الثلاثاء 19 فبراير/شباط 2019
وجوب معارضة خطط موسكو الآن لتقسيم التتار كما فعلت مع الشركس في وقت سابق، كما يقول غاريفولن
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
23 فبراير/شباط 2019
ستاونتون، 18 فبراير/شباط — في ستينيات القرن العشرين، قام ستالين بتقسيم الشركس إلى أربع ”أمم“ رئيسية كجزء من جهوده لمنع أي محاولات لتلك الأُمَّة المُهَجَّرة لإحياء جمهورية موحّدة، واجتذاب الملايين من أصولها الإثنيّة المشتركة من الخارج، وإنشاء حصن قوي ضد السيطرة الروسية على القوقاز.
والآن، كما يقول إيلنار غاريفولين (Ilnar Garifullin)، فإن نظام بوتين يحاول أن يفعل الشيء نفسه مع التتار لسبب ”تافه“ تماماً، هو جعل التتار ”أكبر أمّة عرقية في الفيدرالية الروسية بعد الروس، لكن أيضا الشخصية المحورية في أساطير تم نشرها على نطاق واسع عن خطر الانفصال المفترض أن ينشأ في الجمهوريات القومية (idelreal.org/a/29776923.html).
ويقول المحلل التتاري، الذي يؤمن بوجهة نظر موسكو في هذا المجال، وهو الأكاديمي فاليري تشيكوف (Valery Tishkov)، ووزير الجنسيات السابق ورئيس معهد موسكو للإثنولوجيا والأنثروبولوجيا (Moscow Institute of Ethnology and Anthropology) ومستشار رئيسي لفلاديمير بوتين بشأن سياسة القوميات واللغة. ( أنظر إلى windowoneurasia2.blogspot.com/2019/02/moscow–ready–to–use-2020-census–to.html وwindowoneurasia2.blogspot.com/2019/02/tishkovs–continuing–attack–on–unity–of.html).
ويريد تشيكوف تقسيم التتار بعدة طرق. فمن ناحية، يرغب في رفع شأن التار الكيراشين (Kryashens) والسيبيريين (Siberian)، وبعض المجموعات الإضافية الأصغر حجما كمجموعات فرعية من التتار في تعداد عام 2020، وهي خطوة واضحة نحو الاعتراف بها كمجتمعات قومية منفصلة ومستقلة في مرحلة ما في المستقبل.
ومن ناحية أخرى، يريد الباحث في موسكو إدخال فئة مختلطة القومية مثل التار الباشكيريين (Tatar–Bashkirs)، والتي مثلها مثل الخطوة الأولى سوف تستخدم لتقليل العدد الإجمالي للتتار في الإحصاء السكاني وحتّى تشجيع المزيد من نتائج تزييف الإحصاء السكاني وخاصة في باشكورستان (Bashkortostan) لتعزيز حصة الباشكيريين (Bashkirs) على حساب التتار.
وقد دفع تشيكوف نحو هذه الخطوات منذ عام 2002 على الأقل، كما يقول غاريفولين؛ لكن، لم يتمكن من الحصول على الدعم الرسمي للسلطات الإحصائية في موسكو حتى الآن، وذلك جزئيا لأن المسؤولين في قازان قد مارسوا ضغوطا قوية ضد مثل هذه التحركات. لكن في الوقت الحاضر، يبدو أن تشيكوف على وشك الحصول على ما يريد، ولذلك من المهم تكثيف الجهود ضده.
بعض التتار يعتقدون خطأً أنه على الرغم من حملة موسكو على لغتهم مما يجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية
في البلاد، إلا أنهم وعلى الرغم من ذلك يستطيعون الفوز لأن معدل الخصوبة عندهم أعلى من معدل الخصوبة عند العرقيين الروس. لكن هذا الأمل في غير محله. فعلى العكس من السكان في شمال القوقاز، فإن معدل الخصوبة عند التتار هو أقل من مستوى الإحلال (الفرق بين المواليد والوفيات) وفقط أعلى قليلاً من الروس، وهو 1.88 طفل لكل امرأة في العمر مقابل 1.71.
وهذا يعكس التوسع الحضري والتحديث للتتار والروس بالمقارنة مع القوقازيين الشماليين، وهو بالتالي اتجاه على المدى البعيد يمكن إبطاوه، لكن لا يمكن عكس اتجاهه بسهولة. وبالتالي ، حتى إذا لم يتم إجراء أي تغييرات في التعداد السكاني، فمن المرجح أن يتناقص عدد التتار بالمقارنة مع مجموع السكان.
ويقول غاريفولين إن الإعتماد على معدّل المواليد من أجل ”إنقاذ“ الأمة التتارية لم يعد مناسبا أو حتى ممكنًا. بدلا من ذلك، فإن ”الوسيلة الوحيدة للحفاظ على الإمكانات الإثنيّة لشعوب روسيا هي تعزيز وعيهم القومي عبر الذاكرة التاريخية واللغة“.
”وفيما يتعلق بالشعوب الإسلامية“ مثل التتار، فعليهم الاعتماد بشكل أكبر على ”التقاليد الإسلامية“.
المصدر:
https://windowoneurasia2.blogspot.com/2019/02/moscows-plans-to-divide-up-tatars-now.html