حمزاتوف هي الأكثر حضورا في الذاكرة الإنسانية، حضر المقاتل القفقاسي في الأدب الروسي كثيرا، ولكن الإنسان القفقاسي لم يحضر أبدا كما كان في شعر رسول، نقيا كماء الثلج ودافئا كشمس تأتي بعد غياب، لا شك أن القفقاس شوق من الأرض للفردوس تجلت فيه صفة الجنة، ولكنها تصبح أجمل بكثير عندما يغني رسول.
ولد رسول حمزاتوف أو رسول حمزة تساداسا في واحدة من قرى داغستان سنة 1923 وكان والده شاعرا شعبيا، وبرغم أنه تلقى تعليما في معهد مكسيم جوركي مكنه من إتقان اللغة الروسية كأبنائها، إلا أنه أصر على أن يكتب شعره باللغة الأفارية التي بقيت لغة الأغنيات في بلاده أثناء فترة الحكم السوفييتي الذي سعى لتفكيك الثقافات المحلية، وكان حمزاتوف شاعر الحب والوطن بلا منازع، صحيح أنه لم يحظى بالشهرة العالمية لناظم حكمت أو بابلو نيرودا ولكن إذا كان الموضوع يرتبط بالحب أو الوطن وبالتأكيد حب الوطن فإن كل المنجز الشعري في القرنين الفائتين سيكون في كفة، وما أنجزه ذلك الداغستاني الطيب يرجح في الكفة الأخرى.
بقي حمزاتوف يعيش حياة هادئة بعيدة عن الأضواء في عاصمة داغستان، ولم تجذبه كل ما تحمله موسكو من بريق بالنسبة للأدباء والفنانين، وعلى قربه من الحزب الشيوعي إلا أن وطنه كان يمثل دائما الأيقونة الأغلى، لذلك لم يكن حلم العدالة الاجتماعية والحرية مبنيا على الفكر الشيوعي ولكن على تراثه الإنساني الحضاري القادم من روح الحرية المنطلقة في القفقاس والرفض الغريزي للظلم والقهر، فكان حكيما بقلب شاب يعتبر شجاعة الرجل هويته الحقيقية التي يجب أن تظل للوطن والحب، كما استطاع أن يحافظ على حسه الديني في بعده الثقافي والتاريخي، وصحيح أنه بم يكن متدينا بالمعنى الشائع ولكنه تمسك بالموروث الديني وكان يقول ” يا للشيطان ، أي شاعر أنا
إذا لم تبتهج روحي معنى القرآن الكريم”، وكان ينادي بمفهومه الخاص في الحياة ويغني: ”شعار جمهوريتي يقول : يا عشاق العالم اتحدوا ! ” .
رحل رسول سنة 2003 في موسكو بعيدا عن مدينته الحبيبة محج قلعة عاصمة داغستان، وربما لم يفجع بغيابه العالم كمثل الشعوب القفقاسية والعربية، ذلك لأن الروح في مواجهة الجبل ومواجهة الصحراء دائما ما تحمل ذلك التوق المؤرق للحرية.
 

 

Share Button

رسالة رئيس الجمعية الخيرية الشركسية في الأردن إلى مؤتمر اليوم الشركسي الثالث

فيما يلي نص الرسالة الموجهة من رئيس الجمعية الخيرية الشركسية في الأردن السيد إسحق مولا إلى مؤتمر “اليوم الشركسي الثالث” المنعقد في مبنى البرلمان الأوروبي في السادس من أكتوبر/تشرين الأول من عام 2008
Ishaq Mola-Arb1
Ishaq Mola-Arb2
Share Button

رسالة من الأمين العام لجمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الأردنية إلى مؤتمر اليوم الشركسي الثالث

فيما يلي الرسالة الموجهة من الأمين العام لجمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الأردنية الدكتور روحي حكمت رشيد إلى مؤتمر اليوم الشركسي الثالث المنعقد في مبنى البرلمان الأوروبي في السادس من أكتوبر/تشرين الأول من عام 2008  
22222222222222222
Dr Rouhi- Arbc2 (1)
Share Button

قازانوقة إسماعيل بك

قازانوقة إسماعيل بك

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

 

– زعيم من كبار الزعماء والقادة الشراكسة المجاهدين في منطقة الكوبان ( غرب القفقاس).

– أعتبر الرئيس الأعلى للشراكسة حوالي عام 1862م في زمن تخلى فيه الجميع عن مساعدة الشراكسة وخاصة العثمانيين والإنجليز .

– أستطاع الأمير قازانوقة في هذا العهد المضطرب الداعي لليأس تشكيل حكومة شعبية شركسية وشرع في جمع القوات الشركسية وتركيزها حول مدينة طوابسة مركز قيادته مستعينا ببعض الضباط البولونيين والفرنسيين والجنود الأتراك بصفتهم الشخصية .

– شرع قازانوقة يهاجم القوات الروسية بقصد الدخول في مناطق الإحتلال الروسي لدعوة الشراكسة فيهاللتجنيد والإنضمام لقواته العسكرية، واستمر على ذلك حتى عام 1863م.

– قامت القوات الروسية المحتلة في عام م1864 بهجوم عسكري كبير وبقوات عسكرية  ضخمة ومن اتجاهات مختلفة حيث تحركت بعض قواتهم للهجوم على الشراكسة من سواحل البحر الأسود إلى داخل البلاد شرقا، وتحركت قوات أخرى من جهة نهر الكوبان في الشمال متجهة نحو الغرب والجنوب، وتصدت القوات الشركسية بقيادة قازانوقة إسماعيل لهذه الهجمات.

– جرت آخر المعارك مع قوات الإحتلال الروسي الغاشم في منطقة البحر الأسود قرب مدينة مايكوب في وادي خودز وفي بلدة تسمى ( آخجب) في منطقة جبلية وعرة بتاريخ 11-5-1864م.

– أشتدت المعركة وحمي وطيس القتال بين الطرفين ونظرا لقلة أعداد الجيش الشركسي أمام ضخامة أعداد الجيش الروسي فقد تداعت النساء الشركسيات للجهاد مع الرجال فألقين زينتهن في النهر وأخذن السلاح والتحقن بالمجاهدين لخوض معركة الشرف من أجل الدفاع عن الوطن. والتحم الفريقان في ملحمة هائلة ومجزرة بشرية لا مثيل لها حيث سالت الدماء كالأنهار وسبحت فيها جثث الشهداء من الشراكسة وقتلى الأعداء. وشاءت إرادة الله أن تكون الغلبة والنصر في هذه المعركة الحاسمة للروس المحتلين المد ججين بالعدة والعتاد والذين فاقوا الشراكسة أضعافا في تعدادهم.

– لم تكتفي القوات الروسية بانتصارهم على المحاربين المجاهدين من الشراكسة ، بل جمعوا ماتبقى من أطفال الشراكسة الأبرياء وربطوهم ببعضهم البعض وأطلقوا عليهم نيران المدافع ليسقطوا شهداء بإذنه تعالى وليلحقوا بآباءهم وأمهاتهم الذين سبقوهم إلى نيل شرف الشهادة في سبيل الدفاع عن أرضهم وعرضهم ودينهم.

– بعد هذه المعركة البطولية المأساوية الأخيرة، أعلن الحاكم العسكري الروسي العام في القفقاس الجنرال ميشيل جراندوق بتاريخ 21-5- 1864م إنتهاء الحرب القفقاسية التي شنتها روسيا القيصرية على شعوب شمال القفقاس طيلة ما يزيد عن 150 عاما. والتي انتهت بإبادة للشراكسة الأديغة وشعوب شمال القفقاس الأخرى من خلال المعارك الوحشية غير المتكافئة والمستمرة التي شنتها عليهم الجيوش الروسية طيلة تلك المدة دون تمييز بين مقاتلين ومدنيين أبرياء مشكلّة بذلك إبادة عرقية وتطهيرا عرقيا مدبّرا ضد الشراكسة الأديغة و شعوب شمال القفقاس الأخرى، بهدف إخلاء الأرض وإحلال الروس والقوزاق مكانهم. وأتبعت روسيا القيصرية كل ذلك بتهجير قسري مأساوي للملايين من الشراكسة الأديغة وشعوب شمال القفقاس عن وطنهم الأم بتواطوء عثماني وبسكوت دولي مُشين.

المرجع: كتاب ( أباطرة وأبطال في تاريخ القوقاز)- تأليف الدكتور شوكت المفتي حبجوقة- ط1- 1962م – مطبعة المعارف – القدس- الناشر فوزي يوسف.

http://ar.wikipedia.org/wiki/قازانوقة_إسماعيل_بك

Share Button