الثلاثاء 9 مارس/آذار 2021
يدرك زعماء جمهورية قباردينو-بلكاريا الآن أن فقدان اللغات غير الروسية سيعني فقدان مكانة الجمهورية، كما تقول خاكواشيفا
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
9 مارس/آذار 2021
ستاونتون، 7 مارس/آذار — أدت هجمات الكرملين على اللغات غير الروسية إلى تصاعد النشاط بين المثقفين في الجمهوريات غير الروسية، كما تقول مدينا خاكواشيفا (Madina Khakuasheva)؛ ويكتسب هؤلاء النشطاء حليفًا جديدًا: مسؤولون في الجمهورية يدركون أنه إذا اختفت اللغات غير الروسية، فستختفي أيضًا الجمهوريات التي يخدمونها.
وتقول كبيرة الباحثين في معهد قباردينو – بلكاريا لأبحاث العلوم الإنسانية والمُعلِّقَة الشّركسية البارزة في القضايا الثقافية واللغوية، إن ظهور هذا التحالف غير الرسمي يعطي الأمل في إمكانية مواجهة حملة موسكو للروسنة بشكل أكثر فاعلية مما كان عليه الوضع في الماضي (zapravakbr.ru/index.php/30-uncategorised/1643-za–rodnye–yazyki).
وعلى الرغم من أن خاكواشيفا لا تقول ذلك في هذا المقال، فإن كلماتها تشير إلى تطور أوسع يُذَكِّر بالسنوات الأخيرة من الاتحاد السوفياتي عندما أصبحت تطلعات السكان هي تطلعات مسؤولي اتحاد الجمهوريات
الذين اعتبروها السبيل الوحيد للحفاظ على سلطتهم ضد موسكو وهكذا ساهم ذلك في نهاية النظام السوفيتي.
لقد أشارت إلى أنه بعد أن أنهى فلاديمير بوتين شرط أن يدرس جميع سكان الجمهوريات غير الروسية لغات القوميات الأصلية هناك، ازداد النشاط اللغوي بين المثقفين في الجمهورية، وغالبًا ما يتخذ مدراء المدارس خطوات لمواجهة تأثير الروسنة التي تتبعها موسكو، مما دفع العديد من الآباء إلى تسجيل أطفالهم في دروس اللغة الروسية لأسباب عملية.
وتقول إن مثل هؤلاء الآباء يفعلون ذلك لأنهم يريدون مستقبلًا أفضل لأطفالهم ويعرفون أن اللغة الروسية من المرجح أن تفتح الطريق لأبنائهم لتحقيق أهدافهم المهنية، لكن المعلمين يدركون أن فقدان اللغة سيكون له آثار أوسع. وهم يعلمون، مع آخرين، أن سياسة اللغة هي ”جزء من سياسة مشتركة {كبيرة}“ تنطوي على أكثر بكثير مما تراه العين.
وهكذا كان المربون والمفكرون الآخرون هم الروح المحركة وراء سلسلة من المؤتمرات عبر الإنترنت حول الترويج للغات غير الروسية. تبادلت هذه الاجتماعات الأفكار حول الاستراتيجية، مع استعداد المزيد من المشاركين لتعزيز الترتيبات التعليمية البديلة والتأكيد على الطبيعة السياسية لما يقومون به، كما تقول خاكواشيفا.
وتتابع قائلة: ”نحن شهود مباشرون على ارتفاع غير مسبوق في النشاط اللغوي من جانب ممثلي العديد من جمهوريات الفيدرالية الروسية“. و ”على مدى العقد أو العقدين الماضيين، تمكنوا من إنشاء وتحقيق ممارسات لغوية بديلة تم تشكيلها تلقائيًا وتجريبيًا دون أي اتصال مع بعضها البعض“.
يمثل هذا ”عملية ديمقراطية حقيقية حيث بقوة غير متوقعة“ اندلعت رغبة السكان في إنقاذ لغاتهم وتوسعت الحملة من مجموعة صغيرة من النشطاء إلى السكان ككل. الآن، كما تقول، تصل إلى أروقة السلطة على مستوى الجمهورية على الأقل.
في قباردينو – بلكاريا، تتابع الباحثة، التقت مجموعة من الناشطين اللغويين برئيس الجمهورية كازبك كوكوف (Kazbek Kokov) للترويج لفكرة إصلاح نظام التعليم باللغات الأصلية، وهو نظام يعمل ”بالتوازي“ مع النظام الحكومي ويقود بشكل تدريجي تحسن في وضع اللغة.
تقول خاكواشيفا إن المجموعة قدمت دليلاً على فعالية مثل هذا الترتيب من خلال ملاحظة أنه على مدى السنوات الخمس الماضية، قدمت أوسيتيا الشمالية برنامجًا على أساس برنامج طوره المعلمون هناك. لكنها تشير إلى أن أكثر الحجج فعالية كانت حجة سياسية.
وتتابع خاكواشيفا قائلة: ”مع فقدان اللغة، سنفقد الرموز الرسمية للجمهورية بكل هياكلها المكونة للدولة، بما في ذلك في المقام الأول، الإدارة والبرلمان ومكانة الرئيس [اعتماد التأكيد]، وهكذا. عندئذ ستحل مكان الجمهورية غوبرنيه (محافظة) حيث لن يكون هناك تمويل للعنصر الوطني“.
أعجب كوكوف بما فيه الكفاية بهذا الحوار حيث أنه بعد أن التقى معه النشطاء، تمكنوا من مقابلة المسؤولين في وزارة التربية التابعة له وتقديم ورقة تضم مفاهيم تدعو إلى إنشاء مركز منهجي للغة الشركسية، ومركز لغات لجميع السكان الأصليين في جمهورية قباردينو/بلكاريا (KBR)، و”المآوي“ اللغوية لمرحلة ما قبل المدرسة، ومعسكرات اللغة الصيفية.
لقد تم قبول هذه المقترحات الآن من قبل حكومة الجمهورية، في إشارة إلى أن الدعم للغات غير الروسية قد اتسع ليشمل مسؤولي الجمهورية الذين يدركون الآن أن مصيرهم السياسي يعتمد أكثر مما كانوا يعتقدون في الماضي على مصير اللغات غير الروسية التي تخص السكان من مواطنيهم.
المصدر:
windowoneurasia2.blogspot.com/2021/03/kbr-leaders-now-recognize-loss-of-non.html