استضافة شراكسة سوريا في الأردن

استضافة شراكسة سوريا في الأردن

تقديم: عادل بشقوي

ندوة المجلس الشركسي العالمي عن الشركس في سوريا

نيوجيرسي، الولايات المتحدة الأميركيّة

16104_131411790349499_944312654_n_view

فرض الواقع أن تؤثّر البيئة التي سكنها الشراكسة في ديار الشتات والإغتراب ومنذ أن اضطروا بعد الحرب الرّوسيّة/الشّركسيّة لأن يكابدوا معاناة الإبعاد عن وطنهم التاريخي شركيسيا الّذي يقع على شواطئ البحر الأسود الشّماليّة الشّرقيّة في شمال القوقاز، وبأن يؤثّر على ظروفهم وعلى مسار حياتهم، ما أدى إلى تأثيرات سواء إيجابيّة أوّ سلبيّة على انتمائهم وواقعهم وربما مستقبلهم إلى درجة ما!

منذ انبلاج فجر الربيع العربي بدءاً من تونس في ديسمبر/كانون الأول من عام 2010 وتفشّي العدوى في أرجاء مختلفة من الدول العربية وتساقطت أحجار الدومينو واحداً تلو الآخر بشكل غير مسبوق حيث تراوحت بين العنف والعنف المفرط والذي أدّى في بعض الحالات إلى وصول الوضع لحد الحرب الاهليّة، إلى أن وصل قطار التغيير قبل أكثر من سنتين وتحديداً في يناير/كانون الثّاني 2010 إلى سوريا عندما انطلقت مظاهرات احتجاجية حاشدة في جميع أنحاء سوريا للمطالبة بإصلاحات، أصبحت بعد أكثر من سنتين حرباً اهليةً طاحنة، كثر تدخل الاطراف المشاركة فيها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

ومع إنطلاق أعمال العنف والعنف المضاد في سوريا ومع سقوط الضحايا في كافّة الأرجاء بدأت أعداد النازحين واللاجئين بالتزايد يوماً بعد يوم وينتقل الذين اضطّروا إلى مغادرة أماكن سكناهم بداية إلى:

* أماكن أكثر أمناً واماناً ضمن سوريا نفسها حيث أضطّرّ النازحون إلى العودة إلى أماكن إقامتهم الأصليّة (المدمّرة) ومن ثمّ الهروب من جديد عند احتدام القتال مرة اخرى!

* إلى الدول المجاورة لبنان وتركيا والعراق والأردن، ومن هذه الدول إلى وجهات أخرى أحياناً، وكان السوريّون الّذين يأتون إلى الأردن في بداية الازمة السّوريّة لا يتعيّن عليهم الحصول على تأشيرات أو أذونات خاصّة ويمكنهم الإقامة والعمل في أي مكان في الأردن، لكن عندما أصبحت اعدادهم بالتزايد يوما بعد يوم وأصبحوا يشكّلون عبئاً على الدّولة الأردنيّة تم إقامة مخيمات اللجوء ومن أهمها وأكبرها مخيم الزعتري في الصحراء وقرب الحدود مع سوريا، وأصبح بعدها وجوب دخول السوريين فقط إلى هذه المخيمات.

شراكسة الأردن يرحبّون بشراكسة سوريّة

A Syrian refugee boy carries water for his family at the Zaatari refugee camp in the Jordanian city of Mafraq, near the border with Syria October 22, 2012. European Union's foreign policy chief Catherine Ashton visited the Zaatari refugee camp in Jordan on Monday and praised the efforts of those working on the ground for its Syrian inhabitants. Her trip included a visit to the school operated by UNICEF in the camp, where Ashton spoke to teachers and students, and delivered some school supplies.  REUTERS/Muhammad Hamed (JORDAN - Tags: POLITICS CONFLICT CIVIL UNREST)

 

يقدم الشّركس في الأردن واجب المساعدة إلى أهلهم بأشكل مختلفة، وتعتبر لجنة الأزمات في الجمعية الخيرية الشركسية بمثابة الطرف الرئيسي الذي يقدم المساعدة وكافة الخدمات. تتألّف اللجنة من مندوبين عن المؤسسات الشّركسيّة المختلفة ومن متطوعين، وتقدم الدّعم والخدمات الآن، ويتم الحصول على الموارد الضرورية لتأمين الحاجات الضّروريّة من ريع التبرعات العينية والنقدية من داخل الأردن من أفراد ومؤسسات وهيئات إغاثيّة وخيرية، بالإضافة لتبرعات من الخارج حيث حصلت اللجنة على:

* مساعدات وتبرعات عينية ونقدية من أفراد ومؤسسات وهيئات خيرية أردنيًة.

* تبرعات نقديّة شهرية منتظمة بقيمة 1500 دينار أردني تأتي من بلدتي كفركما والريحانية الشركسيتين في إسرائيل.

* تبرع يشمل حمولة شاحنة كبيرة من الشركس السوريين في السعودية واحتوت المساعدات على الملابس والمواد التموينية، وتم تقسيم حمولة الشاحنة إلى ثلاثة أجزاء، الأول إلى لجنة الأزمات ليوزع في عمان والجزء الثاني للجمعيات الأخرى والثالث إلى اللاجئين السوريين في الأردن من غير الشركس وتم توزيع هذا الجزء في منطقة المفرق الواقعة قرب مخيم الزعتري.

* قام أفراد من شراكسة الولايات المتحدة وتركيا بإرسال تبرّعات نقديّة للجنة بشكل مباشر من أجل دعم جهودها.

* قامت الأكاديميّة الدّوليّة للثّقافة الشّركسيّة في العاصمة الأردنيّة عمان في الثامن عشر من ابريل/نيسان 2013 بإقامة حفل عشائها السنوي الثاني برعاية سمو الامير علي بن الحسين و بحضور ضيف الشرف الفنان محمود قابيل سفير النوايا الحسنة لليونيسيف، وذلك في فندق الفورسيزونز – عمان. وقد ذكر الفنان محمود قابيل أمام الحاضرين بأنّه من أصول شركسيّة. تمّ أيضا خلال الحفل عمل مزاد وجمع تبرعات نقدية، وسيعود جزء من ريع هذا الحفل والتبرعات لدعم لجنة الازمات في الجمعية الخيرية الشركسية.

وتُقدّم لجنة الأزمات وحسب الإمكانيات المتوفّرة الخدمات التالية:

* دعم نقدي (رمزي بقيمة عشرين دينار) كان يقدم شهرياً، إلا أن ذلك أصبح يقدم عند توفر الموارد.

* بيوت للسكن تقدم من قبل متبرعين من الشّركس أو المساعدة في دفع إيجار للبيوت بشكل جزئي أو كلي وحسب توفر الأموال.

* أثاث بيت يحتوي على الأجهزة الكهربائيّة وأفران الغاز،

* أسِرّة وفرشات وبطانيات ومخدات ومدافئ غاز وكاز وكهرباء.

* المواد التموينية بكل أصنافها، وتأتي على شكل رزم يتم تقديمها للمستفيدين عند توفّرها.

وحسب ما ورد أعلاه فإن التبرعات العينيّة أصبحت تستهلك بسرعة، وعليه يتعيّن على إدارة لجنة الأزمات أن تقوم بالشراء من السوق المحلي من ريع التبرعات النقدية وهي غير كافية أصلاً.

أصبحت المؤسسات والشركات الشّركسيّة في الأردن توظف الأيدي العاملة الشركسية القادمة من سوريا، ويتم بعض التوظيف من خلال الاتصال مع لجنة الأزمات، أو قيام لجنة الأزمات بالبحث عن عمل لمن يريد.

  قامت اللجنة خلال الأيام القليلة الماضية بالإعلان للشّركس السوريين في الأردن لتسليمها نسخة عن وثيقة مفوضية اللاجئين مع العنوان من أجل خطوات إغاثيّة مستقبليّة ممكنة.

العناية الطبية

albaladnews1

يعتبر العلاج الطبي هو المشكلة الأكثر تعقيداً وتكلفة في الأردن، خاصّة وأن الحاجة إلى الطّبابة والدّواء يتلازمان مع حياة الأنسان كالغذاء والإحتياجات الأخرى، حيث يتم تقديم الأدوية المجانية المتاحة، وتتم دعوة من هم بحاجة إلى العلاج إلى الجمعية الخيرية الشركسيّة مرة كل أسبوعين، ويأتي إلى الجمعية أطباء بتخصّصات مختلفة من:

* جمعية العون الصّحي الأردنيّة وهي جمعية عاملة في الأردن في مجال الرعاية الصحيّة،

* أطباء شراكسة متطوعون من كافّة التخصصات الطّبية والعلاجيّة.

الآفاق المستقبليّة

تدل العواقب الكارثية المتتالية للأزمة السورية والتي لا زالت تتوالى نتيجة لاستمرار العنف والعنف المضاد بين كافّة الأطراف على الساحة السوريّة بان أمام الشّركس الكثير من العمل الجاد من أجل التعامل مع الوقائع المتعلقة بالشراكسة المتأثرين مباشرةً بما يجري وذلك من خلال التنسيق والإتصال بالمنظّمات الإنسانيّة والمختصّة بالإغاثة الدّوليّة بالإضافة إلى منظّمات حقوق الإنسان للوقوف على حجم المأساة التي يتحملها أحفاد المهجّرين عن وطنهم في شمال القوقاز وتعرضهم للحروب والنّكبات في أماكن تواجدهم في الشّتات في أكثر من مكان، ويوصى بأن يقوم الشّراكسة بعمل التالي:

* القيام بالإعلان عن جمع الموارد الماليّة والمساعدات المختلفة من خلال التبرعات الشّركسيّة وضرورة البحث عن مصادر ومساعدات نقدية وعينية أخرى.

* مساعدة شراكسة سوريا المحتجزين داخل سوريا بشتى السبل للبقاء في ظروف آمنة وتامين الإحتياجات الاساسيّة والضّروريّة للمدنيّين.

* العمل على إيجاد لجان أو مؤسسات دائمة أو بديمومة الأزمة الحالية في مجتمعات الإغتراب الشّركسي وفي شمال القوقاز للتعامل مع الأحداث فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانيّة للذين يضطّرون لمغادرة سوريا.

* تأسيس مؤسسة إغاثية شركسية عالمية من أجل التنسيق بين عمليات كافة الجمعيات والمؤسسات والافراد في مجال الإغاثة وتقديم العون الطبي وتوفير فرص التعليم والعمل والظروف المواتية لحياة كريمة.

Share Button

اترك تعليقاً