حضرات القُرّاء الأعزاء،
يتم هنا نشر جزء آخر من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ مترجم الى اللغة العربية، وسيتبع ذلك نشر أجزاء أخرى فيما بعد
عادل بشقوي
01 / مارس/آذار 2022
اللغة والثقافة وتكنولوجيا المعلومات
الفصل السابع
تراث تاريخي قيِّم
تشهد الآثار الشركسية القديمة على تراثهم الإنساني القيِّم.
ظهر الدفن الجماعي لهذه الثقافة (ثقافة كوبان المبكرة) في المناطق الجبلية في شمال–غرب القوقاز في بداية الألفية الثانية قبل الميلاد. توجد على المنحدرات الشمالية والجنوبية لجبال القوقاز وعلى طول ساحل البحر الأسود. في حوضي نهري لابا (Laba) وبيلايا (Belaya)، حيث يجتمعون في مجموعات كبيرة، ويشكلون مقابر قبلية ضخمة.847
تم تحديد أمكنة المواقع.
يوجد أكثر من 200 دولمين (dolmens) في منطقة ديجواكسكي (Deguakski)، و 300 في خاجيوك (Khagiokh)، و 350 على ”طريق بوليرسكي (Bolerski )“ وما إلى ذلك. من المفترض أن بعض الخرزات التي تم العثور عليها جاءت إلى هنا، إلى كوبان (Kuban)، عبر القوقاز وعن طريق الإتصال بين القبائل، من البلدان البعيدة في آسيا الصغرى وبلاد ما بين النهرين وإيران والصين.848
شهد امتداد العصور التاريخية للصناعات الحجرية والفخارية التي سبقت عصر الأيام القديمة التي مضت والانغماس في اكتشاف المعادن تطورًا للحضارة: ”بدأ الاستخدام الواسع للنحاس في شركيسيا في نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد. علاوة على ذلك، ازدهر العصر النحاسي – البرونزي هنا خلال القرن الثاني وبداية الألفية الأولى قبل الميلاد، عندما تم إتقان التقنية المحلية لمعالجة النحاس، تلاها البرونزية.849
شهدت منطقة القوقاز الشمالي–الغربي اكتشاف واستخدام الأدوات المعدنية: ”تم تقسيم كنوز العصر البرونزي والنحاسي في كوبان ومناطق شمال القوقاز المجاورة في عام 1929، إلى ثقافات كوبان المبكرة وأواسط كوبان وأواخر كوبان“.850
تُعتبر تفاصيل السلوك ضمن إطار مقبول حيث يتعين على الأفراد والجماعات اتباعها في مناسبات مختلفة والتصرف وفقًا للحدود والمعايير المعروفة للجميع. إن الحفاظ على الاحترام المتبادل، أصبح ضمن ”القواعد السامية لممارسة القيم الأخلاقية العالية لهذه الملحمة، معايير لتربية جميع الأجيال الشركسية الجديدة خلال القرون اللاحقة، وأَعدَّتْ الأرضية لتربة خصبة لتربية الروح البروميثية (Promethean Spirit)، وفي وقت لاحق، شكّلت الأديغه خابزة (Adygha Khabza) وهي التقاليد الشركسية التي لا تُنتهك حرمتها“.851
أصدرت جمعية ”نافنا (Nafna)“ العدد الأول من نشرتها الدورية، صحيفة نابا (Napa)، وتم نشر الحدث وتداوله، حيث نشر موقع نات برس (NatPress) الافتتاحية التي كتبها نالبي كويوك (Nalby Kuiok).
قال الكاتب:
قرر النشطاء العاملين في مجلس خاسه النشطون ترميم حجر تذكاري تكريما للمدافعين عن الوطن الأم، وذلك تكريما لعشرات ومئات الآلاف من الشركس (الأديغه)، الذين سقطوا في مذبحة خطيرة غير مسبوقة للجيش الإمبراطوري (الروسي) الذي بلغ تعداده قرابة ثلاثمائة ألف جندي ضد الشعب الصغير الذي لم يكن لديه جيوش من قبل. إن العمل بالحجر لم يهدد أحدًا؛ ولم تتم المطالبة بأي أعمال غير قانونية ولم تفكك الأسس الدستورية للدولة؛ ولا يمكن أن يسبب ذلك أي مشاعر قومية أو شوفينية على الإطلاق. في المكان الذي تم إعداده، يجب بناء النصب التذكاري لذكرى الذين سقطوا في سبيل الدفاع عن وطنهم. هذه عادة في جميع أنحاء العالم — يتم دفن الموتى في أوقات السلم وحتى في ساحة المعركة.852
تابع وطالب ببناء نصب تذكاري وهو يتذكر الشركس الذين لقوا حتفهم:
نحن أديغه (Adygs)، لدينا عشرات ومئات الآلاف من المواطنين الذين لم يتم دفنهم، وهذا أمر غير أخلاقي، ومن الزمن السالف، وهو خطيئة للأموات والأحياء على حد سواء. فقد خسرت ألمانيا الفاشية خلال الحرب العالمية الأخيرة بعض أرواح ملايين الجنود. يبحث الأقارب الآن عن رفاتهم في أراضي الاتحاد السوفياتي السابق وروسيا الحالية، ويبحثون عنهم ويجدونهم ويتم منحهم شرفهم الأخير. نحن لا نبحث، لأن عظام أسلافنا موجودة في كامل أراضي شركيسيا السابقة. نود ببساطة أن نجعلهم في حد أدنى من دين واجب الاداء: على أرض الآباء والأجداد الأصلية، في جزء صغير من شركيسيا تلك وذلك لدفنهم ولو بشكل رمزي — لترميم النصب التذكاري لهم. 853
يتبع…