الإعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية عامل رئيسي لاستعادة الحقوق

الإعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية عامل رئيسي لاستعادة الحقوق

بقلم: عادل بشقوي

مؤتمر شمال القوقاز الأول

المشاكل العرقيةالثقافية للأمة الشركسية

7 – 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 قصر بوتوتسكيخ، جامعة وارسو

9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022

نبذة مختصرة

لم تكن السياسات والخطط الإمبريالية للإمبراطورية الروسية سوى تطبيق لأساليب أيديولوجية إستعمارية. كانت التصرفات الخرقاء هي القاسم المشترك وفقًا لمعايير ثابتة للسياسات الاستعمارية ضد الشعوب والأمم المنكوبة. لم تكتف السلطات الروسية بما ارتُكب ضد السكان الأصليين. بل أن النظام الذي نتج عن تعاقب أنظمة الدولة الإمبراطورية والسوفياتية قد رفض الالتزام وتحمل المسؤولية القانونية. يبدو أنه لولا هذه الحرب غير العادلة الأخيرة ضد الدولة الأوكرانية المستقلة وذات السيادة، عندما أصبح من الممكن تسليط الضوء بهذه الطريقة العلنيّة على الشعوب المضطهدة الأخرى سواء في منطقة القوقاز أو ما ورائها، الذين كانوا في الماضي وما زالوا، ضحايا حملات الإمبراطورية الروسية في الغزو والإحتلال والإبادة. وتبذل جهود مباركة قيِّمة من قبل اصحاب الضمير الحي للاعتراف بالابادة الجماعية الشركسية وبالتالي استعادة الحقوق المنسية وحق الشعوب في الحرية وحق تقرير المصير. لقد أظهرت الدولة الروسية عنادًا ومزيدًا من إنكار تحمل المسؤولية عن ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، وإبادة جماعية جسدية وثقافية، وتطهير عرقي وترحيل قسري ضد الأمة الشركسية. إن مساءلة الدول في اقتراف جريمة الإبادة الجماعية، لا تسقط بالتقادم. ينبغي تناول وحل موضوع الحقوق المشروعة للشركس والحصول عليها. وتشمل: الاعتراف بالإبادة الجماعية، والإعتذار للأمة الشركسية، والحصول على تعويضات مناسبة، وحق العودة إلى الوطن بدعم دولي، وإحقاق حق تقرير المصير.

المقدمة

يقول المراقبون ومن هم على دراية ببواطن ما يجري، إن الظروف لم تكن أبدًا مواتية كما هي عليه الآن لمناقشة موضوع ظل محجوبًا لفترة طويلة، بل شهد حالات من محاولات محوه من ذاكرة الإنسان. وخلص المراقبون والخبراء إلى أن غزو أوكرانيا وتهديد الجيران الآخرين، دفع إلى الإسراع في الوصول إلى الوقت المناسب والظروف المناسبة لمعالجة الأرق الدائم الذي أصاب الكثيرين ، والبحث عن حل لإخضاع عشرات الشعوب والأمم لفترة طويلة. دفع الوقت المناسب والظروف الملائمة لمعالجة الأرق الدائم الذي أصاب الكثيرين، بحثا عن حل لإنهاء الإخضاع طويل الأمد لعشرات الشعوب والأمم.

الخلفية

لم تكن السياسات والأساليب الروسية المستخدمة في غزو واحتلال الدول، وإبادة وتهجير شعوبها، وضم الدول والمناطق المنكوبة والمقهورة، سوى سياسة ممنهجة تتبعها الأنظمة الروسية المتعاقبة منذ عهد إيفان الرهيب حتى يومنا هذا.

لم تكن الأمة الشركسية سوى واحدة من هؤلاء الضحايا الذين عانوا كثيرا من مجاورة إحدى القوى الاستعمارية الجشعة التي لم تسلم أيا من جيرانها من شرورها وجرائمها. ومع ذلك، فإن الأنظمة الروسية المتعاقبة لم تتعلم من أفعالها الخاطئة بشأن ما ارتكبته هي وأسلافها، مما جعل أيديها ملطخة بدماء الأبرياء.

رغم أن الأمة الشركسية عانت كثيراً عندما تعرضت لجرائم الإبادة الوحشية والفظائع، التي تعتبر إبادة ولم تكن نعمة بأي حال من الأحوال. لم تظهر آفاق أو مصالح مستقبلية في ذلك الوقت للتعامل مع ما حدث فيما يتعلق بما تعرضت له عشرات الأمم والشعوب.

لا يوجد اهتمام بمعاناة البشر حتى لو كان ذلك يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. لكن من جانب واحد، يتم استبدال القواعد والقوانين بممارسات نموذجية ومرغوبة للدوس على كل ما يأتي في طريقهم، وذلك بطرق صارمة وعدوانية. وتتعارض الأعمال الفعلية مع كافّة قواعد القانون الدولي وجميع قرارات الأمم المتحدة. إنهم يتغاضون عن سيادة الشعوب والأمم المجاورة لدولة يرعاها الإرهاب.

ولادة الفيدرالية الروسية

وصل تسلسل التطور السياسي إلى ظهور الأنظمة الروسية المختلفة وانبثاق الدولة الروسية بشكلها الحالي في العصر الحديث. نتيجة للتطورات والحروب التي حدثت بعد الفوضى التي سادت المجتمع الروسي في القرن التاسع عشر، انتصرت الثورة البلشفية واستولت على السلطة. بعد ذلك، تأسس الاتحاد السوفياتي وساد النظام الشيوعي في بداية القرن العشرين حتى وقت الانهيار والتفكك السوفياتي، وذلك بعد أكثر من سبعين عامًا بقليل. أدى ذلك إلى ولادة عسيرة لخمس عشرة جمهورية مستقلة.

كان من بينهم الوريث الحقيقي والشرعي لإمبراطورية رومانوف ومفوضو الدولة السوفيتية الاستبدادية، الذي برز تحت اسم الفيدرالية الروسية. فقد ضمت عشرات الشعوب والأمم الصغيرة التي قررت السلطات العليا ضمها إلى ما يسمى بالفيدرالية، لكن دون أخذ رأي المعنيين. بل إنها تجنبت تطبيق الحد الأدنى من التشريعات الدولية في هذا الصدد.

هذا هو اتحاد إجباري مع الشركس وشعوب القوقاز الأخرى على سبيل المثال. وبجلاء، فقد اتّبعت خطوات نفس السياسة الاستعمارية العدوانية ضد الشعوب والدول المجاورة. ومن جانبها دأبت على إنكار حق الشعوب الواقعة تحت السيطرة الاستعمارية أو الاحتلال في استعادة حقوقها المشروعة عبر الاعتراف بجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها القوات المسلحة ومرتزقتها بناءً على أوامر صادرة عن القادة السياسيين والعسكريين وكبار الضباط الروس.

الاعتراف بالإبادة الجماعية في الوقت الراهن

من بين العواقب الأبشع للقضيّة الشّركسيّة، برزت قضية الإبادة الجماعية الشركسية كإحدى تداعيات الحرب الروسيةالشركسية، والتي شملت القتل والتدمير والاحتلال والإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري.

مع تفكك الاتحاد السوفياتي وزوال الستار الحديدي وانهيار سياسة العزلة التي فرضها واتبعها الاتحاد السوفياتي ودول أوروبا الشرقية، أصبح من الممكن الوصول إلى الأرشيفات والوثائق وكتب التاريخ والمذكرات والإفادات والملاحظات والمعلومات التي تم حفظها دون أن يتمكن أحد من مشاهدتها منذ انتهاء الحرب وحمايتها حتى يتمكن المختصون من الاطلاع عليها وإبلاغ الرأي العام بما لا يوصف من فظائع وجرائم.

مع العلم أن أبرز المعوقات التي تمت مواجهتها في جمع المعلومات كانت الانتشار الواسع للشّتات في العديد من البلدان وعدم القدرة على الحصول على قاعدة بيانات موحدة كمرجع لمن أراد تعزيز المعرفة المتاحة. ليس هذا هو العائق الوحيد، لكن في ظل غياب اللغة الشركسية عن المشهد، وهي مشكلة بحد ذاتها، هناك تعدد في اللغات المستخدمة، وفقًا لمكان أو موقع مصدر المعلومات.

اللغات المستخدمة هي الإنجليزية والفرنسية والألمانية والتركية والروسية والعربية والجورجية ولغات أخرى. لهذا السبب، لن يكون هناك تكامل للمعلومات ما لم يتم إنشاء هيئة علمية موحدة وجديرة بالثّقة. في نفس الوقت ستجمع المعلومات المتاحة بجميع اللغات وجميع الموضوعات التي تؤثر على جميع مناحي الحياة. سيسمح ذلك بمشاركة المعلومات وتبادلها وتمريرها بين اللغات المختلفة بهدف توفير المعلومات بجميع اللغات. يمكن استخدام المنصة لإجراء الدراسات والبحوث. سيتم نشر الحقائق حول تداعيات ونتائج الحرب الروسيةالشركسية أو، كما تسميها المفردات الروسية، الحرب الروسيةالقفقاسية.

الحرب الروسية الضارية في أوكرانيا

وقد أشار الوعي بالوضع في الماضي إلى أن اضطراب الأرق السياسي كان العامل المهيمن الذي ترك أثرًا في مثل هذه الحالة الاستثنائية. إنه يطابق الموقف السائد الذي يفضل الإجراءات والسياسات والاستراتيجيات النرجسية لتحقيق الأهداف الاستعمارية. ترجع أهداف الطموحات والجشع في أوكرانيا إلى أهمية موقعها الاستراتيجي الفريد كبوابة لأوروبا، وخصوبة أراضيها الزراعية، وكذلك مواردها الطبيعية الغنية، وأهمية مياهها الإقليمية.

جاء تخلي أوكرانيا عن الأسلحة النووية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في ضوء استعداد الولايات المتحدة وبريطانيا والفيدرالية الروسية لضمان استقلال أوكرانيا. ”قبل ثلاثة عقود، كانت دولة أوكرانيا المستقلة حديثًا لفترة وجيزة ثالث أكبر قوة نووية في العالم. تركت موسكو آلاف الأسلحة النووية على الأراضي الأوكرانية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في سنة 1991. لكن في السنوات التي تلت ذلك، اتخذت أوكرانيا قرارًا بنزع السلاح النووي تمامًا. في المقابل، تضمن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا أمن أوكرانيا في اتفاقية 1994 المعروفة باسم مذكرة بودابست“. [1]

في تناقض مباشر مع المذكرة الموقعة، خُرقت الاتفاقية عندما احتلت روسيا شبه جزيرة القرم وضمتها للفيدرالية الروسية في شهر فبراير/شباط من سنة 2014، ثم احتلت بعض المناطق في جنوب شرق البلاد، بينما بدأت روسيا بعد ثماني سنوات، وتحديداً في شهر فبراير/شباط  من سنة 2022، حملة عسكرية من البر والبحر والجو بهدف غزو واحتلال أوكرانيا. ”في أواخر شباط/فبراير (2014)، وبعد أيام قليلة من الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لموسكو من السلطة، بدأت مجموعات غريبة من المسلحين بالاستيلاء على المباني الحكومية في شبه جزيرة القرم. عقد بعض سكان القرم مسيرات لإظهار الدعم للرئيس المخلوع، وفي بعض الحالات، للدعوة إلى الانفصال عن أوكرانيا والعودة إلى روسيا. ازدادت عصابات المسلحين حتى أصبح من الواضح أنهم كانوا من القوات العسكرية الروسية، الذين وضعوا شبه الجزيرة بأكملها تحت الاحتلال العسكري بالقوة ولكن دون دماء“. [2]

تم إعطاء أسباب بدوافع شريرة لبدء الحرب ومهاجمة دولة أوكرانيا المستقلة. تحولت روسيا المجاورة إلى كابوس، بالنسبة لأوكرانيا، بنفس الشكل الذي حدث لعشرات الشعوب والأمم الأخرى في الماضي، سواء في منطقة القفقاس أو خارجها. أقل ما يقال في ذلك، أن روسيا قدمت ذريعة يمكن وصفها عذر أقبح من ذنب، والتي أثبتت حقيقة ضرورة المساءلة الروسية. ”إن مزاعم النازيين والإبادة الجماعية في أوكرانيا لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، لكنها جزء من رواية كررتها روسيا لسنوات. اشتكى وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا (Dmytro Kuleba): {إنه ضرب من الجنون، لأنهم في بعض الأحيان لا يستطيعون شرح ما يشيرون إليه}. ومع ذلك، أوضح مقال نشرته وكالة الأنباء الحكومية ريا نوفوستي أن نزع النازية (denazification) هو حتْمًا محو الدولة الأوكرانية الحديثة (de-Ukrainisatio) في الواقع محو الدولة الحديثة“. [3]

الموقف البطولي الراسخ الذي اتخذته أوكرانيا، ممثلا برئيسها وقواتها المسلحة والشعب بأسره مدعوما من العالم المتحضر، أجبر القوى المعتدية على التراجع عن خططها. فقد أعادوا النظر في خططهم لاحتلال وضم أوكرانيا وبالتالي تغيير خريطة المنطقة. المجتمع الدولي يتهم روسيا الآن بارتكاب جرائم حرب. تذهب العديد من الدول بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا إلى أبعد من ذلك وتسميها إبادة جماعية. بعد الكثير من الدمار، تبدو كلمات الزعيم الروسي الآن فارغة من محتواها وجوفاء حيث قال: {ليست خطتنا احتلال الأراضي الأوكرانية؛ لا ننوي فرض أي شيء على أي شخص بالقوة.}“ [4]

لفتت الأحداث الأخيرة الانتباه إلى منطقة القوقاز المنسية

في الواقع، إنه أمر صادم ومدهش عند الاطلاع على وثائق الغزو والإبادة الروسية خلال الحرب الروسيةالشركسية (1763 – 1864)، مع الأخذ في عين الاعتبار الرعب والإبادة والفظائع التي ارتكبت في شركيسيا في القرن التاسع عشر. ومن الجدير بالذكر في هذا النطاق أن اعتراف جورجيا بالإبادة الجماعية الشركسية يظل رمزًا، لا بل هو منارة للأمل والحقيقة للجميع.

تصبح الصدمة أقوى وأكثر فاعلية يومًا بعد يوم عندما تنشر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مشاهد عن بدء المرحلة الثانية من الحرب الروسية على أوكرانيا التي كانت قد بدأت في 24 فبراير/شباط 2022 حيث انطلقت المرحلة الأولى في فبراير/شباط 2014. وتشير وسائل الإعلام إلى أعمال وحشية ضد دولة أوكرانيا المستقلة ذات السيادة وذلك بقتل شعبها وتدمير مواردها ومقدّراتها.

في 23 يونيو/حزيران 2022، عقدت لجنة الأمن والتعاون في أوروبا، المعروفة باسم لجنة هلسنكي، جلسة إحاطة عبر الإنترنت بعنوان: ”إنهاء استعمار روسيا، ضرورة أخلاقية واستراتيجية“ (DECOLONIZING RUSSIA, A Moral and Strategic Imperative). تم ذكر البيان الاستثنائي التالي في الإعلان الأولي عن الحدث، والذي ذَكّر بالجرائم البشعة التي ارتُكِبت ضد عشرات الأمم المضطهدة، التي لا تزال تقبع تحت سطوة القهر الروسي: ”الهيمنة على العديد من الأمم الأصلية غير الروسية، والمدى الوحشي الذي اتخذه الكرملين لقمع التعبير عن الذات وتقرير المصير“. وقد شارك في هذه الفعالية أربعة أعضاء. [5] [6]

في 18 مارس/آذار 2022، استضافت عضوة البرلمان الأوروبي، آنا فوتيغا بوغاجسكي (Anna Fotyga Bogajski)، عضوة البرلمان الأوروبي، أربعة أعضاء في اللجنة في حدث غير مسبوق في البرلمان الأوروبي. الشعار الذي نُشِرَ للإعلان عن هذا الحدث على الإنترنت، يشير إلى: ”جريمتهم الوحيدة انّهم لم يكونوا من الروس: الإبادة الجماعية الشركسية“.

تم نشر التفسير والاستدلال التاليين في صفحة الموقع الإلكتروني للفعالية: ”الإبادة الجماعية الشركسية،كانت الإبادة المنتظمة والتطهير العرقي والطرد القسري للإمبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر لما يصل إلى 97 بالمائة من سكان جبال شمال القوقاز الأصليين الشركس من أراضي أجدادهم“.

أوضح إعلان الفعالية: ”كانت الإبادة شبه الكاملة لهذا الشعب الأوروبي القديم منذ قبل الهندو أوروبيين (الأوروبيين القدماء) من الأراضي التي سكنوها لآلاف السنين أول إبادة جماعية في أوروبا الحديثة. كان هذا مثالاً علىطريقة الحرب الروسيةسيئة الصيت، والتي يشاهدها الآن العالم برعب، حيث يتم الكشف عن هذه الاستراتيجية الشائنة في كل وحشيتها المقززة في أوكرانيا اليوم. في حالة الشركس، الذين كانوا في يوم من الأيام أكبر مجموعة عرقية في شمال القوقاز، كانت هذه الإبادة كاملة لدرجة أن القليل اليوم يعرف أن هذه الأمة موجودة“. [7] [8]

في 19 يونيو/حزيران 2022، تم إنشاء مجموعة تمثل جميع أحزاب البرلمان الأوكراني {فيرخوفنا رادا} (Verkhovna Rada)، والتي توصف بأنها مجموعة نواب باسممن أجل الققاس الحرحيث تمثل كل اطياف البرلمان الأوكراني، والتي تتألف من عشرة أعضاء في البرلمان برئاسة النائب أليكسي غونشارينكو (Oleksiy Goncharenko). بدأت هذه المجموعة في السعي لإثارة بعض القضايا الأساسية في القوقاز، مثل الاعتراف بالإبادة الجماعية للشركس والشيشان، بالإضافة إلى قضايا أخرى ذات صلة. [9]

في كلمة موجهة إلى الشعب الشركسي بشكل خاص وشعوب القوقاز بشكل عام من قبل عضو البرلمان الأوكراني أوليكسي غونشارينكو. فقال إن البرلمان الأوكراني قد أنشأ تكتلا خاصا من أجل منطقة القفقاس الحرة. وقال إنهم سيقاتلون في البرلمان الأوكراني للحصول على الموافقة. تم إرسال مشروع قانون إلى البرلمان الأوكراني للاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية التي ارتكبت ضد الشعب الشركسي في القرن التاسع عشر. وتابع أنها كانت إحدى الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها الإمبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر.

وأضاف أنه في القرن العشرين كان هناك العديد من عمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الإمبراطورية الروسية بما في ذلك ضد الأوكرانيين والشيشان والشعوب الإنغوشية وغيرها. وأعرب عن أمله في الخلاص من الإمبراطورية الروسية، ودعا إلى ضرورة الوقوف معًا واستعادة العدالة التاريخية والوقوف على حقيقة ما حدث.

وأضاف أنه من موقعه كرئيس للمجموعة البرلمانيةمن أجل قفقاس حرفي البرلمان الأوكراني، سيتعاون معهم. [10]

قدم عضو البرلمان أوليكسي غونشارينكو خلال إلقاء كلمة في البرلمان الأوكراني،مشروع قانون بشأن الاعتراف بالإبادة الجماعية للشعب الشركسي Cherkese (الأديغه) خلال الحرب الروسية القوقازية“.

اقترح مشروع القانون أن يقرر برلمان أوكرانيا ما يلي:

1. الاعتراف بالإبادة الجماعية التي لحقت بالشركس من قبل الإمبراطورية الروسية.

2. يصبح القرار ساري المفعول من وقت اعتماده.

كما تضمن مشروع القانون ست ملاحظات توضيحية ، يجب أخذها في عين الاعتبار عند اعتماد مشروع القانون. [11]

في موضوع ذي صلة بما يحدث في القوقاز وأوكرانيا على حد سواء، قدم النائب الأوكراني أوليكسي غونشارينكو إلى البرلمان الأوكراني أيْضًامشروع قانون بشأن الاعتراف باستقلال جمهورية الشيشان إشكيريا“. وذكر أنه من أجل إخضاع الشعب الشيشاني، بدأ الكرملين حربين بقتل المدنيين واقتراف الإبادة الجماعية. [12] [13] [14]

انعقدالمنتدى الثاني لأمم روسيا الحرةفي براغ في الفترة من 22 إلى 24 يوليو/تموز 2022. وحضر الإجتماع ممثلو الأقليات القومية في روسيا، في ضوء مظالم الشعوب والأمم، التي كان ذنبها الوحيد أنها كانت محاطة بقوة استعمارية جشعة. وفي يومه الختامي، أقرّ المؤتمر ما أطلق عليه وصفإعلان إنهاء إستعمار روسيا“. وقد تحقّقَ حضورٌ غير مسبوقلممثّلي المعارضة الروسية، ومشاركين من الحركات الإقليمية والقوميّة، ونشطاء معروفين، وخبراء، بمن فيهم وزير الخارجية الأوكراني السابق بافلو كليمكين (Pavlo Klimkin)“. [15]

حيث ينبثق الأمل على نحوٍ سرمدي، يهدف الإعلان إلى تذكير العالم بأسره بالشعوب والأمم المنسية بسبب تغييب الحقائق الدامغة التي ارتُكبت بحقهم من قبل جحافل الغزو للإمبراطورية الروسية. علاوة على ذلك، مهدت الجهود اللاحقة التي بذلتها الأنظمة الحاكمة المتعاقبة الطريق لتزوير التاريخ من أجل تغيير الحقائق التي لا يمكن دحضها. وخلص المنتدى إلى: ”ندعو جميع مواطني الفيدرالية الروسية إلى دعم التدابير الرامية إلى تحقيق أهداف هذا الإعلان حول إنهاء الاستعمار لإرساء السلام والأمن والديمقراطية والوئام بين الشعوب“. [16]

من المهم التأكيد على وجوب تنفيذ القرارات والقوانين والأعراف الدولية، مع العلم أنه لا يوجد أحد خارج المساءلة أو فوق القانون، مهما طال الوقت. ومع ذلك، فإن النقطة 2 من المادة 1 من الفصل الأول: مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة تنص على ما يلي: ”إنماء العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها، وكذلك اتخاذ التدابير الأخرى الملائمة لتعزيز السلم العام“. [17]

استنتاج

نتيجة للتطورات التي حدثت ببطء ولكن بثبات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ثم بوتيرة أسرع في السنوات اللاحقة، لا سيما بعد إقامة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي في شهر فبراير/شباط من سنة 2014، ظهرت آفاق مستقبلية واعدة ولكنها صعبة. تسوية القضية الشركسية. فيما يتعلق بالاعتراف بالمآسي التي سببتها الأنظمة الروسية المتعاقبة، فإن الأحداث والتطورات الأخيرة سترد بكفاءة وثبات على الحديث المعتاد في الكليشيهات التي تتخذها الدولة الروسية كسياسة معيارية عامة. يتناقض ذلك مع الجهود المباركة للمثابرين في استعادة الحقوق الشركسية المغتصبة، بدعم من ذوي النوايا الحسنة من الدول الصديقة. والواضح أن ذلك يجعلهم يتهربون من الاعتراف بحقوق الشعوب والأمم المضطهدة. على ما يبدو، فإن السلسلة المنطقية من شأنها أن تجعل الحقيقة تُشتق وتتطور بشكل فعال من التغييرات الأساسية في المفاهيم وفهم الدروس التي نتجت عن عدوان روسيا ومحاولة احتلال أراضي الجار الأوكراني أو إخضاع أجزاء من أوكرانيا بأسماء ومطالبات مختلفة.

*********************

المراجع

[1] https://www.npr.org/2022/02/21/1082124528/ukraine-russia-putin-invasion

[2] https://www.vox.com/2014/9/3/18088560/ukraine-everything-you-need-to-know

[3] https://www.bbc.com/news/world-europe-56720589

[4] https://www.bbc.com/news/world-europe-56720589

[5] https://www.csce.gov/international-impact/press-and-media/press-releases/decolonization-russia-be-discussed-upcoming

[6] https://www.youtube.com/watch?v=-iGtFXs9gvo

[7] https://ecrgroup.eu/event/their_only_crime_was_not_being_russian_the_circassian_genocide

[8] https://www.youtube.com/watch?v=11kkP-unL3g&t=1202s

[9] https://www.facebook.com/100000877390037/posts/pfbid02ZbBqLts8TVrHB86UNVpPSJVFXzCYaA4VidkSmQDFBYvyZNsi9WRUpdfqeR9Nk8j7l/?d=n

[10] https://www.youtube.com/watch?v=xtNRiiOlIKU

[11] https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02vehcGo1vuo87xLoeC7WXypHBgDHNGGLUieMJ1dmZYVTyTdpww2NJY88PRYwq27ypl&id=575048622569055&fs=60&focus_composer=0&m_entstream_source=video_home&player_suborigin=entry_point&player_format=permalink

[12] https://twitter.com/GoncharenkoUa/status/1546848834936086533

[13] https://twitter.com/antiputler_news/status/1546811650359152643

[14] https://www.kavkazr.com/a/ukraina-mozhet-priznatj-suverenitet-ichkerii/31941632.html

[15] https://euromaidanpress.com/2022/07/25/national-minorities-of-russian-federation-discuss-its-deimperialization-in-prague/

[16] https://windowoneurasia2.blogspot.com/2022/07/declaration-on-de-colonization-of.html?fbclid=IwAR2P-spLzcQ-xg3y9Nzbqr1aZ2_R3lO1mneWh7-0qwjXL_fzO0shWdLTUVU

[17] https://www.un.org/ar/about-us/un-charter/full-text

Share Button

اترك تعليقاً