الشركس يصبحون أهدافا في سوريا، نشطاء يسعون لطلب المساعدة الدولية

الشركس يصبحون أهدافا في سوريا، نشطاء يسعون لطلب المساعدة الدولية

الناشر: مؤسّسة جيمس تاون / أوراسيا ديلي مونيتور

الكاتب: فاليري دزوتسيف

ترجمة: عادل بشقوي.

النشطاء الشركس يتظاهرون أمام الأمم المتحدة في مدينة نيويورك (المصدر: aheku.org)
النشطاء الشركس يتظاهرون أمام الأمم المتحدة في مدينة نيويورك (المصدر: aheku.org)

 

يوم 7 نوفمبر/تشرين الثّاني، نشرت مجموعة العدالة لشمال القوقاز الناشطة بياناً طارئاً عن الوضع في سوريا. ودعت المجموعة المجتمع الدولي إلى إرسال “الإغاثة إلى مئات من الرجال والنساء والأطفال وكبار السن الذين كانوا تحت الحصار لمدة سبعة أيام في قريتي بير عجم وبريقة في مرتفعات الجولان”. ووفقا للمجموعة، فإن الناس المحاصرين في منطقة مرتفعات الجولان كانوا يفتقرون للغذاء والماء والدواء، وتعرّضوا للقصف وحرموا من حق المرور الآمن للخروج من منطقة الحرب (http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251661876). ووفقا لمعلومات غير رسمية، فإن القريتين في مرتفعات الجولان استوعبت تقريباً جميع سكان سوريا الشركس. بعد اشتباكات بين الجيش السوري وقوى المعارضة السورية في هضبة الجولان، تراجع الجيش من المنطقة في 31 أكتوبر/تشرين الأوّل ولكنه استأنف قصف المنطقة في وقت لاحق (http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/215392/)).

نظم الشراكسة الأمريكيّين حركة احتجاجٍ أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك في 10 نوفمبر/تشرين الثاني، في محاولة لجذب انتباه المجتمع الدولي إلى الأحداث في سوريّا (http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/215521/).  وجاء في بيان صادر عن منظمي الاحتجاج: “في ظل قرار الأمم المتحدة 350، تتكوّن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك (UNDOF) في مرتفعات الجولان من 1032 فرداً من قوات حفظ السلام، و 42 موظفا دوليا و 92 موظفا مدنياً محلياً –  وجميعهم يواصلون الوقوف دون حراك ولا يقدمون على فعل أي شيئ بينما يقتل الأبرياء الشراكسة. كما يرتفع عدد القتلى الشراكسة، ندعو الأمم المتحدة (UN) والمجتمع الدولي لاحترام قرار الأمم المتحدة رقم 350. ويدعو هذا القرار إلى نزع السلاح في مرتفعات الجولان السّوريّة. الإجراءات السّوريّة – وفشل الأمم المتحدة في العمل – هي انتهاك مباشر لقرار الأمم المتحدة رقم 350” (http://news.yahoo.com/syrian-conflict-circassians-united-nations-resolution-350-150045899.html).

انتهت محنة القرويين الشركسية ليلة 10 نوفمبر/تشرين الثاني، عندما تمكنوا من الفرار إلى قرية عربية مجاورة في سوريا. سار اللاجئون عبر منطقة إطلاق النار عندما هبط الليل، على الرغم من أن محاولات سابقة لانقاذ سكان القرية كانت قد باءت بالفشل (http://aheku.org/page-id-3289.html). على الرغم من قرار الحل الملائم نسبيا للأزمة التي تتعلق بالقريتين الشركسيتين، فإن مستقبلهم يبقى بالتأكيد في علم الغيب، كما لا يبدو أن هناك نهاية للأعمال العدائية في سوريا. في 12 نوفمبر/تشرين الثاني، يعتزم الشركس الإسرائيليون اللجوء الى الحكومة الاسرائيلية لمساعدة الشراكسة السوريين، بما في ذلك من خلال التأثير على الحكومة الروسية(http://izrus.co.il/dvuhstoronka/article/2012-11-11/19586.html).

وكان يبلغ عدد سكان قرية بير عجم 400 نسمة وقرية البريقة نحو 500 نسمة. ومع ذلك، بعد أن اشتدّ الصراع في سوريا، اختار العديد من الشراكسة من حمص ودمشق الانتقال إلى هناك، حيث اعتبرت المنطقة بأنّها واحدة من أكثر المناطق أماناً في البلاد. وبالتالي فإن سكان هذه القرى الشركسية ازداد حيث انتقل اللاجئون الشّراكسة إليها. في 2 نوفمبر/تشرين الثاني، ورد بأن قوى المعارضة السورية انتقلت أيضا إلى منطقة، وبدأت الحكومة السورية في قصف القريتين بشكل عشوائي. وهكذا أصبح المدنيّون السوريون الشّراكسة رهائن في القتال بين قوى المعارضة والقوات الحكومية. في يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني، قررت مجموعة من النشطاء الشراكسة محاولة إخلاء المدنيين في وسائط نقل من نوع “الميني فان”. وقد توصلت المجموعة إلى اتفاق مع كل من قوى المعارضة والجيش السوري لتوفير ممر آمن للأشخاص الذين ينوون إجلائهم. لكن، في اللحظة الأخيرة، غير قادة الجيش رأيهم. وقال جيلار كات، وهو شركسي من الجانب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان، حيث أخبر راديو صدى القفقاس أن هناك محاولة ثانية لإجلاء المدنيين من القرى الشركسية بوساطة الهلال الأحمر وقوات الأمم المتحدة. ومع ذلك، عندما اقتربت أربع حافلات وسيارة إسعاف نحو القريتين، بدأ القصف مرة أخرى وفشلت محاولة إنقاذ المدنيين. وتوفي ما لا يقل عن ستة من سكان القرى الشركسية في القصف(http://www.ekhokavkaza.com/content/article/24765499.html).

لقد ضغط الشراكسة على السلطات الروسية لعدة أشهر لتنظيم عملية لإجلاء الشراكسة السوريّين. لم يُسمح لأكثر من 1000 شركسي من سوريا للدّخول إلى روسيا بواسطة تأشيرات دخول مؤقّتة. عندما نَفَذَتْ حصص (الكوتا) التأشيرات، لم تقدّم السّلطات الرّوسيّة حصص إضافية. تجنبت موسكو اتخاذ أي خطوات حازمة في تعزيز الهجرة الشركسية إلى شمال القوقاز أو النص بوضوح انها لن تقبل أكثر من عدد معين من الشركس.

السخرية في الوضع تكمن في حقيقة أن مرتفعات الجولان هي جزء من المنطقة المنزوعة السلاح. يوم 31 مايو/أيار 1974، وفي أعقاب حرب يوم الغفران عام 1973، اعتمدت الأمم المتحدة قرار مجلس الأمن رقم 350. أنشِئت قوة الأمم المتحدة للمراقبة للعمل على مراقبة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا في أعقاب الحرب. أنشئت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك (UNDOF) في البداية لفترة ستة أشهر، لكن تم تجديد مهمتها بموجب قرارات لاحقة. وبالتالي يبدو أن ارتفاع العنف الحالي يشكل انتهاكا واضحا لقرار الامم المتحدة(http://www.ekhokavkaza.com/content/article/24765499.html).  في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، فتحت القوات الإسرائيلية النار ردا على حوادث رماية وقصف منعزل في وقت سابق في هضبة الجولان. تردّد بأن الرّد المسلّح المحدود من قبل إسرائيل في المنطقة بوجود مراقبي الامم المتحدة كان الأول من نوعه منذ حرب عام 1973 (http://www.newsru.co.il/mideast/11nov2012/golan_120.html).

في 8 نوفمبر/تشرين الثاني، قام الناشط الشركسي تيمور أوروسوف باحتجاج قوامه رجل واحد أمام مبنى وزارة الخارجية الروسية في موسكو، مطالباً بإخلاء الشراكسة السوريين إلى روسيا. وقال الناشط الّذي يبلغ 28 عاما من العمرحيث أخبر موقع العقدة القفقاسيّة (Caucasian Knot) بأنّه اعتاد أن يكون غير مبالٍ سياسياً، ولكن بدأ بالإنخراط في النشاطات الشركسية في مايو/أيار 2012. وقال أوروسوف للموقع: “أعتقد أن هذا الإحتجاج قد يكون ضارا لي شخصيا. من الصعب أن نعرف ما ستكون عليه ردة فعل أجهزتنا الأمنية، نظرا لموقفهم المريب تجاه النشاط المدني. أنا حائر وقلق بعض الشيء، ولكني لست خائفا بعد الآن – إذا [أنا] بقيت صامتاً، سيكون الوضع أسوأ من ذلك” (http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/215419/).  قصة الناشط الشركسي الشخصية توضّح بأنّه كيف يمكن للناس في شمال القوقاز وفي أماكن أخرى من روسيا تعيد اكتشاف حقوقها المدنيّة، وتحاول إحداث تغيير من خلال الاحتجاج السلمي البعيد عن العنف.

نقل عن: موقع “الناجون من الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة” على الفيسبوك

Share Button

اترك تعليقاً