أرشيف التصنيف: آراء وتحليلات

آراء وتحليلات

أضم صوتي لأبخازيا لفاطمة تليسوفا

أضم صوتي لأبخازيا 
فاطمة تليسوفا

تتصدّر جورجيا الصفحات الاولى في الصحف وشؤون الأخبار مرة أخرى بعد مرور سنة على الحرب القصيرة ولكن العنيفة في آب / أغسطس الماضي. هناك أطنان من التحليلات في وسائل

الإعلام في مختلف أنحاء العالم ولكني أعتقد أن صوتي يستحق بأن يسمع باعتبار أني كنت قد ولدت في منطقة القوقاز،  وقدمت التقارير الإخبارية من المنطقة لمدة 12 عاما لوسائل إعلام غربية.

سوف لن أعطي أي تحليلات أو خبرات. لكن فقط عندي مجموعة من أسئلة “هل تعلم؟” و”لماذا؟” أود توجيهها للناس الذين يتخذون القرارات.

 

إن أسئلة “هل تعلم؟” بسيطة جدا ولكن أعتقد بأنّه يجب الإجابة عليها.

بالتّالي، هل علمتم أن الأبخاز الأصليّين يكوّنون فقط 30 ٪ من سكان أبخازيا؟

هل تعلمون أن نسبة ال 70 ٪ المتبقين هم بالتساوي بين اليهود والأرمن؟

هل تعلمون أن إحصاءا لعدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في مطلع التسعينيات من أجل حرية أبخازيا ضد جورجيا يبين بانه مماثل للصورة العرقية المذكورة؟

اذا ذهبتم الى العاصمة الأبخازية سوخومي وبحثتم عن النصب التذكاري لأبطال الاستقلال، فسوف تفاجؤن كم عدد الأسماء الأرمنيّة واليهودية المنقوشة على الحجر التّذكاري.

هل تعلم كيف أصبح الأبخازيون أقلّيّة عرقية على أرض وطنهم؟

هل تعلون أن الأبخازيين قاتلوا ضد الغزو الروسي لأكثر من 150عاما مع أقاربهم الشّركس؟

 

إبحثوا عن الإجابات  في أرشيفات روسيا القيصرية. ستجدون وصفا تفصيليا لأبشع الفظائع الجماعية والتطهير العرقي التي يدعوها الباحثين المعاصرين بالإبادة الجماعية.

هل تعلمون أن 99 ٪ من الأبخاز ذبحوا أو رحّلوا إلى تركيا العثمانية في نهاية القرن التّاسع عشر؟ حيث كانت جورجيا في ذلك الوقت حليفا لروسيا وكانت الأراضي الجورجية هي التي استعملتها القوات العسكريّة الروسية لمهاجمة أبخازيا.

هل علمتم أن أبخازيا أصبحت جزءا من جورجيا باعتبارها هدية الى الوطن من جوزيف ستالين، ذوالعرقية الجورجية وأبشع ديكتاتور في عصر الاتحاد السوفياتي؟ بهذه البساطة.

هل علمتم أن 100 ٪ من سكان أبخازيا أجابوا “بالنفي” على سؤال بشأن إمكانية الإتحاد مع روسيا؟ مما يجعل من الواضح أن أبخازيا لن تقبل مطلقا بأن تكون روسيا أقرب من كونها حليفا غير مرغوب فيه. وإذا حاولت روسيا السيطرة على أبخازيا فإن شعبها سيكون في قتال على جبهتين. قتال ميؤوس منه ولكن من المؤكد أنه سيكون من أجل الحق في العيش بحرّيّة. إنّه خطأ الغرب أن شعب  أبخازيا لا يملك أي خيارات أخرى عدا أن يكون حليفا روسيّا.

وهنا يأتي أول سؤال من أسئلتي المستهلّة ب “لماذا”: إذا كان اليهود والأرمن سعيدين مع السلطات الجورجية، فلماذا اختاروا الكفاح من أجل أبخازيا بدلا من إختيار الجانب الجورجي؟ لماذا لم يسأل أحد في  الغرب سؤالا بسيطا: ماذا لو أن هناك خللا ما في السياسات العرقيّة الجورجيّة؟

ماذا لدينا الآن؟ ثلاث أمم مرت  بتجربة الإبادة الجماعية تكافح معا من أجل حقّها للعيش بحرية ضد المعتدي الذي من الغريب بأنّه مدعوم من قبل الدول الغربية، والذي يدّعي أنّه الأنموذج الذي يقتدى لمبادئ الأخلاق في العالم.

ودعم جورجيا هو واجب أي دولة ديمقراطية، لأنه… وهنا لديكم قائمة طويلة وهي أكثر من كافية لتبرير أي عمل نيابة عن جورجيا، وحتى الحرب.

ولكن، أين هي مبادئ العالم الإنسانيّة؟ فما نصيب الغرب مع الدول التي تمارس العنف الوحشي ضد الأمم الصغيرة؟ المصالح الجيوسياسية؟ هل ستبقى المصالح الجيوسياسية مقبرة للمبادئ الأخلاقية في العالم المتغيّر؟ وإذا كان الجواب بنعم، فهذه “لماذا” الأخيرة وهي شخصيّة جدّا: لماذا ينبغي علي أنا، المواطنة من كوكب الأرض أن أستمر بالإيمان في شرعية المؤسسات العالميّة؟

 

فاطمة تليسوفا

6 أب / أغسطس 2009

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

ترجمة: أخبار شركيسيا

 

 

Share Button

..دروب: قيثار سومري لاغنية شركسية

gui

قيثار سومري لاغنية شركسية ..

  نعيم عبد مهلهل 01 نوفمبر 2006

((الى بريهان بير قدار . يدفعنا هاجس قوقازي لنتأمل فيه سحر الشعر الذي يسكن روحك . ويرمينا قدر الحلم المطعم باشتاق شركسي لمصافحة الغيوم ، ولاجل هذا اردناك نسمة هواء تعبر المحيط لتدلنا على الطريق الذي يوصلنا الى الغيمة ..))

1
من دواعي سروري إني اعطيت الريح نقودي سلفا . وبإفلاسي صنعت رموشا لعينيك ، مظلة عن مطر سيبلل خواطرك بالحزن لانك بعيدة عن قوقازيا .
ليت للوردة لسان لتقول لك . ان حدائق الشراكسة في الجنوب السومري كانت اكثر من حدائق والي الاستانة .
وان العصفور الشركسي كان هناك مثل تحفة اثرية . وان الهوى في مهب الحبيب ، بيتا شعريا تطلقه رئة النخلة ، وان الجمال ،سيبكي محال دون ابتسامة قصيدتك .
في الفضاء الازرق . بهجتك رغيف خبز . قصائدك الموسيقى كلها . وحنانك دفتر انشاء . اكتب فيه خاطرة العولمة ، واتسائل أن كانت كل بريهان نجمة .؟
قلبك البحر . رمشك الاخوة . اصبعك الحبر . ودموعك . بئر في لوتفال ، قرية في اوديسا ولد قربها اجمل شاعر شركسي .
إنها لحظة . الغور فيها عطر طريق ، والنسمة فيها حقيبة مدرسة .وانت مثل شريط ظفائر ، ازرق ويعلم شمس الصباح معنى الغناء .
ستبتسمين . البسمة تصبح حبة جوز ، نقشرها بنسمة اشعارك . اللب من اروحنا . نحن البشر . السلام الذي فينا ، ان نكون واحدا رغم القارات . لهذا اتمناك بريهان جغرافيا .
تضحك سنبلة .
يبكي خنجر .
ناي يصدح في الليل القوقازي .
دمع يرقص في الليل الشامي .
امنية تلبس تنورة .
قصيدة تغطي برد كل هؤلاء بالمعاطف وسوية تقضون الليل فوق قاسيون ..

2

الرؤية إننا نرى .
والحلم . إننا نحلم .
والمواطنة إننا نتمي الى وطن .
وحده الجبلي ، لاينتمي الى جبل ، إنما السماء له .
ولانهم جبليون .
الشراكسة اصدقاء السماء .
غير إنك في رسالة اخيرة . اضفت شيئا اخرا وقلت : واصدقاء العشب ايضا .
امي تقول : من يصادق العشب لايجني الخضرة فقط .
بل روح متصوف .

3

هناك .
حيث يدرك شجنك وجد الشعر ، وتغلسين ظفائر الليل بالقصائد ونحيب القيثارات
هناك حيث يشتريك حب الانسان من مقاه المرجة والجزمتية والرابية وباب توما .
يحتفي بك طيف المكان .
رائقة كما عصفور يرتدي قبعة من الفرو
وجميلة كما لوحة لماتيس .
الوانها الشام
وعطرها الجمهوريات المستقلة .
ستبتسمين .
الابتسامة تصير وترا ثامنا في عود منير بشير .

4

قيثار سومري لاغنية شركسية .
هوذا الشعر .
سيدة بريهان .
يجلب الحضارات كلها الى حدائق عينيك
يجعلنا نتأمل البوح في الروح .
ويدعونا الى اقداح شاي اخضر .
ستاتي عشتار ، والهة بابل ، وصناع اساطير الشركس كلهم .
وكل واحد منهم . سيقلد مشيتي اليك وبيده باقة ورد

بلودان 25 تشرين اول 2006

http://www.doroob.com/?p=12118

Share Button

إسلام أون لاين: لقاء “الشركس” في الجليل

لقاء “الشركس” في الجليل

أشرف سلفيتي

rih
الريحانية موطن الشركس في الجليل
تقول الأسطورة الشركسية المشهورة بأن الشركس كانوا يغنون ويرقصون ويلحنون الموسيقى عندما وزع الله العالم على بني البشر، وبعدما انتهوا من الغناء والرقص جاءوا لأخذ نصيبهم من القسمة، ولكنهم اكتشفوا بأنه لم يتبق شيء لهم فبكى أبناء الأديغا “الشركس” أمام الله الذي أشفق عليهم، وقال لهم: “لا تبكوا خذوا جنة عدن”، وهكذا منحهم منطقة القفقاس.

اسمهم “الأديغا”، أطلق عليهم اليونان لفظة “شركس” فتبناها الغرب والعرب والروس والأتراك. ويرجع عهدهم ببلاد المشرق العربي إلى عهد الدولة الأيوبية والتركية والشركسية في مصر وبلاد الشام؛ إذ أقام الشركس حكما لهم امتد 135 سنة، ثم انصهروا في مجموعة السكان العرب في فلسطين وسوريا والأردن.

الريحانية وكفر كما

ويذكر صاحب “الموسوعة السياسية” عندما تقدم الروس نحو الجنوب باتجاه بلاد الشركس في القفقاس في عهد إيفان الثالث والرابع (1558م) واحتلوها نهائيا سنة 1864م ثم أجبر الشركس على الهجرة خارج مواطنهم الأصلية. وقد ساعد العثمانيون الشركس في هجرتهم بغية الاستفادة من قدراتهم الحربية في المعارك التي كانوا يخوضونها في أوروبا الشرقية والبلقان، لكن الهزائم المتوالية التي لحقت بالعثمانيين أمام القوى الأوروبية أجبرت الحكومة العثمانية على ترحيل الشركس ونقلهم من أوروبا إلى بلدان المشرق العربي وشبه جزيرة الأناضول سنة 1878م، وهكذا وصل الشركس إلى فلسطين وسوريا والأردن، وتوزعوا في بقاع من أراضي هذه البلدان.

ولم تختلف صلات الود أو النزاعات بينهم وبين السكان العرب عما كان قائما بين أي قرية فلسطينية وأخرى، فقد كانت الروابط الدينية والإسلامية تشدهم إلى سكان البلاد، إضافة إلى تشابه نمط المعيشة الزراعية – الرعوية الذي كان يمارسه الشركس والعرب.

وقد استقر الحال بالشركس في قريتين هادئتين واحدة في منطقة الجليل الأعلى وتدعى “الريحانية” وسكانها من قبلية “إبزاخ”، والثانية في الجليل الأسفل وتدعى “كفر كما”، وقاطنوها من قبيلة “شابسوغ”.

قصتهم مع الجيش الإسرائيلي

ويتركز وجودهم في فلسطين 48 -حيث يبلغ عددهم حوالي 5 آلاف نسمة- حيث يخدمون بالجيش (الإسرائيلي)، ويتعلم أبناؤهم العبرية والعربية والإنجليزية قبل تعلمهم الشركسية، ومع ذلك فهم كما يقول المثل الشركسي: “النار تغلي والماء المغلي يطفئها”، فهم مسلمون وليسوا بعرب، فعلاقتهم بدينهم وأبناء جنسهم وثيقة، فهم محافظون، لباسهم محتشم، لا تباع الخمور في محالهم ولا تشرب في بيوتهم، تمنع العلاقات الجنسية قبل الزواج. يرسلون زكاة أموالهم إلى إخوانهم الشركس في القفقاس وتركيا والشيشان، ويقومون بحملات الإغاثة لإخوانهم المسلمين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وترجع قصتهم مع الجيش الإسرائيلي إلى خمسينيات القرن العشرين بعد سنوات قليلة من قيام إسرائيل عندما وقع مخاتير الطائفة الشركسية على انضمام أبناء الشركس للجيش الإسرائيلي، وأصبح التجنيد إجباريا للشباب الشركسي، وأصبح على كل ذكر بلغ 18 عاما أن يخدم في الجيش لمدة 3 سنوات.

وهو ما رفضه الكثير من الشراكسة، ولكن كانت الشرطة العسكرية الإسرائيلية تلاحق رافضي الخدمة في الجيش؛ ومن ثم تودعهم في السجون لفترات متفاوتة.

ومع إصرار الشباب الشركسي على عدم الخدمة في الجيش، وخاصة المتدينين منهم وافقت إدارة الجيش على إعفاء شخص واحد من كل قرية شركسية سنويا من الخدمة الإجبارية، وشكلت لهذا الغرض لجنة باسم “اللجنة الدينية”، ثم ارتفع العدد إلى اثنين، ثم إلى أربعة وكل من يرغب فوق هذا العدد بعدم الخدمة يمكنه تقديم طلب خاص بإعفائه منها.

العبرية والإنجليزية قبل الشركسية!

ومن المثير للغرابة أنه في الصف الأول يتعلم أبناء الشركس اللغة العبرية والعربية حتى التوجيهي وفي الصف الثالث يتعلمون اللغة الإنجليزية حتى الثانوية العامة، أما لغتهم الأم -الشركسية- فيتعلمونها في الصف الخامس ولمدة 4 سنوات فقط؛ وهو الأمر الذي أدى إلى وجود أمية لدى الطلاب الشركس في قراءة وكتابة لغتهم الأم ليقتصر استعمال اللغة الشركسية لديهم على المخاطبة.

وقد حاول  بعض مثقفي الشركس نشر القراءة والكتابة باللغة الشركسية بين أبناء قومهم بعد عام 1959، التي بدأت مع وصول المؤثرات الثقافية من الوطن الأم “القفقاس”، حاملة معها الأبجدية الروسية التي أخذت تكتب بها اللغة الشركسية في الاتحاد السوفيتي منذ العام 1936.

وقد استغلت إسرائيل ذلك في محاولة إحلال اللغة الشركسية مكان العربية التي كانت تدرس بها مناهج الشركس؛ ففي آب من العام 1973 استدعت وزارة التعليم الإسرائيلية أستاذا أمريكيا مختصا بالقفقاسيات واللغويات هو “كاتفورد J .G.CTFORD” من جامعة متشغان لتعليم الشراكسة الكتابة والقراءة بلغتهم خلال دورة دامت 6 أسابيع. وعلى الرغم من مقاومة الشركس لإلغاء اللغة العربية فإن العبرية قد أصبحت اليوم لغة التدريس في المدارس الشركسية.

التعليم عند الشركس

يتعلم أبناء الشركس المراحل الابتدائية والإعدادية داخل قراهم، ثم ينتقلون إلى مدارس القرى والمدن والمجاورة لإكمال المرحلة الثانوية.

وينقسم الأهالي في هذه المرحلة إلى فريقين: أما الأول فيرسل أبناءه إلى القرى والمدن العربية المجاورة مثل الناصرة ودبورية والجش.. وذلك للحفاظ على أولادهم من الانحراف واكتساب العادات اليهودية السيئة، وليتعلم الأبناء اللغة العربية لكونها لغة الدين والأداة المهمة للاتصال مع الأقارب الشركس في الدول العربية وبخاصة في الأردن وسوريا. أما الفريق الثاني فيرسل أولاده إلى المدارس اليهودية وبخاصة إلى مدينة “العفولة” وإلى المدرسة الزراعية في “خضوري”.

ويلاحظ في السنوات الأخيرة ازدياد الإقبال على المدارس العربية سواء في المراحل الثانوية أو الابتدائية، وهو ما يعود إلى تنامي الحس الديني لديهم كما يقول أولياء الأمور.

وفيما يخص التعليم الجامعي فقد شهدت السنوات الأخيرة تزايد الملتحقين من أبناء الشركس بالجامعات والمعاهد العليا بعد أن كنت بالكاد قبل 10 سنوات تجد واحدا أو اثنين يلتحقون بالجامعة.

الزواج بالخطف

trad

لا تزال عادات الشركس وتقاليدهم سمة مميزة لهم تحت الاحتلال 

وللشركس عادات خاصة بالزواج، حيث يتناكحون بإحدى الطريقتين التاليتين:

الخطف: فبعد أن يتفق الشاب والفتاة على الزواج يحددان مكانا تنتظره فيه الفتاة فيذهب الشاب ترافقه امرأتان متزوجتان من أقاربه إلى المكان المحدد وتأخذان الفتاة إلى بيت إحداهما، ويرسل العريس بعدها واحدا من أقاربه إلى أهل العروس لطلب يدها، وغالبا ما تتم الموافقة وإذا ما رُفض العريس فإن الفتاة تعود إلى أهلها، ويلجأ العريس لأسلوب الخطف إذا شعر أن أهل الفتاة سيرفضونه للضغط على الأهل حتى يوافقوا على طلبه.

أما الطريقة الثانية وهي المعتادة: فيذهب خال العريس أو أخوه الكبير وبعض الأقارب إلى أهل الفتاة لخطبتها من أهلها -ولا يذهب الأب أو الأم معهم- ويعودون وقد حددوا موعد عقد الزواج؛ ذلك لأن الموافقة تكون معروفة سلفا. فالعلاقة بين الشاب والفتاة تكون لدى الشركس قبل الزواج، وهي معروفة للأهل وتسمح العادات الشركسية للشاب بمكالمة الفتاة بالهاتف والذهاب لزيارتها بالبيت قبل الزواج، ولكن لا يسمح له بالجلوس داخل البيت معها وإنما في حديقة البيت، ولا يسمح له بالخروج معها وإنما يتم اللقاء داخل بيتها.

ويكون عقد الزواج والزفاف غالبا في يوم واحد، حيث يعقد الزواج صباحا بحضور أهل القرية وتوزع الحلويات العربية على المدعوين، وفي المساء يكون الزفاف بحيث تخرج الزفة من بيت العريس يصاحبها الموسيقى والتصفيق إلى بيت العروس لإحضارها، وبعد العودة يتناول المدعوون طعام العشاء حيث يكون هناك مكان معد للرجال منفصل عن ذلك المعد للنساء، وبعد العشاء تبدأ حلقات الرقص الشركسي. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الطلاق شبه معدومة لدى أبناء الطائفة الشركسية.

يرقصون الشاشن والكاشوا

إن الموسيقى الأديغية مليئة بالألحان التي يرافقها الغناء والرقص، كما أن الأدوات الموسيقية الشركسية كثيرة منها الناي الأوكورديون والدف… إلخ.

وتنقسم الموسيقى الشركسية إلى وتيرتين من حيث الأداء: الأولى بطيئة وتدعى “كاشوا”، وهي عبارة عن موسيقى هادئة ترافقها رقصة باسم “زافاكوا”، ويؤديها راقص وراقصة بحيث يقفان أمام بعضهما البعض ويتبادلان الأماكن أثناء تأدية الرقصة بحركات فنية جميلة مميزة وهي معدة لكبار السن.

أما الوتيرة الثانية فهي الطريقة “السريعة”، حيث يرافقها رقصة باسم “شاشن” ويؤديها كذلك رجل وامرأة  وتكون حركاتهما دائرية، ولا تبدأ الرقصة إلا بإذن من مشرف الرقص المدعو “حتي اكو”، أما نهايتها فالراقصة هي المخولة بالإعلان عنها، كما أنها تقود الرقصة، وتمثل المرأة فيها النعومة والهدوء بينما يمثل الرجل الرجولة والشجاعة والقوة.

وللرقص الشركسي قواعد أخلاقية شائعة؛ فالرقص يكون فقط بين اثنين ولفترة مؤقتة وبدون أي تلامس جسدي بينهما أثناء الرقص.

وتوجد أنواع أخرى من الرقص الشركسي الجماعي، ولكنها تنتمي أكثر للماضي ويرقصها  الراقصون المحترفون فقط، كما تأثرت الموسيقى الشركسية بالشرق الأوسط ومن البيئة العربية المحيطة.

حجغبس.. ماتازا.. حلجوا

رغم تأثر المطبخ الشركسي في إسرائيل بالبيئة الجديدة وبخاصة المطعم العربي فإنه حافظ على بعض الأكلات الشركسية المشهورة، وهي:

1- “حجغبس” وتعني بالشركسية الدقيق والماء، فـ “حجغ” تعني الدقيق، و”بس” تعني الماء، وهي عبارة عن دقيق مع مرق الدجاج، بالإضافة إلى البهارات، وتؤكل مع كرات الأرز التي يطلق عليها اسم “الباستا”.

2- “ماتازا” وهي عجين محشو بالبصل الأخضر والجبن الشركسي، توضع بالماء المغلي حتى يتماسك العجين، ثم تخرج منه لتصبح جاهزة للأكل.

3- “حلجوا” وهي عجين محشو بالجبن أو السبانخ، وتكون بشكل دائري، فإذا كانت محشوة بالجبن فإنها تقلى بالزيت، وإذا كانت محشوة بالسبانخ فإنها توضع بالفرن وتوزع هذه الأكلة في المآتم وبيوت العزاء.

الزي التقليدي للمناسبات

cu

الشركس في زيهم التقليدي 

ويتألف لباس الرجل الشركسي التقليدي من سروال ملون فضفاض يتوسطه سكين طويل مستقيم، بالإضافة إلى قميص يلبس فوقه سترة كبيرة من الجلد مع جيوب خاصة للرصاص وينتعل حذاء طويل من الجلد. أما غطاء الرأس فهو قبعة سوداء اللون مصنوعة من الجلد.

أما لباس المرأة الشركسية التقليدي فعبارة عن ثوب طويل فضفاض تتوسطه زخارف خفيفة في منطقة الصدر مع قبعة طويلة يتدلى من أعلاها منديل شفاف ليغطي الرأس ويدعى بالشركسية “شامية”.

لم تعد هذه الألبسة التقليدية مستعملة حاليا؛ لأنها كانت مصممة للمناطق الجبلية؛ لذا فهي غير ملائمة للمناخ المعتدل الموجود في (فلسطين 48)، إضافة إلى كونه غالي الثمن، فاقتصر لبسه على الفرق الموسيقية الشركسية في الحفلات والمناسبات الخاصة.

تلقاه في الجنة

ومن المعلوم عند  الشركس أنهم حين يسمعون المؤذن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مرارا يعرفون أن شخصا ما قد توفاه الله؛ فيهرعون إلى المقبرة للمساعدة في حفر القبر ولمعرفة من المتوفى.

ويلتزم الشركس بكثير من سنن الرسول عليه الصلاة والسلام عند موت أحدهم، فمثلا مغسل الأموات عندهم رجل متدين، كما أنهم يعجلون الدفن ويصنعون لأهل الفقيد الطعام، ويجتمعون لعزائهم ولكن بجملة شركسية مشهورة “إن شاء الله تلقاه في الجنة”. ومن عاداتهم عند الموت أن تقوم النساء بقراءة القرآن بين المغرب والعشاء لمدة 3 أيام في بيت الفقيد.

الدين.. من أجل لحظة واحدة

“قبل سنوات خلت كان التدين مقتصرا على الكبار” هكذا قال الشاب إسحاق حاخو -من قرية كفر كما- بلكنة شركسية، مضيفا: “أما اليوم فهناك تزايد في الإقبال على التدين وبخاصة لدى الشباب، وهذا ملاحظ من خلال المشاركة في النشاطات الإسلامية في البلاد من ترميم المسجد الأقصى إلى مشروع طفل الأقصى والمهرجانات الإسلامية، بالإضافة إلى حضور دروس  تحفيظ القرآن الكريم والسيرة النبوية واللغة العربية في المسجد وتأدية العمرات الجماعية”.

ويؤكد ذلك  الشيخ يوسف أشموز -من كفر كما- قائلا وبلغة عربية فصيحة: في هذه الأيام يقوم الشركس بجمع زكاة أموالهم وإرسالها إلى إخوتهم الشركس في دوزجة في تركيا حيث الفقر والمعاناة، وقد قاموا قبل ذلك بحملات إغاثة لإخوتهم الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والشيشان، وقبل أسبوع تم الاحتفال للعام الثاني على التوالي بحفظة القرآن الكريم، كما أنه هناك شد رحال كل شهر بشكل جماعي إلى المسجد الأقصى.

أما في المجال السياسي فيشير أشموز إلى وجود “قائمة النور الإسلامية”، ولها 3 أعضاء في المجلس المحلي في كفر كما، فهي تعمل من أجل الإبقاء على تدريس اللغة العربية في مدارس القرية والتخلص من التجنيد الإجباري للشركس، إضافة إلى نشاطاتها الكثيرة الأخرى. وعلى الصعيد النسوي فهناك إقبال ملحوظ على ارتداء الحجاب وحضور الدروس الدينية، بالإضافة إلى الالتزام بالتعاليم الإسلامية.

ولعل أجمل تشبيه لتمسك الشركس في فلسطين 48 “تحت الاحتلال” بدينهم قاله عجوز شركسي تدل تجاعيد وجهه على خبرته في الحياة: “الرجل يمسك سلاحه كل حياته من أجل لحظة واحدة”.

 


 

Share Button

القضيّة الشّركسيّة

القضيّة الشّركسيّة
 
هناك العديد من المسائل التي يتوجّب معالجتها عند القيام بالوصف الدّقيق لتشكيل مشهد متكامل عن أي موضوع من شأنه أن يشرح الموقف والظروف من كافّة الأبعاد والاحجام، وذلك من أجل ان يتفهم الفرد العادي وان يعرف الوضع الكامل والذي سوف يقدم رؤية جليّة ومفهومة والّذي من شأنه أن لا يترك أي إستفسار غير مجاب عليه من أجل أن يعكس ذلك وضعا غير مشكوك فيه ويعرض المسألة لتشكيل المشهد بطريقة منطقية.

ومع ذلك فإن القضيّة الشركسية، لا تملك أي من المذكور أعلاه فيما يتعلّق بالمعيار أو المبادئ الإيجابيّة بشأن الطريقة المنطقيّة البنّائة والّتي من شأنها أن تحل جميع وقائع الصعوبات المزمنة التي نشأت عبر نتائج 
عشرات السنين من الحروب الوحشية مع القوّات القيصرية المحتلّة الطّامعة عندما استولت الدّولة الرّوسيّة ولغاية يومنا الحاضر على كامل شمال القوقاز وبوجه خاص شركيسيا. قامت روسيا بممارسة سياساتها الامبرياليّة والاستعماريّة القائمة على التّوسّع الإقليمي ولزيادة التلاعب السياسي والاقتصادي الحاسم في شمال القوقاز وما وراءها. وكمظهر للتوسّع الغربي، فقد أنشأت الدّول الأوروبيّة امبراطوريّات سياسيّة شاسعة، ولا سيما في افريقيا وآسيا. هذه “الامبريالية الجديدة” وقعت بشكل رئيسي في المدّة بين العامين 1880 و 1900، عندما سارعت الحكومات الأوروبية بشكل محموم للاستيلاء على أراض جديدة. الرّوس ومرتزقتهم تقدّموا أيضا، لحكم ملايين السّكّان من أمم شمال القوقاز والأمّة الشّركسيّة من أجل إثبات المنافسة والوصول الى المياه الدافئة للبحر الأسود من أجل التجارة وللوصول إلى الموانئ الاستراتيجية الأخرى من العالم، ولتمدّد وتوسّع قوة عسكريّة متفوّقة، ولمنافسة سياسات دول أوروبّيّة أخرى، وللعقيدة العنصرية في التفوق السلافي كانت جميعها بين تلك الحوافز. ان العالم المتحضر انتقد الامبريالية بحدّة ووصفها بأنّها خيانة للحضارة ولمثل الإنسان العليا بالحرّيّة والمساواة.

الامبريالية الروسية خلقت ردود فعل متباينة ضمن أمم شمال القوقاز والأمم الأخرى في مناطق أخرى لا تزال مستعمرة من قبل روسيا. واحد من ردود الأفعال هو مجرد السعي لإجبار قوات الاحتلال والوكالات الأخرى المرافقة له بالرّحيل بعيدا، ولكن شركيسيا دمّرت من قبل الغزاة ككيان متكامل. الفشل العام لذلك الرّد التّمهيدي الأوّلي دفع بعض الذين بقوا في الوطن لخيار ثاني ألا وهو قبول التعامل مع الحكم الروسي، مما جعلهم يقبلون أيّ شيء تفرضه السّلطات الاستعماريّة. وكان الرد الثّالث هو رد الشّتات وهو البقاء على استعداد للعودة الى الوطن الام في أقرب وقت تسمح بها الظروف؛ ولكن مع مرور الزّمن، وتطوّرات الظّروف الدّاخليّة والخارجيّة والوضع الدولي والأزمات، بالإضافة إلى الاقتصاد والعنصرية والحالة الاجتماعية في بلدان الشتات، جعل من الضروري لشراكسة الشّتات التّحرّك لاتّخاذ الخطوات اللازمة لمنح أمّتهم القوة والوسائل اللازمة لاستعادة الحقوق المصادرة ولكن المشروعة في حق تقرير المصير.
ويبدو رغم ذلك؛ ان هنالك منافسة أو بعبارة أخرى صراعا يمكن توضيحه بأنّه عمليّة “شد حبل” بين فرقاء مختلفين، ولا سيما فريقين رئيسيّين (باستثناء الأغلبية الصامتة) ممّا يؤدّي الى اتّجاهات متعارضة مع توجّهات من شأنها بالضّرورة أن تؤدي لهدفين وغايتين مختلفتين.

المجموعة الأولى، ولنكون أكثر واقعية، فقد يكون من المعقول ذكر أن
 الفريق المنظّم والموجّه وهو الأكثر قدرة على الشر، هو الّذي سيّر الأنشطة الاجتماعية والمجتمعية الشّركسيّة لعشرات من السنوات لغاية الآن، وهم الّذين يعتبرون متعالين وهم أفراد بتفكير تجاري، في حين يقبلون بالأمر الواقع للأمة الشركسية كما هو عليه الآن، برغم ما قال فولتير: “التقدم المحرز للأنهار نحو المحيطات ليس في سرعة الرجل نحو الخطأ”، التي تشمل المسائل والترتيبات المتّخذة من جانب أطراف ثالثة وفي غياب الشّعب الشّركسي لغرض صنع القرارات المصيرية مع أفراد أنانيّين وانتهازيّين ومغرورين، وهم الّذين نصّبوا أنفسهم رؤساء للاستحواذ واتّخاذ القرارات المصيريّة والّتي تتعلق باهتمامات وطنية حاسمة مع عدم وجود المنطق والحس السليم والوعي الوطني، وفي غياب وجود الارادة الشّعبيّة. عملية صنع القرار في قضايا حاسمة ومسائل خطيرة هي للأسف ومن المحزن أنّه يقوم بها وكالات المخابرات والأفراد الذين حصلوا على تغطية أنشطتها بكل ما هو متاح من وسائل اعلام دولة الاحتلال، وغيرها من الموارد في الشتات، من قبل أولئك الذين يتنعّمون في جميع مناحي الحياة للمجتمعات الشركسية، وأنهم في معظم الوقت يوصفون بأنّهم من أصول شركسيّة؛ ولكن في حقيقة الأمر، فهم على علاقة بالأجهزة الأمنيّة لنفس سلطات الاحتلال ومن يخلفها، وهي الّتي افرغت الأرض الشّركسيّة من 90% من ساكنيها، كنتيجة للتنسيق والتّعاون مع قوى شرّيرة أخرى والّتي استفادت من النّكبة الشّركسيّة، ممّا شجّع السّلطات المحتلّة لاقتراف جرائم الابادة الجماعيّة و التطهير العرقي وكافّة أنواع جرائم الحرب، والّتي أدّت للتهجير القسري الى المنفى. مع كل الأسف لحقيقة أن هذه الأنشطة والواضح بانّها غير مسؤولة تبدو كما لو أن تلك السياسات العنيدة توضح أن التّرابط الشّركسي يبدو وكأنّه مثل التّرابط القائم بين مشجعي الفرق الرياضية أو المشاهير وهم الّذين تكون المصالح والالتزامات لا ترقى لمستوى الصّلة القويّة بين أعضاء النّقابات وأصحاب المهن. والنتيجة لمثل هكذا استراتيجيّة خطيرة وطّائشة وارتجاليّة ستكون التّعرّض الّذي لا مفر منه والوشيك لحافة الانقراض (لا سمح الله).

المجموعة الثّانية، وقد وضعت في عين الاعتبار أنّ: “الإيمان بدون أعمال يعتبرميّتا، والرغبة بدون عمل تكون خيالا”، وهي الّتي تمسك باحكام وتثير وتطالب بجدول أعمال وخطّة الهويّة الوطنيّة الشّركسيّة، في حين يجب التّعلّق بمبادئ الأخلاق والقيم الأخلاقيّة في مجال معالجة كافّة القضايا والتحديات التي تواجه الأمّة الشّركسيّة. هذه المجموعة من الأفراد المخلصين والمؤسسات المنضبطة تؤمن في أنّ: “الرياح والأمواج هي دائما الى جانب الملّاحين الأقدر”، والتي تمتد بين الوطن الأم وأجزاء أخرى من الشتات الشركسي، بحيث يمكن وصفهم بأنّهم المدافعون الحقيقيّون عن الحلم الشّركسي، وهم الحريصون دائما على استخراج المعلومات من المصادر الموثوقة لغرض تقديم الدّليل على الفظائع التي ابتليت بها الأمّة الشّركسيّة من قبل الطّغاة المحتلين. وهم يقومون على إبلاغ شعبهم عن التفاصيل التي لا تزال تحت الجمع والتّنسيق، والتي تقدّم باحتراف من خلال مختلف السبل والوسائل التي تتراوح بين وسائل الإعلام المتاحة والإنترنت والوثائق والاجتماعات و
المؤتمرات. هذا الفريق يمكن أن يوصف بأنّه ضمير الأمة الحي وقلبها النّابض، بالإضافة إلى أن ألأعضاء هم الّذين عقدت عليهم الآمال لتمكين أمّتهم من الوصول إلى شاطئ السلامة والأمان، وإلى إنجاز الحقوق المشروعة للحرية وحرية الاختيار وحق تقرير المصير.

وهناك كتّاب ومراسلون بحيث انّه ليس عندهم اهتمام بان يكونوا موضوعيّين وإنسانيّين عند الكتابة في بعض المواضيع التي تمس الأفراد والشعوب والأمم، والتي تحتاج إلى نزاهة تعكس دقّة الوصف مثل الكاتب 
اندي ماك سميث كاتب المقال بوريس الشّركسي، والّذي نشر في “الاندبندنت أون لاين”، قسم البيت المفتوح، والمؤرخ بتاريخ 10 آذار / مارس من هذا العام 2008. وبدى المقال (مع كل الاحترام) وكأنّه من الجهل و/أو اللا مبالاة لكتابة تقرير وبتحيز، وبغض النظر عما إذا كانوا يستعدون أو يخيفون أويقوموا بإذلال الآخرين في حين يخاطبون ويوزّعون بياناتهم ومعلوماتهم المسمومة والمعلومات مع هامش ممكن من الجهل عن الموضوع المتناول كاملا أو جزئيا. وأنا واثق من أن بوريس سيشعر بالفخر لوجود الدّم الشّركسي في عروقه، عندما يتأكّد من أن هذه الأمّة الفخورة والمخلصة وذات ماض لأكثر من 6000 عاما، الّذي جعله المقال المذكور ذات صلة بها، وعندما يعرف الوضع الحقيقي والظروف والاحوال الحقيقية والّتي تعرّض لها أجداده المفترضين، مما عرّضهم الى معاملة غير حضارية ولإهانة واحتقار من قبل أفراد مغرورين وجماعات ودول، الّذي كشف عن فساد الأطراف المعنية في التعامل مع المأساة الشركسية التي تطوّرت نتيجة للحرب الروسية – القوقازيّة ممّا أدّى الى نصر روسي غير مؤهّل وغير كفؤ ضد الشّراكسة وغيرهم من أمم شمال القوقاز الّذين دافعوا عن الوطن ببسالة، والّذي لم يمنع أن يكون مجموع السكان من التعرض للابادة والتهجير القسري حيث بدى أنها مؤامرة مروّعة بين الدّولة القيصريّة الروسية المعتدية وغيرها من شركائها في المؤامرة في ذلك الوقت. إن أطروحة الشّراكسة في الأردن من قبل بروس دوغلاس ماكي المؤرّخة بتاريخ يونيو/حزيران من العام 1979 ذكرت: “تاريخ كفاح الشّراكسة ضد الروس يثير حتى اليوم العواطف المتأججة عند أبناء الشّركس. ان اخضاع الأراضي الشركسية من قبل الروس والهجرة المتأتّية عن ذلك للنصف على الأقل من الشّعوب الشّركسيّة من هذه الأراضي الّتي لا تزال حيّة في ذاكرة معظمهم إن لم يكن كل شراكسة اليوم. في المقابلات التي أجريت بشأن أي جانب من جوانب التاريخ الشركسي السّياسي، يشار إلى أنها مختلطة بالفخر والأسف. “

كما أنّ جميع النّاس الواعين والمفكّرين يدركون أن الكمال أمر غير وارد، وفي ذلك المجال قال أحد الكتّاب، “الكمال لا وجود له في الواقع، ولكن فقط في أحلامنا”، انّ الظروف تتطلّب وتفرض ضرورة التّكيّف مع الواقع وحقائق الحياة التي يعيشون، ولكن لا ينبغي النظر للموضوع “كأمر واقع”، لأن ذلك سيكون بمثابة استسلام وقبول بالهزيمة عند مواجهة الصعوبات والتعقيدات. انّ قدر الشراكسة أملى عليهم دائما واجب الدفاع عن وطنهم ضد الغزاة الطامعين، وكان آخر نضال للدّفاع المشرّف ضد 
العدوان القيصري الرّوسي الوحشي والّذي انتهى في العام 1864، ممّا أدّى إلى عواقب وخيمة من الخسائر في الأرواح والممتلكات وبالتالي الوطن، والّذي يقتضي على الشراكسة مخاطبة العالم المتحضّر ومؤازرة بعضهم بعضا في الوحدة والتضامن الّذي لم يسبق له مثيل من خلال محاولة “التّكاتف والتّضامن”، للمضي قدما للمطالبة بالحقوق وتقديم القضايا ولاستعادة الامتيازات المصادرة من أجل إستعادة حقوق الإنسان المشروعة والحقوق المدنية والحقوق الدستورية والحرّيّات المدنية وفقا ل “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان“.

“الأفكار العظيمة الّتي تمارس تصبح أعمالا عظيمة”.

إيجل
29 تشرين الأول / أكتوبر عام 2008
 
Share Button

مؤسسة ثروة: الشركس يصرّون على ادعاءات الإبادة الجماعية

الشركس يصرّون على ادعاءات الإبادة الجماعية

شعب شمال القوقاز يقول أن جريمة تاريخية اُرتكبت ضده ومضت بدون تذّكر.

مارينا مارشينكولوفا ـ نالتشيك

exile

في الحادي والعشرين من أيار، أحيت جمهورية كاباردينو ـ بالكاريا الذكرى الثالثة والأربعين بعد المئة لنهاية الحرب القوقازية الدامية عام 1864، حيث يقول بعض المؤرخين أنها أسفرت عن مقتل أكثر من مليوني شركسي وإبعاد مليون آخرين على الأقل إلى تركيا والشرق الأوسط.

 

لقد اعتاد الشركس ـ أو الأديغيين ِAdygs كما يدعون أنفسهم ـ من ثلاث جمهوريات ذات حكم ذاتي في شمال القوقاز هي كاباردينو ـ بالكاريا وكرشاي ـ شركيسيا وأديغيا، على إحياء الذكرى السنوية للتأكيد على مطالبهم الداعية إلى الاعتراف بأن  قتل الشركس على يد قوات الجيش الروسي القيصري في القرن التاسع عشر هو إبادة جماعية.

 

نشطاء من حركة المؤتمر الشركسية القومية مع زعيم الحركة روسلان كيشتوف، وجميعهم يضعون شارات الحداد السوداء، ويحمل الكثيرون رايات شركسية،  تجمّعوا في حشد غير مرخّص ـ وهو أمر غير مسبوق بالنسبة لناتشيك عاصمة كاباردينو ـ بالكاريا ـ أمام النصب التذكاري للضحايا الشركس في حديقة الحرية في المدينة.

 

قال كيشتوف: “تسمع أحياناً الناس يقولون أنه من السابق لأوانه إثارة الإبادة الجماعية للشعب الشركسي كقضية، وعلينا أن نؤجّل الأمر لمدة عشر سنين أو إلى حين توفّر ظروف مؤاتية”.

 

وأضاف: “لكننا لا نلمس من الجانب الروسي أيّ استعداد لحلّ القضية الشركسية. كما لو أننا لم نكن شعباً من روسيا، بخلاف أي من جيراننا في القوقاز الذين تحققت لهم عدالة تاريخية”.

 

عمّ الغضب الكونغرس الشركسي، وذلك بعد أن أرسل طلباً للبرلمان الروسي، دوما الدولة، يسأله فيه الاعتراف “بالإبادة الجماعية للشركس”، لكن البرلمانيين الروس ردّوا بالقول أن الشركس لم يخضعوا لإبادة جماعية أثناء الحرب العالمية الثانية ـ بعد حوالي مئة سنة على الحدث الفعلي.

 

في الوقت الحاضر، ما زال الكثير من الشركس يعيشون خارج وطنهم الذي ليس فيه إلا أقل من مليون منهم. وذلك هو أحد الأسباب في أن مسألة الحصول على اعتراف بالمعاناة التي لاقوها في القرن التاسع عشر هي قضية سياسية حيّة، كما يمكن أن يُنظر إلها كتشجيع للشتات الشركسي للعودة إل روسيا.

 

زامير شوخوف، الذي يترأس منظمة شعبية تُدعى الأخوية الأديغية العالمية، أبلغ IWPR أن قضية الإبادة الجماعية تصدّرت جدول الأعمال لأن مختلف البلدان التي يعيش فيها الشركس تصبح أكثر ديمقراطية، ولذا هم يستطيعون الآن طلب حماية ثقافتهم بطريقة لم تكن متوفرة من قبل.

 

قال شوخوف: “لقد بدأ الشركس يتحدثون بانفتاح أكثر عن تاريخهم، عن ماضيهم، حاضرهم ومستقبلهم. وأعتقد أن الشعب الشركسي يمرّ الآن بفترة صحو للوعي الوطني والشعور بالهوية الوطنية. إننا أقلية في كل الدول التي نعيش فيها، بما في ذلك حتى وطننا التاريخي ـ القوقاز”.

 

وأضاف: “لقد وصلنا إلى فهم أن حفظ الأمة الأديغية يجب أن يكون الأولوية الأولى لكل وطني شركسي”.

 

وفي روسيا، تُواجَه الحملة من أجل الاعتراف بالإبادة الجماعية معارضة على العديد من المستويات. ففي وقت سابق من هذا العام، أرسل الكونغرس الشركسي رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي أواخر نيسان تلقّى الكونغرس الشركسي رداً من ممثّل الرئيس في إدارة السياسة الداخلية في المنطقة الفيدرالية الجنوبية: “التشريع الروسي لا يتضمن قوانين معيارية يمكن أن تحدد طريقة لمعالجة المشاكل التي عرضتموها في رسالتكم للرئيس”.

 

وأضاف علماء في المركز العلمي الجنوبي، الذي هو جزء من الأكاديمية الروسية للعلوم، آراءهم الخبيرة بأن الأحداث التي وقعت خلال الحرب القوقازية في القرن التاسع عشر لم تشكّل إبادة جماعية كما هي مفهومة من قبل الأمم المتحدة.

 

وكان نشطاء ومؤرخون شركس غاضبين جداً بسبب الخطط التي وُضعت لوقت لاحق من هذا العام لإحياء الذكرى الأربع مئة وخمسين لـ “الانضمام الطوعي للدولة الروسية” للجمهوريات الثلاثة مع سكانها الشركس، مناسبة دعوها “اختلاق التاريخ” بأجندة قومية روسية.

 

وتشكّى محمد خافيتسي، رئيس مجموعة Adyge Khase في كاباردينو بالكاريا: “منذ مئة سنة وسنة، قاتلت روسيا بأقصى ما تمتلك من قوة بهدف قهر الشركس. وقد غادر تسعة من أصل عشرة من الأديغيين وطنهم أو قُتلوا في ساحة المعركة.

 

وأضاف: “بل كان هناك أمر بإبادة الشركس عن بكرة أبيهم إن هم رفضوا النزول إلى السهول والعيش هناك كما أُبلِغوا. فإذا لم تكن هذه إبادة جماعية فماذا يجب أن تُدعى إذن؟”.

 

وقال خافتسي أن الاعتراف بالإبادة الجماعية سيعطي الشركس تعويضاً أخلاقياً، إذا لم يكن أمر آخر.

 

لكن هناك بعض الأصوات المتشكًكة. فسفيتلانا آكييفا، الباحثة في نالتشيك، أطلقت تحذيراً حول تعريف الإبادة الجماعية لحدث قالت أنه كان “كارثة كبرى” نتجت عن حرب تدميرية.

 

قالت آكييفا: ” يبدو لي أننا مؤخراً نسيء استخدام هذه العبارة. ينبغي أن يكون هناك معايير معينة للاختيار. وأنا أوافق على أن ما حدث كان خسارة كبيرة جداً للسلالة الجينية للشعب، لكن من الصعب القول أنها كانت إبادة جماعية فعلاً.

 

فالإبادة الجماعية هي تدمير على أساس عرقي محض، ومهما كانت درجة سوء النظام القيصري، لا أعتقد أنه وضع لنفسه هدف إبادة الشركس وغيرهم من القبائل القوقازية بأي ثمن. لكن الدولة هي تجسيد للعنف. ومن المؤسف أن هذا العنف لا حدود له. ويُظهر لنا التاريخ الكثير من الأمثلة المتطرفة لأنواع العنف التي تسبّبت في مقتل الآلاف والآلاف من الناس الأبرياء”.

 

وقدّم عثمان مازوكابزوف، مدير بوابة كافكازويب Kavkazweb الإلكترونية، حججاً على أن الاعتراف بالإبادة الجماعية يجب أن يكون متركّزاً على تحقيق نتائج عملية بالنسبة للشركس.

 

قال: “لم يعد سراً أن التحديات الرئيسية التي تواجه المجتمع الشركسي هي إنعاش الاقتصاد والحد من الفساد. فبدون قاعدة اقتصادية لن يكون بمقدور الشعب استعادة ثقافته ولغته. وفي رأيي، ذلك هو ما يعنيه الاعتراف بالإبادة الجماعية”.

 

أما فاليري خاتازوكوف، وهو ناشط معروف في مجال حقوق الإنسان في كاباردينو ـ بالكاريا، فلا يعتقد أن قضية الإبادة الجماعية ستجد لها حلاً قريباً. وهو يتوقع أنها ستصبح باطراد قضية سياسية أكثر حساسية بينما تسعى الدولة الروسية إلى تقليص سلطات جمهوريات شمال القوقاز.

 

مع إحساسهم بأن هويتهم مهددة، شنًت المنظمات الشركسة حملة ناجحة ضد المقترحات الداعية لدمج جمهورية أديغيا ذات الحكم الذاتي بمنطقة كراسنودار المجاورة.

 

وتوقع خاتازوكوف أن: “قضية الإبادة الجماعية ستلقى دعماً أقوى فأقوى في أوساط المثقفين والشباب”.

 

مارينا مارشينكولوفا: مراسلة لصحيفة Sovetskaya Molodezh في كاباردينو ـ بالكاريا.

IWPRS الخدمة الإخبارية للقوقاز

http://tharwacommunity.typepad.com/tharwareview_arabic/2007/06/post_29.html

 

 

Share Button