العلم الشركسي، الوطن، الهوية الشركسية / ولادة العلم الشركسي وفقا لمشباش — من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ للكاتب عادل بشقوي

حضرات القُرّاء الأعزاء،

يتم هنا نشر جزء آخر من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ مترجم الى اللغة العربية، وسيتبع ذلك نشر أجزاء أخرى فيما بعد

عادل بشقوي


18 يناير/كانون الثاني 2022

العلم الشركسي، الوطن، الهوية الشركسية

الفصل الخامس

ولادة العلم الشركسي وفقا لمشباش

PHOTO-2022-01-17-17-02-13

فيما يلي باختصار قصة ولادة العلم الشركسي كما رواها الكاتب الشركسي إسحق مشباش في كتابه حجر الرّحى:

أثناء مظاهرة ضد الروس في اسطنبول، شارك الأمير جان صفر بي في تنظيمها،سقط على الأرض وداس عليه بعض المتظاهرين مما تسبب له في كسور في ثلاثة أضلاع. تم نقله بعدها إلى المستشفى لمدة شهرين“. الأشخاص الوحيدون الذين زاروه في المستشفى هم ثلاثة من الشركسمحمد سلخور (Mohamed Selkhur) وحوري هانم (H’ouri Khanem) وإسماعيل بيك (Ismael Bek).

في أحد الأيام عندما زار سلخور الأمير جان، قدم الأخير له ورقة مطوية، وسلّمها إلى سلخور، وسأله عن رأيه في محتوياتها. تفاجأ سلخور، ثم رد جان عاطفياً بأن ذلك هو علم الوحدة الشركسية (باراق)، قائلاً بأنّه وخلال مكوثه الطويل في المستشفى، فكر بشكل مستفيض في رمز للوحدة الشركسية، فخلص إلى محتويات الورقة.

احتوت الورقة على اثنتي عشرة نجمة ذهبية اللون وثلاثة أسهم متقاطعة.

أوضح جان أن كل نجمة من النجوم الاثني عشر تمثل قبيلة شركسية وأنها جميعًا ممثلة بشكل متساوٍ ودون تحيُّز، فهي جميعها متساوية في الوحدة. أما بالنسبة للسهام المتقاطعة فهم يرون أن الشركس لا يسعون للحرب، لكنهم سيدافعون عن أنفسهم حينما يتعرضون للعدوان (الهجوم).

وتابع جان، عندما تستلقي على سرير المستشفى بعيدًا عن وطنك وعائلتك، تراودك أفكار كثيرة، فأنت تستطيع أن تحلم بقلبك وعقلك بوطنك وقريتك والنهر والسماء وأن تسمع بوضوح أغاني الطيور في الغابة، وبالتالي يجب أن يعكس لون العلم لون الربيع في الوطن ولون المروج والغابات وله اثنا عشر نجمة ذهبية وثلاثة سهام متقاطعة.

في غضون أيام قليلة، أحضرت حوري هانم العلم الجاهز ليكون مُعدًا لإرساله إلى شركيسيا.

سأل سلخور أي من هذه النجوم يمثل الناتخواي (Natukhwai) والشابسوغ (Shapsough). انزعج الأمير جان بعدها، وأجاب أنه لا يوجد سبب لطرح مثل هذا السؤال، حيث أنّهُ لا يحق لأحد طرح هذا السؤال، ولا ينبغي أن يكون هناك بحث عن مثل هذا العدد من النجوم أو القبائل، حيث ينبغي الفهم بأنّه لا يوجد تمييز أو تفضيل لأي قبيلة على القبائل الأخرى.

بعد فترة من الزمن، قام بوداع جيمس بيل (James Bell) ولونغورث (Longworth) الذين سافرا إلى القفقاس على متن الباخرة فيكسن (Vixen).

وبعد وصوله، سلم بيل طردًا إلى نور محمد حاغور، قائلاً إن الأمير جان صفر بي طلب منه تسليمه إليه. تبين أن الطرد يحتوي على قطعة من مادة الحرير الأخضر، مطرزة بخيوط ذهبية لإثني عشر نجمة ذهبية وثلاثة أسهم متقاطعة. تفاجأ نور محمد وتساءل: ”ما هذا؟ هل هذا ما أعتقده؟فأجابه بيل: ”نعم، أنت على حق، لكن لا أريد أن يعرف أحد أنني من أحضره إليك“.

انعقد اجتماع عام للخاسه (المجلس) في وادي بسِيفابه (Psefabe) والتقى ممثلو القبائل الشركسية، حيث قدم نور محمد حاغور موضوع العلم الشركسي بقوله،لقد أرسل لنا الأمير جان براق (علم) الوحدة الشركسية“. وطلب من ترام فتح الطرد وتقديم العلم للحضور.

عندما انكشف النسيج الحريري ذو اللون الأخضر بنجومه الذهبية وسهامه، بدأ العلم يرفرف بقوة مع الريح، كما لو كان يستعد للطيران في الهواء. ساد الهدوء الوادي حيث ركّزت مئات العيون في تلك اللحظة على العلم الأخضر الذي يرفرف بنجومه الذهبية وسهامه. ثم سأل حاغور،من يوافق على أن يكون هذا العلم هو العلم الموحد لجميع الشركس؟في تلك اللحظة، تم سحب السيوف ورفعها فوق رؤوس هؤلاء الشركس المجتمعين في الوادي.

وفي روايات أخرى بشأن تصميم وتفصيل العلم الشركسي، أن العلم الأخضر يحتوي على اثنتي عشر نجمة ذهبية وثلاثة أسهم ذهبية متقاطعة تشير إلى الأعلى، والذي تم إيجاده في الأصل عندما اتفقت عدد من القبائل على الاتحاد في ثلاثينيات القرن التاسع عشر وتم تصميم العلم ورسمه بواسطة الاسكتلندي ديفيد أوركهارت خلال نفس الفترة. اللون الأخضر، أخضر زبرجدي غامق، الأخضر المُزْرق الذي يمثل الحياة والحرية وهو مستوحى من الربيع في الوطن الشركسي، معززًا بلون الغابات والسهول والجبال، حيث تمثل النجوم، الاثني عشر قبيلة شركسية (أديغية) رئيسية وثلاثة أسهم متقاطعة، والتي ترمز إلى اتحاد القبائل بالإضافة إلى السلام. تم ترتيب النجوم في خطين، حيث تم وضع ثلاثة نجوم على خط فوق رؤوس الأسهم مباشرة والنجوم التسعة الأخرى مرتبة في خط مُقوّس أطول.

أثيرت أهمية العلم الشركسي في وقت لاحق عندما أصبح من الممكن أن يكون رمزًا للوحدة والوفاق والتواصل الإيجابي بين جميع الشركس في العالم، سواء في الشتات أو في الوطن في شمال القوقاز، في حين أنّ جمهورية أديغيا كانت قد اتّخذت هذا العلم ليكون علم الجمهورية.

الرحالة/المستشرق  البريطاني ديفيد أوركهارت، وهو عالم اسكتلندي،أرسلته الحكومة البريطانية لدعم الشعب الشركسي ضد روسيا“.

ألقى كلمة عن العلم الشركسي في غلاسكو في 23 مايو/أيار من عام 1838.

يتبع…

Share Button

اترك تعليقاً