يشكل الشركس إحدى المجتمعات الإسلامية من ”أبناء الوطن“ التي لا تريد موسكو عودتها

الاثنين 17 يونيو/حزيران 2019

يشكل الشركس إحدى المجتمعات الإسلامية من ”أبناء الوطن“ التي لا تريد موسكو عودتها

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

19 يونيو/حزيران 2019

            ستاونتون، 16 يونيو/حزيران حدد القانون الروسي أن الذين يعيشون في الخارج من الذين جاء أجدادهم من الإمبراطورية الروسية أو الاتحاد السوفيتي أو الفيدرالية الروسية، أو ما يسمى ”أبناء الوطن“، يحق لهم العودة وأنهم يحصلون على الجنسية الروسية على وجه السرعة. لكن في الواقع، فإن نظام بوتين يريد فقط السلافيين والشباب والمتعلمين تعليما جيدا.

            بالنسبة لأولئك الذين ليسوا ضمن هذه الفئات، والذين ليسوا سلافيين ولا يتحدثون اللغة الروسية، والذين ليسوا شبابًا، والذين لم يتلقوا تعليماجيدًا وبالتالي هم قادرون على المساهمة في الاقتصاد الروسي، فإن موسكو  هي أي شيء سوى استعدادها للترحيب بنشطاء حقوق الإنسان كما تقول سفيتلانا غانوشكينا (Svetlana Gannushkina) من منظمة الدعم المدني

{Civic Support}

(idelreal.org/a/29928574.html).

            المثال الأكثر شهرة على هذه المعاملة العنصرية للعائدين المحتملين، بطبيعة الحال، هو الشركس في سوريا التي مزقتها الحرب. يود الآلاف منهم العودة إلى موطن أجدادهم في شمال القوقاز، لكن السلطات الروسية وضعت جميع أنواع الحواجز لمنعهم من العودة أو الحصول على الجنسية إذا فعلوا ذلك.

            غالبًا ما يفسر نهج موسكو تجاه الشراكسة على أنه ذو أبعاد عرقية أو دينية، لكن يظهر بجلاء بأنه ذو أبعاد سياسية: يبدو الكرملين بوضوح وقد يقول البعض أنه قلق بشكل قابل للتبرير بأن عودة الشراكسة إلى شمال القوقاز سيغير التوازن العرقي في تلك المنطقة، وعلاوة على ذلك يزعزع استقرار الوضع هناك.

            لكن كما يشير إيغور ياسين (Igor Yasin) من موقع آيدل ريال (IdelReal)، فإن الشركس أبعد ما يكونون عن كونهم الشعب المسلم الوحيد الذي فرّ أجداده أو هُجِّروا من الإمبراطورية الروسية أو الاتحاد السوفيتي. ويشمل آخرون الشيشان ومجموعات مختلفة من التتار. وقد تبنّت موسكو نفس السياسة التمييزية تجاه أفراد هذه المجتمعات الذين يرغبون في العودة.

            ذلك يشير بقوة إلى أن نهج موسكو هو انعكاس للحسابات الجيوسياسية بقدر أقل من رغبة الكرمليين في إبعاد أولئك الذين ليسوا من السلاف، وليس الشباب وغير المتعلمين، كما تقول غانوشكينا بأن فلاديمير بوتين نفسه أشار ذات مرة إلى أي الجماعات التي كان يفضل عودتها.

            وهذا بدوره يعني أن السلطات الروسية اليوم في سياساتها المتعلقة بالهجرة قد تبنت نهجا تمييزيا بشكل علني، والذي من شأنه أن لا ينتهك فقط الدستور الروسي والقوانين المتعلقة بالمواطنين، ولكن المبادئ الأساسية للقانون الدولي بشأن معاملة الأشخاص من مختلف الأعراق أو الأديان.

            إذا كانت المشاكل الشركسية في هذا الصدد معروفة جيداً راجع

(windowoneurasia2.blogspot.com/2019/05/moscownorthcaucasusrepublicsmaking.html) و

(windowoneurasia2.blogspot.com/2018/12/circassianrepatriantsfromsyriaask.html) و

(windowoneurasia2.blogspot.com/2018/08/moscowworkshardtoblocksyrian.html) فإن الصعوبات التي تواجهها المجموعات غير السلافية الأخرى أقل من ذلك بكثير.

            وبالتالي، يقدم ياسين خدمة قيّمة من خلال التركيز على مشاكل إحدى هذه المجموعات، وهي التتار في منطقة شينجيانغ – أويغور ذات الحكم الذاتي في الصين. في السنوات الأولى من هذا القرن، تم قبول العديد من التتار من هناك في مؤسسات التعليم العالي في روسيا، لكن عندما انتهت صلاحية تأشيرات الدراسة، أُجبروا على العودة إلى الصين.

            العديد منهم مؤهلون كمواطنين بموجب القانون الروسي حتى أنهم يتحدثون الروسية جيدًا وأظهروا تكيفهم مع الواقع الروسي لكنهم  كانوا مسلمين والسلطات الروسية ليست مهتمة بجعلهم مقيمين دائمين، فما بالك بجعلهم من مواطني الفيدرالية الروسية.

            من ثم، تم إعادتهم إلى منطقة يتعرضون فيها كمسلمين للقمع من قبل السلطات الصينية حيث كانوا وما زالوا معرضين للخطر لأن أقاربهم كانوا بالفعل محصورين في معسكرات ”إعادة التثقيف“ الصينية التي صنفها نشطاء حقوق الإنسان والبعض في العالم، باعتبارها معسكرات اعتقال.

            أحدهم، وهو شخزاتي سيوكاتي (Shakhrezat Shavkat) شهرزاد شوكت (Shakhrezat Shavkat)، يحكي قصتة وقصة شقيقه وهما اللذان جاءا إلى قازان (Kazan) ويناضلان لتجنب إعادتهما. إن والدهما من الأويغور ووالدتهما من التتار. لقد تحدثوا قليلاً بلغة التتار ولكن في الغالب يتحدثان لغة الأويغور، لكن في روسيا، فقد أتقنا اللغة الروسية.

            ”لقد جئنا إلى قازان للدراسة. وانتهت تأشيرة الطالب الخاصة بي، لكن لم تمنحني السلطات وثيقة تسجيل جديدة. وقال مسؤولو الجامعة إنه يتعين علينا الذهاب إلى الصين للحصول على تأشيرة جديدة. لكن الوضع هناك محبط الآن، ولا يمكنني العودة، ولذا فإنني أطلب اللجوء“ في الفيدرالية الروسية.

            يقول باخروم خامروييف (Bakhrom Khamroyev)، الناشط الحقوقي الذي يقدم المساعدة القانونية للإثنين، إنه يعتقد أن أفضل ما يمكن لعملائه الاعتماد عليه سيكون تمديدًا آخرللإقامة المؤقتة على الرغم من استيفائهم لجميع متطلبات قانون المواطنة. وبالتالي، يقول خامروييف، إنه يتوقع منهما أن  يحاولا اللجوء إلى بلد ثالث.

          ويشير ياسين إلى أن تتارستان لم تشارك في جهود إعادة المواطنين إلى الوطن حتى وقت قريب؛ لكن  وفقًا للنظام.، تخطط قازان الآن لاستقبال 450 ”مواطناً“ في العامين المقبلين من أجل دعم ”التنمية الاجتماعية والاقتصادية والديمغرافية لجمهورية تتارستان“.

             في حين أن بعض الأشخاص في هذا البرنامج هم من التتار، فإن الغالبية العظمى منهم هم أشخاص من جمهوريات آسيا الوسطى وأوكرانيا. لا يزال هؤلاء الذين ينتمون إلى مناطق أبعد، بما في ذلك شينجيانغ الصينية، غير ممثلين تقريبًا على ما يبدو لأن قلة منهم لديهم معرفة باللغة الروسية وبالتالي يُظهرون أنفسهم ”قادرين على التكيف“ مع الظروف الروسية.

            ما هو صحيح في تتارستان فانه ينطبق على الفيدرالية الروسية ككل. من بين أكثر من 830،000 شخص ممن تأهلوا كمواطنين، فإن الغالبية العظمى هم من أصل روسي أو نادراً ما يكونون من السلاف الآخرين من الجمهوريات السوفيتية السابقة. في الواقع، حتى الروس من أماكن أخرى نادرون: إلا أن المجموعة الهامة الوحيدة التي يجب الترحيب بها هي المؤمنين القدامى من أمريكا اللاتينية وهم المنحدرين من أصل روسي.

            يزداد الوضع سوءًا بالنسبة لغير السلافيين: فالمفهوم المحدّث لسياسة الدولة في مجال الهجرة للفترة من 2019 إلى 2025، والذي تم تبنيه في العام الماضي، ينص على أنه يجب تنظيم الهجرة من أجل الحفاظ على ”الثقافة الروسية واللغة الروسية، والتراث الثقافي التاريخي لشعوب روسيا التي تشكل أساس شفرتها الثقافية (الحضارية)،“ وكذلك الدفاع عنها.

            يشير ياسين أنه لهذا السبب، سيكون من الأسهل على غير الروس الذين يواجهون صعوبات في بلدان إقامتهم الحصول على اللجوء في الدول الغربية بدلاً من الحصول عليها في روسيا، على الرغم من مزاعم موسكو المشبوهة إلى حد كبير بدعم المواطنين في الخارج. ولسوء الحظ، فعلى الرغم من أنه لا يقول هذا الكلام، فإن القيام بذلك أصبح أكثر صعوبة في كثير منها أيضًا.

المصدر:

https://windowoneurasia2.blogspot.com/2019/06/circassians-only-one-of-many-muslim.html

Share Button

اترك تعليقاً