زعيمان شركسيان في زيارة إلى إنجلترا لكسب التأييد
3 فبراير/شباط 2019
في 6 ديسمبر/كانون الأول 1862، قدمت الصحف البريطانية تقريرا مختصرا عن رحلة نواب الشركس حاجي حسن أفندي وكونستان أوخو إسماعيل افندي.
الزعيمان الشركسيان
يبدو أن هذين الممثلين النبيلين لشعب نبيل بصدد الحصول على قدر أكبر من الدعم مما كان متوقعًا. لقد عقدا العديد من الاجتماعات العامة المهمة، الذي يجعلنا نضيف تقارير موجزة عنها: —
اجتماع ليدز
عُقِد مؤخرا اجتماعآ غير عادي لغرفة تجارة ليدز (Leeds) في دار البلدية—رئيس البلدية—ولغرض استقبال الزّعيمين الشّركسيّيْن، حاجي حسن أفندي وكونستان أوخو إسماعيل افندي، اللذين جاءا إلى إنجلترا بهدف إقامة علاقات تجارية بين بلادهم وانجلترا. وكان السيد كراوشاي (Crawshay)، من نيوكاسل، وهو نصير لقضية الشراكسة، مدعوماً من قبل الكولونيل ليبينسكي (Lepinski)، الذي قام بالترجمة بين الزعيمينء والسيد كراوشاي. وجوابا على الأسئلة المختلفة التي طرحها السادة لوبتون (Lupton)، و ج. جويت (Jowitt)، و م. لودولف (Ludolf)، وغيرهم من السادة الأفاضل، ذكر الكولونيل ليبنسكي أن منتجات شركيسيا كانت بشكل رئيسي الذرة والماشية والأخشاب.
البلد نفسه، وعلى الرغم من أن لديه حدود بحرية تمتد مسافة مائة وخمسين ميلا، كان بدون مدن كبيرة؛ أنه لم تكن هناك طرق، وإلا كانت روسيا ستخضعهم منذ فترة طويلة؛ والحكومة كانت في أيدي الوجهاء والكبار، الذين كانت كلمتهم قانوناً؛ وأن نظام حيازة الأرض كانت تُورّث من الأب إلى الابن. وفيما يتعلق بمعاهدة باريس، فقد قيل أنه لا يمكن اعتبار أنها تعني حصاراً روسياً على الساحل الشركسي، وبالتالي السعى إلى تعاطف انكلترا مع القومية المكافحة. وقد تم توجيه الشكر للوفد لتوضيحاته، وقد صرح السيد لودتون (Ludton) بأن كل هذه المسألة ستُعرض قريباً أمام غرفة التجارة في ليدز، وقد كان عضو البرلمان السيد بينز (Baines)، حاضراً أثناء هذه الفعاليات.
اجتماع مانشيستر
عُقد الاجتماع هنا في مركز تبادل الذرة (Corn Exchange)، وكان ذلك في القاعة الكبرى. وقد قوبل الزعيمان بالتصفيق الحار عند دخولهما. رافقهما السيد س. إ. رولاند (Rolland). وكان الكولونيل ليبينسكي غائباً. طُلب من السيد رومينز (Rumens) مستشار المجلس أن يترأّسْ الجلسة، وقدم السيد بيشوب (Bishop) شرحا لأهداف الاجتماع. وأضاف إن الشركس لا يريدون أن تساعدهم إنجلترا على محاربة الروس، لكن لا ينبغي لهذا البلد أن يساعد الروس في الصّراع الدائر. وكان الجزء الأكبر من الإجراءات يتألف من سرد طويل للغاية، من قبل السيد رولاند، عن الصراع بين الشركس والروس، والطريقة التي أمل فيها الروس أن يمتلكوا القوقاز كوسيلة لفرض السيادة على تجارة البحر الأسود ودول المشرق.
ثم تحدث الزعيمان، اللذان كانا مراقبين صامتين حتى هذه اللحظة، حيث تحدّثا لبضع دقائق من خلال المترجم، الرائد رولاند (Rolland)، الذي قام بترجمة آحاديثهم في الاجتماع، في هذا الصّدد. انهم كانوا أنفسهم منذ حوالي ثلاثين سنة تقريبا والسيف في اليد والبندقية على الكتف، ليلاً ونهاراً، يقاتلون روسيا عدوهم وعدو إنجلترا؛ وفي ذلك الوقت لم يعرف الشركس ليلة واحدة من دون رؤية قرية تحترق؛ يوماً بعد يوم تم إطلاق النار على آباءهم، وكانت تُنقل بناتهم بعيدا للأسر، وذبح أبنائهم، وكان يحيط بهم حزام من النار يصبح أقرب فأقرب كل يوم؛ أنهم نظروا عبر البحر طلبا للمساعدة، ولم يجدوا شيئاً؛ إنهم حسبوا على أصابع أيديهم أمم العالم ولم يكن هناك أي منها للمساعدة؛ لكن المجاعة الآن هددتهم بسبب وباء الطاعون الذي أصاب مواشيهم وعمل على تدمير محاصيلهم، وتم إرسال الزعيمين لعرض قضيتهم أمام إنجلترا، حيث كانا قد تعلما أنها الدولة الوحيدة التي احتفظت بشكل من أشكال العدالة على الأرض.
وانتهى الاجتماع وسط هتافات حماسية للشركس، وهتف الحشد المتجمهر للزعيمين مرة أخرى في الشارع أثناء مغادرتهما القاعة ليستقلا سيارة أجرة.
اجتماع لندن
عُقِدَ في نادي ويتنغتون (Whittington Club)، وترأسه السيد ادموند بيليز (Edmund Beales). وظهر النواب الشركس، حاجي حسن أفندي وكونستان أوخو إسماعيل افندي، في الزي العسكري لبلدهم، وجرى لهم تصفيق حار. وذكر الرئيس أنه تم تقديم خطاب إلى جلالة الملكة، وقعه النائبان، وعرضا فيه الأضرار التي عانى منها بلدهم من اعتداءات روسيا. وقد ورد رد من إيرل راسل (Earl Russel) مفاده أن جلالتها أعادت إرسال الخطاب، لكن الحكومة لم تستطع التدخل.
ثم أبدى السيد ستيوارت رولاند (Stewart Rolland) بعض الملاحظات التي ذكر فيها أن الاجتماعات عُقدت في مانشيستر، وإدنبره، وغيرها من المدن، لتقديم قضية النائبين أمام الجمهور. فكانت نتائج هذه الاجتماعات مشجعة للغاية. وبعد مُداولة أخرى، تم إقرار تشكيل لجنة بغرض عقد اجتماع جماهيري مركزي في لندن، حيث سيتم النظر في سياسة روسيا المتعلقة بشركيسيا. لذلك فإن المسألة تُرِكتْ على حالها. يظهر في مخيلتنا مجموعة من الجنود الذين حافظوا لفترة طويلة على نضال هذه الأمة الصغيرة لكن المفعمة بالحيوية ضد قوة روسيا الجبارة.