مقابلة حصريّة مع أنزور أستيميروف، آذار/مارس 2009
منشورات : أسبوعيّة شمال القوقاز الصّادرة عن مؤسّسة جيمس تاون
20 مارس 2009 05:10 م
بقلم : فاطمة تليسوفا
أنزور أستيميروف
قامت الصحفيّة فاطمة تليسوفا مؤخّرا باجراء مقابلة مع أنزور أستيميروف، الذي كان زعيما للمقاتلين الإسلاميّين في قباردينو – بلقاريا، وأصبح من وقت قريب رئيسا للمحاكم الشّرعية في إمارة القوقاز، الجناح المتطرّف للعصيان في شمال القوقاز. وتعتقد مؤسّسة جيمس تاون بأن وجهات نظر هذه الشّخصية المثيرة للجدل ستكون موضع اهتمام قرّاء أسبوعيّة شمال القوقاز. ومن ناحية ثانية، فإنّ نشر المقابلة لا يشكّل بأيّ شكل من الأشكال إقرارا للآراء التي تمّ الإعراب عنها.
—————————
مقابلة حصريّة مع أنزور أستيميروف، مارس 2009
أنزور أستيمير (وف)، المعروف أيضا باسم سيف الله، 32 عاما، هو الأمير (القائد) لقباردا وبلقاريا وقراشاي، كما عين رئيسا لمحكمة إمارة القوقاز من قبل الزّعيم الشّيشاني دوكا عمروف. ومن المعروف أنّه مطوّر ومروّج لفكرة إمارة القوقاز، التي يعتبرها المراقبون التّيّار السّياسي الرّئيسي في منطقة القوقاز في الوقت الحاضر. وأستيميروف هو أمير شركسي كان أجداده قد حكموا قباردا.
— فاطمة تليسوفا
—————————
تليسوفا: في مقالة نشرت مؤخّرا في دوريّة تحليل معهد آسيا الوسطى والقوقاز (المجلد 11 رقم 3، 11 فبراير 2009) كنت قد وصفت بأنّك زعيما من الجيل الجديد، وأعتبرت سياسيا بدلا عن أنّك قائدا عسكريا. المؤلّف يعطي تقديرا إلى قيادتك الفكريّة وإلى شعبيّتك الكبيرة في أوساط الشباب. وهو يشدّد على أن موهبتك السّياسيّة تجعلك الشّخص الّذي سيكون كل من له إهتمام في شمال القوقاز مستعدّا للتعامل معك في المستقبل القريب. وبالمقارنة مع انغوشيا وداغستان، فإنّ ولايتكم تظل على وجه التّقريب مستقرّة. هل يعتبر ذلك الدّليل على ضعفكم العسكري أم إلى إستراتيجيّتكم السّياسيّة؟
أنزور: ان معظم المراقبين بعيدين عن الفهم بأن البناء الأساسي لجماعاتنا مختلفا عن هياكل جماعات أخرى كثيرة معروفة مثل حماس الخ… إنّه ليس لدينا تقسيمات في القيادة. الزّعامة الدّينيّة والسّياسيّة والعسكريّة تتركز في يد الأمير. وهو مسؤول عن صنع القرار.
أما بالنسبة للاستقرار في الولاية، فإنه في هيكل الإمارة، نعمل وفقا لبرنامج مختلف، الذي لا ينص على نشاط عسكري في هذه المرحلة. ولا نمارس العنف المفرط إلا عند الضرورة. ونحن لا نرى أعداءا في السّكّان المحلّيّين. ونفضل تحويل الناس نحو الدّرب الصحيح وليس قتلهم. ونحن نعرف عدوّنا جيّدا جدّا. هذه القوات الخاصّة الرّوسيّة (GRU) تتّخذ دور النّقاهة في نالتشيك قاعدة لها، وهي مجهزة بأفضل وأحدث المعدّات العسكرية والتّجسّسيّة، وعملائهم متخفّين وكأنّهم من السّكّان المحلّيّين. بالطبع فقد أقاموا شبكة من الخونة المحلّيّين والمخبرين. ومع ذلك، فنحن ايضا لدينا اشخاصا من قبلنا داخل مواقعهم وأسماء الخونة لا تبقى سرّيّة لفترة طويلة.
وعلاوة على ذلك، عند الكتابة عن الموقف، لا بد للمرء من تحليل البيئة السّياسيّة والاجتماعيّة للمنطقة، وهي ليست سهلة لأن المعلومات عن النّشاط العسكري هو موضوع المحرّمات في وسائل الإعلام. وكذلك [معلومات عن] استمرار إنتهاكات الحقوق الدّينيّة والإنسانيّة الأساسية للمدنيين المحلّيّين. على الرغم من أننا نقدّم المزيد من العمليات وبمزيد من النّجاح بحيث أنّ المراقبين في الخارج لا يمكنهم رؤيتها في التقارير الإخبارية. جزء كبير من سكان ما يسمّى بقباردينو – بلقاريا وقراشيفو – شركيسيا يؤيّدونا إما بالعلن أو بالخفاء. النظام الحاكم لا يترك للشعب أيّة وسائل أخرى لمقاومة العنف إلى جانب الكفاح المسلح. وهكذا، فإن أولئك الذين قرّروا المقاومة ينضمّون إلى صفوفنا. ونحن أيضا لدينا خططا لعمليات مستقبليّة ولا يمكنني أن أعلنها الآن.
تليسوفا: لقد انتشرت تقارير مفادها أنّ قصّاصي الأثر للقوّات الخاصّة الرّوسيّة (GRU) قد تمكنوا من إيقاعك في كمين وقاموا بهجوم مباشر عليك قبل فترة وجيزة. فماذا حدث؟
أنزور: نحن في حالة حرب، ويحدث أننا نتعرّض لكمائن. انهم فتحوا النار الكثيفة من مسافة 20 مترا لكنّي تمكنت من الإفلات دون أية أضرار. ونحن جميعا بين يدي الله. انه يهتم بجنوده. ومرة أخرى، نحن في حالة حرب.
ومع ذلك، ليست كل خسارة لنا هي لأسباب عسكرية. في هذا الشتاء فقدنا فقيدا زميلا غاليا ومؤيّدا لنا منذ زمن بعيد – الجنرال سلطان سوسنالييف المعروف سرّا بين القوقازيّين بلقب أبو مراد. سلطان ينحدر من عائلة شركسيّة عريقة. ورسميّا، كان ضابطا ذو رتبة رفيعة في الجيش الرّوسي. بعد التقاعد لعب دورا هاما في تنظيم جيش تحرير أبخازيا الّذي فاز بالحرّية لأبخازيا، وفي وقت لاحق عيّن وزيرا للدّفاع في حكومة أبخازيا. فقط قلة من النّاس كانوا على علم بصداقته مع قادة حرب العصابات مثل شامل باساييف وغيره. لقد كنت أصغر سنا بكثير من سلطان ولكن أصبحنا قريبين جدا كوننا أقرباء وكذلك أصدقاء. لقد ترعرعت وأنا أعرف والدته وأستمع الى حكايات المقاومة الباسلة لأجدادنا ضد الإستعمار الرّوسي. وكان سلطان أخا بالعقيدة، ومستشارا واستراتيجيّا كبيرا لنا لفترة طويلة. وكان حلمه أن يموت على أرض المعركة ولكن كانت مشيئة الله سبحانه وتعالى بانّ سلطان قد وافته المنية نتيجة مرض عضال. وكان ذلك خسارة لا تعوّض لإمارة القوقاز.
تليسوفا: وبالنسبة لكثيرين من القوميّين الشّراكسة فان سلطان سوسنالييف كان نموذجا يحتذى. حتى بالنسبة لمعارضي فكرة المقاومة ضد روسيا، ناهيك عن أولئك الذين لا يقبلون فكرة إمارة القوقاز على الاطلاق. إنّ تصريحكم عن مشاركة سلطان يمكن أن يسبّب عاصفة من عدم الثقة.
أنزور: إنّ الله يختار من يستطيع الكفاح من أجل عقيدته ومن أجل الحرّيّة، وكذلك الذين يمكن بسهولة أن يعيشوا عبيدا. وقد قمت بتنفيذ وصية سلطان الأخيرة.
تليسوفا: في العاشر من آذار / مارس أعلنتوزارة الداخلية (MVD) في قباردينو – بلقاريا إعادة تفعيل العمليّة الخاصة المسمّاة “الأسلحة”. النّقطة الأساسية هنا أنّ وزارة الدّاخليّة تشتري أسلحة غير مسجّلة من المدنيّين. والإعلان أدّى النتائج المرجوّة لعمليات سابقة مماثلة. ووفقا لهذه التقارير، قإنّ حوالي مليوني روبل (حوالي ثمانمائة ألف دولار) أنفقت من قبل وزارة الدّاخليّة خلال عمليات مماثلة خلال سنوات 2006-2008 (http://47.kavkaz-uzel.ru/articles/150633) . فهل تتطابق معلوماتك مع معلومات وزارة الدّاخليّة؟
أنزور: ذلك صحيح فيما يتعلّق بالمال وليس بالنتائج. إنّ النتائج هي فقط على الورق، وتكمن حاجتها لأغراض دعائية. النّاس لا يعطون شيئا إلى وزارة الدّاخليّة سوى بنادق قديمة والتي كانت مخبّأة منذ الحرب العالمية الثانية وتكلف 10 روبلات. إنّهم يفضّلون الاحتفاظ بالأسلحة الجيّدة مثل المسدّسات من أجل الحفاظ على سلامتهم. وعلاوة على ذلك، فإنّه على سبيل المثال تدفع وزارة الدّاخليّة مقابل مسدس ماكاروف، 10000 روبل (حوالي 280 دولارا)؛ ونحن ندفع 35000 إلى 55000 [روبل] ($ 845 — $ 1400) وفقا للصّلاحيّة. وفضلا عن ذلك – وهذا مهم للملاحظة – فإنّنا خلافا لوزارة الدّاخليّة لا نستفسر مطلقا: من أين لك هذا المسدّس؟ وكائنا من كان، فأنه لايجازف أن يصبح موضع تحقيق جنائي، أو حتّى الذّهاب الى السّجن. ونتيجة لذلك، فانّا نحصل على الأسلحة، ووزارة الدّاخليّة تنفق الأموال.
تليسوفا: يجب ان تكون مليئا بما يكفي لتكون قادرا على إعطاء الناس أموالا أكثر من وزارة الدّاخليّة ثمنا للأسلحة. من خلال بيانه في 29 يناير 2009، القائد الأعلى لعمليات مكافحة الإرهاب في شمال القوقاز، الجنرال اركادي يديليف، كشف النقاب عن أن جماعات حرب العصابات في المنطقة يحصلون على دعم مالي ومادّي من دول عربيّة وغربيّة (http:// www.waronline.org/terrorism/financing-terror/). فهل هذا صحيح؟
أنزور: دعم مالي من الغرب أو من الدّول العربيّة هو كذب هراء وأسطورة. إذا تلقّينا أي دعم – حتى لو كان ضئيلا، دون ذكربأنّه كبير – سنكون أكثر نجاحا في جميع المجالات. لقد أنشأنا ونظّمنا تقنيّات وأساليب للدّعم المحلّي، والشّريعة تتيح لنا قواعد واضحة لجمع الزكاة العسكرية (الضرائب). عملنا على إيجاد أنظمة وأوامر، والتي بدورها وزّعت في مناطقنا من خلال نوّابنا (مساعدي القادة). وفي الوضع الحالي، فإنّ الدّعم أو أيّ نوع آخر من الدّعم لم يعد يعتبر إجراءات طوعيّة ولكن فرض عين (إلزاميّة) ويشمل كل مسلم صادق لاننا في حالة حرب. لا نأخذ أي شيء أعلى من معدل نسبة مئوية محددة، وإننا لانسلب الأسر الفقيرة، أو أولئك الذين عانوا من النّظام؛ وبدلا عن ذلك، نحن ندعمهم بقدر ما نستطيع. لأولئك الذين يتنكّرون لإطاعة القانون، وقبول واجبهم، فإننا نستخدم عقوبات مختلفة، بما في ذلك التهديدات الجسدية أو حتّى الموت. ومع ذلك، فإننا نمتنع من تعريض شعبنا لانتهاكات لا داعي لها؛ ونحن دائما نوصي بدءا بالإقناع من خلال الكلمة وليس عن طريق السّلاح.
تليسوفا: على الموقع الإلكتروني الجديد الخاص بكم (www.islamdin.com) يوجد نص منشور لمشروع مبسّط للبقاء إقتصاديا أو حتى نجاح إمارة القوقاز كدولة مستقلة. ووفقا لهذا المشروع، فإنّ المصادر الطبيعية للمنطقة، كافية لها كي لتصبح دولة غنيّة إذا تمّ التّعامل معها بذكاء. أحد العناصر الأساسيّة للاقتصاد هو التّصدير أو التجارة. لقد أعلنتم أنّ إمارة القوقاز ستعيش في ظل قانون الشّريعة. هل الشريعة الإسلامية تسمح لكم بالتّجارة مع دول غير أسلاميّة؟
أنزور: هناك أدلّة وأمثلة إلهيّة ودينيّة واضحة من حياة النبي محمد (صلّى الّله عليه وسلّم) التي تسمح لنا لان تكون هناك علاقات تجارية واقتصادية مع أيّة دولة لا تنتهك حقوق مواطنيها من المسلمين، أوهي ليست في حالة حرب مع أي بلد مسلم. في أقرب وقت لا تستطيع فيه أسوأ دولة في العالم والّتي يجب علينا التّعامل معها من أن تكون قادرة على السيطرة على منطقة القوقاز لوقت أطول، فإنّ إمارة القوقاز سوف تحيا وتزدهر، إنشاء الّله.
ترجمة: أخبار شركيسيا