لا تتركوا شجركم المثمر وحيدا يا بني الأديغه

لا تتركوا شجركم المثمر وحيدا يا بني الأديغه

بقلم: محمد عوني إبراهيم بشموقة

29 / 3 / 2021

PHOTO-2021-03-29-23-09-59

أصدقائي الأعزاء

كلنا نعرف أن الشجرة المثمرة وحدها هي من تُقذف بالحجارة من أجل ثمرها وما رميت بذلك الحجر إلا لإمتلائها بالثمار النافعة والمفيدة.

أما تلك الأشجار الخاوية الخالية فلا احد يهتم بها .. لاأحد يقذفها .. ولا أحد يصنع لها مكانا في حساباته .. حتى أنه لا يراها ولا يشعر بوجودها اصلا

الغريب في الأمر أن ذاك الرامي للحجر لو كان كيسا عاقلا فاهما ولبيبا لكان أصلح الأساس الذي به يعيش وأزال الأعشاب الضارة التي تنبت حول أساسه واهتم بالإصلاح والرعاية حتى تنمو وتثمر الثمار  النافعة.

أصدقائي الأعزاء..

بدأت بعض الخفافيش من أعداء النجاح باستعراض عضلاتهم الواحد تلو الآخر وسل سيوفهم بالهجوم العنيف من جانبهم على القوميين الشراكس الأحرار.

وأنا لم يكن في نيتي أن أترك القضايا والموضوعات المصيرية المهموم بها كل شركسي أصيل وهي العمل على استقلال شركيسيا الكبرى وأنشغل بقضية فرعية لولا إحترامي لعقل المتابع المهتم بالعمل     للوصول إلى الهدف السامي في إقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة على أرضنا التاريخية

لذلك سأظل على عهدي بالكتابة وتفاعلي المستمر مع الفاعلين القوميين الحقيقين انطلاقا من مبدأ ثابت ارتضيته لنفسي وهو الإلتزام بالموضوعية والعلمية في التناول وعدم الإندفاع وراء الانفعال أو الغضب مع تجنب المهاترات والإنجرار إلى مستوى لا أخلاقي في النقاش لأن الهدف في النهاية هو مصلحة الرأي العام الشركسي وليس للأمور الشخصية أي تأثير ولكني اليوم أجد نفسي مضطرا لمواجهة اتهامات تريد أن تنال من مصداقية هذا التيار المعتدل لا لسبب واضح ومحدد سوى أنه تصدى للدفاع عن حقوق الشعب الشركسي الكاملة.

ربما لم يتحمل البعض أن نتجاسر ونقف في مواجهة المؤامرة المحكمة على قوميتنا ونتصدى للمسيئين ونفضح مواقفهم وأهدافهم ورؤاهم ولم نفضل أن نقف مثلهم في طابور المهمشين والصامتين أو الشامتين أو المشككين والمتشككين أو خدام الاحتلال الروسي.

لقد كانت كتاباتي ولا زالت نابعة من قناعاتي بأن التيار القومي مرآة الرأي العام الشركسي وإيماني الكامل بأن الشفافية والمصداقية هما عماد العلاقة بين التيار وأبناء الشعب الشركسي لذلك ترفعت دائما عن الخوض في جدل بيزنطي لا طائل من ورائه سوى ضياع الوقت وأنا اعتبر نفسي أحد أفراد هذا التيار، حيث لم أكن يوما طامعا في جاه أو منصب كباقي القوميين الشرفاء بل حملنا قلمنا سلاحنا للدفاع عن حقوق ومصالح الشعب الشركسي والقضايا المصيرية ومحاولة صياغة رأي عام يتسم بالواقعية والإستنارة والإستفادة من القوانين والأعراف الدولية التي تدعم قضيتنا مدافعين عن المبدأ ومحاولين استشراف حقيقة الأحداث الجارية، لذلك لم يكن قلمنا غشاشا أو منافقا ولن يكون ولم يقف سوى في وجه المتسلقين والمتحذلقين والمتنطعين والمتسكعين أرباب طق الحنك وإطلاق التهم جزافا على الأقلام الشريفة الحرة، ولكن في هذا الزمن الذي ندرت فيه الكلمة الصادقة والرأي الحر المستنير أصبحت التعليقات البذيئة والتهم الجزافية مهنة من لا مهنة لهم فكل من يريد أن يستعرض جهله يتطوع لشتم الآخرين ويشكك في مبادئ وأخلاقيات الشرفاء من التحماتات والكتاب والباحثين وأصحاب الرأي تطبيقا للمقولة الخالدة التي ذكرتها في بداية حديثي لا تُرمى بالأحجار إلا الأشجار المثمرة.

أصدقائي

لقد ضاعت قيمة الكلمة المكتوبة في ظل كثرة الشتم وتبادل الإتهامات والقذف بالباطل وترهيب القوميين تارة من جانب أصحاب التهم الباطلة وتارة أخرى من قبل محترفي العمالة للمحتل رغم أن النوعين قد باعا أنفسهما لشيطان الهوى بحثا عن الشهرة والسطوة والمنافع الشخصية، وإذا كانت المواقف الصادقة من القضية الشركسية وقول الحق الموجع في وجه الحملة الروسية الظالمة باتت تسمى غشا فأهلا بمثل هذا الغش، أما أن يراد بالحق باطل، فإن هذا هو الغش بعينه والتدليس على حقيقته وأصحابه أول من يعرفون ذلك دون مواربة أو تردد

إن أعداء التيار القومي الشركسي المتربصين عند كل زاوية والمختبئين وراء كل باب وناكري الفضل الذين يأكلون على كل الموائد ثم يلعنون أصحابها في الظلام لا يستطيعون أن يروا ضوء الشمس البازغ من كلمة الحق ولا يستسيغون النجاح لغيرهم ولا يقبلون أن يتعرض أولياء نعمتهم للنقد وتأبى قلوبهم الإنكسار فأصبح الحقد والحسد أحجارا يقذفون بها الأشجار المثمرة ولكن هذه الأشجار تعودت أن تلقي بأحسن ثمارها كلما أصابها حجر

إن الغش لم يكن يوما من سمات ما نكتب ولن يكون، بل يعرفه خفافيش الظلام الذين احتموا من جهلهم بسبابهم وأطلقوا التهم جزافا هربا من ضعفهم وانغلقوا على ذاتهم خشية انكشاف فقر معرفتهم وضعف حجتهم..

لقد شهد التاريخ الشركسي كبوات كثيرة ونكسات أكثر من حروب واستعمار واحتلال أراض وتهجير قسري لكن كان هناك دائما المناضلين والخونة، القوميين والجواسيس، الصادقين والكاذبين؛ فهل آن الأوان لنتواجه بالحجة والدليل ونكف عن التشكيك في مصداقية الشرفاء والمخلصين!!!

Share Button

اترك تعليقاً