أرشيف التصنيف: آراء وتحليلات

آراء وتحليلات

في تاريخ لغة أدغه

وصلنا التالي من السيد بلال بيرم، ونحن بدورنا ننشر ملخص بحثه في تاريخ لغة أديغة، ونرحب بهذه المشاركة القيّمة، ونعلن استعدادنا التام لنشر أيّة مساهمات مستقبليّة:

 

إلى إدارة موقع شمال القفقاس المحترمين أرسل لكم ملخص عن بحثي في تاريخ لغة ادغه لمساعدتي في نشرها بين شعوب ادغه في الوطن والمنافي ليتعرف على أنفسهم وموقعهم في التاريخ البشري إننا نعيش مرحلة صعبة ومأساوية و منعطف تاريخي حساس الأنقراض أو إعادة البناء إننا نعيش تاريخ الأخرين ونتأرجح بين الشعوب وأصبحنا مشتتين فكرياً بسبب تشتتنا في القفقاس وخارج القفقاس وفرض علينا ذالك غصباً عنا إننا نتعرض لعملية إبادة من قبل الدولة الروسية الإجرامية وبمشاركة الأخرين وليس أمامنا إلى طريق واحد أن نتعرف على أنفسنا وعلى موقعنا في التاريخ البشري ونخرج من العقم الذاتي والإستقطاب الفكري والعقائدي الذي فرض علينا إننا أحفاد أمة عظيمة أخرجت البشرية من المملكة الحيوانية وأنا على يقين ومؤمن بأن شعبنا النبيل والذكي والشجاع قادر على إعادة بناء نفسه بنفسه بعقله إذا تحرر من أفكار الأخرين وعقائدهم إننا ضحية الصراع على المركز بين المجموعات البشرية الكبيرة يجب أن نتعرف على أنفسنا أولاً وبعدها سنعرف الأخرين إن تاريخنا الذي أصبح أساطير ثم تحول إلى ديانات هي القاعدة الفكرية للصراع الموجودحالياً بين المجموعات البشرية الكبيرة يجب أن نستعيد وعينا ونفكر بشكل علمي ونخرج من الإستقطاب الفكري ونواجه الحياة ضمن ماتفترضه هذه المواجهه إن بحثي لم ينتهي بعد وعندي الكثير لاقوله لشعوب ادغه وللشعوب الأخرى وشكراً .

إكتشاف لغة ادَم وقومه ادغه –إن لغة ادغه أهم سر في التاريخ البشري وهو المفتاح لمعرفة أصل وحقيقة البنية الفكرية للمعتقدات الدينية التي تحمل الرموز وهذه الرموز هي حقيقة في لغة ادغه وكذالك لغة ادغه تحمل صفة صناعة اللغة لأن كل الأصوات في لغة ادغه هي كلمات لها معنى وتفسير والأصوات في لغة ادغه كالأرقام بالنسبة للحساب تتكلم وليست خرساء. وبما أن الأصوات هي المادة الأساسية لبنية أي لغة و جميع اللغات في العالم تتألف من أصوات إذاً فهي تتشابه من حيث التكوين ولكن نقطة الفصل بين اللغات واللغة الأولى هي الأصوات. إذا كانت الأصوات في أي لغة هي كلمات لها معنى وتفسير تستطيع أن تشرح لنا البنية الداخلية لكلمات اللغة تكون هذه اللغة لغة أولى لأنها تحمل الشرط الوحيد والأساسي لصناعة اللغة وتتميز لغة ادغه بهذه الصفة عن باقي اللغات وتنطبق عليه نظرية صناعة اللغة . ولأول مرة في التاريخ البشرية تنكشف الحقيقة الأولى لغة ادغه وهذا الإكتشاف هو ولادة لمعجزة المتناهي الذي يعطينا الإمكانية الأولى واللامحدودة حيث نحلل من خلاله التاريخ .لأن لغة ادغه هو التاريخ القديم الأول الذي يخترق التاريخ الرسمي الذي كتب ويعيد الإتصال مع التاريخ الحقيقي الأول .إن هذه الكلمات لاتكفي أن تكون مقدمة لأقدم شيئ في التاريخ البشري لغة ادغه لغة جنس الإنسانة العاقلة الصانعة الأولى القفقاسية البيضاء . إن لغة ادغه هي البنية الفكرية الأولى التي تعرفنا على معظم القوالب الفكرية مثل الأساطير والمعتقدات لأن الكلمات في لغة ادغه تحمل الرموز والألغاز والأفكار وتفسره وهو معيار علمي ثابت . إن معرفة التاريخ الداخلي لكلمات لغة ادغه من خلال التحليل يعطي للتاريخ البشري معناه الحقيقي والأصلي ويعيد إحياء أحداث أندثرت أثارها وهي الوسيلة العلمية الوحيدة لمعرفة حقيقة الرموزوالألغاز في المعتقدات الفكرية لأنها صدرت منها . إن الكلمات في لغة ادغه معرفة كاملة وذاكرة أمينة للتاريخ البشري وسجلت في كلماتها على وجه الدقة كل مافكرت به وفعلته ورأته وقالته الحضارة المدنية الإمومية الأولى وهو النص البدائي والوثيقة الأولى المحفوظة للدلالة على الإنسانة العاقلة الصانعة الأولى التي صنعت اللغة وربطت التاريخ الطبيعي بعلم النظام الرياضي وحولت المرئي والمسموع في الطبيعة إلى كلمات ومنظومة متغيرات تستند إلى وصف واضح للتشابهات في الطبيعة لأنها كانت تمثل الطبيعة وتتصوره وبذالك شكلت أول مجموعة بشرية إمومية مدنية صانعةً اللغة الأولى والتاريخ الأول . إن لغة ادغه هي كتاب مقدس وأمين لتاريخ شعوب ادغه وتاريخ اللغة والثقافة البشرية لأنها تعيش ذاكرة التمثيل والتشبيه وهي أهم وثيقة في التاريخ البشري لأنه يحمل ويفسر أهم  معجزتين ورمزيين في الفكر البشري وهذان المعجزتان الرمزان هما ادَم – والله .المتناهي الفكري -ولامتناهي الفكري . والتاريخ البشري وصل إلى مأزق بسبب ثقافاته المقدسة الواقعة بين طرفين مجهولين . المجهول الأول كلمة ادَم والمجهول الثاني كلمة الله ولهذا مشكلة البشرية هي مشكلة لغوية ولغة ادغه هو الحل لأن لغة ادغه هي حقيقة الوجود تكشف لنا فكر وتاريخ الإنسانة العاقلة القفقاسية الصانعة الأولى التي صنعت اللغة وصنعت الله  … والأن نحن أمام مدرسة جديدة لدراسة التاريخ البشري القديم الأول من خلال كلمات لغة ادغه وتحليل كلمات لغة ادغه . إن كلمات الأصوات ومشتقاتها والكلمات المركبة من كلمات الأصوات ومشتقاتها في لغة ادغه هي كلمات مترابطة ومتسلسلة ومتشابها تمثل الأشياء الموجودة في الطبيعة المترابطة والمتشابهة وكل كلمة هي تاريخ حيث تفسر لنا مراحل التطور الفكري والأحداث التي مرت بها الحضارة المدنية الإمومية الأولى والتي كانت إسمها انتِ ثم تغيرت إلى إسمها الحالي ادغه عندما انتقلت من العصر الإمومي إلى العصر الأبوي – دراسة وتعريف للرمزان ادَم – والله في لغة ادغه ..كلمة ادَم هي كلمة تدل في معظم اللغات على المخلوق المميز الذي صنع اللغة كما جاء في المعتقدات الدينية وهو رمز في معظم اللغات وأهم لغز في التاريخ البشري . ولكن كلمة ادَم في لغة ادغه قبردي هي حقيقة ادَم كلمة معناه الأب المطلق في لغة ادغه قبردي وهي كلمة مركبة من مقطعين تصف فيه الأب المطلق المقطع الأول ادَ معناه أب والمقطع الثاني مْ الساكنة إذا جاءت في أخر أي كلمة فعلية أو إسمية في لغة ادغه تصبح الكلمة مصدر الفعل أو الإسم  التفسير بعد تركيب المقطعين ادَم مصدر الأب وهو وصف للأب المطلق . ووجود إسم ادَم بمعنى الأب المطلق في لغة ادغه قبردي ويدل على المفهوم الحقيقي لمعنى إسم ادَم يعني أن ادَم تعلم وتكلم لغة ادغه قبردي.

إن إسم ادَم الحقيقة في لغة ادغه قبردي هو الأثر الحقيقي الذي تبحث عنه النظريات الغيبية لمعرفة أصل اللغة لأن لغة ادغه هي البنية الفكرية الأولى التي تحول إلى أساطير ومعتقدات بسبب النقل الشفهي للأفكار فترة زمنية طويلة قبل إكتشاف الكتابة حيث تم الزيادة والنقصان على التاريخ الحقيقي القديم الأول ولم تنقل الحقيقة كاملة وأصبحت قصة ادَم وقومه ادغه إسطورة وأخذت التوراة هذه الإسطورة التي فيها ظلال بسيطة من قصة ادَم وقومه وحولت هذا التاريخ البشري القديم الأول إلى إسطورة إلهية غيبية مقدسة وبذالك نقلت الإله من الأرض إلى السماء من المرئي والمعلوم إلى الغيبي والمجهول ومن التوراة تم استنساخ المعتقدات الأخرى لأن الثقافات دائماً تنسخ بعضها الأخر مع تقدم الزمن لتحل محله وتحتل المقام الأول كفكرة أو عقيدة و تصبح السلطة الأولى للمعرفة لكي تدعي الحق المطلق.-. إن وجود إسم ادَم كحقيقة في لغة ادغه قبردي ورمز في الثقافات الأخرى يدلنا على أن الثقافات الأخرى هي وجوه من وجه الحقيقة الأولى لغة ادغه.
١٩ – الكلمة التاسعة تحَبَ الباء تلفظ وعليها ثلاث نقاط معناه ورقة وهي كلمة مركبة من مقطعين تصف فيه ورقة الشجرة المقطع الأول تحَ معناه الإله تم اسقاطه بالتشبيه كمصدر لاستمرارية الحياة في تركيب كلمة ورقة الشجرة لوصف ورقة الشجرة المقطع الثاني بَ وعليها ثلاث نقاط معناه أنف التفسير بعد تركيب المقطعين تحَبَ أنف مصدر استمرارية الحياة وهو وصف لوظيفة ورقة الشجرة تغير المفهوم اتجاه كلمة تحَ الإله في تركيب كلمة ورقة الشجرة وأصبح صفة الأنثى هو المفهوم تغير المفهوم بسبب الإسقاط والكلمات المركبة السابقة كان المفهوم ثابت لأنها  كانت تخص الأنثى ١٠ – الكلمة العاشرة تحَبزَ وهي كلمة تستعمل كمثل عندما يكون الحديث عن لغة ادغه المثل ادغه بزَر تحَبزَ المعنى لغة ادغه لغة الإله  ١١- الكلمة الحادي عشر تحَمَادَ معناه رئيس كبير القوم وهي كلمة مركبة من ثلاث مقاطع تصف فيه الرئيس أو كبير القوم المقطع الأول تحَ معناه الإله المقطع الثاني مَ بالفتحة معناه خذ المقطع الثالث ادَ معناه أب التفسير بعد تركيب المقاطع الثلاثة أب خذ الألوهية وهو وصف لكبير القوم أوالرئيس وهذه الكلمة تدلنا على أن الأنثى المقدسة تحَ الإله كانت صاحبة القيادة والسيادة وأعطت القيادة والسيادة للذكر عندما ضمت الأنثى الذكر للأسرة وأصبحت الأسرة تتألف من الأب والأم والأبناء وانتقلت من العصر الأمومي إلى العصر الأبوي -عندما كانت الإله تحَ الأنثى المقدسة تصنع الحضارة وتسمي الأشياء تطور فكرها وبدأت تفكر بظواهر الطبيعة تصورت أن لكل ظاهرة إله صانع للظاهرة بدأت تضع إسمها وتسقطه على الظاهرة بالتشبيه لتسمية صانع الظاهرة مثال١١- مَزتحَ معناه إله الغابة وهي كلمة مركبة من مقطعين المقطع الأول مَز معناه غابة والمقطع الثاني تحَ معناه إله  – ١٢ . كلمة شبلَتحَ معناه إله الرعد وهي كلمة مركبة من مقطعين المقطع الأول شبلَ معناه رعد والمقطع الثاني تحَ معناه إله في الكلمتان مَزتحَ-وشبلتحَ تغير المفهوم اتجاه كلمة الإله أصبح الإله هو صانع الغابة وصانع الرعد – وعندما تطورالإله تحَ فكرها وفكرت بالكون أعتقدت أن لهذا الكون صانع اسقطت إسمها على صانع الكون وسمته تحَمْ الله -١٣وكلمة تحَمْ الله هي كلمة مركبة من مقطعين المقطع الأول تحَ معناه الإله والمقطع الثاني مْ الساكنة إذا أضيفت إلى أخرأي كلمة فعلية أو إسمية تتحول الكلمة إلى مصدر الفعل أو الإسم التفسير بعد تركيب المقطعين تحَمْ مصدر الإله إن الكلمات التي تناولناها والتي تحمل بتراكيبها كلمة الإله تحَ شرحت لنا كيف تم صناعة الله تحَمْ على مراحل مع التطور الفكري ففي البداية كان الإله تحَ هو إسم الأنثى الصانعة المقدسة وفي النهاية أعطت إسمها لصانع الكون الغائب .-. وبعد هذه القراءة الحقيقية للتاريخ البشري الأول من خلال لغة ادغه نستطيع أن نقول أن الإله تحَ الأنثى الصانعة المقدسة هي التي أخرجت البشرية من المملكة الحيوانية ووضعت بصمتها على العالم بصناعتها للغة ادغه كأول بنية فكرية عندما سمت الأشياء بأسمائها الحقيقية إن لغة ادغه مادة علمية دقيقة ووثيقة فكرية أولى تعرفناعلى كل الفرضيات الميتافيزيقية ومن نظام لغة ادغه تم ولادة الأفكار المزيفة المقدسة وبقيت الأفكار الحقيقية موجودة لاتمحى في نظام لغة ادغه إن لغة ادغه تعترض على كل شيئ مزيف ولا تقف عند حد وتكشف مالم ينكشف وتسمح التفكير فيما كان يمنع التفكير فيه فلا شيئ محرم أو ممنوع في لغة ادغه إن الكلمات المركبة التي حللناها من لغة ادغه وتحمل بتراكيبها كلمة الإله تحَ فرضت نفسها على قتل الله وبذاك أصبحت لغة ادغه أقدم من ولادة الله وأحدث من موت الله وبما أن لغة ادغه قتلت الله فهي المسؤولة إذاً عن تناهيها وبذالك تنقل لغة ادغه العقل البشري إلى أفاق فكرمستقبلي جديد ومشروع إنساني عالمي أساسه العلم والمعرفة ليصبح دين البشرية هو العلم.
كيف تم صناعة الله تحَمْ في لغة ادغه — تحَ معناه الإله . وتحَمْ معناه الله . كلمة تحَمْ معناه الله وهي كلمة تدل على خالق الكون وهو إسم خاص بلغة ادغه وتتعدد التسميات بإختلاف اللغات حيث له إسم خاص في معظم اللغات تدل على المفهوم. ولكن وجود عدد من الكلمات المركبة في لغة ادغه تحمل بتراكيبها كلمة الإله تحَ دون تغيير مع تغيير المفاهيم اتجاه كلمة الإله تحَ بتغيير التراكيب تدلنا على أن الله تحَمْ تم صناعته على مراحل تزامنت مع التطور الفكري ففي البداية كان الإله تحَ إسم الأنثى وفي النهاية أعطت إسمها لصانع الكون الغائب .والكلمات المركبة التالية ستشرح لنا كيف تم صناعة الله تحَمْ على مراحل مع التطور الفكري . ومن بين هذه الكلمات توجد ثلاث كلمات تحمل بتراكيبها كلمة الإله تحَ تبين لنا أن المفهوم من كلمة الإله تحَ هو الأنثى الصانعة . ١-الكلمة الأولى تحَوسكْ معناه عزاء وهي كلمة خاصة بعزاء النساء ولاتستعمل هذه الكلمة لعزاءالرجال  وهي مركبة من مقطعين تصف فيه عزاء النساء المقطع الأول تحَ معناه الإله والمقطع الثاني وسكْ معناه أشعار  التفسير بعد تركيب المقطعين تحَوسكْ أشعار الإله وهو وصف لعزاء النساء وجود كلمة الإله تحَ بتركيبة كلمة عزاء الخاصة بالنساء تدلنا على أن المفهوم من كلمة الإله تحَ هو الأنثى والعادة عند شعوب ادغه في عزاء النساء يجتمع النسوة ويرددن كلمات بطريقة شعرية حزينة مع البكاء ٢- الكلمة الثانية تحَغو معناه الحلق وهي كلمة مركبة ن مقطعين تصف فيه الحلق التي تضعها الإنثى في إذنها  المقطع الأول تحَ معناه الإله والمقطع الثاني غو معناه الخارج من عين وممدود وهو وصف لصفة شكل كلمة غو اليابس تم إسقاطه بالتشبيه في تركيب كلمة الحلق لوصفه التركيب بعد تركيب المقطعين تحَغو الخارج من عين وممدود بالإله وهو وصف للحلق . ٣- الكلمة الثالثة تحَأوكود وهي كلمة تطلق على الأنثى المميزة وتتألف من أربع مقاطع المقطع الأول تحَ معنا الإله والمقطع الثاني أو معناه واجهة والمقطع الثالث كو معناه أبيض والمقطع الرابع دْ معناه تدل على القوة وهي صفة الأب تم اسقاطه في تركيب الكلمة لوصف الأنثى المميزة التفسير بعد تركيب المقاطع الأربعة تحَأوكود القوية البيضاء الواجهة الإله وهو وصف لللأنثى المميزة .والكلمات التالية تحمل بتراكيبها كلمة الإله تحَ تدلنا على الصناعات التي قامت بها الإلهة الأنثى المقدسة ومراحل تطورها الفكري حتى وصلت في النهاية لصناعة الله تحَمْ ٤- الكلمة الرابعة تحَمَكوْ بالواو الساكنة معناه يوم الأحد وهي كلمة مركبة من مقطعين تصف فيه يوم الأحد المقطع الأول تحَ معناه الإله والمقطع الثاني مَكوْ معناه يوم التفسير بعد تركيب المقطعين تحَمَكوْ يوم الإله وهو وصف ليوم الأحد وهذه الكلمة تدلنا على أن يوم الأحد كان يوم خاص للأنثى المقدسة ٥- الكلمة الخامسة تحَمَكوَ بفتح الواو معناه الأسبوع وهي مركبة من مقطعين تصف فيه الأسبوع المقطع الأول تحَ معناه الإله والمقطع الثاني مَكوَ معناه أيام التفسير بعد المقطعين تحَمَكوَ أيام الإله وهو وصف للأسبوع ويجب الإنتباه أثناء لفظ الكلمتين  يوم الأحد تحَمَكوْ والأسبوع تحَمَكوَ ووجود كلمة الإله تحَ في تركيب الكلمتين  تدلنا على أن الإلهة الأنثى المقدسة هي التي صنعت الأسبوع وحددته بسبعة أيام وخصصت يوم الأحد لنفسها كيوم خاص لها وفكرة أن الله صنع الدنيا بستة أيام واستراح في اليوم السابع هي الفكرة التي تم استنساخها من التاريخ القديم الأول لغة ادغه  ٦- الكلمة السادسة تحَصْ معناه اغسل وهي كلمة مركبة من مقطعين تصف فيه كلمة اغسل المقطع الأول تحَ معناه الإله والمقطع الثاني صْ معناه صنع التفسير بعد تركيب المقطعين تحَصْ صنع الإله وهو وصف لكلمة اغسل وهذه الكلمة تدلنا على أن الكائن البشري في القديم كان قذراً لايغتسل والإنثى هي التي علمت الأغتسال  ٧.-الكلمة السابعة تحَكئومْ معنا إذن وهي كلمة مركبة من ثلاث مقاطع تصف فيه الإذن المقطع الأول تحَ معناه الإله والمقطع الثاني كئوْ بالواو الساكنة معناه أذهب إلى شيئ محدد والمقطع الثالث مْ الساكنة إذا أضيفت إلى أخر أي كلمة فعلية أو إسمية تتحول الكلمة مصدر الفعل أو الإسم التفسير بعد تركيب المقاطع الثلاثة تحَكئومْ مصدر الذهاب إلى شيئ محدد بالإله وهو وصف لكلمة الإذن وبما أن الإذن هو الإحساس الوحيد الذي يوصل الناس ببعضها من خلال الكلام ووظيفته السمع ووجود كلمة الإله تحَ في تركيبة كلمة الإذن تدلنا على أن الإلهة الأنثى هي التي كانت تعرف اللغة ولذالك وضعت إسمها في تركيب كلمة الإذن  ٨- الكلمة الثامنة غوتحَبسْ معناه بول والصوت ب تلفظ وعليها ثلاث نقاط وهي كلمة مركبة من ثلاث مقاطع المقطع الأول غو معناه الخارج من عين وممدو وهو وصف لصفة شكل كلمة غو اليابس تم إسقاطه بالتشبيه في تركيب كلمة البول لوصفه المقطع الثاني تحَ معناه الإله والمقطع الثالث معناه بس معناه ماء التفسير بعد تركيب المقاطع الثلاثة غوتحَبس ماء الإله الخارج من عين وممدود وهو وصف لكلمة البول وضعت الإلهة الأنثى إسمها في تركيب كلمة البول لأنها هي التي كانت تسمي وهي الأقرب  b

ال Qمي وهي الأقرب  b

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

إلى إدارة موقع مجموعة العدالة لشمال القفقاس المحترمين. أشكركم لنشركم الملخص لبحثي في تاريخ لغة أدغه، وأرجو أن تتحملوني حيث أنّه عندي ملاحظة: بعد الأنتهاء من تعريف كلمة آدم يجب أن يأتي، كيف تم صناعة الله تحم ليكون موضوع البحث مفهوم للقارئ. الكلمات التي حللتها كان يجب كتابتها بلغة أدغه إلى جانب اللغة العربية  من أجل أن تكون دقيقة ولكن لعدم وجود نظام للطباعة بلغة ادغه مع اللغة العربية عندي، لم أرسل لكم دراستي لأصوات لغة ادغه الذي يسمى الأحرف لأن كثير من الأصوات ليس لها مرادفات باللغة العربية وهو موضوع دقيق ومن خلال دراستي  للأصوات في لغات ادغه لمعرفة مصادرها توصلت إلى معرفة لغة أدغه الأصلية التي تفرعت إلى لغة ادغه قبردي ولغة ادغه ابزاك ولغة ادغه بجدوغ ولغة ادغه جمكوي ولغة ادغه شابسغ وهذا بحث آخر وأشكركم مرة ثانية.

 

 

Share Button

موسكو تستأصل المواد”الانفصالية” من دساتير الجمهوريات الشركسية

موسكو تستأصل المواد”الانفصالية” من دساتير الجمهوريات الشركسية

فاطمة تلسوفا

مجلة ديلي اوراسيا مينتور، العدد:213 ،18/11/2009

mape

برلمان جمهورية قباردينو/بلقاريا  صادق على تعديلات في بنود دستور الجمهورية بناءاً على مشروع التعديل الدستوري المقدم من قبل المدعي العام الروسي في الجمهورية، حيث تم التوصل الى اتفاق نهائي في العاشر من شهر تشرين الثاني 2009 بعد ان تم رد ورفض مشروع التعديل لمرتين متتاليتين من قبل برلمان الجمهورية ، المدعي العام كان قد طالب بتعديل مادتين من الدستور في الجمهورية لكي تتلائم مع الدستور الفدرالي الروسي، وهي المادة (4) التي تنص على ” ان شعب جمهورية قباردينو/بلقاريا متعدد العرقيات هو مصدر السلطات” والمادة(9) التي تنص على” الارض والمصادر الطبيعية، الانهار، الغابات والثروات النباتية والحيوانية  هي ملك للشعب وهي جزء من تراث واساس الحياة والعمل لشعب الجمهورية”واستنادا الى قرار المحكمة الفيدرالية الروسية الدستورية فان الادعاء العام الروسي قد طلب ان يكون المصدر الوحيد للسلطات ومالك المصادر الطبيعية كلها “هو الشعب في الاتحاد الروسي الفدرالي”، رئيس اللجنة القانونية في البرلمان القبرديني السيد زاور آبشيف ابدى معارضته لهذا المشروع المقدم من قبل الادعاء الروسي للتعديل في بنود الدستور حيث اشار السيد آبشيف ان المواد وبنود الدستور التي تم طلب شطبها وتعديلها في دستور جمهورية قباردينو/بلقاريا  موجودة في دساتير اعضاء اخرين في الفدرالية الروسية ولم يطلب منهم تعديلها مثل جمهورية الشيشان وتتارستان ومقاطعات سانت بطرسبيرغ وموسكو ومناطق اخرى عديدة في الاتحاد الفدرالي الروسي، وتابع ابشيف قائلاً” فلماذا يجب تعديل الدستور القبرديني، ان الامر لا يبدو منطقياً لي”.

رئيس البرلمان في الجمهورية السيد الياس بيتشيلوف ايد السيد آبشيف قائلاً” انهم لا يرون الانتهاكات التي تحدث في “سودوفا “(احدى ساحات حديقة موسكو العامة) لكنهم على استعداد لاتهام اي شخص بان لديه نزعة انفصالية، بالمقابل فان مدعي عام الجمهورية السيد اوليغ جاريكوف والنائب فيكتور نيستيلوف(روسي الاصل) وممثل رئاسة الجمهورية  زاليم كاشيروكوف اكدوا ضرورة ادخال التعديلات الى بنود الدستور، فلقد تحدث اوليغ جاريكوف قائلاً” يمكن ان يصوتوا كما يريدون لكن الموضوع يجب ان يحل اليوم”(في اشارة الى انه سيتم تجاوز التصويت وارغام البرلمان على قبول التعديل رغماً عنه) خاصة بعد ان رد البرلمان مشروع التعديل لمرتين متتاليتين في اقل من ساعة، النائب فكتور نيستيلوف قال” انه يجب ان يعاد التصويت وان يكون علنياً وان لا يكون سرياً”(لمعرفة من يعارض المشروع حتى يتم ارغامه على تعديل موقفه)  اما ممثل الرئاسة السيد كاشيروكوف فلقد اكد على ضرورة تعديل الدستور قائلاً” اذا كنا نريد ازالة جمهوريتنا من اللائحة السوداء لدى الكرملين فانه لا بد من تعديل الدستور”  .

المحاولة الثالثة للتصويت على تعديل الدستور نجحت بعد ان تم التصويت بشكل”علني” حيث حاز على (39) صوتاً وكان يكفي الحصول على(37) صوتاً حتى يتم الموافقة على مشروع التعديل، وتم شطب المادتين ال(9)و(4) اتي وصفت بانها مواد تحمل الصفة”الانفصالية” من دستور الجمهورية.

ان الوصف الدقيق لكيفية التصويت اعلاه، تعطي فكرة واضحة عن “ديمقراطية الكرملين” وكيفية عملها، التعديلات الاخيرة قامت بشطب آخر “المواد” المتبقية من دستور عام 1996 ، فمنذ عام 2000 تم تعديل

الدستور بشكل متكرر واكثر من (17) مادة تتعلق بالتاريخ والثقافة والتراث وحقوق السكان الاصليين  تم تغييرها او ازالتها من الدستور.

على سبيل المثال في شهر نيسان من عام 2006 ابدى السيد روسلان ابازوف رئيس اللجنة القانونية في برلمان الجمهورية  استياءه من عملية القيام بتعديلات متكررة في كل دورة برلمانية بحجة ان دستور الجمهورية يجب ان يتوافق مع الدستور الفدرالي، التعديلات الاولى كانت تهدف الى تسهيل عملية ازالة وشطب البنود من الدستور فعلى سبيل المثال كانت المحكمة الدستورية في الجمهورية هي الجهة الوحيدة المخولة باجراء التعديلات في الدستور، ولكن وحسب “النسخة” الجديدة من الدستور يكفي ان يصوت ثلث البرلمان للموافقة على اجراء اي تغيير مهما كان في الدستور.

التغيير لا يقتصر على جمهورية قباردينو/بلقاريا فحسب ، انما  يمتد ليشمل جمهوريتان اخريين في شمال القفقاس واللتان  تتواجد فيهما العرقية الشركسية حيث تعاني جمورية الاديغية وقرشاي/شركس من نفس الضغط الممارس من قبل الكرملين لتعديل دساتيرهم، المواد الدستورية التي تضع اللغة الشركسية على قدم المساوةاة مع اللغة الروسية كانت قد شطبت من دستور الاديغية نفس الامر حدث في جمهوريات قباردينو/بلقاريا وقرشاي/شركس، بينما تم تعديل المادة ال(6) في دستور الاديغية والتي كانت تنص على” دستور الجمهورية وقوانينها تسمو على اية قوانين او دساتير اخرى” لتصبح ” إن دستور الاتحاد الروسي و القوانين الاتحادية تسمو على دستور جمهورية أديغية ”

المعارضة في برلمانات الثلاث تظهر استياء الشراكسة من السياسة المتبعة من قبل الكرملين اتجاه الشراكسة بشكل محدد، هذه الامور بالاضافة الى الخلفية التاريخية والعلاقة العنيفة والوحشية بين روسيا وشركيسيا في القرن التاسع عشر، لا تبدو طريقة ذكية لاقناع الشراكسة بالتخلي عن الحكم الذاتي(اي ان هذه السياسات القمعية ستؤدي الى رد فعل سلبي من قبل الشراكسة).

 

اخبار شركيسيا

21/11/2009

 

 

Share Button

مداد القلم: قيصر جديد وفساد قديم

قيصر جديد وفساد قديم

كيف انتقلت السلطة من يلتسين إلى بوتين

 

مع وفاة بوريس يلتسين كثر الحديث عن إنجازاته وتجاوزاته، وقليلا ما تناول الواقع القائم من بعده، في عهد خلفه فلاديمير بوتين، ناهيك عن الإشارة إلى أنّ وصول الأخير إلى السلطة، كان من “إنجازات.. أو أخطاء” يلتسين، والحصيلة هي ما شهدته الشاشان في الدرجة الأولى، علاوة التراجع الملحوظ فيما سبق الاعتقاد بتثبيته من حريات وحقوق عقب سقوط الشيوعية وانهيار معسكرها الشرقي. المقالة التالية واكبت انتقال السلطة في حينه (عام 2000م)، وفي مضمونها ما يعطي تفسيرا لكثير من السياسات الروسية في الوقت الحاضر (عام 2007م).

 

في الديمقراطيات الغربية ألوان من الفساد والانحرافات ومن العدوانية وانتهاك حقوق الإنسان، وكثيرا ما وصل ذلك إلى أعلى المستويات، وكثيرا ما أثار التساؤلات عن تفسير لأسلوب التعامل معه، كما لو كان من الأمور الاعتيادية في حياة الطبقة السياسية !. وما قضية كلينتون وانحرافاته الجنسية بغائبة عن الأذهان، ولا حكايات الساسة الإيطاليين مع الجريمة المنظّمة بمجهولة، ولا الفضائح التي طالت بعض الوزراء وكبار العاملين في أجهزة حكومية وأمنية في فرنسا وبلجيكا بأقلّ شأنا مما انكشف أمره من بعد من فضائح مالية على أعلى المستويات الحزبية في عهد هلموت كول بألمانيا، أمّا العدوانية وانتهاكات حقوق الإنسان فالنسبة الأعظم مما يًرتكب في البلدان الديمقراطية الغربية يصيب الإنسان في البلدان النامية، فلا يؤبه به كثيرا، ولا يجد طريقه إلى الكشف عبر وسائل الإعلام إلاّ قليلا، ناهيك عن المحاسبة والمقاضاة. بل على النقيض من ذلك إذا ارتكب مجرم من غير السياسيين والديبلوماسيين أيضا، جريمة ما في بلد من البلدان النامية، لا خلاف حول استحقاقها العقوبة، ولا حصانة تمنع العدالة من أن تأخذ مجراها بشأنها.. ولكن كان ضحيتها إنسان أو أكثر من أهل ذلك البلد المضيف، فليس مجهولا ما تبذله الدولة الأمّ لتخليص مواطنها المجرم من المحاكمة بأي ثمن، ولو كان فيه فساد علاقات ديبلوماسية وتجارية، وما قصص ممرّضة بريطانية في السعودية وخادمة فيليبينية في الإمارات وتاجر ألماني في إيران بمجهولة. ولا يعني هذا الحيفُ على حساب الدول النامية نجاةَ أهل الغرب أنفسهم من انتهاكات حقوق الإنسان، كما يشهد ما ينكشف من التعامل الأمريكيين البيض مع السود والملونين، وتجارة الرقيق الأبيض في كل مكان، ومصير الأطفال المعتدى عليهم بمختلف أشكال الاعتداء الوحشي.

 

هل لهذا علاقة بفلاديمير بوتين ووصوله إلى كرسي الرئاسة في الكريملين ؟..

إنّ ما ينكشف في الغرب من علاقة لبعض المسؤولين في قطاعات السياسة أو الاقتصاد أو رجال الأمن بتلك الألوان المتعدّدة من الفساد وسواها، إنّما ينكشف في فترة متأخرة، بعد أن يكون المسؤول قد استقرّ في منصبه، أو بعد نهاية فترة وجوده فيه، ثم قد يجد الملاحقة السياسية، كما كان مع نيكسون، وقد لا يجد ما يستحقّ من جزاء كما في حالة كلينتون، ولكنّ هذا ما يعود إلى فساد الأولويات بين المصالح المادية والأخلاقيات، وإلى فساد معايير القيم واضمحلالها، إنّما نادرا -وليس مستحيلا تماما- أن تنكشف فضائح من هذا القبيل أثناء معركة انتخابية، ثم ينجح المرشّح الغربي رغم ذلك في الوصول إلى منصب يتطلع إليه، وهذا ما يدفع في إطار الحديث عن بوتين إلى المقارنة والتساؤل عن المستوى الذي انحدر إليه واقع الاتحاد الروسي في هذه الأثناء، بعد أن سقطت الشيوعية المتفسخة وأقيمت أركان الديمقراطية الغربية مع مناهجها الاقتصادية وأخلاقياتها، فكأن الروس يريدون التفوّق على الغربيين في مساوئ مناهجهم قبل أن يرسّخوا ولو بعض ما يعوّض شيئا ما عن ذلك من محاسنها وميزاتها.

إنّ جميع ما ذكر ويذكر عن فلاديمير بوتين لترجيح احتمالات انتخابه رئيسا للاتحاد الروسي، وعن ظروف ارتفاع نجمه خلال فترة وجيزة، لا يندرج تحت عنوان تعداد المآثر والمحاسن والميزات، وإنّما يُفهم كشكل من اشكال التبجّح العلني بأسوأ ما يمكن تعداده من مواصفات لرئيس دولة، ناهيك أن تكون لرئيس دولة كبرى، أو هي راغبة في هذا الموقع على الأقلّ!..

لا يقتصر الأمر على أنّ مدخله إلى معترك المسرح السياسي الروسي كان عبر بوابة المخابرات، وهي بوابة مخزية، لا سيّما في الفترة التي كان محور نشاطات المخابرات السوفييتية فيها متركّزا على الروس أنفسهم وعلى شعوب الدول الشيوعية الصديقة لهم، ولا غرابة أن يكون في مقدّمة أعمال بوتين الرسمية بعد استلامه منصب الرئاسة بالوكالة، وقبل أن يزور جنوده الروس في جبهة القتال، زيارته لضريح الرئيس السوفييتي الأسبق آندروبوف، وهو الذي بقي في الحكم فترة وجيزة قبل جورباتشوف، ولكن يميزه أنّه كان أيضا رئيسا للمخابرات قبل استلام الرئاسة في الدولة الشيوعية المنهارة.

ومن بوابة المخابرات إلى بوابة الفساد فقد كان مدخل بوتين إلى مبنى الكريملين عن طريق تشوبايس، أوّل من سقط من منصبه -مؤقتا- من بين أركان “عائلة” يلتسين، بسبب الفساد، ليس لانكشاف أمره، ولكن لأنّ الفساد بلغ مدى يزكم الأنوف من جهة، وبسبب صراعات تدور بين أصحاب المليارات الجدد على مناصب توجيه الحكم في موسكو من جهة أخرى، وأحدهم تشوبايس نفسه. وكلمة “عائلة” لا تعني هنا صلة القرابة، وإن كان قد انكشف أمر استشراء الرشوة والفساد في أقرب أقرباء يلتسين كابنتيه وصهريه، ولكن تعني -على غرار ما تعرفه جزيرة صقلية تحت سيطرة عصابات الإجرام المنظمة / المافيا- وجود ظروف مماثلة في قمّة هرم السياسات السياسية والاقتصادية بموسكو.

بوتين فرد من أفراد “العائلة”.. ولهذا كان سهلا عليه أن يدفع ثمن وصوله إلى موضع الحظوة عند يلتسين، والاتفاق على استقالة الأخير في اللحظة المناسبة لوجوده هو في منصب رئاسة الوزراء، وبالتالي في موقع استلام الرئاسة بالوكالة وفق الدستور، وكان الثمن الظاهر للعيان، وقد يكون المخفي أعظم، أن يوقع بوتين أوّل مرسوم رئاسي يحمل اسمه في قمّة الكريملين، بما يعطي يلتسين وأقرباءه وافراد عائلة فساده المالي والسياسي “صك غفران” مدى الحياة، فلا يلاحقهم جهاز سياسي ولا قضائي، ولا يحاسَبون عما ارتكبوه وانكشف أمره أو ما ارتكبوه ولم ينكشف أمره بعد، رغم أنّ الوثائق عمّا انكشف من ذلك باتت مفتوحة منشورة، وأنّ الحسابات المالية وما دخل إليها من أموال بالملايين معروفة مكشوفة، وأنّ عمليات غسيل ما يسمى “الأموال القذرة” في جنيف وفي نيويورك قضايا ثبتت على أصحابها متلبسين، فلم يعد السؤال هل ارتكب هؤلاء الذين يمنحهم بوتين “الحصانة” أعمالا تثبت عليهم تهمة الفساد وسواها أم لا، وإنّما السؤال هو هل يلقون عقوبتهم أم لا، وصعد بوتين إلى قمّة السلطة في موسكو بتوقيعه على كلمة “لا” في هذه الحالة، مع أنه اشتهر اثناء وجوده في الكريملين بأنّه لم يكن يقول شيئا تجاه سيد الكريملين السابق سوى كلمة “نعم”!..

ويُعلّل صعود نجم بوتين السياسي شعبيا وفي أوساط العسكريين ولدى الأحزاب الحاكمة والمعارضة، بتحرّكه في حرب الشاشان بتصميم قاطع على المضي بالحرب إلى نهايتها بأي ثمن، وهنا أيضا لا يعني ذلك صعود نجمه بفضل بطولة عسكرية في معركة مشرّفة، أو ميؤوس منها ثمّ نجح هو في انتزاع النصر فيها، بل يصعد نجمه رغم افتقاد أيّ جانب مشرّف في المعركة نفسها وفي مجراها، وكان من المفروض وفق مقاييسهم العسكرية أن يتحقّق النصر العسكري الروسي خلال أيام فقط. إنّما كان صعود نجم بوتين لأنّه استطاع حتى الآن إخفاء العدد الحقيقي لقتلى الروس في الغزوة الجديدة لأرض الشاشان، ولكن سيّان هل كان العدد بالمئات أم الألوف أم تجاوز بضعة عشر ألفا كما كان في حرب الشاشان الأولى، يبقى من المخزيات المذهلة، أن يجد بوتين في حرب الشاشان التأييد من جانب المسؤولين الروس على اختلاف مواقعهم ومشاربهم واتجاهاتهم السياسية، فهذا لا يحسب له ولا لهم، وإنّما يؤكّد أنّ الأرضية التي تتحرك عليه السياسة الروسية باتت فاسدة حتى النخاع، لا تتورّع عن الجرائم الحربية بأبشع صورها، وأنها تسير حذو النعل بالنعل وراء ما سبق وسارت عليه السياسة الأمريكية أيام فييتنام (ومن قبل ومن بعد كما في أفغانستان العراق)، حيث بقي تأييد الحرب قائما إلى أن بدأ ينكشف حجم الخسارات البشرية الأمريكية، فبدأت فجأة “حملات الدفاع عن حقوق الإنسان الفييتنامي” كما قيل. هنا أيضا يصعد نجم بوتين سياسيا ما دام ضحايا حربه في الشاشان ليسوا من الروس “البشر”، بفضل أساليب القصف الإجرامي عن بعد، خوفا من التلاقي العسكري وجها لوجه مع المجاهدين المدافعين عن أصل وجود شعبهم وبلدهم.

ثمّ يقال بعد ذلك كلّه إنّ الساسة الغربيين، كما ورد على هامش قممهم ولقاءاتهم المتعددة، لا يريدون ممارسة ضغوط ما على بوتين بسبب حرب الشاشان، كيلا تضعف فرص نجاحه في انتخابات الرئاسة آنذاك، فليس من مصلحة الغرب أن يأتي على رأس السلطة في الكريملين سواه من الساسة الروس!.. وفي هذا الموقف الغربي كثير من الدلائل التي تنسجم مع حقيقة أن الفساد السياسي قد استشرى إلى أقصى حدوده.

إنّ الساسة الغربيين يقولون بذلك -ودون أن يطرف لهم جفن كما يقول المثل- إنّ مصالحهم أهم ممّا يزعمون باستمرار أنّهم يعطونه الأولوية على صعيد حقوق الإنسان، ويقولون واقعيا إنّ التعامل مع سياسي صعد على سلّم الفساد، وحصّن أركان الفساد، وارتكب الجرائم الحربية بأنواعها، وما زال يرتكبها، ولكن يخدم مصالحهم على وجه الاحتمال، أفضل عندهم من التعامل مع سياسي قد تتناقض سياسته مع مصالحهم!..

وليصدّق من شاء إذن أنّ النوايا الغربية بريئة، وأنّ شعاراتهم صادقة، عندما يتحدّثون عن ملاحقة مسؤولين آخرين في مواقع أخرى مثل صدام وميلوسوفيتش، بدعوى الدفاع عن الشعوب، وهذا علاوة على أنّ محاضن الفساد التي نشأ فيها أولئك جميعا وترعرعوا، إنّما هي محاضن غربية المنشأ والهوية والأسلوب والاتجاه، من البداية إلى النهاية.

إنّ وصول بوتين إلى منصب الرئاسة، وإنّ موقف الغرب ممّا يرتكبه في الشاشان ودعمه إياه في الوصول إلى منصب الرئاسة، إنّما يؤكّد في خاتمة المطاف، أنّ موسكو استكملت بذلك المشوار من الشيوعية المنهارة إلى الرأسمالية القائمة على هياكل ينخر فساد الذمم والضمائر فيها نخرا، وينكشف أمره بلدا بلدا وعاما بعد عام وحربا بعد حرب وميدانا بعد ميدان، فعاد بذلك الروس إلى الأرضيّة الغربية المشتركة، التي كانوا يتحرّكون عليها من عهد القياصرة إيفان وألكسندر وأقرانهما، من قبل عهد الشيوعية مع لينين وستالين وأقرانهما، فتابع المسيرة الآن يلتسين وبوتين وأقرانهما !.

نبيل شبيب

http://www.midadulqalam.info/midad/modules.php?name=News&file=article&sid=294

 

 

Share Button

إستمرار المؤامرة ضد شركيسيا

إستمرار المؤامرة ضد شركيسيا

مقدّمة

إن مجريات الأمور في الوقت الحاضر تعيدنا في الذّاكرة الشّركسيّة، إلى ما احتوته وتكدّس فيها من معلومات ذات صلة بالدّفاع عن النّفس والوجود والبقاء والاستمراريّة كأمّة عريقة بين الأمم أرادت أن تحيا بكرامة وحرّيّة وعزّة، لكن الأطماع العنصريّة والإستعماريّة والإمبرياليّة حالت دون تحقيق تلك الأمنية الغالية، لا بل نفّذت ضد أبنائها الأخيار الإبادة والتّطهير العرقي والتّهجير القسري للسّواد الأعظم من الأمّة المنكوبة، ناهيك عن السّلب والنّهب للمواشي والمقتنيات ولكل ما تطاله أيديهم الغادرة، وكل هذه الأفعال الشّائنة والموثّقة ندر مثيلها في التّاريخ الإنساني، ومن بعض الويلات الّتي أوقعها الطّامعون والمحتلّون انّهم كانوا يقدمون على تدمير القرى والبلدات الشّركسيّة الآمنة عن بكرة أبيها، وعمد المحتلّون على جمع المدنيّين والقرويّين العزّل في الأمكنة العامّة وحتّى في الحظائر، وكانوا يشعلون فيها النّيران الّتي كانت تأتي على أي شيئ لم تطله الأيدي اللّئيمة والآثمة، ولم تسلم من كل ذلك الخيل الشّركسيّة الّتي هي تعرّضت أيضا للأبادة الجماعيّة، وذلك بسبب معرفة المحتلّين بأن الفارس الشّركسي الشّجاع الّذي يمتطي صهوة جواده الشّركسي الأصيل يساوي أضعاف ذلك العدد من أفراد القوّات المعتدية وهي المدرّبة والمجهّزة بالأسلحة والأعتدة العسكريّة الحديثة. كل تلك الأفعال والجرائم الشّائنة كانت تنفّذ حتّى لا ينجو صغيرا أو كبيرا من المجازر المتعمّدة، ومن ينجو يجد بيته وقد دمر وكذلك قريته وقد سوّيت بالأرض لتبدأ وحلة عذاب إلى المجهول، هذا ناهيك عن عمليّات القتل والتّخريب والإستيلاء على الممتلكات الّتي  نفّذتها عصابات من القتلة والمأجورين والمرتزقة والمحرّضين الّذين كانوا في عداد القوّات القيصريّة الغازية.

السّياسة الفاشيّة والإمبرياليّة

أن القوانين والأساليب العنصريّة الرّوسيّة البغيضة في انتهاك الحقوق الّتي اتّبعت ولا تزال تتّبع ومن أساليبها الإستئثار والإستقواء والقهر والبطش بالشّعوب والأقوام المختلفة والمندرجة جميعها تحت قيام الطّغيان بالعيث فسادا وخرابا بالبلاد والعباد وإشباع شهوة النّهم والسّيطرة على الآخرين وانتهاج الأساليب الشّيطانيّة لهي سمة مميّزة بالغزاة الرّوس وهم الذين اعتدوا واقترفوا الفظائع والجرائم القذرة والشّنيعة بوحشيّة بدائيّة وتنكيل قل مثيلها ضد عشرات الأمم والشعوب بما فيها أمم شمال القوقاز عامّة والأمّة الشّركسيّة خاصّة.

لقد عمدت قوّات الإحتلال القيصري الروسي الغاشمة ومنذ أن بدأت بالتّمكن من السّيطرة على الوطن الشّركسي وتقطيع أوصاله وتغيير معالمه وأسماء أجزائه، واتّباع فنون الضرب والقتل والسّحل والسّحق والإبادة وانتهاك الحرمات والإغتصاب وسلب المقتنيات العامّة والخاصّة والإبعاد والنّفي القسري لنشر الرّعب لاستمراء الخضوع والخنوع والإذلال من جرّاء القهر والظّلم والإنتهاكات الّتي أوقعها المستعمر على الشّعب الأعزل في كل أماكن تواجده في البلدات والقرى والمزارع، ممّا دفع من يبقى على قيد الحياة (حسب الوثائق الرّسميّة الرّوسيّة) للإنتقال من الوطن للّجوء إمّا إلى مناطق داخل الإمتداد القارّي في روسيا الإستعماريّة أو الإنتقال إلى الدّولة العثمانيّة (بتنسيق مسبق مع سلطاتها نحو مناطق الإضطّرابات) عبر أهوال البحر الأسود ووسائل مواصلاته المتهالكة والعشوائيّة والأحوال الجوّيّة القاسية وفي ظروف معيشية سيّئة للغاية يندى لها الجبين الإنساني، حيث اجتمعت المآسي والأمراض المعدية والإنتهاكات المخزية لحقوق الإنسان الشّركسي الّذي تعرّض للأخطار المحدقة والمهانة والإهانة والتّصرّفات البشعة الّتي لا يقبلها ضمير ولا عقل ولا منطق ولا دين ولا إنسانيّة، والّتي بدرت ويا للأسف من قبل أناس يعتبرون إخوة في الدّين والعقيدة!

إن من بقي عنده ولو قليلا من الكرامة الإنسانيّة الشّركسيّة من المحبين والمخلصين لأمتهم، لن يرضخ ولن يقبل بالظّلم والخذلان والمهانة والإهانة والقهر والذّل والمضايقات والإفراط في كبت المشاعر الإنسانيّة، بل يستذكّر ما عاهد الأجداد أنفسهم عليه ألا وهو “المنِيّة ولا الدّنيّة”، لأن  خيانة الأمانة ليست من المروؤة في شيئ ولأن الوطن هو أغلى وأسمى وأعز وأنفس من الدنيا وما فيها.

أنّها ليست المرّة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتكالب فيها نفر من الذين يصفون أنفسهم بالشّراكسة بالإذعان والإمتهان وهم الذين يوصفون بالأذناب والعملاء والجواسيس في أحسن الأحوال، وهم من عديمي الرّجولة والشّرف والبعيدين كل البعد عن القيم والأخلاق الأصيلة وفي نفس الوقت يلهثون وراء مصالحهم الأنانيّة وكأن واقع حالهم يقول للمحتلّين الجاثمين على الصّدور إفعلوا بنا وبقومنا ما تشاؤون والجميع على تمام الإستعداد لتلقّي المزيد من جرعات الذّل والهوان. إنّ هناك أفرادا وجماعات من الشّراكسة ويا للأسف قاموا بتولية أنفسهم على أبناء جلدتهم  سواء في الوطن الأم أو في ديار الإغتراب الشّركسي، بشكل وراثي و/أو فئوي، وارتؤوا المداهنة والمهادنة والتنازل عن الحقوق المشروعة حتى يتمكّنوا من البقاء حسب رؤيتهم الأنانيّة والنرجسيّة للأمور، من المحظيّين والمتنفّذين وأصحاب الجاه والسّطوة وذلك عبرالنّفاق والكذب والخداع والتّضليل، وهؤلاء يتجاهلون عواقب خيانة الأمانة في صون الوطن وأهله وحقوقه الثّابتة.

رحلة التضليل القومي

خرج علينا مؤخّرا من أحد الأوكار المدعو “سفيان جميخوف” مدير تحرير صحيفة برافدا في شمال القفقاس (سابقا) الّذي لا يزال في ماراثون مشروع إقامة ألعاب عبثيّة وشبه أولمبيّة يقترح تسميتها “شيركيسياد” وتحت شعار “الخير يجلب الخير”، وحيث ادّعى ولا يزال يدّعي بأنّه يقوم بتسويق وتنفيذ ما اخترعه بنفسه مع شريك آخر، على الشّراكسة في أماكن تواجدهم سواء في الوطن أو في أماكن تواجد الإغتراب الشّركسي بحيث وصل قطار أحلامه هذه المرّة إلى تركيّا بعد أن مرّ بالجاليات الشّركسيّة في سان بطرسبورغ وموسكو مرورا بالجالية الشّركسيّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة (ولاية نيوجيرسي) عند حضوره مؤتمرا في جامعة جورج تاون في العاصمة الأميركيّة واشنطن في نهاية شهر أيلول / سبتمبر، حيث اجتمع مع من اجتمع إليه بشكل شخصي أو جماعي، ورشح عن ذلك تناقضات في مواقفه الّتي بالنّتيجة أظهرت عدم ثباته على الخط الوطني الشّركسي، لا بل بدى هناك خطّا ثابتا وبأساليب ملتوية في التّماشي والموالفة مع السّياسات الإستعماريّة الرّوسيّة وعلى الأخص المشروع المشبوه المتعلّق بإقامة ألعاب ظاهرها شركسي وباطنها إستعماري روسي في عام 2012  تؤدّي بالنّتيجة إلى إداء خدمة لتجسير هذه الألعاب مع ألعاب سوتشي الأولمبيّة الشّتويّة في العام 2014. ومهما خرج علينا سفيان من تناقضات هو وشريكه المزعوم أليكسي بكشوكوف وهو رئيس ما يعرف بإتّحاد متطوّعي أبخازيا، فإنّ هذا الخداع لن ينطلي على المتابعين للأحداث على السّاحة الشّركسيّة.

المحطّة التركيّة

وفي نفس السّياق وفي نطاق نفس المؤامرة ذكر موقع “ناتبرس” الشّركسي من مايكوب عاصمة جمهوريّة الأديغيه، تفاصيل طرح مشروع ما يسمّى بالألعاب الشّركسيّة 2012 على بعض الشّراكسة في تركيّا خلال اجتماع عقد هناك وبدى وكأنّه تناغم وتوافق بين هؤلاء المروّجين للخدعة الرّوسيّة الجديدة في مظهرها، لكن القديمة والمكشوفة في جوهرها وأهدافها. لقد ذكر الخبر المذكور بأنّ “صاحب المواقف المتناقضة” جيهان جاندمير، رئيس فيدراليّة المنظّمات الشّركسيّة في تركيّا (KAFFED) كافد، الّذي خرج على النّاس يوما ليقول بأن السلطات الروسيّة احتجزته في أحد المطارات القوقازية عندما وصل إلى هناك لحضور أحد المؤتمرات ومنعته من الدّخول حتّى حضور طائرة أخرى بعد عدّة أيّام حيث تمّت إعادته إلى تركيّا على متنها” وبعد فترة وجيزة نجده يتلقّى الأوسمة والميداليّات من الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة الّتي تعمل على توجيهها المخابرات الرّوسيّة وبعد فترة نجده يجتمع مع الرّسميّين الرّوس ومنهم وزير الخارجيّة الرّوسي سيرغي لافروف وها هو الآن يقدّم دعمه لهذا المشروع ونجد فروع الجمعيّات التّابعة لمنظّمته تقدّم الدّعم غير المشروط لدرجة أنّهم قرّروا افتتاح مكتب للّجنة المنظّمة في تركيّا وفي مكاتب ومراكز الكافد حيث سمّي “متن سنمز” من الموقع الألكتروني “شيركيسيان وورلد” والمقرّب من “جيهان جاندمير” رئيس ما يدعى ب”فدرالية الجمعيات القفقاسية في تركيا” رئيسا لمكتب الممثّليّة لما سيدعى “شركسياد 2012” في أنقره، لكن نسي أو تناسى جيهان جاندمير وأعوانه  بأن الشّباب الشّركس في الوطن قاموا في شهر أيلول / سبتمبر الماضي بعقد اجتماع في شيركيسك ، اتّخذوا فيه قرارا ينص بأنّه على مدى السنوات الماضية تمّ إنشاء المنظّمات الشّركسيّة للتّعامل مع “معالجة القضايا الوطنيّة الملحّة” لكنّها لم تعمل على “نحو مرض”، ونتيجة لذلك، فإنّ “جيلا من النّاس قد نمى وهم الذين لا يعرفون أو يفهمون” المدى الّذي وصلته مشاكل البلاد، ومن أهم تلك المنظّمات المقصودة، الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة والّتي يعتبر جاندمير الّذي حضر اجتماعات مؤتمرها الثّامن مؤخّرا من أهم الدّاعمين لها تحت ظروف اختطافها من قبل أجهزة المخابرات الرّوسيّة (إف إس بي)  وعملائها وجواسيسها.

العناصر المحرّكة

أن السفير الأردني في أنقرة “فارس المفتي” قد اقحم نفسه طرفا في موضوع متناقض يهدف فيما يهدف إليه ترويض الحواس والقيم الشّركسيّة ويذهب السّيّد السّفير بالنّتيجة إلى مدى أبعد ممّا يسمح به الوضع والعرف الدبلوماسي، حيث يصرّح وهو في دولة غير الدّولة الموظّف بها، بأمور على أغلب الظّن أنّه يجهلها ولا يحق له الإفتاء بها بحكم وظيفته الرّسميّة في الحكومة الأردنيّة، وحسب النّبأ فقد تمّ إبلاغه من قبل الواضعين المحتملين للمشروع، بأن العرض التّرويجي المقبل للمشروع “المشبوه” سيعقد في الأردن معتقدين بأنّه من الممكن ترويض المزيد من السّذّج بدلا من ترويض وحش “الأنانيّة والمحن والآلام”! وبالرّجوع إلى المثل القائل “التّفاحة العفنة تفسد جاراتها” وبدون المرور على أمينة، وحسب الأنباء الموثوقة، فأنّه من الواجب التّنبيه هنا إلى الشّكل العائلي “العملِيّاتي” ذو الخطوط المتشابكة (الطّيور على أشكالها تقع)، الّذي أوصل سفيان وشريكه في التّآمر، إلى شخص السّيد السّفير الّذي لم يكن لقائهُ بهم مصادفة، لا بل تنسيقا بين سفيان وخلدون حلمي (أحد أعضاء الجمعيّة الشّركسيّة في نيوجيرسي والّذي تربطه صلات وثيقة بروسيا وعملائها)، ووالدته ماجدة المفتي والّتي هي من أبناء عمومة السّيّد السّفير، ومن زرع حصد! بقي أن نذكر هنا بان ماجدة المفتي، وخلال وجودها في مايكوب مؤخّرا لحضور المؤتمر الثّامن للجمعيّة الشّركسيّة العالميّة حضرت مؤتمر البرلمانيّين الشّراكسة في العالم والمنعقد على هامش إجتماعات الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة وعيّنت نفسها مندوبة عن شراكسة الولايات المتّحدة الأميركيّة، مع العلم بأنّ شقيقتها “جانيت” عضو البرلمان الأردني كانت من الحضور ضمن وفد البرلمان الاردني، وقد حضرت ماجدة بموجب تكليف وصلها من مروان عليم، رئيس الجمعيّة أو نائبه (في المسئوليّة) خلدون حلمي وهو الّذي خطّ في الماضي القريب رسالة تأييد إلى رئيس جمهوريّة قباردينو – بلقاريا ومهنّئا العملاء باحتفالات روسيا الإستعماريّة الّتي أبادت وبعثرت الأمّة الشّركسيّة عبر العالم، لما أسموه زورا وبهتانا بذكرى الأنضمام الطّوعي لروسيا! الأفعال أبلغ من الأقوال.

الحقوق المسلوبة

إن الإحتلال الرّوسي لشركيسيا ولشمال القوقاز وضع مواطنيها طي النّسيان، خاصّة وأن السّلطات الإستعماريّة تحكم بالحديد والنّار وتعمل على سلوك أساليب الفساد المختلفة والتّخبّط حسب الأمزجة والأهواء والأكاذيب والإفتراءات المنتاقضة والّتي هي بالنّتيجة تصب في مصادرة الحقوق المشروعة من خلال تنفيذ السّياسات السّاديّة والمشاريع المشبوهة والتي تعتقد بأنّها ستستفيد من إقامتها لإدامة وجود إحتلالها وترسيخه، وكذلك إقتراف الإغتيالات والفتك ومصادرة الحرّيّات ونهب الثروات القوميّة والأعمال المشينة بأنواعها، وكذلك تغييب أبناء الوطن المخلصين عن السّاحة. وتقوم هذه السّلطات المحتلّة بالتّضييق على الجمهور المصنّف حسب تصنيفاتهم بأحد الأقلّيّات العرقيّة والدّينيّة لتجعل التمييز والظّلم ضدّهم ميّزة ينفردون بها عن غيرهم من المحتلّين، والناس تتفشّى بينهم نسبة البطالة والأمّيّة، وتطلب السّلطات من الجميع تسجيل المعلومات الشّخصيّة وإظهار الوثائق الثّبوتيّة عند استعمال تكنولوجيا المعلومات بينما تقوم اجهزتها القمعيّة بالإستحواذ على وسائل الإتّصالات والتّواصل الحديثة وخاصّة محطّات الأقمار الإصطناعيّة وتنظّمها بحيث تقوم بانتهاج أساليب دعائيّة مدروسة ومنهجيّة لنشر المعلومات والإشاعات الكاذبة والملفّقة بما فيها تحريف التّاريخ وأحداثه والوقائع المثبتة للجميع، من أجل مسح ذاكرة العالم وخاصّة الأمم التي تكتوي بنار جبروتهم وانتهاكاتهم واحتلالهم البغيض. وهناك الكثيرين من المعتقلين والمغيّبين في غياهب وزنزانات سجون الدّولة الرّوسيّة الظّالمة بحيث يتعرّضون لأقسى الأجراءات الفاشيّة والإهانات والتّعذيب وغسيل الدّماغ، ومن يكتب له الخروج منها (من لم يمت بالسّيف مات بغيره/تعدّدت الأسباب والموت واحد)، فإنّه يصاب بالأمراض النّفسيّة والعاهات الجسديّة المزمنة، وبذلك يكون الأحتلال قد نجح في بث الرعب في النّفوس لمحاولة ضمان عدم لجؤ البعض للمطالبة بالحقوق المشروعة ومنها حق تقرير المصير والعيش بكرامة في وطن الأجداد.

الخاتمة

أن الكذب والأعين محدقة لهو اسوأ ما يمكن عمله لأنّ ذلك يحدث بدون الشّعور بالذّنب وفي نفس الوقت يغش من يستمع للحديث الصّادر عمّن يفترض “جهل الآخرين”، ولا يكرّر ما يفعله أحمق إلّا أحمق مثله. كل الأمور على ما يرام في النهاية، فإن لم تكن كذلك، فتلك ليست النهاية، وحل أيّة مشكلة لا يتم إلّا بإيجاد من يستطيعون حلّها.

أحد ضحايا التّهجير الرّوسي

الأوّل من نوفمبر 2009

Share Button

دليل جديد على التّعذيب المتّبع في السّجون الرّوسيّة

دليل جديد على التّعذيب المتّبع في السّجون الرّوسيّة

نشر موقع يوتيوب (YouTube) على موقعه الألكتروني على الإنترنت، ونشره موقع قناة الجزيرة الإخباري كذلك، تقريرا عن العنف المتّبع في السّجون الرّوسيّة من قبل أفراد وحرّاس السّجون الرّوس، وأظهر فلم الفيديو القصير التّعذيب الشّديد الّذي يتعرّض له السّجناء في السّجون الرّوسيّة من قبل حرّاس شوهدوا ملثّمين ويقومون بضرب السّجناء ضربا مبرّحا والّذي يؤدّي بهم إلى حالة قريبة من فقدان الوعي الكامل وذلك انتهاكا للقوانين الرّوسيّة والدّوليّة المتعلّقة بحقوق الإنسان ومعاملة الموقوفين والسّجناء بطريقة إنسانيّة، والصورة أفضل ما يصف تلك الأعمال الشّائنة:

Abuse in Russian jails exposed – 16 Nov 09

http://www.youtube.com/watch?v=nhdF2axzlpU&feature=player_embedded

 

 

Share Button