أرشيف التصنيف: آراء وتحليلات

آراء وتحليلات

إسلام أون لاين: لقاء “الشركس” في الجليل

لقاء “الشركس” في الجليل

أشرف سلفيتي

rih
الريحانية موطن الشركس في الجليل
تقول الأسطورة الشركسية المشهورة بأن الشركس كانوا يغنون ويرقصون ويلحنون الموسيقى عندما وزع الله العالم على بني البشر، وبعدما انتهوا من الغناء والرقص جاءوا لأخذ نصيبهم من القسمة، ولكنهم اكتشفوا بأنه لم يتبق شيء لهم فبكى أبناء الأديغا “الشركس” أمام الله الذي أشفق عليهم، وقال لهم: “لا تبكوا خذوا جنة عدن”، وهكذا منحهم منطقة القفقاس.

اسمهم “الأديغا”، أطلق عليهم اليونان لفظة “شركس” فتبناها الغرب والعرب والروس والأتراك. ويرجع عهدهم ببلاد المشرق العربي إلى عهد الدولة الأيوبية والتركية والشركسية في مصر وبلاد الشام؛ إذ أقام الشركس حكما لهم امتد 135 سنة، ثم انصهروا في مجموعة السكان العرب في فلسطين وسوريا والأردن.

الريحانية وكفر كما

ويذكر صاحب “الموسوعة السياسية” عندما تقدم الروس نحو الجنوب باتجاه بلاد الشركس في القفقاس في عهد إيفان الثالث والرابع (1558م) واحتلوها نهائيا سنة 1864م ثم أجبر الشركس على الهجرة خارج مواطنهم الأصلية. وقد ساعد العثمانيون الشركس في هجرتهم بغية الاستفادة من قدراتهم الحربية في المعارك التي كانوا يخوضونها في أوروبا الشرقية والبلقان، لكن الهزائم المتوالية التي لحقت بالعثمانيين أمام القوى الأوروبية أجبرت الحكومة العثمانية على ترحيل الشركس ونقلهم من أوروبا إلى بلدان المشرق العربي وشبه جزيرة الأناضول سنة 1878م، وهكذا وصل الشركس إلى فلسطين وسوريا والأردن، وتوزعوا في بقاع من أراضي هذه البلدان.

ولم تختلف صلات الود أو النزاعات بينهم وبين السكان العرب عما كان قائما بين أي قرية فلسطينية وأخرى، فقد كانت الروابط الدينية والإسلامية تشدهم إلى سكان البلاد، إضافة إلى تشابه نمط المعيشة الزراعية – الرعوية الذي كان يمارسه الشركس والعرب.

وقد استقر الحال بالشركس في قريتين هادئتين واحدة في منطقة الجليل الأعلى وتدعى “الريحانية” وسكانها من قبلية “إبزاخ”، والثانية في الجليل الأسفل وتدعى “كفر كما”، وقاطنوها من قبيلة “شابسوغ”.

قصتهم مع الجيش الإسرائيلي

ويتركز وجودهم في فلسطين 48 -حيث يبلغ عددهم حوالي 5 آلاف نسمة- حيث يخدمون بالجيش (الإسرائيلي)، ويتعلم أبناؤهم العبرية والعربية والإنجليزية قبل تعلمهم الشركسية، ومع ذلك فهم كما يقول المثل الشركسي: “النار تغلي والماء المغلي يطفئها”، فهم مسلمون وليسوا بعرب، فعلاقتهم بدينهم وأبناء جنسهم وثيقة، فهم محافظون، لباسهم محتشم، لا تباع الخمور في محالهم ولا تشرب في بيوتهم، تمنع العلاقات الجنسية قبل الزواج. يرسلون زكاة أموالهم إلى إخوانهم الشركس في القفقاس وتركيا والشيشان، ويقومون بحملات الإغاثة لإخوانهم المسلمين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وترجع قصتهم مع الجيش الإسرائيلي إلى خمسينيات القرن العشرين بعد سنوات قليلة من قيام إسرائيل عندما وقع مخاتير الطائفة الشركسية على انضمام أبناء الشركس للجيش الإسرائيلي، وأصبح التجنيد إجباريا للشباب الشركسي، وأصبح على كل ذكر بلغ 18 عاما أن يخدم في الجيش لمدة 3 سنوات.

وهو ما رفضه الكثير من الشراكسة، ولكن كانت الشرطة العسكرية الإسرائيلية تلاحق رافضي الخدمة في الجيش؛ ومن ثم تودعهم في السجون لفترات متفاوتة.

ومع إصرار الشباب الشركسي على عدم الخدمة في الجيش، وخاصة المتدينين منهم وافقت إدارة الجيش على إعفاء شخص واحد من كل قرية شركسية سنويا من الخدمة الإجبارية، وشكلت لهذا الغرض لجنة باسم “اللجنة الدينية”، ثم ارتفع العدد إلى اثنين، ثم إلى أربعة وكل من يرغب فوق هذا العدد بعدم الخدمة يمكنه تقديم طلب خاص بإعفائه منها.

العبرية والإنجليزية قبل الشركسية!

ومن المثير للغرابة أنه في الصف الأول يتعلم أبناء الشركس اللغة العبرية والعربية حتى التوجيهي وفي الصف الثالث يتعلمون اللغة الإنجليزية حتى الثانوية العامة، أما لغتهم الأم -الشركسية- فيتعلمونها في الصف الخامس ولمدة 4 سنوات فقط؛ وهو الأمر الذي أدى إلى وجود أمية لدى الطلاب الشركس في قراءة وكتابة لغتهم الأم ليقتصر استعمال اللغة الشركسية لديهم على المخاطبة.

وقد حاول  بعض مثقفي الشركس نشر القراءة والكتابة باللغة الشركسية بين أبناء قومهم بعد عام 1959، التي بدأت مع وصول المؤثرات الثقافية من الوطن الأم “القفقاس”، حاملة معها الأبجدية الروسية التي أخذت تكتب بها اللغة الشركسية في الاتحاد السوفيتي منذ العام 1936.

وقد استغلت إسرائيل ذلك في محاولة إحلال اللغة الشركسية مكان العربية التي كانت تدرس بها مناهج الشركس؛ ففي آب من العام 1973 استدعت وزارة التعليم الإسرائيلية أستاذا أمريكيا مختصا بالقفقاسيات واللغويات هو “كاتفورد J .G.CTFORD” من جامعة متشغان لتعليم الشراكسة الكتابة والقراءة بلغتهم خلال دورة دامت 6 أسابيع. وعلى الرغم من مقاومة الشركس لإلغاء اللغة العربية فإن العبرية قد أصبحت اليوم لغة التدريس في المدارس الشركسية.

التعليم عند الشركس

يتعلم أبناء الشركس المراحل الابتدائية والإعدادية داخل قراهم، ثم ينتقلون إلى مدارس القرى والمدن والمجاورة لإكمال المرحلة الثانوية.

وينقسم الأهالي في هذه المرحلة إلى فريقين: أما الأول فيرسل أبناءه إلى القرى والمدن العربية المجاورة مثل الناصرة ودبورية والجش.. وذلك للحفاظ على أولادهم من الانحراف واكتساب العادات اليهودية السيئة، وليتعلم الأبناء اللغة العربية لكونها لغة الدين والأداة المهمة للاتصال مع الأقارب الشركس في الدول العربية وبخاصة في الأردن وسوريا. أما الفريق الثاني فيرسل أولاده إلى المدارس اليهودية وبخاصة إلى مدينة “العفولة” وإلى المدرسة الزراعية في “خضوري”.

ويلاحظ في السنوات الأخيرة ازدياد الإقبال على المدارس العربية سواء في المراحل الثانوية أو الابتدائية، وهو ما يعود إلى تنامي الحس الديني لديهم كما يقول أولياء الأمور.

وفيما يخص التعليم الجامعي فقد شهدت السنوات الأخيرة تزايد الملتحقين من أبناء الشركس بالجامعات والمعاهد العليا بعد أن كنت بالكاد قبل 10 سنوات تجد واحدا أو اثنين يلتحقون بالجامعة.

الزواج بالخطف

trad

لا تزال عادات الشركس وتقاليدهم سمة مميزة لهم تحت الاحتلال 

وللشركس عادات خاصة بالزواج، حيث يتناكحون بإحدى الطريقتين التاليتين:

الخطف: فبعد أن يتفق الشاب والفتاة على الزواج يحددان مكانا تنتظره فيه الفتاة فيذهب الشاب ترافقه امرأتان متزوجتان من أقاربه إلى المكان المحدد وتأخذان الفتاة إلى بيت إحداهما، ويرسل العريس بعدها واحدا من أقاربه إلى أهل العروس لطلب يدها، وغالبا ما تتم الموافقة وإذا ما رُفض العريس فإن الفتاة تعود إلى أهلها، ويلجأ العريس لأسلوب الخطف إذا شعر أن أهل الفتاة سيرفضونه للضغط على الأهل حتى يوافقوا على طلبه.

أما الطريقة الثانية وهي المعتادة: فيذهب خال العريس أو أخوه الكبير وبعض الأقارب إلى أهل الفتاة لخطبتها من أهلها -ولا يذهب الأب أو الأم معهم- ويعودون وقد حددوا موعد عقد الزواج؛ ذلك لأن الموافقة تكون معروفة سلفا. فالعلاقة بين الشاب والفتاة تكون لدى الشركس قبل الزواج، وهي معروفة للأهل وتسمح العادات الشركسية للشاب بمكالمة الفتاة بالهاتف والذهاب لزيارتها بالبيت قبل الزواج، ولكن لا يسمح له بالجلوس داخل البيت معها وإنما في حديقة البيت، ولا يسمح له بالخروج معها وإنما يتم اللقاء داخل بيتها.

ويكون عقد الزواج والزفاف غالبا في يوم واحد، حيث يعقد الزواج صباحا بحضور أهل القرية وتوزع الحلويات العربية على المدعوين، وفي المساء يكون الزفاف بحيث تخرج الزفة من بيت العريس يصاحبها الموسيقى والتصفيق إلى بيت العروس لإحضارها، وبعد العودة يتناول المدعوون طعام العشاء حيث يكون هناك مكان معد للرجال منفصل عن ذلك المعد للنساء، وبعد العشاء تبدأ حلقات الرقص الشركسي. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الطلاق شبه معدومة لدى أبناء الطائفة الشركسية.

يرقصون الشاشن والكاشوا

إن الموسيقى الأديغية مليئة بالألحان التي يرافقها الغناء والرقص، كما أن الأدوات الموسيقية الشركسية كثيرة منها الناي الأوكورديون والدف… إلخ.

وتنقسم الموسيقى الشركسية إلى وتيرتين من حيث الأداء: الأولى بطيئة وتدعى “كاشوا”، وهي عبارة عن موسيقى هادئة ترافقها رقصة باسم “زافاكوا”، ويؤديها راقص وراقصة بحيث يقفان أمام بعضهما البعض ويتبادلان الأماكن أثناء تأدية الرقصة بحركات فنية جميلة مميزة وهي معدة لكبار السن.

أما الوتيرة الثانية فهي الطريقة “السريعة”، حيث يرافقها رقصة باسم “شاشن” ويؤديها كذلك رجل وامرأة  وتكون حركاتهما دائرية، ولا تبدأ الرقصة إلا بإذن من مشرف الرقص المدعو “حتي اكو”، أما نهايتها فالراقصة هي المخولة بالإعلان عنها، كما أنها تقود الرقصة، وتمثل المرأة فيها النعومة والهدوء بينما يمثل الرجل الرجولة والشجاعة والقوة.

وللرقص الشركسي قواعد أخلاقية شائعة؛ فالرقص يكون فقط بين اثنين ولفترة مؤقتة وبدون أي تلامس جسدي بينهما أثناء الرقص.

وتوجد أنواع أخرى من الرقص الشركسي الجماعي، ولكنها تنتمي أكثر للماضي ويرقصها  الراقصون المحترفون فقط، كما تأثرت الموسيقى الشركسية بالشرق الأوسط ومن البيئة العربية المحيطة.

حجغبس.. ماتازا.. حلجوا

رغم تأثر المطبخ الشركسي في إسرائيل بالبيئة الجديدة وبخاصة المطعم العربي فإنه حافظ على بعض الأكلات الشركسية المشهورة، وهي:

1- “حجغبس” وتعني بالشركسية الدقيق والماء، فـ “حجغ” تعني الدقيق، و”بس” تعني الماء، وهي عبارة عن دقيق مع مرق الدجاج، بالإضافة إلى البهارات، وتؤكل مع كرات الأرز التي يطلق عليها اسم “الباستا”.

2- “ماتازا” وهي عجين محشو بالبصل الأخضر والجبن الشركسي، توضع بالماء المغلي حتى يتماسك العجين، ثم تخرج منه لتصبح جاهزة للأكل.

3- “حلجوا” وهي عجين محشو بالجبن أو السبانخ، وتكون بشكل دائري، فإذا كانت محشوة بالجبن فإنها تقلى بالزيت، وإذا كانت محشوة بالسبانخ فإنها توضع بالفرن وتوزع هذه الأكلة في المآتم وبيوت العزاء.

الزي التقليدي للمناسبات

cu

الشركس في زيهم التقليدي 

ويتألف لباس الرجل الشركسي التقليدي من سروال ملون فضفاض يتوسطه سكين طويل مستقيم، بالإضافة إلى قميص يلبس فوقه سترة كبيرة من الجلد مع جيوب خاصة للرصاص وينتعل حذاء طويل من الجلد. أما غطاء الرأس فهو قبعة سوداء اللون مصنوعة من الجلد.

أما لباس المرأة الشركسية التقليدي فعبارة عن ثوب طويل فضفاض تتوسطه زخارف خفيفة في منطقة الصدر مع قبعة طويلة يتدلى من أعلاها منديل شفاف ليغطي الرأس ويدعى بالشركسية “شامية”.

لم تعد هذه الألبسة التقليدية مستعملة حاليا؛ لأنها كانت مصممة للمناطق الجبلية؛ لذا فهي غير ملائمة للمناخ المعتدل الموجود في (فلسطين 48)، إضافة إلى كونه غالي الثمن، فاقتصر لبسه على الفرق الموسيقية الشركسية في الحفلات والمناسبات الخاصة.

تلقاه في الجنة

ومن المعلوم عند  الشركس أنهم حين يسمعون المؤذن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مرارا يعرفون أن شخصا ما قد توفاه الله؛ فيهرعون إلى المقبرة للمساعدة في حفر القبر ولمعرفة من المتوفى.

ويلتزم الشركس بكثير من سنن الرسول عليه الصلاة والسلام عند موت أحدهم، فمثلا مغسل الأموات عندهم رجل متدين، كما أنهم يعجلون الدفن ويصنعون لأهل الفقيد الطعام، ويجتمعون لعزائهم ولكن بجملة شركسية مشهورة “إن شاء الله تلقاه في الجنة”. ومن عاداتهم عند الموت أن تقوم النساء بقراءة القرآن بين المغرب والعشاء لمدة 3 أيام في بيت الفقيد.

الدين.. من أجل لحظة واحدة

“قبل سنوات خلت كان التدين مقتصرا على الكبار” هكذا قال الشاب إسحاق حاخو -من قرية كفر كما- بلكنة شركسية، مضيفا: “أما اليوم فهناك تزايد في الإقبال على التدين وبخاصة لدى الشباب، وهذا ملاحظ من خلال المشاركة في النشاطات الإسلامية في البلاد من ترميم المسجد الأقصى إلى مشروع طفل الأقصى والمهرجانات الإسلامية، بالإضافة إلى حضور دروس  تحفيظ القرآن الكريم والسيرة النبوية واللغة العربية في المسجد وتأدية العمرات الجماعية”.

ويؤكد ذلك  الشيخ يوسف أشموز -من كفر كما- قائلا وبلغة عربية فصيحة: في هذه الأيام يقوم الشركس بجمع زكاة أموالهم وإرسالها إلى إخوتهم الشركس في دوزجة في تركيا حيث الفقر والمعاناة، وقد قاموا قبل ذلك بحملات إغاثة لإخوتهم الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والشيشان، وقبل أسبوع تم الاحتفال للعام الثاني على التوالي بحفظة القرآن الكريم، كما أنه هناك شد رحال كل شهر بشكل جماعي إلى المسجد الأقصى.

أما في المجال السياسي فيشير أشموز إلى وجود “قائمة النور الإسلامية”، ولها 3 أعضاء في المجلس المحلي في كفر كما، فهي تعمل من أجل الإبقاء على تدريس اللغة العربية في مدارس القرية والتخلص من التجنيد الإجباري للشركس، إضافة إلى نشاطاتها الكثيرة الأخرى. وعلى الصعيد النسوي فهناك إقبال ملحوظ على ارتداء الحجاب وحضور الدروس الدينية، بالإضافة إلى الالتزام بالتعاليم الإسلامية.

ولعل أجمل تشبيه لتمسك الشركس في فلسطين 48 “تحت الاحتلال” بدينهم قاله عجوز شركسي تدل تجاعيد وجهه على خبرته في الحياة: “الرجل يمسك سلاحه كل حياته من أجل لحظة واحدة”.

 


 

Share Button

القضيّة الشّركسيّة

القضيّة الشّركسيّة
 
هناك العديد من المسائل التي يتوجّب معالجتها عند القيام بالوصف الدّقيق لتشكيل مشهد متكامل عن أي موضوع من شأنه أن يشرح الموقف والظروف من كافّة الأبعاد والاحجام، وذلك من أجل ان يتفهم الفرد العادي وان يعرف الوضع الكامل والذي سوف يقدم رؤية جليّة ومفهومة والّذي من شأنه أن لا يترك أي إستفسار غير مجاب عليه من أجل أن يعكس ذلك وضعا غير مشكوك فيه ويعرض المسألة لتشكيل المشهد بطريقة منطقية.

ومع ذلك فإن القضيّة الشركسية، لا تملك أي من المذكور أعلاه فيما يتعلّق بالمعيار أو المبادئ الإيجابيّة بشأن الطريقة المنطقيّة البنّائة والّتي من شأنها أن تحل جميع وقائع الصعوبات المزمنة التي نشأت عبر نتائج 
عشرات السنين من الحروب الوحشية مع القوّات القيصرية المحتلّة الطّامعة عندما استولت الدّولة الرّوسيّة ولغاية يومنا الحاضر على كامل شمال القوقاز وبوجه خاص شركيسيا. قامت روسيا بممارسة سياساتها الامبرياليّة والاستعماريّة القائمة على التّوسّع الإقليمي ولزيادة التلاعب السياسي والاقتصادي الحاسم في شمال القوقاز وما وراءها. وكمظهر للتوسّع الغربي، فقد أنشأت الدّول الأوروبيّة امبراطوريّات سياسيّة شاسعة، ولا سيما في افريقيا وآسيا. هذه “الامبريالية الجديدة” وقعت بشكل رئيسي في المدّة بين العامين 1880 و 1900، عندما سارعت الحكومات الأوروبية بشكل محموم للاستيلاء على أراض جديدة. الرّوس ومرتزقتهم تقدّموا أيضا، لحكم ملايين السّكّان من أمم شمال القوقاز والأمّة الشّركسيّة من أجل إثبات المنافسة والوصول الى المياه الدافئة للبحر الأسود من أجل التجارة وللوصول إلى الموانئ الاستراتيجية الأخرى من العالم، ولتمدّد وتوسّع قوة عسكريّة متفوّقة، ولمنافسة سياسات دول أوروبّيّة أخرى، وللعقيدة العنصرية في التفوق السلافي كانت جميعها بين تلك الحوافز. ان العالم المتحضر انتقد الامبريالية بحدّة ووصفها بأنّها خيانة للحضارة ولمثل الإنسان العليا بالحرّيّة والمساواة.

الامبريالية الروسية خلقت ردود فعل متباينة ضمن أمم شمال القوقاز والأمم الأخرى في مناطق أخرى لا تزال مستعمرة من قبل روسيا. واحد من ردود الأفعال هو مجرد السعي لإجبار قوات الاحتلال والوكالات الأخرى المرافقة له بالرّحيل بعيدا، ولكن شركيسيا دمّرت من قبل الغزاة ككيان متكامل. الفشل العام لذلك الرّد التّمهيدي الأوّلي دفع بعض الذين بقوا في الوطن لخيار ثاني ألا وهو قبول التعامل مع الحكم الروسي، مما جعلهم يقبلون أيّ شيء تفرضه السّلطات الاستعماريّة. وكان الرد الثّالث هو رد الشّتات وهو البقاء على استعداد للعودة الى الوطن الام في أقرب وقت تسمح بها الظروف؛ ولكن مع مرور الزّمن، وتطوّرات الظّروف الدّاخليّة والخارجيّة والوضع الدولي والأزمات، بالإضافة إلى الاقتصاد والعنصرية والحالة الاجتماعية في بلدان الشتات، جعل من الضروري لشراكسة الشّتات التّحرّك لاتّخاذ الخطوات اللازمة لمنح أمّتهم القوة والوسائل اللازمة لاستعادة الحقوق المصادرة ولكن المشروعة في حق تقرير المصير.
ويبدو رغم ذلك؛ ان هنالك منافسة أو بعبارة أخرى صراعا يمكن توضيحه بأنّه عمليّة “شد حبل” بين فرقاء مختلفين، ولا سيما فريقين رئيسيّين (باستثناء الأغلبية الصامتة) ممّا يؤدّي الى اتّجاهات متعارضة مع توجّهات من شأنها بالضّرورة أن تؤدي لهدفين وغايتين مختلفتين.

المجموعة الأولى، ولنكون أكثر واقعية، فقد يكون من المعقول ذكر أن
 الفريق المنظّم والموجّه وهو الأكثر قدرة على الشر، هو الّذي سيّر الأنشطة الاجتماعية والمجتمعية الشّركسيّة لعشرات من السنوات لغاية الآن، وهم الّذين يعتبرون متعالين وهم أفراد بتفكير تجاري، في حين يقبلون بالأمر الواقع للأمة الشركسية كما هو عليه الآن، برغم ما قال فولتير: “التقدم المحرز للأنهار نحو المحيطات ليس في سرعة الرجل نحو الخطأ”، التي تشمل المسائل والترتيبات المتّخذة من جانب أطراف ثالثة وفي غياب الشّعب الشّركسي لغرض صنع القرارات المصيرية مع أفراد أنانيّين وانتهازيّين ومغرورين، وهم الّذين نصّبوا أنفسهم رؤساء للاستحواذ واتّخاذ القرارات المصيريّة والّتي تتعلق باهتمامات وطنية حاسمة مع عدم وجود المنطق والحس السليم والوعي الوطني، وفي غياب وجود الارادة الشّعبيّة. عملية صنع القرار في قضايا حاسمة ومسائل خطيرة هي للأسف ومن المحزن أنّه يقوم بها وكالات المخابرات والأفراد الذين حصلوا على تغطية أنشطتها بكل ما هو متاح من وسائل اعلام دولة الاحتلال، وغيرها من الموارد في الشتات، من قبل أولئك الذين يتنعّمون في جميع مناحي الحياة للمجتمعات الشركسية، وأنهم في معظم الوقت يوصفون بأنّهم من أصول شركسيّة؛ ولكن في حقيقة الأمر، فهم على علاقة بالأجهزة الأمنيّة لنفس سلطات الاحتلال ومن يخلفها، وهي الّتي افرغت الأرض الشّركسيّة من 90% من ساكنيها، كنتيجة للتنسيق والتّعاون مع قوى شرّيرة أخرى والّتي استفادت من النّكبة الشّركسيّة، ممّا شجّع السّلطات المحتلّة لاقتراف جرائم الابادة الجماعيّة و التطهير العرقي وكافّة أنواع جرائم الحرب، والّتي أدّت للتهجير القسري الى المنفى. مع كل الأسف لحقيقة أن هذه الأنشطة والواضح بانّها غير مسؤولة تبدو كما لو أن تلك السياسات العنيدة توضح أن التّرابط الشّركسي يبدو وكأنّه مثل التّرابط القائم بين مشجعي الفرق الرياضية أو المشاهير وهم الّذين تكون المصالح والالتزامات لا ترقى لمستوى الصّلة القويّة بين أعضاء النّقابات وأصحاب المهن. والنتيجة لمثل هكذا استراتيجيّة خطيرة وطّائشة وارتجاليّة ستكون التّعرّض الّذي لا مفر منه والوشيك لحافة الانقراض (لا سمح الله).

المجموعة الثّانية، وقد وضعت في عين الاعتبار أنّ: “الإيمان بدون أعمال يعتبرميّتا، والرغبة بدون عمل تكون خيالا”، وهي الّتي تمسك باحكام وتثير وتطالب بجدول أعمال وخطّة الهويّة الوطنيّة الشّركسيّة، في حين يجب التّعلّق بمبادئ الأخلاق والقيم الأخلاقيّة في مجال معالجة كافّة القضايا والتحديات التي تواجه الأمّة الشّركسيّة. هذه المجموعة من الأفراد المخلصين والمؤسسات المنضبطة تؤمن في أنّ: “الرياح والأمواج هي دائما الى جانب الملّاحين الأقدر”، والتي تمتد بين الوطن الأم وأجزاء أخرى من الشتات الشركسي، بحيث يمكن وصفهم بأنّهم المدافعون الحقيقيّون عن الحلم الشّركسي، وهم الحريصون دائما على استخراج المعلومات من المصادر الموثوقة لغرض تقديم الدّليل على الفظائع التي ابتليت بها الأمّة الشّركسيّة من قبل الطّغاة المحتلين. وهم يقومون على إبلاغ شعبهم عن التفاصيل التي لا تزال تحت الجمع والتّنسيق، والتي تقدّم باحتراف من خلال مختلف السبل والوسائل التي تتراوح بين وسائل الإعلام المتاحة والإنترنت والوثائق والاجتماعات و
المؤتمرات. هذا الفريق يمكن أن يوصف بأنّه ضمير الأمة الحي وقلبها النّابض، بالإضافة إلى أن ألأعضاء هم الّذين عقدت عليهم الآمال لتمكين أمّتهم من الوصول إلى شاطئ السلامة والأمان، وإلى إنجاز الحقوق المشروعة للحرية وحرية الاختيار وحق تقرير المصير.

وهناك كتّاب ومراسلون بحيث انّه ليس عندهم اهتمام بان يكونوا موضوعيّين وإنسانيّين عند الكتابة في بعض المواضيع التي تمس الأفراد والشعوب والأمم، والتي تحتاج إلى نزاهة تعكس دقّة الوصف مثل الكاتب 
اندي ماك سميث كاتب المقال بوريس الشّركسي، والّذي نشر في “الاندبندنت أون لاين”، قسم البيت المفتوح، والمؤرخ بتاريخ 10 آذار / مارس من هذا العام 2008. وبدى المقال (مع كل الاحترام) وكأنّه من الجهل و/أو اللا مبالاة لكتابة تقرير وبتحيز، وبغض النظر عما إذا كانوا يستعدون أو يخيفون أويقوموا بإذلال الآخرين في حين يخاطبون ويوزّعون بياناتهم ومعلوماتهم المسمومة والمعلومات مع هامش ممكن من الجهل عن الموضوع المتناول كاملا أو جزئيا. وأنا واثق من أن بوريس سيشعر بالفخر لوجود الدّم الشّركسي في عروقه، عندما يتأكّد من أن هذه الأمّة الفخورة والمخلصة وذات ماض لأكثر من 6000 عاما، الّذي جعله المقال المذكور ذات صلة بها، وعندما يعرف الوضع الحقيقي والظروف والاحوال الحقيقية والّتي تعرّض لها أجداده المفترضين، مما عرّضهم الى معاملة غير حضارية ولإهانة واحتقار من قبل أفراد مغرورين وجماعات ودول، الّذي كشف عن فساد الأطراف المعنية في التعامل مع المأساة الشركسية التي تطوّرت نتيجة للحرب الروسية – القوقازيّة ممّا أدّى الى نصر روسي غير مؤهّل وغير كفؤ ضد الشّراكسة وغيرهم من أمم شمال القوقاز الّذين دافعوا عن الوطن ببسالة، والّذي لم يمنع أن يكون مجموع السكان من التعرض للابادة والتهجير القسري حيث بدى أنها مؤامرة مروّعة بين الدّولة القيصريّة الروسية المعتدية وغيرها من شركائها في المؤامرة في ذلك الوقت. إن أطروحة الشّراكسة في الأردن من قبل بروس دوغلاس ماكي المؤرّخة بتاريخ يونيو/حزيران من العام 1979 ذكرت: “تاريخ كفاح الشّراكسة ضد الروس يثير حتى اليوم العواطف المتأججة عند أبناء الشّركس. ان اخضاع الأراضي الشركسية من قبل الروس والهجرة المتأتّية عن ذلك للنصف على الأقل من الشّعوب الشّركسيّة من هذه الأراضي الّتي لا تزال حيّة في ذاكرة معظمهم إن لم يكن كل شراكسة اليوم. في المقابلات التي أجريت بشأن أي جانب من جوانب التاريخ الشركسي السّياسي، يشار إلى أنها مختلطة بالفخر والأسف. “

كما أنّ جميع النّاس الواعين والمفكّرين يدركون أن الكمال أمر غير وارد، وفي ذلك المجال قال أحد الكتّاب، “الكمال لا وجود له في الواقع، ولكن فقط في أحلامنا”، انّ الظروف تتطلّب وتفرض ضرورة التّكيّف مع الواقع وحقائق الحياة التي يعيشون، ولكن لا ينبغي النظر للموضوع “كأمر واقع”، لأن ذلك سيكون بمثابة استسلام وقبول بالهزيمة عند مواجهة الصعوبات والتعقيدات. انّ قدر الشراكسة أملى عليهم دائما واجب الدفاع عن وطنهم ضد الغزاة الطامعين، وكان آخر نضال للدّفاع المشرّف ضد 
العدوان القيصري الرّوسي الوحشي والّذي انتهى في العام 1864، ممّا أدّى إلى عواقب وخيمة من الخسائر في الأرواح والممتلكات وبالتالي الوطن، والّذي يقتضي على الشراكسة مخاطبة العالم المتحضّر ومؤازرة بعضهم بعضا في الوحدة والتضامن الّذي لم يسبق له مثيل من خلال محاولة “التّكاتف والتّضامن”، للمضي قدما للمطالبة بالحقوق وتقديم القضايا ولاستعادة الامتيازات المصادرة من أجل إستعادة حقوق الإنسان المشروعة والحقوق المدنية والحقوق الدستورية والحرّيّات المدنية وفقا ل “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان“.

“الأفكار العظيمة الّتي تمارس تصبح أعمالا عظيمة”.

إيجل
29 تشرين الأول / أكتوبر عام 2008
 
Share Button

مؤسسة ثروة: الشركس يصرّون على ادعاءات الإبادة الجماعية

الشركس يصرّون على ادعاءات الإبادة الجماعية

شعب شمال القوقاز يقول أن جريمة تاريخية اُرتكبت ضده ومضت بدون تذّكر.

مارينا مارشينكولوفا ـ نالتشيك

exile

في الحادي والعشرين من أيار، أحيت جمهورية كاباردينو ـ بالكاريا الذكرى الثالثة والأربعين بعد المئة لنهاية الحرب القوقازية الدامية عام 1864، حيث يقول بعض المؤرخين أنها أسفرت عن مقتل أكثر من مليوني شركسي وإبعاد مليون آخرين على الأقل إلى تركيا والشرق الأوسط.

 

لقد اعتاد الشركس ـ أو الأديغيين ِAdygs كما يدعون أنفسهم ـ من ثلاث جمهوريات ذات حكم ذاتي في شمال القوقاز هي كاباردينو ـ بالكاريا وكرشاي ـ شركيسيا وأديغيا، على إحياء الذكرى السنوية للتأكيد على مطالبهم الداعية إلى الاعتراف بأن  قتل الشركس على يد قوات الجيش الروسي القيصري في القرن التاسع عشر هو إبادة جماعية.

 

نشطاء من حركة المؤتمر الشركسية القومية مع زعيم الحركة روسلان كيشتوف، وجميعهم يضعون شارات الحداد السوداء، ويحمل الكثيرون رايات شركسية،  تجمّعوا في حشد غير مرخّص ـ وهو أمر غير مسبوق بالنسبة لناتشيك عاصمة كاباردينو ـ بالكاريا ـ أمام النصب التذكاري للضحايا الشركس في حديقة الحرية في المدينة.

 

قال كيشتوف: “تسمع أحياناً الناس يقولون أنه من السابق لأوانه إثارة الإبادة الجماعية للشعب الشركسي كقضية، وعلينا أن نؤجّل الأمر لمدة عشر سنين أو إلى حين توفّر ظروف مؤاتية”.

 

وأضاف: “لكننا لا نلمس من الجانب الروسي أيّ استعداد لحلّ القضية الشركسية. كما لو أننا لم نكن شعباً من روسيا، بخلاف أي من جيراننا في القوقاز الذين تحققت لهم عدالة تاريخية”.

 

عمّ الغضب الكونغرس الشركسي، وذلك بعد أن أرسل طلباً للبرلمان الروسي، دوما الدولة، يسأله فيه الاعتراف “بالإبادة الجماعية للشركس”، لكن البرلمانيين الروس ردّوا بالقول أن الشركس لم يخضعوا لإبادة جماعية أثناء الحرب العالمية الثانية ـ بعد حوالي مئة سنة على الحدث الفعلي.

 

في الوقت الحاضر، ما زال الكثير من الشركس يعيشون خارج وطنهم الذي ليس فيه إلا أقل من مليون منهم. وذلك هو أحد الأسباب في أن مسألة الحصول على اعتراف بالمعاناة التي لاقوها في القرن التاسع عشر هي قضية سياسية حيّة، كما يمكن أن يُنظر إلها كتشجيع للشتات الشركسي للعودة إل روسيا.

 

زامير شوخوف، الذي يترأس منظمة شعبية تُدعى الأخوية الأديغية العالمية، أبلغ IWPR أن قضية الإبادة الجماعية تصدّرت جدول الأعمال لأن مختلف البلدان التي يعيش فيها الشركس تصبح أكثر ديمقراطية، ولذا هم يستطيعون الآن طلب حماية ثقافتهم بطريقة لم تكن متوفرة من قبل.

 

قال شوخوف: “لقد بدأ الشركس يتحدثون بانفتاح أكثر عن تاريخهم، عن ماضيهم، حاضرهم ومستقبلهم. وأعتقد أن الشعب الشركسي يمرّ الآن بفترة صحو للوعي الوطني والشعور بالهوية الوطنية. إننا أقلية في كل الدول التي نعيش فيها، بما في ذلك حتى وطننا التاريخي ـ القوقاز”.

 

وأضاف: “لقد وصلنا إلى فهم أن حفظ الأمة الأديغية يجب أن يكون الأولوية الأولى لكل وطني شركسي”.

 

وفي روسيا، تُواجَه الحملة من أجل الاعتراف بالإبادة الجماعية معارضة على العديد من المستويات. ففي وقت سابق من هذا العام، أرسل الكونغرس الشركسي رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي أواخر نيسان تلقّى الكونغرس الشركسي رداً من ممثّل الرئيس في إدارة السياسة الداخلية في المنطقة الفيدرالية الجنوبية: “التشريع الروسي لا يتضمن قوانين معيارية يمكن أن تحدد طريقة لمعالجة المشاكل التي عرضتموها في رسالتكم للرئيس”.

 

وأضاف علماء في المركز العلمي الجنوبي، الذي هو جزء من الأكاديمية الروسية للعلوم، آراءهم الخبيرة بأن الأحداث التي وقعت خلال الحرب القوقازية في القرن التاسع عشر لم تشكّل إبادة جماعية كما هي مفهومة من قبل الأمم المتحدة.

 

وكان نشطاء ومؤرخون شركس غاضبين جداً بسبب الخطط التي وُضعت لوقت لاحق من هذا العام لإحياء الذكرى الأربع مئة وخمسين لـ “الانضمام الطوعي للدولة الروسية” للجمهوريات الثلاثة مع سكانها الشركس، مناسبة دعوها “اختلاق التاريخ” بأجندة قومية روسية.

 

وتشكّى محمد خافيتسي، رئيس مجموعة Adyge Khase في كاباردينو بالكاريا: “منذ مئة سنة وسنة، قاتلت روسيا بأقصى ما تمتلك من قوة بهدف قهر الشركس. وقد غادر تسعة من أصل عشرة من الأديغيين وطنهم أو قُتلوا في ساحة المعركة.

 

وأضاف: “بل كان هناك أمر بإبادة الشركس عن بكرة أبيهم إن هم رفضوا النزول إلى السهول والعيش هناك كما أُبلِغوا. فإذا لم تكن هذه إبادة جماعية فماذا يجب أن تُدعى إذن؟”.

 

وقال خافتسي أن الاعتراف بالإبادة الجماعية سيعطي الشركس تعويضاً أخلاقياً، إذا لم يكن أمر آخر.

 

لكن هناك بعض الأصوات المتشكًكة. فسفيتلانا آكييفا، الباحثة في نالتشيك، أطلقت تحذيراً حول تعريف الإبادة الجماعية لحدث قالت أنه كان “كارثة كبرى” نتجت عن حرب تدميرية.

 

قالت آكييفا: ” يبدو لي أننا مؤخراً نسيء استخدام هذه العبارة. ينبغي أن يكون هناك معايير معينة للاختيار. وأنا أوافق على أن ما حدث كان خسارة كبيرة جداً للسلالة الجينية للشعب، لكن من الصعب القول أنها كانت إبادة جماعية فعلاً.

 

فالإبادة الجماعية هي تدمير على أساس عرقي محض، ومهما كانت درجة سوء النظام القيصري، لا أعتقد أنه وضع لنفسه هدف إبادة الشركس وغيرهم من القبائل القوقازية بأي ثمن. لكن الدولة هي تجسيد للعنف. ومن المؤسف أن هذا العنف لا حدود له. ويُظهر لنا التاريخ الكثير من الأمثلة المتطرفة لأنواع العنف التي تسبّبت في مقتل الآلاف والآلاف من الناس الأبرياء”.

 

وقدّم عثمان مازوكابزوف، مدير بوابة كافكازويب Kavkazweb الإلكترونية، حججاً على أن الاعتراف بالإبادة الجماعية يجب أن يكون متركّزاً على تحقيق نتائج عملية بالنسبة للشركس.

 

قال: “لم يعد سراً أن التحديات الرئيسية التي تواجه المجتمع الشركسي هي إنعاش الاقتصاد والحد من الفساد. فبدون قاعدة اقتصادية لن يكون بمقدور الشعب استعادة ثقافته ولغته. وفي رأيي، ذلك هو ما يعنيه الاعتراف بالإبادة الجماعية”.

 

أما فاليري خاتازوكوف، وهو ناشط معروف في مجال حقوق الإنسان في كاباردينو ـ بالكاريا، فلا يعتقد أن قضية الإبادة الجماعية ستجد لها حلاً قريباً. وهو يتوقع أنها ستصبح باطراد قضية سياسية أكثر حساسية بينما تسعى الدولة الروسية إلى تقليص سلطات جمهوريات شمال القوقاز.

 

مع إحساسهم بأن هويتهم مهددة، شنًت المنظمات الشركسة حملة ناجحة ضد المقترحات الداعية لدمج جمهورية أديغيا ذات الحكم الذاتي بمنطقة كراسنودار المجاورة.

 

وتوقع خاتازوكوف أن: “قضية الإبادة الجماعية ستلقى دعماً أقوى فأقوى في أوساط المثقفين والشباب”.

 

مارينا مارشينكولوفا: مراسلة لصحيفة Sovetskaya Molodezh في كاباردينو ـ بالكاريا.

IWPRS الخدمة الإخبارية للقوقاز

http://tharwacommunity.typepad.com/tharwareview_arabic/2007/06/post_29.html

 

 

Share Button

إستبيان مخادع

إستبيان مخادع

الاستبيان هو وسيلة أساسية لجمع معلومات وبيانات ضرورية لغرض أو أغراض معينة، والذي يعتبر وسيلة رخيصة وغير مكلفة من شأنها أن تقيم الرإي  لصانع القرار عن طريق مراقبة إسهام المشاركين، والذين يمكن أن يكونوا عدد كبير من المجيبين، من أجل الحصول على “أداة قوية للتقييم”، وهي وسيلة معقولة للوصول إلى عدد من المراجعين، وكبيرة بما يكفي للسماح بالتحليل الاحصائي للنتائج.

إن إستبيانا مصمما بشكل جيد / ومعدا سلفا، يمكن توجيهه وترشيده وفقا لأهداف من هم وراء خطة كهذه لجمع البيانات وفقا للمعلومات والأسئلة المختارة، والتي هي بدورها تختار وتقدم الاستعلام الذي يمكن أن يكون عنصر دعم للسياسات التي يتم تقييمها والتعامل معها.

 

وقد أرسل إستبيانا خادعا إلى العديد من الشركس عبر الإنترنت، والذي صدر كما ذكر عن معهد البحوث في العلوم الإنسانية، قسم علم الاجتماع، التابع لجمهورية الأديغيه والذي سيتم وصفه ومناقشته  فيما يلي:

قسم علم الاجتماع لمعهد الأبحاث في العلوم الإنسانية، في جمهورية الأديغيه، أصدر مؤخرا إستبيانا تحت عنوان “الحرب القفقاسية: التاريخ والحاضر”،  والذي بدأ بفقرة تقول: “إن أيار / مايو 2009 يشهد ذكرى 145 عاما على ذكرى اليوم الذي أغلق فيه الباب  في فصل مسمّى الحرب القفقاسية. هناك وجهات نظر مختلفة بشأن بعض القضايا المثيرة للجدل المتعلقة بهذا الحدث، بما في ذلك اسم الحرب نفسها. (ونحن بدورنا نذكر أن دراسة مماثلة كانت قد تمت من قبلنا قبل خمس سنوات. ونتائج الاستجواب الذي تم  في عام 2004، يمكن الرجوع اليه هنا)”.

 

وعند النظر إلى جدول الأعمال هذا، والّذي يبدو موجّها، وخاصة عند تقييم وفحص الصيغة والطريقة التي عرضت فيهما الأسئلة، وكأن الأجابات التي ينبغي الحصول عليها تقدم للناس، من أجل إرضاء غرور معدي الإستبيان وتضليل المشاركين فيه عبر تأطيرهم ضمن خطوط  وردود معينة. تم تصميم الخطوات بعناية، لأن النتائج النهائية المطلوبة هي الحلقة الاضعف في هذه العملية الإستبيانيّة المشبوهة!
ونُظر للإستبيان على أنّه عملية متعدّدة المراحل بدءا بتعريف خاطئ للفصول التي كان لا بد من فحص ماهيتها واستمرت مع أسئلة  المعلومات الشخصية وانتهاءا بنتائج معطاه على شكل أسئلة. فليس من المنطق أن يسأل سؤال ثم يكون الجواب الذي يريدون للمشاركين التوصل إليه، سيكون في أسئلة لاحقة بمثابة معلومة مسلم بها ولا جدال عليها.

إن استبيانا موجّها ومهنيا  ينبغي أن يكون في جودة الإستفسارات التي يتضمّنها. إلّا أن المنظمّين هنا ضمّنوا طرحهم للمشاركين، أسئلة إفتراضية وشبه  ديموغرافية، وذلك من أجل أن تستخدم لربط الأداء والإرتياح بين المشاركين. عندما يشعر شخص بأنّه غير مرتاح، فإن ذلك المشارك سوف لن يثق أو يهتم  بالموضوع بشكل كامل، كون الأهداف المستهدفة لا أخلاقية وغير مفهومة وليست خالية من التحيّز، فالأخطاء المقصودة تتسبب في تغييرات كبيرة في المعنى والتفسير.

وكانت كافّة الأسئلة من نوعيّة “الصّيغة المغلقة” التي تقيّد الجواب والمعطى سلفا، إلا أنه أسهل لمنظمي الإستبيان وأكثر فائدة لجدول أعمالهم، لأنه من السهل التصرف كما لو أنهم يحسبون النسب المئوية وغيرها من البيانات الإحصائية الصعبة على كامل المشاركين. كما أن الأسئلة ذات الصيغة المغلقة تسمح للمنظمين تصفية (فلترة) الإجابات غير اللازمة وغير المرغوب بها والتي يمكن أن تحدث في الأسئلة ذات نوعيّة “الشكل المفتوح”، ولكن من ناحية أخرى، فإنه يعتبر وضعا مثاليا لأنه يتيح للمشاركين هامشا من الحرية للإجابة على الأسئلة بحرية ومن دون طرق مختصرة أو خطوط حمراء.

يمكن وصف المسألة برمتها على أنها:

غير واضحة، والتي جلبت معلومات بطريقة غامضة.

هناك الكثير من الأسئلة الموجّهة التي تؤدي إلى أسلوب معين من الرد.

أسئلة بصيغة تخلو من المفهوم  الإيجابي أو السلبي.

أسئلة إفتراضية، والتي كانت قد بنيت على التخمين أو الخيال، حيث تحمل المشاركين على التفكير في الرد الذي لم يوضع بعين الإعتبار من قبل.

هيبة الانحياز، والّذي يسمح باتجاه المشاركين في الاجابة على نحو يجعلهم يشعرون على نحو أفضل، وأحيانا، لن يكون هناك سبيل لصياغة سؤال بحيث تكون كل الإجابات نبيلة! وكذلك فإن الإستبيانات المكتوبة التي ترسل إلى المشتركين بالبريد تعتبر افضل لراحة المشتركين. وكلّما بعدت عين الباحث الناقدة أبعد الحرج، فيكون الوضع أكثر ملاءمة لمقدّم المعلومات.

الأسئلة والأجوبة متعددة الخيارات ستعرض في ما يلي، كما عرضت في الاستبيان المذكور:

1. في رأيك: أي إسم يعكس هذا الحدث التاريخي أفضل من غيره؟
(  ) الحرب الروسية-القفقاسية
(  ) الحرب القفقاسية
(  ) من الصعب الإجابة

الردود المقدّمة تبين طريقة إختيار، واحد من ثلاث إجابات من شأنها أن تظهرللوهلة الأولى  أن ذلك إجراءا صادقا متعدد الخيارات.

2. هل أنت مهتم في الأحداث التاريخية من القرن التاسع عشر؟
(  ) نعم ، أنا مهتم
(  ) نعم إلى حد ما أكثر من لا
(  ) لا إلى حد ما أكثر من نعم
(  ) يجب أن أكون مهتما
(  ) لست مهتما

منظمو الإستبيان يبحثون عن النسبة المئوية للناس الذين يهتمون لمثل هذه الأحداث التاريخية.

3. الحرب القفقاسية كانت ضرورية لروسيا من اجل الحصول على مخرج  إلى البحر الأسود وللدفاع عن أراضي القفقاس.
(  ) أوافق
(  ) أكاد أوافق
(  ) أكاد لا أوافق
(  ) لا أوافق
(  ) من الصعب الإجابة

الطريقة التي اتّبعت في هذا النوع من الأسئلة التي تضفي معلومات موجهه الى المشاركين، لم تعط مجالا لايجاد الرد الملائم.

4. وكانت الحرب القوفاسية عدوانية من جانب روسيا.
(  ) أوافق
(  ) أكاد أوافق
(  ) أكاد لا أوافق
(  ) لا أوافق
(  ) من الصعب الإجابة

في هذا السؤال، واصلت اللجنة المنظمة للإستبيان الوسيلة الإعلامية، والتي لم تجد مفرا من ان تؤلف السؤال وفي نفس الوقت تحاول في الوقت نفسه تشكيل طريقة تجعل المشاركين يذهبون الى القبول بالإسم الذي يطلق على الحرب في الأسئلة القادمة.

  1. الحقيقة هي أن نتيجة للحرب القفقاسيّة، أعطي الشعب في شمال القفقاس الفرصة “للتقرب” من الحضارة.

(  ) أوافق
(  ) أكاد أوافق
(  ) أكاد لا أوافق
(  ) لا أوافق
(  ) من الصعب الإجابة

مرة أخرى، فإن الحرب دعيت من قبل منظمي الإستبيان: ب”الحرب القفقاسية”، ثم اضافت معلومات مسمومة في طريقة مبتذلة والتي نسّقت من خلال السؤال لتصل إلى إدّعاء روسي والذي هو إدّعاء غير صحيح  بشكل قاطع.

6. ولو لم تكن روسيا قد سيطرت على شمال القوقاز، فإنّ دولا أخرى كانت ستفعل ذلك.
(  ) أوافق
(  ) أكاد أوافق
(  ) أكاد لا أوافق
(  ) لا أوافق
(  ) من الصعب الإجابة

هذا السؤال يلمس حافة إدّعاء روسي آخر بشأن مصالح لدول أخرى في منطقة القفقاس،  الأمر الذي جعل منظمي الاستبيان يبيّنون بأن روسيا كانت تتنافس مع الآخرين الذين كانوا يفكّرون في احتلال القفقاس.

  1. لم تكن الحرب القفقاسية عادلة من كافّة جوانبها، وأدت إلى إبادة الشراكسة.

(  ) أوافق
(  ) أكاد أوافق
(  ) أكاد لا أوافق
(  ) لا أوافق
(  ) من الصعب الإجابة

يصف المنظمون الحرب مرة أخرى، بأنها حرب قفقاسية، وقدموا وصفا عائما يكون في وصفه المنطقي من شأنه أن يؤدي إلى معنى آخر، وخاصة في الأسئلة التالية.

8. أي من الأسماء الواردة أدناه، من التي لها علاقة بالحرب، وأقل دراية لك به؟
(  ) أفديكيموف
(  ) لازاريف
(  ) زاس
(  ) حاجي جرندوق برسيق
(  ) شيريتلوك توغوزوكو كازبك
(  ) سفربي زانوكو
(  ) محمد أمين
(  ) شاميل
(  ) إيرمولوف
(  ) رافسكي
(  ) من الصعب الإجابة

الأسماء المعطاه هي مختلطة لقادة مجرمين روس وبعض قادة المقاومة في شمال القفقاس، وذلك من أجل الحصول على عينة عن معلومات المشاركين عن بعض الجوانب. هذه الطريقة وكأنها تخلط بين الخير والشر. هناك محاولات لمعرفة نوعية معلومات وذاكرة المشاركين من أجل الإجراءات المستقبلية، استنادا إلى النتائج!

9. في رأيك: بأية أبعاد يمكن أن يواجه سكان الأديغيه ومنطقة الكوبان “الآثار” السلبية للحرب القفقاسية في الحياة العصرية؟ (يمكن الإجابة بإجابة واحدة  أو إجابتين)

 

(  ) في العلاقات الدولية
(  ) في النّصب التذكاريّة وأسماء بعض المستوطنات
(  ) في عودة العائدين إلى وطنهم الأم التاريخي
(  ) في اتخاذ إجراءات لمكافحة الإرهاب في الشيشان
(  ) من الصعب الإجابة

هذا الوسيلة الشريرة لتوجيه الأسئلة، تعطي معلومات خاطئة ومضللة في إطار المواضيع التي يتم تناولها، بطريقة وصف منطقة كوبان (الطريقة التي يصف بها الروس ذلك الجزء من شركيسيا)، ومرة أخرى في وصف الحرب القفقاسية ويراد من خلال وصفها هذا لجعلها كما  وأنها الإسم الصحيح  لتلك الحرب الإستفزازية الروسية. الموضوع ليس مجرد آثار سلبية على هذا النحو، ولكن النتائج المترتبة على جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وضمن أبعاد “الحرب الشاملة” لأكثر من قرن من الزمان.

10. من المعروف أن الحرب، أيا كانت، تذكر في حد ذاتها بفترة طويلة. في رأيكم، ما هي الإجراءات التي ينبغي القيام به للقضاء على الآثار السلبية التي لا تزال ماثلة للآن من الحرب القفقاسية؟ (يمكن إختيار واحدة أو إثنتين)

 

(  ) نشر الكتب؛ كتب النصوص التاريخية التي تكشف الحقيقة خول أحداث الحرب القفقاسية.
(  ) الاعتراف بالإبادة الجماعية للشركس في منظمة الامم المتحدة وفي أجهزة الدولة والسلطة في روسيا.
(  ) إستعادة الأسماء التاريخية والجغرافية للمستوطنات ومناطق كوبان ومناطق الأديغية.
(  ) جعل ذكرى يوم 21 أيار / مايو (يوم انتهاء الحرب) من كل عام يوما للذكرى ضحايا الحرب.
(  ) التغلب على الآثار السلبية للحرب مع شعب أديغيا ومنطقة كوبان.
(  ) تخفيف المبالغة في هذا الموضوع.
(  ) نسيان هذه الحرب،  لأنه يوجد هناك عدد قليل جدا من الدول التي لم تقاتل بعضها بعضا.
(  ) من الصعب الإجابة

في هذا السؤال، كما لو كان المنظمون يشعرون بالخجل من ذكر الأرقام عند استخدامهم تعبير الحرب الطويلة الذي استخدم دون استخدام مصطلحات دقيقة في ذكر حرب ال 101عاما الطويلة التي دارت بين الامبراطورية الروسية والشركس، والجزء الثاني من السؤال الذي يحمل خطأا  معلوماتيا فيه مزيدا من التضليل، عندما يطلب رأي المشاركين حول الإجراءات التي ينبغي القيام بها للقضاء على ما يسمى الآثار السلبية التي لا تزال قائمة عن تصورهم ل “حرب القفقاس”! ولا يزالوا يريدون المساعدة من الضحايا الجزئيين المشاركين وهم المنحدرين المباشرين من الضحايا، ليقولوا للمحتلين ما يجب عمله من أجل الخروج من محنتهم.

11.  في رأيك: هل يأخذ المركز الاتحادي بسياساته في شمال القفقاس  في عين الإعتبار، الدروس المستفادة من الحرب القفقاسية؟ وإلى أي مدى؟

 

(  ) نعم، يأخذ
(  ) على الأغلب يفعل، بدلا مما لا يفعل
(  ) على الأغلب لا يفعل، بدلا من أنه يفعل
(  ) لا يأخذ ذلك في عين الاعتبار مطلقا
(  ) من الصعب الإجابة

في هذا السؤال،  يحاول المنظمين إقحام عنوان “المركز الإتحادي”، والسياسات الموصوفة في شمال القفقاس؛ لكن من جديد، فإن تعبيرهم الذي يعتبر علامة تجارية “حرب القفقاس” قد استخدم.

 

الأسئلة الشخصية التالية والتي تحتاجها المعلومات الاحصائية، وذلك لغرض التعرف على الذين يهتمون بهذا النوع من الأنشطة والتوزيع الجغرافي والعمر والجنس في هذه المسألة، والتعليم وتركيز الجاليات الشركسية في مختلف البلدان والجنسيات جميعها يعني الإحتلال، إلى جانب مصادر الدخل، وذلك من أجل أخذ رإي عينة من الناس عن السياسات الإمبريالية الروسية، ولكن من دون تسمية الأشياء بعناوينها الحقيقية:

الرجاء إعطاء بعض المعلومات عن نفسك:

12.  نوع الجنس الخاص بك:
(  ) ذكر
(  ) أنثى

13. عمرك:
(  ) تحت 19
(  ) 20- 29
(  ) 30 – 39
(  ) 40 – 49
(  ) 50 – 59
(  ) 60 أو أكبر

14. مستوى التعليم الخاص بك:

(  ) عدم إكمال الدراسة الثانويّة (8 فصول وأقل)
(  ) الدراسة الثانويّة (إنهاء الدراسة، مدرسة متخصّصة)
(  ) دراسة ثانوية مهنية (مدرسة مهنية)
(  ) دراسات عليا (مكتملة أو غير مكتملة)

  1. ما هي جنسيتك؟

(  ) أديغة
(  ) ممثلا لأي جنسيّة قفقاسية أخر
(  ) ممثلا لأي جنسية سلافية أخرى
(  ) ممثلا لشعب آخر

 

  1. ما هي مهنتك؟ ما هو مصدر دخلك؟

(  ) الولايات المتحدة الأمريكية
(  ) بريطانيا العظمى
(  ) ألمانيا
(  ) سوريا
(  ) الأردن
(  ) تركيا
(  ) اسرائيل
(  ) فرنسا
(  ) أخرى
من الجيد العلم  بأن هذا الإستبيان الموجّه المشبوه قام بطرح المفهوم الإستعماري الروسي بالتفريق بين الأمّة الشركسية، بوصفه في السؤال التاسع شعب الأديغيه وحوض الكوبان ناسيا، أو بالأحرى متناسيا أن هذا الجزء من االشعب هو جزء من الأمة الشركسية المنتشرة في أجزاء شركيسيا التاريخية والإغتراب الشركسي، ومن المهم تذكير المستعمر الروسي العنيد أن الشراكسة متواجدون بين نهر الكوبان شمالا إلى البحر الأسود جنوبا ومن أرض قبيلة القبرديه الشركسية شرقا إلى أنابا غربا، وهنالك أثنتا عشر قبيلة شركسية لها تاريخ أسود وأحداث مأساوية مع من رضي أن يكون محتلا ومستعمرا ومجرما، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 

عند ارتكاب أعمال التدمير والسرقة والمصادرة والقتل والتطهير العرقي والإبادة الجماعية والترحيل القسري، والتي طالت الملايين من الشركس، في النهاية، الدولة الاستعمارية الروسية، وبدلا من تقديم الاعتذارات والاعتراف بالإبادة الجماعية والأخطاء والجرائم الأخرى،  وعرض المصالحة والسلام، فهي تصف بجرأة ووقاحة، الأعمال المشينة ضد الإنسانية كما لو أنّها تجعل أي شخص لأن يصبح أقرب إلى الحضارة!

ومن هو أقرب إلى الحضارة في هذه الحالة؟ هل هو الضحية أم المجرم؟

 

وُجد الشركس لأن يستمروا في الحياة لأن تلك هي الطريقة التي من خلالها عرفوا ماهيّتهم. ويجب أن يتذكّر المعتدون أن الأمة الشركسية وجدت منذ أكثر من 6000 عام على الرغم من الصعوبات والتحديات، مع الأخذ في الحسبان أن أمم وشعوب أخرى قد حان وقتها  فانقرضت، والمهم هو أننا يجب أن نستمر على الرغم من العقبات الماثلة أمامنا، ومن أجل الإستمراريّة، نستذكر ما يلي: “السباق ليس دائما بالسرعة، ولكن للذين يستمرّون بالركض”.

 

وقال تشارلز داروين في بقاء الأنواع: “انها ليست أقوى الأنواع التي تبقى على قيد الحياة، ولا أكثرها ذكاءا، ولكن أكثرها استجابة للتغيير”.

إيجل
12 تموز / يوليو 2009
مجموعة العدالة لشمال القوقاز

 

منقول عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز


تعليقات – تـتـمـّة


[ Posted by عابر البحر الأسود, July 31, 2009 5:37 PM ]
ما هذا الفرانكو-أراب الذي يمثل الهذيان المتقطّع والذي تمكّن أحد الشبائه أخيرا من التوصل إليه وقد تنادت أقرانها للدفاع عن المخادعين والغادرين؟ وإنّه ليس من العدل والإنصاف أن يقوم المعلّق باستعمال إسم السّميّ الذي يذكّر بالأمجاد الشركسيّة من أجل لملمة بعض الحشرجات البائسة والتي بدت وكأنّها تخرج من أعماق الجحر المعهود. إن كلمة خاسرون التي تم إستعمالها تكمن في أنها تذكّر بخسارة الوطن الشركسي في القوقاز المحتل

[ Posted by شركسي مهاجر, August 01, 2009 3:43 PM ]
أستغرب من هذا المنطق المستخدم من قبل من فقد الإحساس بالعزة والكرامة، فمن لا وطن له أو من هو مستعد للتنازل عنه، فهو لا عزّة ولا كرامة له، ومن خسر الوطن خسر الكرامة والعرض والإحترام، وثعالب ماكرة شاركت في قتل أمتي لا تزال تعيث في كيان الأمة الشركسية خرابا وفسادا ودمارا من خلال المدسوسين والموتورين والعملاء. فرويدا رويدا، لأن مروّجي الإشاعات والأصوات النشاز التي تتحرك ضمن أهداف آنية وأنانية، سوف تدوسهم عجلات التغيير في الأيّام المقبلة وسينتهوا إلى مزابل التاريخ هم وأسيادهم من غير رجعة، ولن يبقي في ذاكرة الزمن سوى هؤلاء الغر الميامين، أصحاب البلاد الحقيقيين. وعلى الدجالين والحاقدين والمتآمرين اللعنة والتي ستلاحقهم في حياتهم ومماتهم، لأن التنكر للوطن والتهاون في قبول استمرار عذابات أهله في التشرد القسري عنه في خمسين دولة من دول العالم بما فيها الوطن الام غير مقبول لكل أصحاب الضمائر الحية، وقد قال الشاعر نزار قباني عن بلده: “لو شرحتم جسدي لسال منه، عناقيد، وتفاح.. وددت لو زرعوني فيك مئذنة، أو علقوني علي الأبواب قنديلا” وشكرا للموقع

[ Posted by صابر, August 04, 2009 1:22 AM ]
يعبر البعض بطريقة ما بأنّهم شاهدوا أو قاموا بالإستجابة وأجابوا على أسئلة الإستبيان بغض النظر عن الهدف منه، أو أنهم يؤيّدونه لسبب أو لآخر، ولكن للأسف بلغة إنجليزية ركيكة تكاد الكلمات والجمل تتفكك عن بعضها البعض ما يؤدي لخلوها من أي مدلول أو معنى، فلا يفهم أحد ما المعنى المقصود، وحري بالذي يتكبد جهد إدلاء دلوه بلغة أجنبية غير مفهومة أن يكتب باللغة العربية لأنّها اللغة المستعملة في هذا لموقع ليفهم الجميع ما أراد أن يعبر عنه. فكيف يقوم شخص ما بالتبرع بالإجابة على مثل تلك الاستبيانات المعدة من قبل بيوت الخبرة في هذا المجال وهم، أي المتبرعون لا يتقنون اللغة المستعملة في الإستبيان! على هؤلاء إحترام أنفسهم وكذلك ذكاء وفطنة الآخرين، وإني أطالب موقع “أخبار شركيسيا” بحذف التعليقات الغير مفهومة والتي هي ليست باللغة العربية

[ Posted by admin, August 04, 2009 3:26 PM ]
يأسف الموقع لاضطراره شطب التعليقات التي لم يتمكن أصحابها من أبداء رأيهم وصياغته بلغة سليمة

[ Posted by messenger, January 07, 2010 1:57 PM ]
أرجو من القائمين على هذا التحليل بعث نسخة منه باللغة الشركسية أو الروسية للسيد روسلان أسخادوفيتش رئيس معهد العلوم الأنسانية في جمهورية الأديغيه ليتم الرد عليه
e-mail adress: danna@zmail.ru or arigi@adygnet.ru

[ Posted by The Black Neon, January 17, 2010 4:30 AM ]
و أنا مع التعليق الأخير… ليس من الفروسية ولا من أخلاق الفرسان أقامة معارك جانبية بعيدة عن ساحة الحرب ليس فيها سوى طرف واحد يحارب طواحين الهواء…
ليكون النقاش واقعياً و منطقياً من حق البروفيسور روسلان أن يرد على هذه الاتهامات الطائشة

[ Posted by anti loosers, February 03, 2010 6:37 AM ]
هذة الأتهامات الموجهة لا أرى فيها و من وجهة نظري أصل من الصحة و عيب عليكم تحكوا عن بروفيسور قضى معظم عمره في البحث و العمل لصالح الشراكسة …… أتوقع بأن هذة الأتهامات غير موجهة فقط للبروفيسور رسلان و انما هي تعكس مدى الحسد و الغيرة من اللذين قاموا بنشر هذا المقال و توزيعه على شراكسة العالم من خلال الأنترنت

 

Share Button

هيكو: التّقارير والشّهادات عن الحرب الرّوسيّة – الشّركسيّة والإبادة الجماعيّة الشّركسيّة

التّقارير والشّهادات عن الحرب الرّوسيّة – الشّركسيّة والإبادة الجماعيّة الشّركسيّة 

ترجمة: عادل بشقوي

4 مايو/أيار 2009

التّقارير والشّهادات عن الحرب الرّوسيّة – الشّركسيّة والإبادة الجماعيّة الشّركسيّة

الدوق الأكبر مايكل (ميخائيل رومانوف ألكسندروفيتش): “نحن لن نترك واجباتنا معتقدين أن الجبليّين لا يستسلمون. القضاء على النّصف، والنّصف الآخر في حاجة إلى تدمير.”

رئيس الأركان العامّة لجيوش القوقاز مليوتين (ديمتري): “يجب علينا أن نرسل الجبليّين بالقوة إلى الأماكن الّتي نريد. إذا احتجنا، ينبغي لنا أن نرحّلهم / ننفيهم إلى منطقة دون. هدفنا الرئيسي هو إسكان الروس في المناطق المشرفة على جبال القوقاز. لكن يجب ألا نسمح للجبليّين أن يعرفوا ذلك.”

في رسالة بعثها إيرل يفديكيموف إلى وزارة الحرب في أكتوبر 1863 قال فيها: “يجب علينا الآن تنظيف قطاع الشّاطئ كجزء من خطّتنا للسّيطرة على غرب القفقاس” (من محفوظات تاريخ الدّولة).

المؤرّخ الرّوسي سولوجيين (من أصل أرمني): “نحن لن نتخلى عن قضيتنا فقط بسبب عدم إستسلام الجبليّين. كان يجب تحطيمهم للتّمكّن من أخذ أسلحتهم. العديد من القبائل أبيدت تماما خلال الحرب الدّمويّة. وبالإضافة إلى ذلك، العديد من الأمّهات كانوا يقتلون أطفالهم حتى لا يعطيهنّ لنا.

المؤرّخ الرّوسي زاهاريان (من أصل أرمني): “الشّركس لا يحبّوننا. ونحن نفيناهم  من أراضيهم في المروج المفتوحة. لقد دمّرنا بيوتهم وتمّ إبادة العديد من القبائل تماما.”

المؤرّخ  الرّوسي :ي.د. فيليسين:  كانت تلك حربا حقيقيّة ووحشيّة. مئات القرى الشركسية أضرمت فيها النيران. وتركنا خيولنا تسرح فوق محاصيلهم وحدائقهم لتدميرها، وفي نهاية المطاف، تحوّلت الى أثر بعد عين.”

إيرل ليف تولستوي: “دخول القرى في الظلام أصبح أمرا عاديّا بالنّسبة لنا. الجنود الرّوس كانوا يدخلون المنازل واحدا تلو الآخر في الّليل وتحت جنح ظلام. هذه المشاهد وما تلاها كانت مشاهد مرعبة حيث أن أي من المراسلين لم يكن شجاعا بما فيه الكفاية ليذكرها.”

من مجموعة المعارضة  ن. ن. ريفسكي: الأشياء الّتي فعلناها في القوقاز شبيهة جدا بالامور السّلبيّة التي فعلها الإسبان خلال الحرب في الأراضي الأميركيّة. وأتمنّى من الله عزّ وجل أن لا يدع  أي علامات دم في التّاريخ الرّوسي.

في رسالة التّهنئة من القيصر الكسندر الثّاني إلى إيرل يفديكيموف: “لقد قمتم بتنظيف وتدمير الشّعوب الأصليّة المتمرّدة في غرب القوقاز في السّنوات الثّلاث الأخيرة. سنستطيع استرداد تكلفة هذه الحرب الدّموية الطّويلة من هذه الأراضي الخصبة في وقت قصير جدا.

“كتيبة روسيّة وبعد استيلائها على قرية توباه على نهر سوباشي، وكان يسكنها نحو مئة من الأبزاخ (قبيلة من الشّركس) بعد استسلام هؤلاء كأسرى، ذبحوا جميعا على يد القوّات الرّوسية. ومن بين الضّحايا كانت هناك إثنتان من النّساء في مرحلة متقدّمة من الحمل وخمسة أطفال. الكتيبة المذكورة تتبع إلى الجيش التّابع إلى كونت إيفدوكيموف (يفديكيموف)، ويقال بأنّها تقدّمت من وادي بشيش.”

“وفيما القوات الرّوسيّة تكسب الأراضي على الساحل، فإن المواطنين الأصليّين لا يسمح لهم البقاء هناك تحت أي ظرف، بل إنّها مضّطرة لتنتقل إما إلى سهول نهر الكوبان أو الهجرة إلى تركيّا”، الإشارة:
(F.O. 9-424, no 2, Dickson to Russell, Soukoum Kale,17 March 1864) .

جان كارول: “إن الإخضاع الرّوسي للقوقاز لهو مثال مرعب من أزمنة البربرية. استغرق ستّون عاما من الإرهاب العسكري والمذابح لكسر مقاومة الجبليّين القوقازيّين.”

حاخورات س. ي. – ليشكوف ل. س. في كتابهما بعنوان أديغايا: “إدارة القيصر رحّلت / نفت مئات الآلاف من الشّركس من وطنهم الأم في القوقاز. طردوا الأمم الجبليّة من وطنهم الأم عن طريق حرب دموية.”

الدّوق الأكبر مايكل: في نهاية الحرب، وعندما جاء الدوق الأكبر مايكل الى القوقاز، زاره الشّيوخ الشّركس وقالوا له إنهم هزموا، وطالبوا بأن يسمح لهم بالعيش في أراضيهم مع قبولهم بالإدارة الرّوسيّة. الجواب الّذي أعطاه الدوق الأكبر مايكل كان: “أنا أعطيكم مهلة شهر. في شهر واحد، إمّا أن ترحلوا إلى الأراضي التي ستعرض عليكم فيما وراء نهر كوبان، أو تذهبون إلى أراضي الأمبراطوريّة العثمانيّة. القرويّون والجبليّون الذين لا يغادرون المنطقة السّاحلية في خلال شهر واحد ستتم معاملتهم كأسرى حرب.”

صحيفة سان بطرسبرغ الرّوسيّة: “لقد بدأوا يهربون عبر السواحل التي خلّدت سابقا من قبل مقاومتهم ودفاعهم. لم يعد ثمة ما يدعى بشركيسيا.جنودنا سيعملون على تنظيف بقايا في الجبال في وقت قريب جدا والحرب ستنتهي في وقت قصير.
ديكابرست لورير: زاس، وبالقرب من معسكره، وعلى رأس تلّة صغيرة معدّة خصيصا، تمّ تثبيت رؤسا شركسيّة على أسنّة الرماح، وتركت لحاهم تحلّق في الهواء. كان مزعجا للغاية رؤية هذا المشهد. وفي يوم من الأيّام، وافق زاس على إزالة الرّؤوس عن الرّماح بعد طلب من سيّدة ضيفة، وكنا ضيوفه أيضا في ذلك الوقت. عندما دخلت غرفة الدراسة الخاصّة بالجنرال، صدمت برائحة قوية وتثير الاشمئزاز. تبسّم زاس وقال لنا إن هنالك صناديق تحوي رؤساء قد وضعت تحت سريره. بعدها سحب صندوقا كبيرا موجودا فيه رأسين يبدوان رهيبين وبأعين كبيرة. سألته لماذا يحتفظ بهما هناك. فأجاب: “أنا أقوم بغليها وأنظّفها وأرسلها إلى أصدقائي الأساتذة في برلين لدراسة التّشريح”.
النّساء القازاخستانيّات الرّوسيّات كانت تسير في ميادين القتال ويقومون بقطع رؤوس الرّجال الشّركس، بعد إنتهاء الحرب. الجنرال زاس، الألماني الأصل كان يدفع لهم مبلغا جيّدا من المال لفعل ذلك. إلى أنه حذّر من قبل مسؤوليه للإقلاع عن ذلك، واصل زاس غلي وتنظيف وإرسال عدد كبير من الرّؤس إلى برلين.

صحيفتي ترجمان أحوال وتصوير أفكار (ترجمان أحوال وصورة الأفكار): “الروس دمروا كل القوقاز. وأضرموا النّيران بالقرى. وكانوا ينفونالسّكّان الأصليّين من ديارهم بعد الحرب”.

المراسل الفرنسي أ. فونفيل: “كان هم البحّارة الكسب السّريع. كانوا يسمحون إلى 200-300 شخص في السفن التي لها قدرة على إستيعاب 50- 60 راكبا. الناس تركوا مع قليل من الخبز والماء. كان ذلك كل ما يستهلك في 5-6 أيّام، ثمّ داهمتهم الأمراض الوبائيّة من الجوع، وكانوا يموتون في الطريق إلى الإمبراطورية العثمانية، وهؤلاء الذين كانوا يموتون يتمّ إلقائهم في البحر. السفينة التي بدأت رحلتها مع 600 شخص وصلت ومعها 370 شخصا على قيد الحياة.”

قبائل الوبخ والفغت* كانوا سريعين بالرّكوب للتّوجّه إلى طرابزون. في واقع الأمر، بعد أن كانت أراضيهم قد خرّبت بالحديد والنّار، كانت الهجرة إلى تركيا هي البديل الوحيد المتاح لهؤلاء الجبليّين الذين يرفضون نقلهم إلى سهوب نهر كوبان والمساهمة دوريّا للميليشيا.  الإشارة: (F.O. 881-1259, Dickson to Russell, Soukoum Kale, 13 April 1864)

معظم الأبخازيّين، كان الرّوس قد  نهبوا منهم كل شيء قبل الشروع بالرّكوب وكان بالكاد قد سمح لهم بجلب ضروريات الحياة المسموح بها لفترة قصيرة. في العديد من القرى، وخاصة في منطقة زبلده، أحرقت مساكنهم بشكل عشوائي من قبل الجنود القوزاق والممتلكات الأخرى انتزعت بالقوّة أو بيعت لتجار روس بالإكره وذلك بأسعار رمزيّة. الإشارة: (F.O. 97-424, # 13, Palgrave to Stanley, Trabzon, 16 May 1867)

العقيد البولندي تيوفيل لابينسكي: “وضع النّاس المنفيّين كان يتحوّل الى كارثة. الجوع والأوبئة كانت في ذروتها. المجموعة الّتي وصلت إلى طرابزون انخفض عددها من 100000 إلى 70000 شخصا. 70،000 شخص وصلوا الى سامسون. حصيلة القتلى في اليوم الواحد كان نحو 500 شخص. وكان هذا العدد نحو 400 في طرابزون. 300 شخص في مخيم غريد، وعدد القتلى يوميا في أكاكيل وساريدير حوالي 120-150 شخص. الدكتور الايطالي بروزي في تقريره يذكر ملاحظتة الهامّة التّالية: الناس يحاولون البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة باستعمال الأعشاب وجذور النّباتات وفتات الخبز.”

الباحث الرّوسي أ. ب. بيرج: لن أنسى أبدا أل 17000 شخصا الّذين رأيتهم في خليج نوفوروسيسك، وأنا واثق من أنّ الذين شاهدوا وضعهم لن يستطيعوا إحتمال ذلك وحتما سينهاروا بغض النظر عن الدّين الّذي ينتمون إليه، سواء كانوا مسيحيّين أو مسلمين أو ملحدين. في الشّتاء البارد وفي الثلج ومن دون بيت ومن دون طعام وبدون أيّة ملابس مناسبة، هؤلاء النّاس كانوا في متناول أمراض التيفوئيد والتيفوس والحماق (جدري ماء). الرّضّع كانوا يبحثون عن الحليب في جثة الأم الميّتة. هذه الصّفحة الرّهيبة السّوداء من تاريخ روسيا سبّبت ضررا بالغا للتّاريخ الأديغي. والنّفى تسبّب في انقطاع في التّاريخ الاجتماعي والاقتصادي والتّطوّرات الثقافيّة وفي عمليّة أن يصبحوا اتحادا سياسيّا / كونفدراليّا موحّدا.”

المبعوث الإنجليزي إيرل نابيير: “السلاف وغيرهم من المسيحيين تم توطينهم في الأراضي التي أفرغت من الشّركس.”

القنصل الإنجليزي غيفورد بالغريف: “لقد تجوّلت عبر أبخازيا كلّها وذلك في يوم السابع عشر من نيسان / أبريل من عام 1867. ومن المؤلم جدا أن نشهد تدمير أراضي أبخازيا ونشهد إبادة الشعب الأبخازي الّذي ذنبه الوحيد أنّه غير روسيّ.”

القنصل الإنجليزي ب. ها. لانج: “عندما غادر 2718 شخصا ميناء سامسون للذّهاب إلى قبرص وصل منهم 853 وهم موتى والآخرين لا يختلفوا كثيرا عن أنّهم ميّتون. الحصيلة اليوميّة للوفيات حوالي 30-50.”

من كلمة عضو البرلمان الإنجليزي م. أنستي: “إنّي ألوم لورد بالمرستون لخيانة شركيسيا، الّتي إلتزمت الثّبات مع إنجلترا حيث كان يفترض بوجود علاقات تجارية مع إنكلترا. وقد قمت بخيانة إنجلترا أيضا بالتّسليم لإعطاء شمال القوقاز المستقلّة لروسيا في الوقت الذي كنت تعرف فيه عن مصالحنا في الهند.”

8  سنوات لاحقة خلال تحدّث لورد بالمرستون في نفس البرلمان: “أعزّائي الّلوردات، صحيح أنّنا تركنا الشّركس وحدهم في محنتهم الرّهيبة. مع أنّنا كنّا نريد المساعدة منهم وقد إستعملناهم.

بينسون: “النّسبة المئويّة لوفيات الشّركس على طول سواحل البحر الأسود حوالي 50 ٪. 53000 شخصا لقوا حتفهم في طرابزون وحدها. ولا نعرف كم عدد السّفن التي هي في حقيقة الأمر “مقابر عائمة” وقد غرقت. ان عدد العائلات الّتي نفيت من القوقاز الى منطقة البلقان تعد نحو 70.000. أدرنة: 6.000 وسيليستر – فيدن: 13.000 ونيش – صوفيا: 12.000 ودبروفكا – كوسوفو – بريشتينا – سفيستا  42.000 عائلة. المجموع حوالي 350.000 نسمة. ونسبة الوفيات حوالي 15-20 ٪.”

ي. أبراموف في كتابه المعنون الجبليّين القوقاز: “لا توجد كلمات لوصف حالة الجبليّين في تلك الأيام. قتل الآلاف منهم في الطّرقات، وتوفّي الآلاف منهم بسبب المرض والجوع. وكانت المناطق السّاحلية مليئة بالنّاس الذين لقوا حتفهم أو على وشك الموت. ألأطفال الذين يبحثون عن حليب الأم في جثث الأمّهات الباردة والميّتة، والأمّهات ألّاتي لم يتركن أطفالهن من أحضانهن بالرّغم من أنّهنّ موتى من البرد، والنّاس الذين لقوا حتفهم في حين أنهم ضمّوا بعضهم بجانب بعض للحصول على الدّفئ، أمثلة على المشاهد الّتي كانت تعتبرعاديّة في سواحل البحر الاسود.”

أ. دازاروف الرّوسي: “ان نصف الذين غادروا الى الامبراطورية العثمانية توفّوا قبل أن يصلوا الى هناك. حالة بؤس كهذه تعتبر نادرة فى تاريخ البشريّة.”

***

خطاب النّواب الشّركس (حاجي هايدن حسن وكوستار أوغلي إسماعيل) إلى ملكة بريطانيا، لندن، 26 آب / أغسطس 1862 (نشر في ملحق الصّحافة الحرّة، مجلة لجان الشؤون الخارجية) 7 كانون الثّاني / يناير 1863:

“كما تعلمين يا صاحبة الجلالة، منذ وجد العالم، لا توجد دولة حاولت إحتلال بلدنا. لكن روسيا منذ بعض الوقت فقط ، وتحت ذريعة انها حصلت على بلادنا من خلال معاهدة مع الحكومة العثمانيّة، وغزت بلادنا بقوّة ساحقة، وبدأت ضدنا حرب إبادة حيث شنّتها لمدّة أربعين عاما، والّتي لا تزال تشنّها علينا، وعلى حساب الآلاف من الأرواح البشريّة.

والحكومة العثمانية، لم تمتلك بلدنا في أيّ يوم من الأيّام، ولم تمتلك الحق مطلقا في أن تقدّمنا إلى الرّوس. ليس هناك أي صلة أخرى بيننا وبين العثمانيين باستثاء تشابه العقيدة والإيمان ما يجعل كلانا ينظر للسّلطان كخليفة لنبيّنا.

طغيان الرّوس لم يقتصر على الإستيلاء على مواشينا، وحرق منازلنا ومعابدنا وغيرها من الأعمال الوحشيّة الّتي لم يسمع بها أحد، ومن أجل تجويعنا على جبال، فقد دمّروا محاصيلنا الزّراعيّة الّتي لا تزال  في طور النّمو في السّهول، واستولوا على أراضينا.  وفي الواقع، فقد عاملونا بطريقة بربريّة لا تطاق، بحيث أنّه لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحروب. مدفوعين إلى اليأس، عقدنا العزم على إيجاد موقف حازم ضد أعدائنا بكل الطاقة التي امتلكناها، واستمرّت الحرب بفاعليّة متجدّدة قبل ثمانية أشهر، مما تسبب في التضحية بخمسة وعشرين ألفا من الأرواح البشرية من الجانبين وتدميرا هائلا للممتلكات. بينما نحن نصدّ أعدائنا من ناحية، ومن ناحية أخرى نسعى إلى تحسين أداء حكومة بلدنا، روسيا وبقوّة غاشمة، تحاول إخضاعنا؛ وفي البحر الاسود المحايد تقوم بأسر سفننا حيثما تستطيع، وكل سفينة تحمل أيّ من أبناء بلدنا، وعليه ليس لدينا مرفأ نأوي إليه على أرض الوطن، ولا وسيلة للسّفر أو اللجوء عن طريق البحر. ونحن لا نزال نفضّل الموت على أن نرضى بأن نكون تحت نير روسيا. ولو هاجرنا وتخلّينا عن ديارنا، الّتي حماها أجدادنا الذين أراقوا دماءهم لها، والفقر سيكون عقبة كبيرة أمام ذلك؛ في الحقيقة، كيف يمكننا أخذ زوجاتنا وأطفالنا، والأرامل والأيتام مع التّرابط الضّعيف لهؤلاء الّذين ذبحوا في هذه الحرب؟ إنّ أمرا كهذا سيؤدّي إلى هلاك المهاجرين، وستكون وصمة أبديّة ومزيلة لإسمنا الشّركسي من على وجه الأرض.”

غضب الحكومة الرّوسيّة على ملكة بريطانيا في القوقاز، الصّحافة الحرّة، مجلة لجان الشّؤون الخارجيّة. 3 حزيران / يونيو 1863

“مشهد لأكلة لحوم البشر بدى في قرية هفيفا في منطقة الشّابسوغ. كان رجال القرية على الحدود لخدمة المواقع الحدوديّة. ومستفيدين من عدم وجودهم، أطبق جنود القيصر على بقيّة السّكان، الذين كانوا عزّلا من السّلاح، فقتلوهم وحرقوهم ونهبوهم. وبين أعداد الضّحايا كان هناك ثمانية عشر امرأة مسنّة وثمانية أطفال وستة رجال مسنّين. على ظهر إحدى النّساء المذبوحات تركت لافتة تحوي الكلمات التّالية: إذهبي واشتكي لملكة بريطانيا، الّتي ذهب إليها نوّابكم يطلبون المساعدة”. وعلى جسد ولد صغير تم العثور على هذا النّقش: ‘إبقى هنا بدلا من الذهاب لبيع نفسك إلى حماتك، الأتراك’. وأخيرا، على جثة رجل مسن، حيث أخرجت عيناه من مكانهما، كان النّص التّالي: إذهب وانضم إلى نوّابك، وسوف تجد بعض أخصّائيّي العيون الجيّدين” –  في باريس”- كوريير دي أورينت

رسالة من الشّركس إلى داود بك (ديفيد أوركوهارت):
الصحافة الحرة، ومجلة لجان الشؤون الخارجية. 2 كانون الثّاني / ديسمبر 1863

“الرّوس، وهم يسخرون ويهزؤون بنا ، بدؤوا لأن يكونوا أكثر عنفا وقمعا، وسمعوا عن وصول المذكورين أعلاه، فدفعت للأمام بعض القوات، وحاصرت ليلا مئتي منزل يعودوا لشعبنا، بل وأيضا لجيرانا، وقتلوا الرّجال وأخذوا النّساء والأطفال أسرى؛ وعدد الأشخاص الذين قتلوهم وصل الى ألف وثمانين، وأولئك الذين أخذوا أسرى الى ألف وثلاثمائة.

الصّحافة الحرّة، مجلة لجان الشؤون الخارجية.
 3 آب / أغسطس 1864

“طرد الشّركس

الرسالة التالية بعد أن تم رفض إدراجها في التّايمز، نفسح لها المجال، باعتبارها واحدة من الوثائق المرتبطة بعمليات الّلجنة الشّركسية:

إستقبال الشّركس في تركيّا، القسطنطينية، 7 تمّوز / يوليو 1864

سيّدي العزيز،

إني على ثقة وآمل بأنّ رسائلي إليكم وألى فسكاونت ستراتفورد دي ردكليف تصل إلى مقصدها في الوقت المناسب، وكذلك نسخة من الوثائق المرفقة بها. كنت توّاقا – وأنا أعرف مدى قوّة الإنطباع الّذي سيخلّفه تقرير الدكتور بروزي الرّسمي من سامسون في جميع أنحاء انكلترا – لإرسال التّقرير الّذي قدّمه، بعد عودته من بعثتة الصّحيّة، إلى المجلس الصّحّي؛ ومقتنعا مثلي بأن الحقائق التي جلبها وسلّط عليها الضّوء هي بمثابة أنّها ليست فقط لمتابعتها، بل لزيادتها عشرة أضعاف لمصلحة الشّراكسة المنفيين.

وأعرب عن أسفي العميق، على أيّة حال… أن واضع هذا التقرير المقتدر كان ينبغي أن يجعل من نفسه مسؤولا قانونيّا في أن يكون أشد لوما وتوبيخا؛ وبوجود، تعدّد الأسباب التي تولّد الأمراض التي تسببت وما زالت تسبّب الوفيات المروّعة، بين الشركس، ولم تذكر كلمة واحدة تتعلق بالموضوع الرّئيسي –  فيما يتعلّق بهذه القضايا – على سبيل المثال، المعاملة الوحشية الّتي لاقاها المنفيّين من جانب السّلطات العسكريّة الرّوسيّة قبل المغادرة لتركيا.

الحدود المصرّح بها في الرّسالة لا تسمح لي بأن أكشف حكايات الأهوال الّتي استمرّت برعاية الدوق الأكبر مايكل (ميخائيل)، في شركيسيا من قبل الجنرالان باليبيتتش وإيديكوموف. سرد معاناة السّكّان الّتي كان يجب عليهم تحمّلها بعد خضوع البلاد للاحتلال من قبل روسيا قد تملأ مجلّدات عديدة. المسألة التي ينبغي التعامل معها في الوقت الحاضر، هي ما إذا كانت التدابير العامّة التي اتخذها الجنرالات الرّوس لإنجاز ‘التهدئة’ للمقاطعات المحتلّة، لم تكن قد أخذت بعين الإعتبار الأمراض التي أهلكت ما يزيد عن مئتي الف من السّكان وتستمر مع ذلك بإهلاك صفوف النّاجين، بعد العثور على ملجأ في تركيا؟

هذه التدابير من التهدئة كانت على النحو التالي: – في أيّ مكان نصّب الرّوس أنفسهم سادة لأيّ منطقة، استدعي السّكان الأصليّين ليستعرضوا أنفسهم أمام قائد القوات، ويقال لهم بأنّ الإمبراطور، وبدلا من الموافقة على تدابير الإبادة الّتي يستحقّونها، تكرم وأمر بإخلاء بلادهم وترك الخيار البديل لهم والمتمثل في، إما الهجرة مع أسرهم إلى سهول ما وراء نهر الكوبان، حيث ستخصّص لهم الأراضي هناك؛ أو إتّخاذ قرار مغادرتهم لتركيّا. وقيل لهم، هناك ثلاثة أيام قد منحت لهم لاتّخاذ قرار، وكذلك التحضير للرحلة. في اليوم الرابع تضرم النّيران بمساكنهم، وسكانها الذين ظهرت لهم النّيّة لإلتماس اللجوء في تركيا، كانوا يسيرون على الفور إلى أقرب نقطة من السّاحل. وعند الوصول إلى النّقطة المحدّدة، يكون هناك طوق عسكري يحاصر المعسكر لمنع مزيد من الاتصال مع المناطق الدّاخلية. الرّجال المحاربين والسفن الأخرى التي تبحر – حيث كما هو مذكور رسميّا في رسالة اللورد نابيير، كانت بناءا على رغبة الدوق الأكبر مايكل، وضعت بكامل تصرّفه، من أجل تسهيل الهجرة الشّركسيّة – لم تكن موجودة مطلقا إلّا على الورق، الآلاف من الأشخاص تجمّعوا على السّاحل  وكان مصيرهم البقاء هناك يتعرضون لقسوة العوامل الجوّيّة لأسابيع وشهور، إنتظارا لحلول ألإرادة الإلهيّة بوصول سفينة من تركيّا. والمؤونة الضّئيلة الإحتياطيّة الّتي جلبت معهم، قد استنفذت، والجوع دفعهم إلى الإعتماد في عيشهم على الجذور واللحاء من الأشجارالموجودة في متناول أيديهم. مئات من النساء والأطفال ماتوا إمّا من الجوع أو من أيّة آثار ضارة لغذاء ضار لبنية الجسم قد تناولوه؛  لم توفّر السلطات الروسية أدنى مساعدة ممكنة. ومن المنطقي أن معدل الوفيات ارتفع من يوم لآخر لأكبر نسبة مخيفة، وأنّ الباقين على قيد الحياة في لحظة المغادرة، يبدون كأشباح متحرّكة أكثر منهم كائنات حية. وبطبيعة الحال، عندما تحول كتلة من الأفراد، تصل بهم الأحوال إلى هكذا وضع مأساوي، ويتجمعون على متن سفينة بالكاد قادرة على حمل عشر عددهم، ومياه البحر هي السائل الوحيد في متناول أيديهم، فإن النتيجة الحتمية ستكون زيادة مروّعة في معدّل الوفيات، وسوف تنتشر العدوى كالنّار في الهشيم. وإنّه لمفاجئ انهم لم يموتوا جميعا دفعة واحدة قبل الوصول الى مكان التّجمّع المعد لاستقبالهم”.

ت. ميلينجن

محتويات 

موجز للمعلومات المخابراتية التي وردت خلال أسبوع ألى مجلس مكتب الصحة

الأوّل من تمّوز /  يوليو – زورق تركي وصل الميناء من هرقليا وعلى متنه 80 مجنّدا شركسيّا.

الثّاني من تمّوز /  يوليو — الطائف جاءت من سامسون ، وعلى متنها 2200 شركسيّا؛ 30 مريضا، و 11 حالة وفاة. هذه الفرقاطة البخاريّة تم سحبها في مركبين؛ الأوّل مع 700، والثّاني مع 535 راكبا، من بينهم 150 مريضا — 44 حالة وفاة. أرسلوا إلى جاليبولى، حيث سيتم إسكانهم.
تونه، من طرابزون، مع 1600 راكب، من بينهم 60 توفّوا في البحر، و 62 مريضا…
سفينة تمّ سحبها بواسطة تونه وكان على متنها 550 راكبا، 15 منهم توفّوا في البحر، و35 مريضا.
شهبار من طرابزون، 750 راكبا.

الخامس من تمّوز / يوليو — مالاكوف مع 1468 راكبا، 34 حالة وفاة و 38 مريضا.

السّادس من تمّوز /  يوليو — برقية من جاليبولى تعلن وصول 3340 من الشركس.
مجموع المهاجرين الّذين وصلوا حتى الآن إلى نقاط مختلفة من سواحل بحر مرمرة بلغ 21.703.
رسالة من سامسون مؤرّخة في يوم الثّلاثين، تفيد بوجود  100000 من المهاجرين، و300 حالة وفاة يوميا.
وصول دفعات جديدة من شركيسيا يحقّق التوازن في المغادرة.
التقارير الواردة من بطومي ذكرت أنّه في السّادس والعشرين من الشّهر، وصل 8500 شركسي من أرديلار.
الثّلاثين من حزيران / يونيو، فارنا، 530 راكبا شركسيّا من أوديسّا.
يقول تقرير من فيدين (بلغاريا) بأنّ 35000 مهاجرا قد وزّعوا بين زومبالانكا وصوفيا ونيش، وهنالك 664 حالة وفاة بعد رحيلهم من فيدين.وهم ينشرون التّيفوس والجدري-ماء أينما يحلّون. ما يقرب من 200 رجلا من أفراد طواقم السّفن التّركيّة التي تنقل المهاجرين، أصابتهم حمّى التّيفوس، ونقلوا إلى مستشفى تابع للبحرية. هذا الظرف لا يمنع الحكومة من إرسال السفن المعيّنة لنقل المهاجرين كما كان الحال في السّابق.

***
رد شوتسيجوكو تسيكو إلى القيصر الكسندر الثاني (حضر القيصر الكسندر الثّاني الى القوقاز في عام 1861، واشترط على الشّركس الاستسلام من دون أيّة مقاومة، والنّزول من المناطق الجبلية إلى الأراضي المنخفضة): 
“يمكن أن تصبح القوقاز روسيّة، ولكن ما دام هناك تدفق دم في العروق الشّركسيّة، فلن يكونوا عبيدا للقيصر الرّوسي ولن نسلّم وطننا ما حيينا. الموت لهو أفضل من العيش كعبيد. ولن نسمح بأن يلطّخ مجد أجدادنا المحاربين العظماء.. “tl’ın يي يي tl’en — فإمّا أن يكون المرء  بطلا، أو أن يموت”.

“Ye tl’ın Ye tl’en – Either be a hero, or die”

*  قبيلة قريبة من الوبخ.

http://heku.ru/page.php?id=1080

http://www.circassian-genocide.info/cg/arabic.php?title=التّقارير-والشّهادات-عن-الحرب-الرّوسيّة—الشّركسيّة-والإبادة-الجماعيّة-الشّركسيّة&entry_id=1244241373

 



تعليقات – تـتـمـّة

[ Posted by عابر البحر الأسود, June 25, 2009 11:13 AM ]
إن تلك الجرائم المذكورة لهي غيض من فيض مما اقترفت أيدي المجرمين ضد الأمة الشركسية وباقي أمم وشعوب شمال القوقاز، ويجب أن تكون حافزا لأبناء الضحايا لاسترجاع الحقوق المغتصبة

 

Share Button