كلمة ترحيب / المشاكل العرقية الثقافية للأمة الشركسية

كلمة ترحيب

بقلم: عادل بشقوي

مؤتمر شمال القوقاز الأول

المشاكل العرقيةالثقافية للأمة الشركسية

7 – 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قصر بوتوتسكيخ، جامعة وارسو

السيدات والسادة المحترمون،

يشرفني أن أشارك فيمؤتمر شمال القوقاز الأولالذي نظمهمركز دراسات أوروبا الشرقية بجامعة وارسوومعهد القوقاز بجامعة إيفان جافاخيشفيلي في تبليسيوالمركز الثقافي الشركسي (الأديغي) في جورجيا، لتنظيم هذا المؤتمر لمدة 3 أيام تحت شعارالمشاكل العرقية والثقافية للأمة الشركسية، والذيسيتم تناوله من خلال العديد من العدسات الفريدة والمبتكرة“.

اسمحوا لي أن أخص بالذكر تحية خاصة لجميع منظمي هذا المؤتمر المبارك، وخاصة الدكتور يان ماليتسكي، مدير مركز دراسات أوروبا الشرقية، في جامعة وارسو، والبروفيسور ميراب شوخوا، ممثلاً للمركز الثقافي الشركسي في تبليسي، وجامعة إيفان جافاخيشفيلي / تبليسي الحكومية في جورجيا.

كما أود أن أعرب عن تقديري العميق لهذه المبادرة الودية لعقد مثل هذا المؤتمر الهام في هذا الصرح المتميز. تكمن أهمية اختيار قصر بوتوتسكيخ في حقيقة أنه بعد الترميم الأخير، أصبح جزءًا من حرم جامعة وارسو. كما تكمن الأهمية في حقيقة أن هذا المبنى القديم شهد أحداثًا تاريخية بارزة منذ إنشائه. مع العلم أن المبنى قد شهد في الماضي دماراً وهدمًا وتخريبًا تعرض له أكثر من مرة منذ القرن السابع عشر وحتى وقتنا الحاضر.

في نهاية الأمر، بدأ المؤتمر للتو جلساته الأولى، والتي كان من المقرر عقدها في البداية في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2020، ثم تم تأجيله إلى موعد لاحق بسبب وباء كوفيد 19. تم تحديد موعد المؤتمر وعقده في نهاية المطاف في أعقاب الظروف غير العادية والمعارك الشرسة لحرب توسعية ودموية خطيرة لا تزال مستعرة في أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط من هذا العام. تخيم الحرب على أبواب أوروبا على وجه الخصوص والعالم بأسره في وقت يمكن اعتبارها درسًا قاسيًا لجميع المعنيين.

بكل سرور، نتذكر الحقائق المتعلقة بالعلاقات الخاصة التي كانت تربط بين الشركس والبولنديين خلال القرن التاسع عشر. عندما خضعت بولندا للإمبراطورية الروسية، انخرط الشركس في حينه بشكل كامل في حربهم الدفاعية، كما يعرف الكثير منا على وجه اليقين العلاقات الخاصة بين هذين الشعبين العظيمين، حيث كان كلاهما ضحية للإمبراطورية الروسية. وقد يبدو أن البولنديين وأفراد الشتات الشركسي لديهم القليل من القواسم المشتركة اليوم، لكن لم يكن الأمر كذلك دائمًا. ربما تكون إحدى أكثر الشراكات غرابة في القرن التاسع عشر قد ولدت من تضافر الجهود المكثفة للبولنديين والشركس لتحرير أنفسهم من الهيمنة الروسية“.

قبل أن أختتم، أود أن أتطرق إلى الموضوع الرئيسي لهذا المؤتمر وجدول أعماله، والذي يحتوي على العديد من العناصر ذات الأهمية الخاصة. وما هي إلا بعضاً من عواقب وتداعيات الغدر والغزو والاحتلال والقتل والتدمير والإبادة والتطهير العرقي والترحيل القسري. لا يمكن وصف الجرائم المذكورة أعلاه إلا على أنها محاكاة للحروب التي تم ارتكابها وما زالت، من قبل الأنظمة المتعاقبة للدولة الروسية ضد الأمم المجاورة، حيث أن أوكرانيا حاليًا هي ضحيتها الأخيرة.

وأنا على يقين من أن بعض المتحدثين سيتطرقون إلى معاناة المُهجّرين عند إبعادهم عن وطنهم الأصلي على متن سفن متهالكة تفتقر إلى الصلاحية للإبحار، وهذه الصلاحية تحدد كفاءة وسيلة النقل البحرية على الاداء، التي تحدد قدرتها على السفر والإبحار في البحر بأمان في كافة الظروف. وينبغي معالجة ذلك بما يتفق مع الحس السليم والمنطق وفقا للقوانين والأعراف الدولية.

إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أهنئ كل من شارك في عقد هذا المؤتمر على هذا النجاح، والذي سيساهم بالتأكيد في دفع القضية الشركسية إلى آفاق جديدة، وسيساعد في النهاية على تعريف المزيد من الأطراف المهتمة بمزايا القضية الشركسية. ويجب أن يتم ذلك بأسلوب العقل والمنطق بما يتوافق مع الالتزامات الدولية لحقوق الإنسان.

أود أن أختتم بالقول إن نجاحكم قد أكد ما قاله توماس أديسون: ”الأساسيات الثلاثة العظيمة لتحقيق أي شيء ذي قيمة هي: العمل الجاد، والتمسك بالقدرة على العمل، والحس السليم“.

Share Button

اترك تعليقاً