وكالة أنباء القفقاس: أئمة الأديغي جنبا إلى جنب مع الشرطة لمكافحة التطرف

مايكوب/وكالة أنباء القفقاس ـ بحث اجتماع عقد في الأديغي سبل تحقيق التعاون بين وحدات الأمن والجهات الدينية المختلفة للتصدي بشكل مشترك للتيارات التي توصم بالـ “تطرف”.

وحضر الاجتماع الذي عقد في مبنى وزارة الداخلية بمايكوب وزير الداخلية العميد ألكسندر سيسوييف ورئيس دائرة الشؤون الدينية للأديغي وكراسنودار نوربي يمج وكبير أساقفة مايكوب وأديغيسك بانتيليمون. وتم خلال الاجتماع التوقيع على اتفاقية تنص على التعاون لحماية الإرث الثقافي والمعنوي ومنع التطرف وتعزيز الاستقرار.

وكانت الأهداف المعلنة للاتفاقية كما يلي: حماية الحريات وحقوق الإنسان، إحلال النظام والقانون والأخلاق والتصدي لمشاعر الكره على أساس ديني.

كما نصت الاتفاقية أيضا على اتخاذ التدابير اللازمة للتعاون في مجال التعليم الأخلاقي للعاملين في وزارة الداخلية وتربية الأطفال والشبان على حب الوطن.

http://www.ajanskafkas.com/haber,21249,1571157416051577_1575160415711583161015941610_1580.htm

Share Button

تي في نوفوستي: نبذة عن جمهورية قره شاي شركيسيا

نبذة عن جمهورية قره شاي شركيسيا

 

qbr

تقع قره شاي شركيا، وهي احدى جمهوريات الاتحاد الروسي، على مشارف جبال القوقاز الشمالية الغربية ، ويحدها إقليم كراسنودار غربا وإقليم ستافروبول شمالا وجمهورية قبردينو بلقاريا شرقا وأبخازيا وجورجيا جنوبا.

مناخ قره شاي شركيا دافئ معتدل. وشتاؤها قصير ، وصيفها طويل ودافئ وممطر أحيانا.

يقع القسم الأكبر من جمهورية قره شاي شركيسيا في المناطق الجبلية. ويقع على حدود الجمهورية مع قبردينو بلقاريا جبل البروز الذي يعد أعلى القمم القوقازية.

moun

تتصف الجمهورية بكثرة مواردها المائية  ، وضمنها 130 بحيرة جبلية وعدد كبير من الشلالات الجبلية.

تعتبر قره شاي شركيسيا جمهورية صناعية وزراعية. ويمكن تقسيم أراضيها الى منطقتين. وهما المنطقة الشمالية التي تعرف بوجود الصناعة الكيميائية وصناعة بناء الماكينات والصناعة الخفيفة فيها، والمنطقة الجنوبية التي تعرف باستخراج الثروات الطبيعية وصناعةالاخشاب وتربية الحيوانات. ويلعب الاستجمام والسياحة وتسلق الجبال المنتشر في الجنوب دورا كبيرا في حياة الجمهورية.

كانت اراضي قره شاي شركيسيا في أواخر الألف الاول الميلادي جزءا من دولة اللان. وفي الفترة ما بين القرنين السادس عشر  والثامن عشر الميلاديين كانت قره شاي شركيسيا تحت حكم خان القرم. ومنذ النصف الاول للقرن التاسع عشر تعد أراضي قره شاي شركيسيا المعاصرة ضمن قوام روسيا.

تحولت قره شاي شركيسيا منذ أواخر القرن السابع عشر الى موطن العديد من المجموعات العرقية  المختلفة إثنيا. ومنذ ذلك الحين يعيش ابناء القره شاي والشركس (الاديغيون) والأباظ والنختواي بجوار بعضهم البعض. ويشكل  القره شاي حاليا أغلبية  سكان الجمهورية. وتبلغ نسبتهم 38% ، وتبلغ نسبة الروس 33.5 % . اما الشركس فتبلغ نسبتهم 11.35%. ويقطن أراضي قره شاي شركيسيا حاليا ابناء 80 قومية.

ان شعب القره شاي هو أحد شعوب شمال القوقاز. ويعتبر القره شاي سكانا أصليين في جمهورية قره شاي شركيسيا ويقطنون في  الجبال ومشارف الجبال. ويسكن القره شاي أيضا في الشتات في  تركيا وسوريا ومصر ودول أوروبا وأمريكا.

ويشكل القره شاي والبلقار شعبا واحدا مقسما إداريًا الى قسمين. ويتكلم هذا الشعب بلغة القره شاي  التي تنتمي الى مجموعة  اللغات الاتراكية.

وانتهت عملية تشكل قومية القره شاي في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين. وشارك اللان وقبائل جبلية محلية في تشكيل قومية القره شاي. وكان اللان في القرن الثالث عشر يشاركون في المعارك مع الخان تيمورلنك . وتم اجتياح اقليم ألانيا، غير ان الشعب لم يتم قهره بالرغم من ان جزءا صغيرا منه فقط  فر الى الجبال واحتفظ بكيانه. وأتى غزو تيمور بدين الاسلام للشعوب المحلية.

وفي عام 1828 دخل الجيش الروسي أراضي قره شاي. فوقعت معركة دامية في 20 اكتوبر/تشرين الاول تمكنت خلالها القوات القيصرية من التغلب على القره شاي. غير انها تكبدت خسائر كبيرة. فاتخذ الشيوخ القره شاى خطوات للحيلولة دون وقوع مذابح في قراهم. وجرت مفاوضات أسفرت عن الاتفاق على ضم أراضي قره شاي الى الامبراطورية الروسية. وبعد انضمام القره شاي الى روسيا بقيت لهم إدارة محلية ومسؤولون وقضاة. وسُمح لهم باجراء التحقيق في القضايا الخلافية مع الشعوب المسلمة المجاورة بحسب العادات والشريعة.

وفي الحقبة السوفيتية وجهت في نوفمبر عام 1943 الى الشعب القره تشاي تهمة مزورة بتعاونه مع ألمانيا الفاشية. فتم تهجيره إلى مناطق آسيا الوسطى وكازاخستان وقرغيزيا. وكان عدد السكان أنذاك 80 الف نسمة،  وجلهم من  الأطفال والنساء والشيوخ. أما الرجال القره شاي فكان يحاربون الفاشيين في جبهة الحرب العالمية الثانية. وتسببت المجاعة والامراض  خلال أول سنتين  بعد التهجير في هلاك نسبة 35% من السكان ، ومات 78% من الاطفال. وبعد مرور 14 سنة من التهجير عاد القره شاي الى وطنهم بقرار من نيكيتا خروشوف في عام 1957.

الشركس

الشركس هم شعب ينحدر من قومية الاديغ .ويقطن الشركس أيضا بلدان الشرق الاوسط التى هجروا اليه فيالنصف الثاني للقرن التاسع عشر . وتعتبر لغتهم ولغة قومية القبردين لغة شركسية قبردية واحدة، وانها تعود

 cust

إلى مجموعة الابخاز والاديغ التابعة لمجحوعة اللغات  القوقازية الشمالية.  وديانتهم هي إلاسلام وفق مذاهب السنة.

الدين

كان الشركس وثنيين. وفي الفترة بين القرنين العاشر والثاني عشر صاروا يعتنقون الدين المسيحي الذي وصل اليهم من ابيزنطيا  وجورجيا. وفي القرن الرابع عشر الميلادي بدأ دين الاسلام يتوغل في القوقاز. واعتنق الشركس الاسلام بشكل نهائي في القرن الثامن عشر. الا ان آثار الدين المسيحي ما زالت موجودة في شركيسيا حتى القرن العشرين.

تاريخ الشركس

تعود تسمية “الشركس” بحسب إحدى الفرضيات الى كلمة “كركت” الاغريقية كما كان يسمي المؤلفون الاغريق القبائل التي كانت تقطن منطقة شاطئ البحر الاسود حيث تقع حاليا مدن روسية ساحلية. وانتهت عملية تشكل شعب الاديغة في أواخر الألف الاول الميلادي.

وانتقل جزء من الاديغيين في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الى ضفاف نهر تيريك ، فأسسوا هناك إمارتين إحداهما هي قبردا الكبرى وثانيهما قبردا الصغرى. وفي الفترة ما بين أواخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر هجر القبرديون بشكل جماعي الى منطقة ما وراء نهر كوبان. وتسبب في الهجرة الغزو الروسي لمنطقة قبرديا. ويعد الشركس الذين يقطنون حاليا جمهورية قره شاي شركسيا المعاصرة أحفادا لهؤلاء القبرديين المهاجرين. وفي نتيجة الحرب مع شركيسيا التي بدأت منذ عام 1763 والحرب القوقازية التي دامت من عام 1817 حتى عام 1864 تمكنت روسيا من ابعاد سيطرة  الامبراطورية العثمانية من المنطقة ، وصار الروس يستوطنون شاطئ البحر الاسود.

war

وبعد انتهاء الحرب مع فرنسا في عام 1813 نشطت حكومة الامبراطور الكسندر الاول عملياتها الحربية في القوقاز وحشدت هناك موارد عسكرية جسيمة. وبحلول عام 1862 انتقل جزء من نبلاء الاديغ الى الخدمة في الامبراطورية الروسية. وفي 21 مايو/آيار 1864 استولت القوات الروسية على آخر قلعة شركسية. ويعتبرهذا اليوم رسميا تاريخ انتهاء الحرب القوقازية. وتم تهجير الكثير من الشراكسة في أعقاب انتهاء الحرب القوقازية الى الامبراطورية العثمانية. ولقي أثناء الهجرة عدة مئات من الشراكسة مصرعهم.

واعلنت في عام 1918 السلطة السوفيتية في جنوب روسيا. وتم في يناير/كانون الثاني عام 1922 تأسيس مقاطعة قره شاي شركيسيا ذاتية الحكم ضمن الاتحاد السوفيتي. وتم تحويلها في 3 يوليو/تموز عام 1991 الى جمهورية قره شاي شركيسيا الاشتراكية السوفيتية ضمن جمهورية روسيا الفيدرالية الاشتراكية السوفيتية. وفي ديسمبر/كانون الاول عام 1992 تم تغيير التسمية واطلق عليها اسم جمهورية قره شاي شركيسيا ضمن روسيا الاتحادية ، وذلك بعد تفكك الاتحاد السوفيتي بعام واحد.


http://www.rtarabic.com/news_all_info/25869

Share Button

وكالة أنباء القفقاس: فيلم وثائقي عن المتطوّعين الذين جادوا بأرواحهم دفاعا عن أبخازيا

 

سوخوم/وكالة أنباء القفقاس ـ أعد تلفزيون كاراكان بطلب من اتحاد المتطوعين الأبخاز فيلما وثائقيا يروي نضال المتطوعين الذين قدموا من القبردي ـ بلقار للذود عن أبخازيا خلال حربها مع جورجيا عامي 1992ـ1993.

ويعتبر الفيلم الذي حمل عنوان “الشرف أغلى من الحياة” الأول من نوعه وقد تم التعريف فيه خلال عرض أولي جرى في نالتشك في الثاني عشر من الشهر الجاري.

يقع الفيلم في جزئين ويروي حياة ونضال المتطوعين سواء الذين استشهدوا على جبهة القتال أو الذين بقوا على قيد الحياة.

يشار إلى أن 59 من المتطوعين الذين قدموا من القبردي ـ بلقار للدفاع عن أبخازيا قد استشهدوا أثناء الحرب.

 

http://www.ajanskafkas.com/haber,21238,1601161016041605_160815791575157416021610_1593166.htm

Share Button

كفكاز سنتر: دائرة الإستخبارات الرّوسيه (إف إس بي) فى حملة للقضاء على القوميّة الشّركسيّة

دائرة الإستخبارات الرّوسيّه (إف إس بي) فى حملة للقضاء على القوميّة الشّركسيّة

فترة الاصدار: 22 فبراير 2007, 15:53

ثلاثة رجال من الرّوس سدّدوا فوهة مسدس الى خلف رأس مراد برزيجوف.  وفى وقت سابق من ذلك المساء، تمّ اختطاف زعيم الحركة الوطنية الشّركسيّة في الأديغيه من أمام منزله.

“نحن قدامى أجهزة الأمن الرّوسيّه والمحترفين الوطنيّين” قالوا لبرزيجوف. “لن تكون قادرا على الموت كبطل قومي. إن لم تكف عن فضح روسيا بكلامك عن “الإباده” فإننا سنشوّه  سمعتك  وسوف تفقد أطفالك.”

مراد برزيجوف يعيد رواية القصة عن الشركس بطريقة عاطفيّة, قرن بطوله من الحرب مع روسيا بينما هو يجلس فى مكتبه فى مايكوب، وعلم شركيسيا الاخضر على الحائط باديا خلفه. واعرب عن قلقه على أسرته، لكنه مصمّم على ألاّ ينحني في مواجهة التهديد.

“لقد قدمنا التماسان الى البرلمان (الدّوما) وكذلك إلى الرئيس الروسي للإعتراف رسميا بأنّ الإبادة الجماعيّة قد حدثت فعلا، ولكنهم رفضوا ذلك.  لذا، فإننا نناشد المنظمات الدولية، حتّى وإن اعتبر ذلك “تطرّفا”.أوّلا، فإنّ دائره الاستخبارات الروسيه (إف إس بي) عملت ضدّنا من خلال القنوات الرّسمية، أما الآن فإنّهم عملوا على تمرير الشّعلة إلى المحاربين القدامى، وهؤلاء الناس لا يلتزمون بقواعد القانون.

إن أمر وجود المنظّمات شبه الرسمية والّتي تتألف من قدامى الأجهزة الخاصّة من الاتحاد السوفييتى وروسيا يكاد أن لا يعلن عنه ضمن الفيدراليّة الرّوسيّة.  فالموضوع حسّاس في وسائل الاعلام،  مع وجود الحظر الّذي نكث به مؤخّرا من قبل الصّحيفة المعارضة (Novaya Gazyeta) نوفايا غازييتّا.  ففي مقال يتألّف من ثلاث صفحات بعنوان “الخدمات المسانده،” تصف الصّحيفة وجود فرق سرّية من المؤسّسة الأمنيّة الرّوسيّة تعمل تحت ستار المنظّمات الاجتماعيّة أو شركات الأمن الخاصّة. إنّ هذه المنظّمات من “القدامى” مشيّدة بشكل جيد، وبموجب تنظيم هرمي ومتّصلة على نحو محكم مع أجهزة الأمن الرّسميّة التابعة للدّولة. ومن خلال بقائها خارج الهياكل الرسمية، فإنّ مثل هؤلاء “القدامى” سيتمكّنون من القيام بالأعمال القذره للتخلص من هؤلاء الّذين تعتبرهم أدوات الاجهزه الامنيّة بأنّهم مزعجون.

غايدار جمال، رئيس حركة “اللّجنة الإسلامية لعموم روسيا” متاكّد من أنّ الطريقة السّرية للتّنظيم هي حسب أسلوب المخابرات السّوفياتيه (ألكى جي بي)  والمرتبطة مع الأجهزه الامنيّة القائمة. جمال أخبر هذا الكاتب: “هناك بعض المنظّمات التي تعمل على حل القضايا التي تقع خارج نطاق العمل المسموح به من النّاحية القانونيّة لأجهزة الامن المقيّدة. إنّ هذه المجموعات تعمل مع جهاز الأمن الرّسمي من خلال قنوات غير رسميّة، ويعمل بها القدامى (المتقاعدون) من هذه الأجهزة. أمثال هؤلاء الرّجال ينفّذون  أحكام الاعدام الّتي يطلبها أولئك الذين يشغلون مناصب حكوميه رسميّة. والدّافع المزعوم وراء هذه الاجراءات هو “المغالاة في الوطنيّة”، ولكنّها في الواقع ذات دوافع عنصريّة وبقصد كراهيّة الأجانب. أمّا ضحايا “المحاربين الأمنيّين القدامى” فهم الّذين يعتبرون” أعداء وخونة روسيا.”

فكما تظهر قصّة مراد برزيجوف،  فإنّ أمثال “الأمنيّين القدامى” ناشطون في القوقاز،  وفي ذات المكان الّذي استهدف فيه برزيجوف لمناشدته الرّئيس والكونغرس في الولايات المتحدة للإعتراف بالإبادة الجماعيّة الّتي اقترفتها روسيا ضد  الشّعب الشّركسي.

تجدر الاشارة الى ان وجود شركيسيا يعرف  في الوقت الحاضر  فقط من قبل قلّة من المؤرّخين. ,وهو بلد يحتلّ  الأراضي الواقعة بين البحر الأسود وبحر قزوين، وقامت روسيا باستعماره في القرن التّاسع عشر، حيث فني 90 ٪ من الشّراكسة خلال العمليّة. واليوم، يوجد هناك مليون شركسي (أديغه وقبرطاي) يعيشون في ثلاث جمهوريّات في جنوب الاتّحاد الرّوسي وهي أديغييه و قراشيفو- شركيسيا و قبردينو- بلقاريا.  وخمسة ملايين آخرين من الشّراكسة تقريبا يضمّون الشّتات الموجود في المهجرخارج روسيا.

إنّ الإعتراف بالإبادة الجماعيّه سيؤدّي لبعث شيركيسيا من جديد ضمن حدودها التّاريخية. وحسبما قال العالم بشؤون القوقاز ياكوف غوردين لهذا الكاتب، بأنّ هذا قد يؤدّي الى خسارة روسيا القوقاز برمّته. ولهذا السّبب فإن وسائل الاعلام الرّوسيّه تقوم  احيانا بنشر روايات عن “خطر خطط اعادة إحياء “شركيسيا الكبرى” تمتدّ  اكثر من البحر الى البحر”. والدّاعم المزعوم  لهذه الخطة هو رجل الأعمال الرّوسي المنفي بوريس بيريزوفسكي. ومثل هذه المقالات تبيّن انّ الكرملين يأخذ المشكلة الشّركسيّة بجدية وهو على استعداد لاتّخاذ خطوات صارمة لسحق مطالب الشّراكسة للإعتراف بحقوقهم مهما صغرت.

من هذا المنطلق، يعتبر “الكونغرس الشّركسي” منظّمة ذات خطر حقيقي لان هدف المنظّمه المعلن هو الاعتراف بالاباده الجماعيّة ضد الشّراكسة من جانب الدّولة الرّوسيّه. و”الكونغرس الشّركسي” له فروع في عشرين بلدا في مختلف أنحاء العالم، مع العلم أنّ الموجود منها في روسيا يتعرّض للمضايقات من قبل السّلطات. أمّا زعيم الفرع في شيركيسك بسلان ماخوف، فقد أخبر هذا الكاتب بأنّه يستدعى بانتظام للاستجواب من قبل المكتب المحلّي لدائرة الاستخبارات الرّوسيّة،  بل  وأنّه اضطّر الى وقف إصدار صحيفة شبابيّة حرّة.

“نحن فقط نشرنا وثائق أرشيفيّة عن الحرب بين شيركيسيا و روسيا”، يوضّح ماخوف،”لكن ذلك كان كافيا لتصنيف الصّحيفة ب”متطرّفة” من دائرة الاستخبارات الرّوسية وإغلاقها.”

في القوقاز، أكبر دليل على نشاط “خدمة القدامى”هو الغموض في اختفاء آلاف الأشخاص. ضابط في ما يسمّى “فرقة الموت” من المنطقة زوّد الكاتب بمعلومات بشرط عدم الكشف عن مصدرها. وحسب قوله، فهنالك طرق عديدة لجعل الفرد يختفي بدون أثر، مع اختلاف الأساليب التي كانت تعتمد فيما إذا كانت المعلومات هي المطلوبة فقط أو الاغتيال.

ووفقا للضّابط، فإنّ هؤلاء الرّجال المختطفون والمراد استجوابهم، يتم استخدام خطّة تدريب متقنة لذلك. وعندما تدفع مجموعة خاصّة الى ايّة مدينة في القوقاز وهي على استعداد كامل مع معرفة جدول أعمال وتحرّكات الضّحيّة. الاختطاف الفعلي يمكن ان ينفّذ من دون ترك أيّ أثر يذكر، حتى في شارع مزدحم. والضّحيّة تنقل الى خارج حدود المدينة ومن ثم توضع في انتظار الطّائرة الهليوكبتر التي تنقل الرجل الى قاعدة خاصّة في Khankala خانكالا (الشيشان) أو الى السّجن السّرّي في مينيرالني فودي (Mineralni Vody ). الإستجواب يتم باستخدام الكيماويّات والتّعذيب (مثل الصّدمات الكهربائيّة). وبعد الحصول على المعلومات اللاّزمة، تنقل الجثّة الى مكان نائي وتلقى في حفر مليئة بالمواد الكيماويّة معدّة خصّيصا. وعلى مدى عدّة أيام، يتحلّل الجسم ويختفي ببساطة والرّجل مكان السّؤال يختفي تماما وبدون أيّ أثر.

هنالك رجلان شهيران في شمال القوقاز كانا قد لقيا المصير ذاته قي الماضي القريب. كان أحدهم رشيد أوزدوييف، وكان يعمل محقّقا في مكتب المدّعي العام في الأنغوش.  وكان قد اختفى قبل عامين بعد التّحقيق معه في دائرة الإستخبارات الرّوسيّة بشأن اختطاف المدنيّين وقادة المجتمعات المحلية. كان أوزدوييف قد تمكّن من جمع معلومات تثبت جرائم ال “إف إس بي” في الأنغوش، لكن اختفت المعلومات والمحقّق في آن معا.

أمّا الرّجل الثّاني فقد كان رسلان ناخوشيف، وهو ضابط  سابق في المخابرات السّوفياتيّة أل (كى جي بي) حيث تلاشى في مطلع تشرين الثّاني / نوفمبر 2005 بعد استجوابه في دائرة الاستخبارات الّروسيّة في نالشيك. تميّز بانّه كان خرّيج أكاديميه الأمن الدّاخلي واتّهم بهجمات ضد رجال الأمن يوم 13 تشرين الأول 2005 بتهمة الارهاب من قبل النّيابة. وقبل شهر من اختفاء ناخوشيف، قامت بعض الصّحف التي تسيطر عليها الحكومة بنشر تفاصيل مواد تفترض خيانة ارتكبها ضابط أمن الدّولة السّابق الذي انحاز الى جانب الانفصاليّين. وقبل ان يختفى باسبوع أخبر أحد الّذين يثق بهم، بأنّه سيقتل – “سيقتلوني. لن يفسحوا لك الطّريق للإفلات طالما انّك كنت في تنظيمهم”. أصبح ناخوشيف خائنا بعدما أسّس “معهد الدّراسات الإسلاميّة” في نالشيك. لقد كان مساعدوه أنزور إستيميروف وموسى موكاشيف و رسول كوداييف حيث كان ثلاثتهم من قادة الجماعة في قبردينو-بلقاريا، كذلك قام اثنان منهم بحمل السّلاح ونظّما الهجوم الّذي حصل في العام 2005 ضد قوّات الأمن الرّوسيّة في نالشيك.

إنّ هاتين الحالتين تطرحان اسئلة لا يمكن الاجابة عليها. وكما يقولون في روسيا في هذه الايام “بدون اي جثّة لا توجد جريمة”. ومع ذلك، فهنالك حالات أخرى. فالوفيات المشبوهة والمشكوك بها التي أدّت تلك الأيّام الى وفاة  ثلاثة من أشهر زعماء الشّركس.

يوري كالميكوف وهو شركسي شغل منصب وزير العدل في عهد الرّئيس يلتسين توفّي بأزمة قلبية حادّه بينما كان يغادر الطّائرة. كالميكوف كان العضو الوحيد في مجلس الوزراء الرّوسي الّذي قدّم الاستقالة على سبيل الاحتجاج ضد الحرب في الشّيشان وبعد أن ترك وظيفته الحكومية، كرّس نفسه لفكرة إعادة توحيد الشّعب الشّركسي. كان رجلا ذو دراية في فهم القانون الرّوسي، وعمل على انشاء مؤسّسة  لدولة شركسيّة جديدة. على سبيل المثال، وفقا لخططه كان سيتم إنشاء “مجلس الاتّحاد البرلماني المشترك” لثلاث جمهوريّات (أديغييه، قراشيفو – شركيسيا و قبردينو – بلقاريا) المشكّلة، ووفقا لقرارات المجلس والهيئه التّنفيذيّة الواحدة وحتى ميزانية موحّدة. الخطوة التّالية كانت التّصديق على دستور جديد، ولكن عندما توفّي كالميكوف، كذلك حصل لمشروعه.

اضطراب قلب مماثل أودى بحياة بوريس أكباشيف، خليفة كالميكوف لرئاسة “الجمعية الشركسيّة العالميّة ” في شيركيسك. وثالث وفاة مفاجئة وغير متوقّعة كانت وفاة ستانيسلاف ديرييف، حيث كان رجل أعمال ذو شهرة واسعة النّطاق ومن زعماء الحركة الوطنية الشّركسيّة في قراشيفو – شركيسيا. هذه الوفيات كان يمكن بطبيعة الحال،  ان تكون طيبعيّة تماما. لكن الأطبّاء للثلاثة رجال فوجئوا تماما من نتائج التّشريح، لان كل القلوب في الثلاثة كانت تقريبا ممزّقة وتالفة. إثنان من المتوفّين – اكباشيف و ديرييف – لم يكن لهما تاريخ في أمراض القلب. في الحقيقة، كان ديريف لاعب تنس ماهر وكان يعدوا عشرة كيلومترات في كل صباح. جنائز الرّجال الثّلاثة شيّعت برفقة حشود من مظاهرات عارمه في شيركيسك ، ومع الكثير من الناس الّذين كانوا يتحدثون جهارا عن اغتيال قادتهم.

صحيح ان كل هذه التّصرّفات غير الرّسمية من قبل دوائر الأمن الرّوسيّة مؤثّرة  في الحفاظ على النّفوذ الرّوسي فعّالا في شمال القوقاز. و تواصل الحكومة الرّوسيّة التّضحية بعشرات الآلاف من الضّحايا على مذبح المصالح الجيوسياسية مضاعفة العنف في شمال القوقاز، وبالتّالي زيادة خطر انتشار عدم الاستقرار العالمي.

مؤسّسة جيمس تاون

15فبراير/شباط 2007

بقلم أصلان إيدار

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

http://www.kavkaz.org.uk/arab/content/2007/02/22/7088.shtml

 

 

Share Button

محاباة موسكو للقوزاق لتزييف التاريخ الشركسي

محاباة موسكو للقوزاق لتزييف التاريخ الشركسي

1 آب/أغسطس 2008
في 19 تموز / يوليو، احتفلت جمهورية ألأديغيه الشّركسيّة بالذّكرى التّسعين للواءالبنادق الآلي للقوزاق المائة والحادي والثّلاثين، والمتموضع في العاصمة الاقليميّة مايكوب. ورغم ان هذا اللواء القوزاقي يعتبر جزءا من القوات المسلّحه الرّوسيّه النّظاميّة فانّه يتميّز بخاصّيّة متميّزة واحدة. فالمجنّدين العاديّين لا يمكنهم ان يجنّدوا في هذا الّلواء لانه فقط أولئك الّذين يمكنهم اثبات أنّهم قوزاق بالوراثة ومن الّذين نشؤوا وترعرعوا في القوقاز هم فقط يمكنهم أن يصبحوا أعضاء في الّلواء المائة والحادي والثّلاثين.
تاريخ هذا الّلواء يعود الى غزو روسيا للقوقاز وفي هذه الحالة على وجه الخصوص الى الحرب الرّوسية – الشّركسيّة في القرن التاسع عشر. استمرت تلك الحرب 101 عاما وأسفرت عن التطهير العرقي والترحيل الجماعي للشّراكسة، ولكن فاز القوزاق بافضل الأراضي في شمال شرق القوقاز وحرّية كاملة في التصرف. وكان مصير من تبقى من الشّركس، والّذين كانوا بشكل رئيسي من المسنّين العاجزين والنّساء والأطفال في أيدي القوزاق، وهم من المؤكّد لم يعاملوهم بغاية من الاهتمام. والقوزاق تابعوا عمليّات التّطهير العرقي والعنف الجماعي لاستهداف المهزومين والنّاس الممحوقين بالكامل تقريبا (ما يقارب من 90 في المئة)، وحتى بعد انتصار روسيا الرّسمي على شركيسيا فى عام 1864. وكان شعار العمل لسفّاح القوقاز، الجنرال يرملوف، ألّا يترك أحد على قيد الحياة ممّن يمكن ان يحمل سيف ضد روسيا خلال مدة المائتي سنة القادمة، وبالتالي تحويل الأسد الى حمل. وكان هذا الشعار معني في المقام الأول لشمال شرق القوقاز وقام القوزاق بتنفيذ ذلك مع الحماس الّذي كثيرا ما تجاوز احتياجات التفويض العسكري. واستخدمت أساليب لا يمكن تصورّها ضد الشّراكسة من أجل كسر الرّوح المعنويّة للباقين على قيد الحياة. وشملت هذه الممارسات الوحشيّة النّشر المتعمّد للأمراض المعديه بين السّكان، وتدمير المحاصيل والحدائق وذبح الحيوانات الأليفه بالجمله. ونتيجة لهذه التدابير الوحشية فانّ قرى بأكملها قد لقت حتفها من الجوع.
دأب القوزاق يقولون بأن شركسي وجواد معا لا يمكن ان يهزما، ولهذا فانّ أحد الأساليب الرّئيسيّة استلزم مصادرة الخيول من الشّركس. ووفقا للوقائع المسجّلة من الجيل الأكبر سنا من الشّركس، فانّ ألوية القوزاق في كثير من الأحيان قامت بتطويق القرى الشّركسيّة خلال الّليل ومع حلول الفجر فانّهم كانوا يقوموا بزيارة كل فناء منزل واطلاق النّار على الخيول. وفي لغة الشّراكسة، فانّ الجواد والأخ يرمز لهما بالكلمة نفسها، وكان ذلك مأساة حقيقية، وعلى غرار فقدان أحد أفراد الأسرة. والقضاء المنتظم على الخيول الشّركسيّه استمرّ أيضا خلال سنوات عهد ستالين، وتحت ذريعة المصادرة، فانّ كامل قطعان خيل السباق الأصيلة كانت تساق بعيدا وتذبح من أجل استخدام لحومها في انتاج النّقانق. وفي بعض المناطق الشّركسيّة اليوم فانّ هنالك أماكن تسمى “ذرف الدموع على الخيول”، وهي كيفية ابقاء ذاكرة الشعب الشّركسي لمواقع المذابح الجماعية للحيوانات البريئة. وهذه الممارسة أدّت الى حالة كارثيّة بحلول أوائل الثّمانينات، عندما أصبحت الخيول الشّركسيّة الشّهيرة في الماضي تعد فقط بالعشرات.
وكانت عمليات الاغتيال والاختطاف والعنف جميعها عناصر أساسيّة لغارات القوزاق في كل مكان. وقوّات القوزاق حصلت على أعلى المراتب من الحكومة القيصرية لانتزاعهم شمال غرب القوقاز الشّركسي. فإن اللواء القوزاقي المائة والحادي والثّلاثين في مايكوب هو الأكثر حصولا على الأوسمة: فقد حصلت من الحكومة القيصريّه على وسام القائد الرّوسي الشّهير كوتوزوف ومن السّلطات السّوفياتيّة فقد تلقّت وسام النّجم الأحمر.
هذه الخلفية التاريخية أمر ضروري لشرح الذّكرى التّسعين للواءالبنادق الآلي للقوزاق المائة والحادي والثّلاثين المحتفل بها في 19 تموز / يوليو. المتحدرين من ألد الأعداء احتفلوا سويّا بالمناسبة. هل هذا يعني أن بوسعنا الآن ان نتحدث عن انتصار التّسامح وعن تركة الفترة الشيوعيّة عن “الصداقه بين الشعوب”؟ لكن هنالك مزيد من الأدلّة على العكس من ذلك، لأن الصّداقة الحقّة يمكن ان توجد فقط بين المتساوين؛ وخلاف ذلك، فانّ النّتيجة اما الانصياع للأوامر أو لنيل الرّضا. انه لمن المستحيل ان نعتبر القوزاق والشّراكسة متساوين أكان ذلك في الأديغيه أو في أي جمهوريّة شركسيّة أخرى.
الموقف المتميّز للقوزاق في القوقاز يعتبر شرعيّا في الدستور الروسي. القوزاق لهم الحق في اقتناء وحمل الأسلحة – وهو ما يعتبر عملا اجراميّا اذا ما قام به أعضاء الجماعات الاثنيّه الأخرى. الاطفال القوزاق يتمتّعون بامتيازات عندما يتعلق الأمر بالقبول في الكليات العسكرية، وانه يمكنهم أداء الخدمة العسكرية الالزاميه في مناطقهم في حين ان سائر الشباب، وعند بلوغهم سن الثّامنة عشرة عاما، فانّه يجب عليهم أن يخدموا في وحدات عسكرية متواجدة خارج أوطانهم الأصليّة. أمّا قائمة منح الامتيازات من الدّولة للقوزاق فهي طويلة، ولكن تجدر الاشارة الى اثنتان منهنّ. فوفقا لقانون خاص، فانّ رئيس كل منطقة في القوقاز يجب ان يكون له مستشار لشؤون القوزاق من ضمن موظّفيه وميزانيّتة لدعم القوزاق، في حين ان النائب الاول لرئيس الادارة المحليّة في كل منطقة سكنيّة يجب ان يكون أتامان قوزاقي. لا توجد امتيازات خاصّة مماثلة لاي شعب آخر في المنطقة. وهكذا فان الاحتفال في مايكوب لم يكن احتفالا للصّداقة بين القوزاق والشّركس.
لجنة حكوميه خاصة تشكّلت فى الأديغيه للاعداد للاحتفال بالذكرى السّنويّه. والميزانيّة للمناسبة لم تعلن قط، ولكن دائرة الصّحافة التّابعة لحكومة الأديغيه قدّمت تقارير بانتظام عن اجتماعات اللجنة وقراراتها. وأيضا لم يكن هناك أية تقارير من موقع الاحتفال على التلفزيون المحلي رغم ان رئيس جمهورية الأديغيه، أصلان تخاكوشينوف، حضر ويرافقه بالحضور كامل مجلس وزراء الجمهوريّة. وتمتّ دعوة شخصيّات بارزة أخرى للاحتفال من مختلف المناطق ومن ضمنها حاكم مقاطعة كراسنودار الكسندر تكاشوف، وحاكم منطقة موسكو بوريس غروموف وقائد القوات المسلّحة الرّوسيّة في منطقة شمال القوقاز العسكرية، سيرغي ماكاروف. وقد تضمّن الاحتفال حفل توزيع للجوائز واستعراضا للواء القوزاق وحفلة موسيقيّة، بحيث تمّ ذلك ضمن حلقة مصغّرة من المسؤولين في منطقة مغلقه تابعة لمجمّع اللواء 131. وببساطة، لم تجرؤ السّلطات على استحضار المناسبة الى شوارع مايكوب.
السلطات المحلية والّتي تتبع تعليمات الكرملين وتتجاهل ارادة الشعب، تراكمت لديها خبرة كافية من الاخفاقات الكئيبة من احداث مماثلة. ولكن أّوّلا نحن بحاجة الى العودة للوراء قليلا. لقد أوجزنا الخلفية التاريخية للحرب الرّوسيّة – الشّركسيّة أعلاه. ومع ذلك فان وضع العلاقات يتطلّب أيضا مقدمّة وجيزة تتضمن معلومات عن خلفيّتها. أوّلا وقبل كل شيء، روسيا لم تعترف بمسؤوليّتها عن الجرائم المرتكبه ضد الأمّة الشّركسيّة، أو أنّها اتخذت خطوات للتعويض عن هذه الجرائم. بل على العكس من ذلك، فقد عرقلت روسيا وما تزال تعيق حق العودة واقامة أصر الرّوابط بين الشّراكسة في القوقاز والشتات في الخارج. ونتيجة لذلك، فانّ نحو ثلاثة في المائة فقط من الشّراكسة يقيمون في موطنهم التّاريخي، في حين ان 97 في المئة في مجتمعات الشتات في الخارج. والاعلان عن الاعتراف بالابادة الجماعيّة الذي أرسلته المنظّمات الشّركسيّة الى رئيس روسيا والى مجلس الدّولة “الدّوما” رفض رفضا قاطعا. والمركز السّياسي لجمهوريّة الأديغيه بوصفها جمهوريّة مهدّد بالفناء للسّنة الرّابعة على التوالي الآن. فقط الخوف من أعمال الشّغب الجماهيرى والضغط من الشّتات الشّركسي ذو النّفوذ في الاردن أجبر الكرملين على تأجيل عملية دمج الأديغيه بمقاطعة كراسنودار.
ومع ذلك، فان عدوانيّة استيعاب المنطقة من قبل الاقليم المجاور ما زالت خفية. الكرملين وبشكل منافق يغدق الوعود بعدم النّيّة في الغاء الأديغيه بوصفها جمهورية، في حين انّه من ناحية عمليّة فانّ جميع هياكل الدولة قد تمّ نقلها لتصبح تحت سيادة مقاطعة كراسنودار، ومكاتبهم التمثيليه في الأديغية امّا انها فقدت وضعها أو أنّه تم حلّها. وبالاضافة الى ذلك، فانّ التمييز ضد الشّركس واضح وبشكل خاص في المجال الثّقافي. وثمة حظر دستوري على الاستخدام الرّسمي للّغة الشّركسيّة في كافّة مؤسّسات الدّولة. ومن الواضح ان التّعدي الكامل على الحقوق المدنيّة والاثنيّة لا يمكن ان يكون لهما تأثير ايجابي على الاعتبار الاجتماعي للناس. وبالمثل ، فان سياسة الدّولة المتّسمة بالنّفاق بالنّسبة للجنسيّات لا يمكن ان تسهم في الصّداقة بين القوزاق والشّركس. ليس فقط الشّركس، ولكن جميع شعوب شمال القوقاز الأصليّه فانّهم ينظروا للقوزاق بعين الرّيبة والحذر. وفي أعين السّكان المحليين، فان قوزاقيّا مسلّحا بكامل السّلاح هو سليل هؤلاء الّذين قتلوا واغتصبوا أجدادهم، ومن المرجح ان يكرّروا ذلك مرّة أخرى اذا أعطوا أمرا مماثلا من الكرملين.

وهذا الوضع يفسّر لماذا قرّرت السّلطات جعل الذكرى السنويه للّواءالقوزاقي 131 يوم عطلة للنّاس: انّهم بكل بساطة كانوا سيفشلون باجبار النّاس على الاحتفال بشيء يحتفل به المسؤولين المحليين فقط لأنّهم ملزمون بذلك لانّه ضمن واجبهم الوظيفي.

لقد حاولت الحكومات المتهوّرة السوفياتيه ومن ثمّ الرّوسيّه عدّة مرّات لفرض قيم مشتركة، لكن كافّة تلك المحاولات باءت بالفشل. مثل واحد هو قرية لازارفسكوي (Lazarevskoye)، والّتي أطلق عليها الاسم تخليدا لميخائيل لازاريف (Mikhail Lazarev)، الأدميرال الرّوسي الّذي ميّز نفسه بساديّة ملحوظة في احراقه القرى الشّركسيّة الواقعة على ساحل البحر الاسود. وكانت لازاريفسكوي Lazarevskoye قرية للشابسوغ (shapsug) (الشابسوغ shapsugs ينتمون الى فرع من الشّعب الشركسي والّذي دمّر أساسا) والّذي نهض من الرّماد، والرّوس أسموها بهذا الاسم تقديرا لجلّادها. ومع ذلك، فان النصب التذكارى للازاريف لم يبق في القرية بدون مضايقات حتى ولو لشهر واحد. وعلى الرّغم من حراسته، فالنّصب ألقي عن قاعدته مرارا وتكرارا أو دمّر أو غطّي بالطّلاء. السلطات وبعنادها المعهود تقوم بتجديده. المواجهة استمرّت لسنوات. وهناك أمثلة كثيرة من هذا النوع وانّه لا يمكن ان تصنّف بوصفها مجرد أعمال تخريب، وهي الطريقة التي توصف بها من قبل السّلطات الرّوسيّة. وهذا هو رد فعل شعب حرم من حقّه في ان يكون له تاريخه الخاص به. واذا استمرّت مثل هذه الرّدود وبقيت تتضاعف، فانّ المسؤوليّة الكاملة عن ذلك ستقع فقط على عاتق الكرملين.

نقل عن موقع مؤسّسة جيمس تاون

Share Button

نرحّب بتدوين كافّة المشاركات والتعليقات