أرسل أحد المهتمّين الغيورين الشّراكسة الرّسالة التّالية إلى “أخبار شركيسيا”، بعنوان “أحوال الجمعيّة الخيريّة الشّركسيّة في أمريكا”، والّتي تبيّن الحالة المستعصية الّتي قامت الإدارة الحاليّة في الجمعيّة الخيريّة الشّركسيّة لإيصال الجمعيّة والجالية الشّركسيّة لها، وعملا بحرّية التّعبير ننشرها كما وردت من المصدر
أحوال الجمعية الخيرية الشركسية في أمريكا
– لقد منّ الله علينا أن نهاجر من الشرق الأوسط إلى أمريكا طمعا في حياة جديدة وأملا في بناء مسقبل مشرق لأولادنا وأجيالنا القادمة في بلد متحضر مثل أمريكا من حيث دولة مؤسسات وقانون وحرية وفكر مفتوح , وبعد مرور عشرات السنين على إغترابنا إلا أننا مازلنا نعيش حياة الشرق الأوسط القديم وزمن السلطان وأتباعه في بلد مثل أمريكا .
– إن الذي دعاني لكتابة ذلك ماسمعت به من خلال زيارتي لأمريكا والتي قضيت فيها شبابي وبعدها عدت الى الوطن في الأردن لأعيش فيها بقية عمري حيث أقوم بزيارة الى أمريكا لملئ أوراق الضريبة وبعض الأوراق السنوية التي يجب أن تجدد من فترة وأخرى .
– ماحدث في مسجد النصر حيث خاطب إمام المسجد المصلين في خطبة الجمعة بأنه بين المصلين الفاسدين والمفسدين وذلك بتوجيه من الأدارة , وقد تصدى بعض الغيورين للإمام بعد الصلاة , وقالوا كيف تظن بالمصلين الظنون والرسول يقول “إن بعض الظن إثم” وأنت كإمام عليك رفع الظن ونشر المحبة بين المصليين , فكيف تتهم أحد المصلين في المسجد وتتهمه بالفاسد والمفسد ودون أن يكون لديك أي دليل , فكان جوابه أن الأدارة قالت له أن يقول ذلك , وكأننا قي زمن أحد السلاطين حيث يقول للأمام إمدح فلان وسب على فلان وينفذ ذلك كما حدث في تاريخنا ويحدث الآن في بلادنا . والقصة غريبة فقد قامت الإدارة بشراء الأرض المجاورة للمسجد ليكون هناك مكان لمواقف السيارات خلال زحمة الصلاة و الأعياد وتم أخذ التبرعات والصدقات من المسلمين لذلك الغرض. وقام جميع المسلمين في المنطقة بالمشاركة للعمل الخيري . إلا أن الإدارة الكريمة , لم تأخذ بعين الأعتبار والحسبان أنهم في بلد مؤسسات وقوانين وأنه يجب تنفيذ مخططات أصولية وهندسية لتلك الأرض, فأعطيت الصلاحيات لكل من يريد أن يظهر فهلويته في تسوية الأرض وإقتلاع الأشجار وردم المساحات المنخفضة بأتربة منقولة من أماكن غير معروفة المصدر أو مفحوصة وفق الأصول والقوانين في أمريكا , وخلال تلك الفترة تبرع رئيس الكانسل وقال لهم إن ماتقومون به غير قانوني أو نظامي ويرجى أخذ الحيطة والحذر ومن ثم الأتصال ببلدية المدينة ( الوين ) حسب القوانين المتبعة في مثل هذه الحالات وتخصيص مهندس مساحة , والغريب في الأمر أنه جوبه بالسباب والشتم فترك الأمر قائلا لاحول ولا قوة إلا باللــه .
– وقيل لي أنه في تلك الفترة كان عناصر البلدية يمرون يوميا من المكان ولمدة اشهر يراقبون مايحدث , والمضحك المبكي أن مدير المشروع وهو من أعضاء مجلس الأدارة لايمت من قريب أو بعيد بأمور الهندسة أو البناء , وعندما تعب العاملين في الأرض وبدأت السيارات تدخل وبشكل عشوائي ( للبارك) تقدمت البلدية وقالت لقد انتهيتم من العمل وسوف نبدأ نحن العمل , نرجوكم إظهار التراخيص والفحوصات اللازمة التي تمت للأرض وإلا فالمحكمة بيننا وقيل أن المحكمة أقرت بتغريم الأدارة بغرامة قدرها عشرة آلاف دولار للمخالفة وإعادة كل شيء كما كان بما فيها الأشجار التي قطعت , وهنا قامت الإدارة بتوكيل محامي للدفاع عن القضية , وتم الأتفاق على إغلاق الأرض كاملة إغلاقا تاما , وعدم السماح بدخول أية سيارة أو شخص الى ذلك المكان حتى يتم تقديم دراسة هندسية متكاملة لتلك الأرض حيث تقوم البلدية بدرس المشروع المقدم وإذا كانت الدراسة مستوفية الشروط القانونية يسمح للأدارة بدخول الأرض لتنفيذ المشروع المقدم . , وإلا فإن الإدارة لاتملك الحق في استخدام الأرض قطعا.
ونعود لإمام المسجد الذي ادّعى الفساد و الأفساد على مصلي المسجد ( لأنه لم يحدد شخصا وأنما الظن بالجميع ) فكان عليه أن يدعي الفساد على الإدارة التي أمّن المسلمون أموالهم لها من أجل المسجد ومواقف السيارات , و الإدارة التي حاولت الغش مع بلدية المدينة متجاوزة القوانين والمراسيم في أمريكا. هذا هو الفساد بعينه (ولكن كتب علينا أن نكون شرق أوسطيين) , ومن المضحك المبكي لهذه الإدارة أن نظام التدفئة معطل منذ شهرين وعندما طالب بعض الأعضاء بإصلاحه , كان الجواب وفي بلد مثل أمريكا إننا لانستطيع إصلاح نظام التدفئة حتى ترتفع حرارة الجو ويدفأ الطقس ( عذر أقبح من ذنب ) وعندما تم السؤال عن خبير وفني التدفئة الذي يدعي ذلك فتبين أنه نفس عضو الإدارة الفهلوي المسؤول عن مشروع الأرض الممنوعة عن مصلى المسجد و الأعضاء .
– قابلت بعض الأعضاء وسألتهم عن الوضع الذي وصلت اليه الجمعية التي كانت تعج بالأطفال و التلاميذ أيام السبت و الأحد و الأهالي حولهم , قالوا لي كان زمان المدرسة سميرة قات والتي تعمل مشرفة على برامج التدريس الحديث في مقاطعة الباسيك , والسيدة سعاد ناتخوا التي كان لها الفضل في تعليم الدين الأسلامي لأولادنا الذين دخلوا الجامعات الآن , حيث كانت تجلس بين التلاميذ وتعلمهم الوضوء والصلاة في المسجد ساعات وساعات , والسيدة ماجدة المفتي التي لم تكن تنقطع عن أيام الأحد و السبت متنقلة بين الأهالي و النسوة اللواتي يتبرعن بالمال والوقت في مطبخ الجمعية , أين دورات التخرج للتلاميذ وهم ينشدون
( طلع البدر علينا ) باصواتهم الشجية وبألبستهم الجميلة . وعيون الأمهات والآباء تدمع فرحا وشكرا للــه على هذه الجمعية و مسجدها العامر .
– وسألتهم أين النشاطات أين البرامج والمحاضرات الشركسية و الدينية , قالو ا لي هيهات ( أنت رجعي تسأل عن ذلك يا أخي نحن في أمريكا , لا تكون لسه شرق أوسطي ) هناك الآن سهرات للنسوان فقط , حيث تحضر النساء للأستمتاع بالموسيقى و الرقص ( على الدقة ونص) حتى أخر الليل , تاركين أطفالهم وأولادهم للثقافة الأميركية والتلفزيون (أتش بي أو ) وهذه عادة اميركية صرفة في الطبقات العاملة حيث يحق للمرأة أن تفعل ماتريد في تلك الليلة وبموافقة الزوج ( المغلوب على أمره ) وهذا نشاط رائع يسجل للجمعية .
– لقد سائني مارأيت وسمعت وخاصة أنني قرأت في القريب الماضي مقالة بعنوان مبروك للجالية الشركسية و الكاتب يوجه نداء لرئيس الجمعية لجمع كافة ابناء الجالية الشركسية تحت راية وادارة حكيمة للجمعية حتى يتحمل كل مسؤوليته , ولكن الغريب في الأمر أن الإدارة قد أخذت خطا غريبا حيث أصبح الشركس الأديغة خارج الأدارة , وصار القوشحة والشيشان والداغستان والقالموق هم الذين يديرون الإدارة والكانسل مع قلة قليلة من الأديغة الذين لاحول لهم ومن المتشركسون الجدد . وهذه ظاهرة شرق أوسطية مثل حكومات الأقليات في الشرق الأوسط والأصحاب الحقيقين خارج السلطة وإداراتها. غريب أمر هذه الإدارة التي تريد تسير الأمور من بعد عبر التلفونات واستغلال بعض الأشخاص دون تواجدهم في المقر , هل هناك أجندة خاصة لبعض الأشخاص الموالون للأدارة من إلغاء لنشاطات الجمعية , او دفعها لتصبح كنادي عائلي لبعض الأفراد وإلغاء الهوية الشركسية عبر المتشركسين الجدد والأقليات القوقازية الأخرى , ولماذا الجمعية في ضائقة مالية لدرجة انها لاتستطيع دفع الفواتير , لماذا الهروب من الواقع , لماذا لايشرح الوضع المالي بصراحة , واين تذهب الأموال وكيف تصرف وأين صرفت , لماذا لايتواجد أعضاء الإدارة في الجمعية , وإذا تواجدوا يغلقون الأبواب على أنفسهم , أسئلة كثيرة بحاجة للأجابة ولكن لاحياة لمن تنادي , لقد سائني مارأيت وتحسرت على الجمعية والحالة التي وصلت اليها في ظل هذه الإدارة . رحم اللـه أولئك الرجال الذين بنوا المسجد والجمعية لتكون وطنا صغيرا للشراكسة في أمريكا .,أصبحت الآن لغير الشركس .
بقلم مغترب أردني