عفواً،،،، لكن الشراكسة ليسوا اغبياء

عفواً،،،، لكن الشراكسة ليسوا اغبياء

بقلم: علي كشت

نشر الموقع  الشركسي الشهير (circassianworld)  بتاريخ 25/3/2010 مقالاً بعنوان “جرائم بعض الامم يتم اخفاءها اكثر من غيرها” المقال تناول المؤتمر الذي اقيم في العاصمة الجورجية تبليسي تحت عنوان” الامم المنسية جرائم دائمة: الشراكسة وسكان شمال القفقاس بين الماضي والحاضر” في الفترة ما بين 20-21 اذار الجاري، ويرى المقال ان هذا المؤتمر والذي نظم بالتعاون ما بين مؤسسة جيمس تاون في الولايات المتحدة الامريكية وبين الجامعة الدولية للدراسات القفقاسية في تبليسي قد طرح وجهة النظر الامريكية-الجورجية والتي هي منحازة الى الجانب الجورجي في صراعه مع الجانب الابخازي ، وان المؤتمر خدم المصالح الجورجية فهو لم يشير الى ما سماه”الابادة الجماعية الجورجية بحق الابخاز” وقدم كاتب المقال خلفية تاريخية موغلة في القدم ليظهر ان جورجيا في القرن الثامن عشر انضمت طواعية لروسيا ولم تشارك فيما سماه”الحرب القفقاسية الكبرى” وان جورجيا سمحت لروسيا بوضع قدم لها في القفقاس لمحاصرة المنطقة الشمالية له، الكاتب تحدث عن المأساة الشركسية وعن عملية التهجير التي اقترفت بحق الشراكسة، وقام الكاتب بعقد مقارنة بين السياسة الروسية القيصرية بحق الشراكسة وبين السياسة الجورجية الحديثة في يومنا الحالي بحق الابخاز بقصد اظهار التشابه بين الممارسات الروسية والجورجية ،وطرح كاتب المقال العديد من التساؤلات والافترضات في محاولة للتشكيك في مصداقية المؤتمر مثل: لماذا كان المؤتمر يهدف الى اظهار حق تاريخي للشعب الشركسي المتمثل في الابادة الجماعية المرتكبة في حقه على يد روسيا ولكنه لم يتحدث عن الممارسات الجورجية بحق الابخاز في الزمان الحالي؟! خاصة ان جميع هذه الشعوب متشابهة؟! ويفترض الكاتب ان المؤتمر كان يهدف في الحقيقة الى تعميق مشاعر الكراهية اتجاه روسيا واحداث انقسام في المجتمعات الشركسية خاصة في الشتات حسب قوله كون الشراكسة يدعمون القضية الابخازية.

   المقال في الحقيقة جدير بالاهتمام ليس بسبب ما احتواه من انتقادات شكلية للمؤتمر مدار الحديث بل لان المقال كشف النقاب عن تيار فكري جديد على الساحة الشركسية هذا التيار يتبنى الافكار والشعارات البراقة والرنانة فمثلاً يدعم هذا التيار مشروع عودة الشراكسة الى ارض وطنهم ويعمل على تحقيق هذا الهدف كما يركز على رفع مستوى التواصل والترابط بين المجتمعات الشركسية في المهجر والوطن ، وهو يرى انه لا بد من تغليب ما يسمى”سياسة الواقع والمنطق”و” أن المهجر الشركسي والأبخازي بعمومه مقتنع بأن التاريخ والجغرافيا فرضا أمرا واقعا وأن مسألة العلاقة مع روسيا رغم كل تعقيداتها أصبحت جزء لايتجزأ من مستقبل هذين الشعبين” وبالتالي فان لا بد من ايجاد صيغة للتعايش والتأقلم مع السياسات الروسية وعدم التعامل معها على انها خصم او عدو بل دولة يعيش الشراكسة في كنفها تماماً كما يعيشون في كنف الدول الاخرى في المهجر وهي تستحق الاحترام والولاء والانتماء بغية المحافظة على نسق معين من العلاقات الودية التي تضمن تحقيق ما يمكن من مصالح الشعب الشركسي دون اللجوء الى اسلوب المواجهة والاصطدام العقيم امام دولة بعظمة وقدرة روسيا وكون هذا التيار يملك عدد ضخم من” المتفلسفين” اقصد الفلاسفة فانه يعشق التاريخ لانه يؤمن ان التاريخ يصاغ حسب كاتبه، هذا التيار الفكري يحمل في طياته العديد من علامات الريبة والخوف من حقيقته وهنا تكمن خطورته.

وبالعودة الى المقال السابق فانه يمكن ملاحظة ما يلي:

  • يلاحظ ان الكاتب ابتعد عن المصداقية والموضوعية فاخذ من الحقائق التاريخية ما يريده وترك ما لا يريده، الا انه بفعله هذا ناقض نفسه بنفسه فهو ذكر انه في عام 1882 وعلى اثر احتلال روسيا للاراضي الابخازية والشركسية واكتساب جورجيا لبعض تلك الاراضي بسماح الروس للمستوطنين الجورجين بالاستيطان مكانهم وصفت  احدى الصحف الجورجية انذاك وهي صحيفة (شورما) ذلك بانه””اكثر اللحظات روعة في تاريخ الامة الجورجية” ، ولكنه كان قد ذكر بان جورجيا خضعت وانضمت الى روسيا في القرن الثامن عشر اي قبل تاريخ نشر هذا الخبر بعشرات السنين وبالتالي فانه من الطبيعي ان تكتب صحيفة تحت الاحتلال الروسي مثل هذا الخبر ، وفي ذات الوقت يظهر جلياً وباعتراف الكاتب بان روسيا هي من  طردت الشركس والابخاز واتت بالجورجيين لكنه لا يهاجم روسيا رغم ما فعلته بل ينتقد صحيفة جورجية لنشرها مثل هذا الخبر ويرى ان الجرم الجورجي افظع بكثير من الجرم الروسي؟!!.
  • المقال كان عبارة عن نشر لمفاهيم ومصطلحات مغلوطة يهدف نشرها بين ابناء الشعب الشركسي حتى تستخدم في المستقبل سلاحاً وحجة ضدهم، فلوحظ استخدام عبارة او الاصطلاح الذي يستخدمه الكتاب الروس دوماً لتشويه التاريخ الشركسي الا وهو”الحرب او الحروب القفقاسية الكبرى” وهذا مفهوم خاطئ يظهر انه كان هناك حرب بين الشعوب القفقاسية نفسها وهو ما يروج له الروس في تزييفهم للتاريخ باظهار منطقة القفقاس وخاصة الشركسية منها على انها منطقة مليئة بالصراعات والاقتتال بين شعوبها وان الروس باحتلالهم لهذه المنطقة كانوا مجبرين اولاً للحفاظ على حدودهم وعدم انتقال الفوضى الى بلادهم وثانيا لنقل التطور والحداثة للقفقاسيين الجهلة المتوحشين، ان الاصح لاي مفكر او كاتب قفقاسي او شركسي ان يستخدم مصطلح “الحرب الروسية-القفقاسية” او الروسية- الشركسية للدلالة على الغزو واحتلال الروسي لارض القفقاس، كما اصر المقال على ذكر”روسيا القيصرية” بالتحديد على انها هي من هجرت وارتكبت الابادة الجماعية بحق الشراكسة بشكل يفهم منه ان روسيا الفدرالية الحالية بريئة مما اقترفته روسيا القيصرية، حيث لم يشير الكاتب الى رفض روسيا الديمقراطية الاعتراف على الاقل بما اقترفته روسيا القيصرية حتى يومنا هذا رغم الدعوات الشركسية لها بذلك، ان هذين المفهومين او الفكرتين يتم ترويجهم من التيار الفكري الجديد واذا ما نجح في ذلك فهذا سيؤدي الى حالة من التناقض والفوضى في التاريخ الشركسي مما يصعب جعل العالم يتفهم حقيقة القضية الشركسية.
  • المقال كان يهدف الى المساواة بين الممارسات روسيا القيصرية في القرن التاسع عشر وممارسات جورجيا في القرن الحالي حيث يوجه الكاتب سؤال في نهاية المقال قائلاً” لماذا يتم الدعوة الى تطبيق القاعدة القانونية المتعلقة بالابادة الجماعية بانها لا تسقط بالتقادم  على الصراع الشركسي – الروسي ولا تطبق على الصراع الجورجي الابخازي؟!!” وهنا يظن الكاتب انه بدهائه وذكائه قد احرج واخجل من شارك في المؤتمر، لكنه ينسى ان يوجه السؤال الحقيقي هنا ” من قام بافتعال الصراع الجورجي-الابخازي ما هو السبب وراء الصراع الجورجي-الابخازي؟!” من الذي اعطى الاراضي الابخازية للجورجيا بعد ان تم احتلالها في القرن التاسع عشر(قبل مجئ ستالين) من الذي ارتكب اولاً الابادة الجماعية بحق الابخاز وهجرهم من ارضهم؟! من الذي سمح للجورجيين بالاستيطان في ابخازيا في القرن التاسع عشر وبالتالي احدث الصراع بينهم؟!
  • المقال شدد على المقارنة بين الممارسات روسيا القيصرية في القرن التاسع عشر بحق الشراكسة وممارسات جورجيا في القرن الحالي بحق الابخاز لكنه لم يشير الى الممارسات الروسية الحالية بحق الابخاز فهو لم يذكر ممارسات الدولة الروسية ابان الحرب الجورجية- الابخازية في التسعينيات عندما منعت المقاتلين والمساعدات الشركسية والقفقاسية من الوصول الى ابخازيا لتسهيل ودعم الجورجين في قضائهم على الابخاز هذا الكلام مثبت في كتاب البرفسور موسى شنبة (انتصار الوحدة في شمال القفقاس) الذي اعتقل من قبل الروس انذاك بسبب دعمه وتاييده للقضية الابخازية بل انه شارك بنفسه في تلك الحرب عندما تراس كونفدرالية شعوب شمال القفقاس ، وهو لم يشير الى الحصار الروسي لابخازيا طوال سنوات طويلة الفائتة.
  • يستمر الكاتب في نشر وجهة النظر المتبناة من قبل روسيا فهو يذكر وباكثر من موضع في مقالته الى الهجرة الشركسية ولكن بصورة مريبة ومبطنة وتثير العديد من علامات الاستفهام، فهو يقول ان الشراكسة وبعد انتهاء الحرب في عام 1864 طلب منهم ترك مناطقهم الجبلية والنزول الى سهول الكوبان وعندما رفضوا ذلك تم تهجيرهم لانهم فضلوا الهجرة على النزول الى المناطق السهلية حسب اوامر الروسية انذاك، اي انه وبطريقة ما يريد الكاتب ان يقول ان عناد وغباء الشراكسة هو السبب في تهجيرهم ، وهذا الامر يتطابق مع الروايات الروسية الحالية التي ترى ان مفهوم الابادة الجماعية يقصد به التطهير العرقي بحق شعب او مجموعة من الناس بهدف فناءها عن الوجود وان الروس قتلوا الشراكسة اثناء الحرب فقط اما بعد انتهاءها فان الشراكسة تركوا اراضهم بسبب رفضهم النزول الى الاماكن السهلية اي ان الروس لم يكونوا يسعون الى افناء الشعب الشركسي بل ان الشراكسة تم تخييرهم واختاروا بملئ ارادتهم وبالتالي ليس هناك ابادة جماعية مرتكبة بحق الشراكسة او لم يهدف الروس لذلك.
  • المقال حاول التشكيك ونزع الشرعية عن المؤتمر واظهاره بصورة المؤتمر المفتقد للمصداقية والموضوعية والهادف الى التفريق بين الشراكسة وتعظيم مشاعر الكراهية اتجاه روسيا، ولكن وبالنظر الى بعض المشاركين في المؤتمر فان وجودهم يعطي المؤتمر الشرعية اللازمة له فهو استضاف شخصيات تعتبر من رموز القومية الشركسية ولا يمكن المساس بمصداقيتهم مثل السيدة فاطمة تلسوفا التي غادرت القفقاس نتيجة للملاحقة والمضايقة الروسية لها والتي وصلت درجة الاغتيال والتعذيب كما شارك في المؤتمر تلفزيونياً السيد مراد برزج رئيس منظمة الكونغرس الشركسي في مايكوب وهي المنظمة التي لعبت دوراً كبيراً في المحافظة على جمهورية الاديغية من المخططات الروسية الهادفة الى حلها كما كانت اول منظمة طالبت بالاعتراف بالابادة الجماعية المرتكبة بحق الشعب الشركسي، كما لاقى المؤتمر التأييد من قبل السيد روسلان كيشيف رئيس منظمة الكونغرس القبرديني والسيد ابراهيم ياغان رئيس الخاسة في جمهورية قباردينو/بلقاريا والذين يعود لهم الفضل كله في ايقاف قانون توزيع الاراضي الذي اعطى ما مجموعه 37% من اراضي الجمهورية الى الاقلية البلقرية بشكل يعني ان لكل بلقري(الاقلية) عشرة اضعاف ما للشركسي(الاغلبية) من مساحة اراضي الجمهورية، ولم يكن ايقاف هذا القانون سهلاً بل دفع السيد روسلان وابراهيم الثمن وتعرضوا للضرب ومحاولة الاغتيال لاسكات اصواتهم.

 

      بالتأكيد لا يمكن ان يصف احد السيد مراد برزج او روسلان كيشيف او فاطمة تلسوفا بالعملاء او اصحاب الاجندة المشبوهه لانهم اذا كانوا كذلك، فماذا نسمي من يتبنى الموقف الروسي ويرى روسيا على انها حليف وصديق وليس عدو رغم كل ممارساتها الحالية بحق الشراكسة، اليست روسيا من تقوم بتزوير تاريخ مدينة سوتشي؟! اليست روسيا من تهين الشعب الشركسي في ارضه وتمنع توحيد المناطق الشركسية؟! اليست روسيا من تريد حل جمهورية الاديغية؟! اليست روسيا من يتحرش جنودها بالنسوة الشركسيات كما حصل مع احدى السيدات الشركسيات في اقليم الشابسوغ؟! اليست روسيا من تستأصل المواد الدستورية السيادية من دساتير الجمهوريات الشركسية وتحولها الى” محميات”؟!!اليست روسيا من تمنع الشراكسة من الدخول الى مناطف كراسنايا بوليانا(كبادا بالشركسي) الى يومنا هذه؟! اليست روسيا من ترفض ايجاد حل للقضية الشركسية الى الان؟! اليست هي من تقم بتزوير وتزييف التاريخ الشركسي بكامله؟!! ويكفي ان يقوم كل مشكك بزيارة الى موقع ” قناة روسيا اليوم” وهي مصدر رسمي روسي وينظر الى ما يكتب حول تاريخ مدن سوتشي ومايكوب ونالتشيك ليرى بام عينيه كيف يعامل الروس الشراكسة ولا داعي ان يرى البرامج التلفزيونية المثيرة للاستفزاز والتي كان اخرها قد بث بتاريخ5/2/2010  ويدعي ان الحرب الروسية-الشركسية استمر 3 او اربع سنوات فقط لا غير وغيرها من الحقائق المزيفة.

 

    ان المقال كان صادقاً في المساواة بين روسيا وجورجيا في محاولات السيطرة على الشعوب شمال القفقاس، ولكن لا يجب اخفاء حقيقة ان روسيا هي المتسبب الاساسي وان جورجيا ما هي الا لاعب الكومبارس في السياسات الروسية، ان افتقار الشراكسة الى يومنا هذا الى هيئة او جهة تكون الممثل الوحيد والشرعي للشعب وتتمتع بفكر سياسي قومي، هو الامر الذي يجعل الشراكسة عاجزين عن فهم السياسة ليس هناك عدو او صديق او حليف دائم هناك “تغير” مستمر ان الشئ الوحيد الثابت في السياسة هو “التغير” نفسه، وبالتالي فان وجود دولة تعترف بالابادة الجماعية المرتكبة بحق الشراكسة سيكون نقلة نوعية في الكفاح والنضال الشركسي من اجل استعادة حقوقه وسيفتح المجال امام اهتمام دولي كبير بالقضية الشركسية الامر الذي بالتأكيد سيجعل روسيا تفكر على اقل تقدير باحترام الشراكسة وعدم اهانتهم وايجاد صيغة معينة لاعادة ترتيب العلاقة بينهم مما قد يكون مقدمة للحل الدائم للقضية الشركسية بما يرضي الطرفين ويحقق العدالة التاريخية، حتى جورجيا نفسها لن تعترف بالابادة الجماعية المرتكبة بحق الشراكسة الا في ظل توفر ظروف معينة، ولكن هذا لن يمنعها من استخدام هذا الورقة الناجحة بكل ما في الكلمة من معنى في وجه موسكو بين الحين والاخر، ولكن هنا يجب على الشراكسة ان يتعاملوا مع هذا الوضع بما يخدم مصالحهم والا ينحازوا لا الى الجانب الجورجي او الروسي وان يسيروا حسب مصلحتهم فقط لا غير،ان المؤتمر لن يحدث انقسام بين الشراكسة في المهجر لان الذين شاركوا فيه شخصيات قومية شركسية لا يمكن المساس بها كما ذكر سابقاً، ولكن هناك من سيحاول الخلط وايجاد حالة من الفوضى بين ما دار في المؤتمر وبين القضية الابخازية وبشكل لا يخدم سوى المصالح الروسية فقط لا غير.

   القضية الابخازية مهمة ومدعومة من قبل الشراكسة فهناك وحدة مصير ولكن على الداعمين للقضية الابخازية ان يقبلوا بوجهة نظر تدعو الى تحرك ابخازي لدعم القضية الشركسية ، بحيث تقوم سوخوم بالمسارعة واستباق الاحداث وتعترف بالابادة الجماعية المرتكبة بحق الشعب الشركسي ان هذه الخطوة ستكون اكثر من رائعة لانها ستجبر روسيا على مراجعة حساباتها او على الاقل ستجعلها  تنظر الى القضية الابخازية والشركسية بشكل مترابط بحيث تحقق المنفعة للقضيتين وتقطع الطريق امام جورجيا في محاولتها كسب الشراكسة الى صفها والتفريق بينهم وبين الابخاز كما ترى المقالة، اي انه يجب على ابخازيا ان تتبنى الفكر القومي الشركسي وتستخدم علاقته الجيدة حالياً مع موسكو لخدمة القضية الشركسية، من غير المقبول ان يطالب الداعمين للقضية الابخازية الشراكسة بفعل كل شيء وعدم تقديم ولو شيء بسيط للقضية الشركسية ان الاصرار على هذه الفكرة تعني ان هناك نوع من  الانانية والاستغلال.

 

   في النهاية لا يقصد هنا الدفاع عن جورجيا فهي شريك في الجريمة المرتكبة ولكن ما يهم هنا  الاشارة الى خطورة هذا التيار الفكري الجديد على الساحة الشركسية فهو يقوم بتسفيه ومهاجمة اي تحرك قومي في المهجر فمثلاً في مظاهرات فانكوفر الاخيرة المضادة للالعاب الاولمبية في سوتشي حاول اتباع هذا التيار التقليل من اهمية المظاهرات الشركسية هناك وحاولوا حصرها بالمهجر الشركسي في الولايات المتحدة فقط رغم قيام العديد من المنظمات والجمعيات والهيئات الممثلة للشعب الشركسي في المهجر باعلان تأييدها لهذه المظاهرات ويمكن زيارة موقع(nosochi ) لمزيد من الاطلاع والعلم، ولكن اتباع التيار الفكري الجديد هذا قاموا بالسخرية من هذه المظاهرات من خلال التقليل من اهمية التحرك فهو لم يعيد القفقاس ولم يؤثر على روسيا مطلقاً حسب قولهم، هؤلاء ينسون ان بعد هذه التحركات استيقظت بعض المؤسسات الشركسية الاخرى التي تدور في الفلك الروسي مثل الهيئة الشركسية العالمية وطالبت بدور للشراكسة في اولمبياد سوتشي، وان مثل هذه التحركات هي من تردع عجرفة واستكبار موسكو وخير مثال على ذلك قضية ضم جمهورية الاديغية، والاستمرار في المطالبة بحق العودة وغيرها من الامثلة، لكن هؤلاء يريدون طرح مفهوم جديد للقومية الشركسية ولكن وفق المنظور الروسي، فمثلاً لا يمكن الحديث عن موضوع العودة لانه بنظر هؤلاء روسيا قدمت كل شيء في سبيل ذلك!!! فالشركسي الذي اجبر اجداده على الهجرة عليه كي يعود ان تنطبق عليه نفس شروط التي تطبق على الصومالي الذي يريد الحصول على الجنسية الروسية؟!! وحسب الشروط والمقاييس الروسية، واذا ما اثير هذا الموضوع هاجت خلية الدبابير الموالية لموسكو فيتم اتهامك بالتقصير في حق وطنك والمتسبب في ضياعه وانه يجب ان تعود رغم كل شيء!! ان سياسة الواقعية التي يتبعها هؤلاء لا تمت الى المنطق او الواقع او العقلانية بصلة بل هي سياسة الاستجداء والتوسل لدولة لا تعرف سوى لغة القوى وسياساته الحالية وما حدث في تشركيسيك ونالتشيك نهاية العام 2009 لايقاف قانون توزيع الاراضي خير مثال على ذلك . 

 

Share Button

اترك تعليقاً