لقاء في بولونزكوي لتوضيح القضية الشركسية

لقاء في بولونزكوي لتوضيح القضية الشركسية

عادل بشقوي
عادل بشقوي

الإلقاء باللغة الإنجليزية: عادل بشقوي

16 نوفمبر/تشرين الثاني 2014

حضرات السيدات والسادة المحترمين،

adel (1)

بمناسبة ذكرى الإستقلال البولندي الذي تم الاحتفال به في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، أفخر وأتشرّف بآن أكون بين زملائي الشراكسة للصلاة من أجل أسلافنا الذين قضوا نحبهم، ولأحيّي إخواننا وأخواتنا، مواطني بولونزكوي (Polonezköy) الذين هم أحفاد الأبطال البولنديّين، الذين بذلوا جهودا مباركة لمساعدة أشقاءهم الشركس من خلال نضالهم المشروع ضد الغزو الإمبراطوري القيصري الرّوسي ضد الوطن شركيسيا.

إن الرسالة التي تم إرسالها إلى القيادة البولندية، كانت بمبادرة خيّرة بادرت اليها منظّمة “وطنييوا شركيسيا”، ووقّعها 52 شركسياً من 10 دول مختلفة والتي تمثل أكثر من 50 دولة من دول الشتات الشركسي.

الفكرة النبيلة  تحتاج إلى إحساس، وذلك بالضبط ما فعله هؤلاء العظماء عندما قرروا الوقوف إلى جانب الحق والعدل والقيم الإنسانية المتميزة عبر القتال مع رفاقهم الشركس خلال محنتهم، الذين خاضوا حربا دفاعية لمدة 101 عاماً، ضد الجيوش العسكرية الوحشية والإجرامية، والتي أنجزت في نهاية المطاف الخطط باقتراف التدمير الذي أدي إلى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وتهجير الأمة الشركسية بأكملها. إن آمال وطموحات وإيمان الجنس البشري جميعه أبديٌ سرمدي و”الحقيقة سوف تسود”. هذه الحقائق تذكرنا بما قاله المهاتما غاندي ذات مرة: “الحقيقة لا تفسد أبداً قضيّة عادلة”.

وجدير بالذكر أيضاً أنّة بعد دورة آلعاب سوتشي الأولمبية، انتقد الرئيس الروسي الغرب في تعليق نادر له على هذا الموضوع، كون الغرب يحاول استغلال القضية الشركسية لتشويه سمعة روسيا أو الإضرار بها! إنّة لمن الجيد بمكان بأن يؤكّد مسؤول روسي رفيع المستوى (الرئيس الروسي في هذا الموضوع الحصري) في نهاية المطاف أن هناك مثل هذه المشكلة التي لم تحل بعد، وروسيا مضطّرة إلى حلها.

ويمكن لبولندا وغيرها من ضحايا القهر والاستعمار الروسي أن توجد تعاوناً وتنسيقاً بين جميع الجهات المعنية وعبر أنحاء العالم المتحضّر لمساعدة الشركس من خلال الإعتراف بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية الشركسية من أجل استعادة الحقوق المشروعة وفقا للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة.

والشركس في محنتهم الكارثية! من قال ان ليس للشركس ذاكرة؟ على العكس من ذلك، الشركس يتذكّرون ما هو “صالح وطالح وقبيح “. وذلك يعني: (اقرأوا شفتي) … انهم لن ينسوا أبدا أيٍ منها! يجب على الشركس أن يقدّموا الشكر ويثمّنوا عالياً العمل الحقيقي، والشجاع، والمخلص، الّذي لا ينسى والّذي اتخذه برلمان الجمهورية القوقازية جورجيا للاعتراف بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي اللذان تعرّضت لهما الأمّة الشركسية، وبفضل خطاب الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2013، عندما ذكر الإبادة الجماعية: (لهذا السبب اعترف البرلمان الجورجي [في مايو/أيار 2011] بالإبادة الجماعية للشعب الشركسي – وهي صفحة من أكثر الصفحات غير المعروفة والمأساوية في تاريخ العالم، عندما تم محو الأمة بأكملها لأن أراضيها كانت مطلوبة من قبل الإمبراطورية الروسية.)!

ومع ذلك، فإنّ التّطوّرات الأخيرة والّتي لا تزال مستمرّة في جنوب شرق أوكرانيا، والتي أعقبت ضم شبه جزيرة القرم في أسلوب  يذكّر بأسلوب الامبراطوريّة القيصريّة الروسية بضم شركيسيا والشيشان وغيرها من الأمم سواء في شمال القوقاز أو في أي أمكنة أخرى.

وباعتبار أن هدفنا هو حماية الأمة الشركسية من خلال السبل والوسائل القانونية وغير العنيفة والمتحضرة، ونتطلع نحو حماية الهوية واللغة والثقافة والوطن للشراكسة، إلى جانب التمتع بحقوقهم كونهم أمة أصلية محترمة، أدعو كافّة الشركس سواء في الوطن أو في الشتات إلى التوحد من أجل هذه الأغراض المقدسة.

بارك الله بكم جميعا.

تحيا شركيسيا، تحيا بولندا، وتحيا الحرية والاستقلال.


 

http://www.cherkessia.net/

Share Button

اترك تعليقاً