نافذة على أوراسيا : الشباب الشركس يبحثون حلاّ جذريّا لتجديد الحركة الوطنية
بول غوبل
فيينا، 14 سبتمبر – نتيجة لإحباطهم نتيجة للحالة الراهنة للحركة الوطنية الشركسية في شمال القوقاز، قام ممثلين عن مجموعات من الشباب من الجنسيات الأربعة الّتي عملت الحكومة السوفياتية على تقسيمها قسرا، بالدّعوة إلى إعادة تشكيل جذري للحركة الوطنيّة لجعلها أكثر قدرة على التّقدّم من أجل القضية الشّركسيّة.
في اجتماع عقد في شيركيسك يوم السبت، اتّخذ المندوبون قرارا ينص بأنّه “على مدى السنوات التسع الماضية” تمّ ” أنشاء المنظّمات الشّركسيّة”، للتّعامل مع “معالجة القضايا الوطنيّة الملحّة” لكنّها لم تعمل على “نحو مرض”، ونتيجة لذلك، فإنّ “جيلا من النّاس قد نمى وهم الذين لا يعرفون أو يفهمون” المدى الّذي وصلته مشاكل البلاد.
وقال المنتدى أن “معظم المنظّمات غير الحكوميّة ذات التّعداد الكثير” المشاركة في هذه العملية، تفشل إما لأنها “ليس لها صلة حقيقية مع الجمهور” حيث أنّها في كثير من الأحيان “يتم فيها التعبير عن آرائهم الشخصية” بدلا من آراء الأمّة، ولا تشمل عدد كاف من الشباب (http://www.justicefornorthcaucasus.com/jfnc_message_boards/circassia_adiga.php?title=window-on-eurasia:-circassian-youth-seek-‘radical’-renewal-of-national-movement&entry_id=1252970685).
وأشار إلى أن أمتهم كانت “ضحيّة للإبادة الجماعيّة” في “القرنين الثّامن عشر والتّاسع عشر”، وكذلك ضحيّة للهندسة العرقيّة في القرن العشرين عندما قام ستالين بتقسيم الأمّة إلى أربعة أجزاء “بافتراض أنّها من جنسيّات مختلفة – ألأ ديغة والقباردي والشركس والشابسوغ” – ” ونصّ القرار على أنّ التجزئة النّاّتجة قد تركت الأمّة في وضع لا تحسد عليه.
وقال البيان، إذا لم يتم التّغلّب على هذه التّقسيمات، وفي وقت قريب، فإنّ ذلك يمكن أن يؤدّي إلى “انقراض اللغة الشركسية وفقدان الهوية والذّوبان الكامل، ويعرّض للخطر بقاء المجموعة العرقية بأكملها”. وأشار إلى أنّ، هذه العملية لتدمير الأمّة الشّركسيّة تجري “حتّى بشكل أسرع” من ذلك في الشتات أي في الخارج.
وأضاف البيان، وكأي جماعة عرقية أخرى، يجب على الشّركس أن يعملوا على تعزيز “توطيد وحماية وتنمية لغتهم وثقافتهم وهويتهم ومصالحهم وقيمهم”، وبالتالي استعادة “الوحدة للأمّة الشّركسيّة في إطار تابع فيدرالي موحّد في روسيا”.
إنّه سيكون للأمّة في هذه الحالة “إسم موحّد ولغة أدبيّة واحدة ورموز وطنية مشتركة، وهي أشياء كانت الحركة الوطنية الشركسية قد انتظمت حولها في بداية سنوات التّسعينيّات من القرن العشرين، إلا أن الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة، والّتي كانت قد “أنشئت لمعالجتها”، قد أخفقت في القيام بذلك.
وسبب رئيسي لذلك، أعلن عنه منتدى الشباب، هو أن مسؤولي الحكومة سعوا للسيطرة على المنظمة، وبالتالي “إبطاء حركة جميع العمليات التي دشّنتها خيرة العقول في الأمّة في سنوات التّسعينيّات من القرن الماضي”. ولإعادة الحركة الوطنية لمسارها، أضاف منتدى الشباب، يجب أن تخضع الجمعيّة “لإصلاحات جذريّة”، ويجب على قيادتها أن تضم مزيدا من الشباب الصّغار.
تحقيقا لهذه الغاية، فإن المنتدى اعتمد برنامجا يحتوي على ثماني نقاط : أوّلا، دعا إلى إنشاء هيئة دائمة تسمى “مجلس التنسيق الشّبابي الشّركسي” للمساعدة على ضمان أن القيم والأفكار للشباب الشراكسة لديها وسائل للتأثير على المجموعات الشركسية الأخرى وكذلك على الدّولة الرّوسيّة.
ثانيا، طالب موسكو بأن تعترف بالمجموعات الأربع التي قسّم إليها الشركس كأعضاء في أمّة واحدة ذات لغة واحدة، والسّماح لهم جميعا بأن يُعدّوا في التّعداد المقبل كشركس، وأن يسجّلوا خلال الإحصاء بأنّ الّلغة الشّركسيّة هي لغتهم الأم.
ثالثا، دعا للاحتفال بيوم عالمي للعلم الشّركسي. رابعا، دعا إلى التحرك نحو “لغة واحدة موحّدة لجميع الشّراكسة”، من خلال تطوير كتب مدرسيّة مشتركة. خامسا، اقترح البرنامج عقد مؤتمر علمي في نالتشيك وذلك في مطلع عام 2010، لجذب الانتباه إلى القضيّة الشّركسيّة.
سادسا، دعا البرنامج الوفود المشاركة في المؤتمر القادم للجمعيّة الشركسية العالميّة (من المقرر عقده في مايكوب في 3 و4 أكتوبر) للضغط من أجل إقامة جناح خاص للشباب ولإشراك الشباب في اللجنة التنفيذية للجمعيّة الشّركسيّة العالميّة.
سابعا، اقترح البرنامج إنشاء “لجنة لمكافحة التزوير التاريخي” لماضي الشّركس. وثامنا، فقد دعا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف للعمل على دعم التشريع المتعلق بالشّركس والّذي سيسمح لمزيد من شراكسة الشتات بالعودة إلى وطنهم في شمال القوقاز.
إنّ أهمّيّة هذا القرار ليست لأنّه من المرجح أن يحقّق المنظّمين كل أهدافهم، بل لأنه يمثل تذكيرا لكبار السن من الشّركس بأن يتّخذوا موقفا أكثر نشاطا حتّى لا يجد أعضاء القيادة الحالية أنفسهم وقد جرفوا من قبل من هم أكثر عددا وأشد حزما من الشباب وكذلك للسلطات الرّوسيّة بأن تكون أكثر صراحة وتقبّلا، لئلا تواجه تحدّيا أكبر.
ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز