يوم العائدين في مايكوب

3aug

بتاريخ الاول من اب الجاري تم الاحتفال بيوم العائدين في ساحة المتحف الوطني في عاصمة جمهورية الاديغية مايكوب وبحضور اكثر من ثلاثة الاف شخص غصت بهم ساحة المتحف الخارجية بالاضافة الى اعداد ضخمة اخرى لم تتمكن من حضور فعاليات الاحتفال في ساحة المتحف وتابعوا الفعاليات من خلال الشاشات العرض الضخمة التي عرضت على احد الاسوار الجانبية للمتحف، مراسيم الاحتفالات تميزت هذه السنة بوجود اعداد ضخمة  من باقات الورود والزهور التي وضعت تخليداّ لذكرى ضحايا الحروب الروسية/ الشركسية، وسط حضور شعبي ورسمي كثيف خاصة وان يوم العائدين يعتبر عطلة رسمية في الجمهورية، ابرز الشخصيات الرسمية التي حضرت كان رئيس وزراء الجمهورية السيد مراد كومبيلوف (والذي كان قد احتجز قبل اسابيع من قبل حراس المحميات الطبيعية الروسية بسبب اسمه الشركسي)والناطق الرسمي باسم البرلمان السيد فيشسلاف سابييف، حيث اشاروا الى ما يمثله هذا اليوم من رمزية بالنسبة للشعب الشركسي وان عملية العودة للمهاجرين الشراكسة اعتبرت فريدة ورائدة من نوعها، وتحدثوا عن ما تم تقديمه الى العائدين من متابعة للشؤونهم وغيرها، ووعدوا بان حكومة الجمهورية ستقوم بتقديم المزيد من الدعم للعائدين في المستقبل اول رئيس لجمهورية الاديغية السابق السيد اصلان جاريموف كان حاضراً للاحتفال والقى كلمة استعرض فيها عودة شراكسة كوسوفو الى ارض الوطن الام ابان فترة رئاسته مشيراً الى ان هذا الامر ما كان ليتم لولا دعم الحكومة الفدرالية الروسية للموضوع، وان روسيا قد دعمت من حضورها على الساحة الدولية واكتسبت تقدير واحترام دول العالم لقيامها بهذا العمل، خاصة ان قرار عودة شراكسة كوسوفو كان قد دعم من نفس أولئك الذين قاموا بطردهم وتهجيرهم سابقاً من ارضهم،اما السيد رئيس الخاسة في جمهورية الاديغية(الجمعية الشركسية) ارامبي حابي فقد ذكر في كلمته التي القاها انه رغم ما تحمله هذه المناسبة من تفاؤل الا انه في الاديغية العديد من الاجانب الذين اتوا من اوطانهم لانهم يعيشون في الاديغية حياة افضل من وطنهم الاصلي، وان على الاديغية (الشراكسة)العودة الى وطنهم الام وان السؤال المتعلق بعودة الشراكسة يجب ان لا يقتصر على جمهورية او اكثر بل على العديد من المناطق التي هجروا وطردوا منها، متمنياً الاسراع في تنشيط والعمل على موضوع العودة والاسراع في ارجاعهم الى جمهورية واحدة. رئيس المنظمة المدنية المسمى(بيت العائدين) السيد يحي ستاش وفي كلمته اشار الى ان هذه السنة وبشكل خاص فانه تم تسجيل حوالي(40) عائداً من الشراكسة وتقدموا بطلب الحصول على الجنسية الروسية وقدمت ارواقهم للغاية اعلاه، وان يتوقع ان يتم استقبال 50 شخص من شراكسة المهجر التركي و20من شراكسة المهجر السوري في المستقبل القريب.وان ليس هناك اي مشاكل في التسجيل لكن المشكلة تكمن في مكان الاقامة حيث ان معظم العائدين يتم توجيهم الى المناطق التي اعدت بشكل طارئ لاستقبال شراكسة كوسوفو وان هذه المناطق قد امتلئت ابنيتها وبالتالي فان هذا الامر يشكل عائقاً كبيراً ولذلك فقد دعا السلطات الرسمية الى ضرورة النتحرك وايجاد قرى ومساكن جديدة للعائدين على غرار قرية ماف حابلة التي اقيمت لاستقبال العائدين من كوسوفو والتي اغلقت قدرتها الاستيعابية  ،وحضر الاحتفال ممثلين عن المنظمات المدنية الاخرى من تتار وارمن واكراد وغنت بعض الاغاني التترية والروسية واستمر الاحتفال حتى منتصف الليل.

ان اهم ما لوحظ في الاحتفال هو قيام السلطة الروسية بمحاولة تشويه معناه عندما اعتبرت الاجانب المقيميين في الجمهورية من العائدين ايضاً في مشهد ليس غريب على السلطات الروسية التي تعمل جاهدة على تشويه وتزوير تاريخ المنطقة الشركسية فقامت بدعوى الاجانب من اكراد وارمن وغيرهم للمشاركة في الاحتفال وذلك في محاولة لاعطاء صورة غير صحيحة عن هذا اليوم الذي يعنى بالعائدين الشراكسة فقط لا غير، الا ان التصدي الشركسي لهذا الامر كان ملفتاً للنظر ، فتم تكثيف الحضور الشركسي ليكون بالالاف للتأكيد على اهمية هذا اليوم الرمزية للشعب الشركسي وان هذا الاحتفال هو من اجل العائدين الشراكسة فقط، وتم الربط ما بينه وبين الحرب الروسية الشركسية فوضعت الاف باقات الزهور على ارواح الشهداء الشراكسة امام المتحف الوطني والذي اختير عن قصد للاحتفال في ساحته، وذلك من اجل التاكيد على ان ماساة المهجرين والعائدين السبب فيها الغزو والاحتلال الروسي ل” لشركيسيا” وهو امر لم يكن يشار اليه سابقاً، وعملت المنظمات الشركسية على حصر الكلمات الملقاة من قبل الشخصيات الشركسية فقط وتم حضور الاحتفال من قبل العديد من الشخصيات الرسمية من قبل حكومة الجمهورية وذلك لمنح الاحتفال  الصبغة الشعبية والرسمية لجميع الاوساط الشركسية وان ابناء الشعب الشركسي كلهم يقفون بخندق واحد داعم لفكرة العودة من قبل اشقائهم المهجرين، وقد تكون مضامين الكلمات التي القيت تعكس حقيقة توجهات المجتمع الشركسي ، السيد اصلان جاريموف رئيس الجمهورية السابق تحدث عن موضوع العودة بحنكة سياسية مميزة، فلقد اثنى على التحرك الروسي اثناء ازمة شراكسة كوسوفو الا انه اشار الى الفوائد الجمة التي حصلت عليها موسكو في المقابل ، فلقد حظيت وقتها باحترام وتقدير دولي واسع سواء من الغرب او الشرق،وهو امر تلهث وراءه حالياُ، موضوع اخر لفت اليه الانتباه السيد جاريموف ولكن بصورة ذكية عندما ذكر بشكل غير مباشر ان ما قمت به موسكو في قضية شراكسة كوسوفو هو اقل ما يمكن عمله من قبل من قام بتهجير وطرد الشراكسة الى خارج وطنهم الام اصلاً في اشارة واضحة الى ان الروس عليهم تحمل مسئولية ما اقترفته ايديهم بحق الشراكسة وانهم الجهة المعنية الاولى في العمل لايجاد حل للقضية الشركسية، اما كلمة السيد ارامبي حابي فقد اعادت التذكير بمشروع شركيسيا الكبرى بعد ان تعرض لانتقادات واسعة لعدم ذكر الموضوع في مؤتمر الخاسة الاخير، الا ان السيد حابي اشار وبكل وضوح الى رغبة الشراكسة في اعادة اشقائهم من المهجر وبناء دولة شركسية موحدة، كل هذه التحركات الشركسية في يوم العائدين تعكس حقيقة المطالب الشركسية التي تصر على اعادة شركيسيا الى الحياة واعادة الشراكسة المهجرين والعمل من اجل ذلك، في ظل السياسات الروسية العقيمة للتفتيت الارادة الشركسية وتحطيم القومية الشركسية بتزوير التاريخ الشركسي  بكافة الطرق والتضييق على الشراكسة قدر الامكان لخنق احلامهم وطموحاتهم ، ولو وجد انسان عاقل ومتزن واحد من اصحاب القرار الروس، للاحظ على الفور استحالة تحقيق الانتصار التام على القومية الشركسية ، تلك القومية التي ما تزال رغم مرور 144 عاماً على ماساتها ما تزال تنبض بالحياة وخير دليل على ذلك سعي ابناءها رغم قلة حيلتهم وهوانهم ان يعيدوا شركيسيا للحياة مجدداً، لقد كان الاحتفال بيوم العائدين هذه السنة مميزاً للغاية لاته شكل فرصة للشراكسة للتعبير عن تتطلعاتهم واحلامهم وحاز على تغطية اعلامية واهتمام كبير سواء من الشراكسة او غيرهم، وقد تكون المقالات الاجنبية العديدة التي نشرت حول هذا اليوم وابرزها مقال السيد بول جوبل على موقع نافذة على اوراسيا خير دليل على تمييز هذا السنة عن سابقاتها.

 

أخبار شركيسيا

Share Button

اترك تعليقاً