سوتشي “2014”: ما قبلها وما بعدها

نقلاً عن عدد صحيفة الغد الاردنية الصادر بتاريخ 16 / 6 / 2010  (أفكار ومواقف)

سوتشي “2014”: ما قبلها وما بعدها

بقلم: مراد بطل الشيشاني

لعل من أكثر الروايات التي قرأتها في حياتي، واستغربت، ولم أزل، بأنها لم تتحول إلى فيلم سينمائي هي رواية “البذرة الأخيرة –آخر المهجرين”، للكاتب الشركسي “باغرات شينكوبا”، والتي ترجمت إلى نحو خمس عشرة لغة، من ضمنها العربية، وتتحدث عن مخطوط تاريخي وصل للراوي، ليربط القارئ بأسلوب أخاذ بحكاية من يمكن أن يوصف بآخر الـ”الأوبيخ”، وهو بطل الرواية، وتلخص حكايته التراجيديا الشركسية من قتال، وتهجير، ونفي، بدءاً من أراضيهم وروسيا القيصرية مروراً بدروب الهجرة في الدولة العثمانية.

“الأوبيخ”، هي واحدة من القبائل الشركسية، (التي تشير بعض الروايات التاريخية أنها اثنتا عشرة قبيلة، يرمز لكل منها بنجمة وتشكل مجتمعة العلم الشركسي الأخضر بتلك النجوم وتحتها ثلاثة أسهم متقاطعة)، وقد تعرض الأوبيخ شأنهم شأن شعوب شمال القوقاز كلها، لحملات إبادة عسكرية من قبل روسيا القيصرية.

ولعل الشيشانيين كانوا استثناء حين استمرت الحملات العسكرية ضدهم بغض النظر عمن يحكم في موسكو، سواء كان أميرا قيصريا، أو رفيقا حزبيا، أو ممثلا للنظام الروسي الحالي. ولم يعن هذا بحال من الأحوال أن شعوب شمال القوقاز الأخرى، الشراكسة، والداغستانيين، والإنغوش، والأوستينيين، لم يكونوا عرضة للتضييق عبر سياسات أخرى كـ “الروسنة”، والتهميش، والفوقية الاقتصادية، وذلك على مر العهود الروسية.

حالة “الأوبيخ” فريدة بحكم أن سلالة هذه القبيلة، وبحكم السياسة القيصرية، شبه تلاشت، وتراجعت أعدادها، ولهجتهم المحكية مهددة بالانقراض، إن لم تكن قد انقرضت بالفعل، وهو مدعاة وصف باغرات شينكوبا، بطل روايته “زاورقان زولاق”،  بـ “آخر المهجرين”، وهو مدعاة وصفي له بآخر الأوبيخ في بداية المقال هذا.

ذكرني بالرواية والأوبيخ، الحديث والجدل الدائر الآن في موسكو، حول الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014، والتي من المزمع أن تستضيفها مدينة سوتشي المنتجع القابع في شمال الحدود الجنوبية لروسيا. سوتشي هذه كانت أرض الأوبيخ، ومن هنا تبدأ حكاية المعارضة التي تلقاها هذه الاستضافة من قبل الشراكسة، وأيضاً يبدو أن منها مؤشرات تقدم على التحولات المتوقعة في شمال القوقاز.

وأما المعارضة الشركسية، فتلخصها الحملة الدولية التي بدأها ناشطون شراكسة في دول عدة باسم “NO Sochi 2014“، حيث يوردون 14 سبباً لمعارضتهم لاستضافة مدينة سوتشي الأولمبياد، وأهمها أن “الإبادة الجماعية الشركسية، ما تزال غير معترف بها من قبل روسيا… ويجري بناء الملاعب والقرية الأولمبيّة على المقابر الجماعية للشّراكسة الّذين قتلوا بلا رحمة خلال الإبادة الجماعيّة”، وأن سوتشي تقع في “كراسنايا بوليانا (والتي يطلق عليها “التلة الحمراء” من قبل القوات الروسية إشارة إلى كمية الدماء الّتي نزفت)، وهو المكان الّذي احتفلت فيه القوّات الرّوسية في 21 أيّار (مايو) 1864 بنهاية الحرب ضد الشراكسة، وهي الّتي راح ضحيّتها مليون ونصف المليون من الرّجال والنّساء والأطفال، أكثر من 50 % من مجموع عدد السّكّان في ذلك الوقت”.

ولأن سوتشي، كانت نقطة تهجير الشراكسة، حيث أنه من هناك بات نحو 90 % من الشراكسة يعيشون خارج وطنهم. كما أن الحملة تضيف سبباً آخر هو أن الناس “في شركيسيا، ما يزالون محرومين من حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وهي فضائل أهم بكثير من الملاعب الرّياضيّة الكبرى، والميداليات الذهبيّة، والاحتفالات الأولمبيّة”، وفيما تضيف الحملة أسباباً بيئية، وأركيوبوجية وتاريخية لرفضهم تلك الاستضافة.

الأسباب السياسية، التي تورد لمعارضة أولمبياد سوتشي 2014، هي جزء من التفاعلات السياسية في شمال القوقاز، والتي تشهد نزوعاً متنامياً منذ أن “هدأت” الشيشان، نسبياً، بعد حربين امتدتا نحو العقد منذ عام 1995، نحو رفض سلطة موسكو، ولعل الهجمات المتكررة في أنغوشيتيا، وداغستان، والجمهوريات الشركسية مؤشر أساسي على هذا النزوع، ومن الملاحظ أن إيديولوجية توحيد شمال القوقاز ترتبط بـ “إمارة القوقاز الإسلامية”، والتي تبرز كمظلة للجماعات الشمال قوقازية المسلحة، وبالتالي فإن المظالم المحلية في شمال القوقاز، سواء غياب الحريات، وتراجع الإنفاق من قبل الحكومة المركزية وتحويل الأموال لتحضيرات أولمبياد سوتشي 2014، كلها تلعب دوراً أساسياً لصالح “الإمارة”، وبالتالي لاحتمالات تصاعد العنف في المنطقة لما بعد الاحتجاجات على سوتشي 2014.

***صحيفة الغد الاردنية 16/6/2010

 

Share Button

حقيقة الإحتِلال الرّوسي لِشركيسيا

حقيقة الإحتِلال الرّوسي لِشركيسيا

عادل بشقوي

16 يونيو/حزيران 2010

جاءت القوّات الرّوسيّة الغازية لاحتلال الأرض الشّركسيّة في القوقاز العزيز، وكأنّها تحتل أرضا بلا شعب وإن تصادَفَ وجود أناسٍ يعيشون هناك فإنّه ليس لهم الحق في العيش في القوقاز ودائما حسب المنطق الإمبريالي! فكان عليهِم إمّا الموتَ أوْ العيشَ أذِلاء خانعين تحت نيرِ الحُكم الإستعماري الرّوسي أوْ الرّحيل الإجباري، وذلك بعد أنْ تمّ تدمير الوطن من خلالِ العبثِ بمقدّراتِه وإحراقِ القرى والبلدات والمزارع والبيوت والإستيلاء عليها ونهب الخيْرات والممتلكات العامّة والخاصّة، وقامت السلطات القمعيّة المدعومة بالقوّات الهمجيّة التي أوجدها الاغتصاب والاحتلال لمحاولة محو التّاريخ من خلال ارتكاب أعمال القتل والتّطهير العِرقي والإبادة الجماعيّة من قبل الجنود النّظاميّين في الجيش الرّوسي بالتعاون مع المرتزقة والمأجورين والعملاء وبناءا على الأوامر التي صدرت عن القيادات والقادة والضّبّاط الرّوس. متابعة قراءة حقيقة الإحتِلال الرّوسي لِشركيسيا

Share Button

سوتشي “2014”: ما قبلها وما بعدها

نقلاً عن عدد صحيفة الغد الاردنية الصادر بتاريخ 16 / 6 / 2010 (أفكار ومواقف)

سوتشي “2014”: ما قبلها وما بعدها

بقلم: مراد بطل الشيشاني

لعل من أكثر الروايات التي قرأتها في حياتي، واستغربت، ولم أزل، بأنها لم تتحول إلى فيلم سينمائي هي رواية “البذرة الأخيرة –آخر المهجرين”، للكاتب الشركسي “باغرات شينكوبا”، والتي ترجمت إلى نحو خمس عشرة لغة، من ضمنها العربية، وتتحدث عن مخطوط تاريخي وصل للراوي، ليربط القارئ بأسلوب أخاذ بحكاية من يمكن أن يوصف بآخر الـ”الأوبيخ”، وهو بطل الرواية، وتلخص حكايته التراجيديا الشركسية من قتال، وتهجير، ونفي، بدءاً من أراضيهم وروسيا القيصرية مروراً بدروب الهجرة في الدولة العثمانية.

“الأوبيخ”، هي واحدة من القبائل الشركسية، (التي تشير بعض الروايات التاريخية أنها اثنتا عشرة قبيلة، يرمز لكل منها بنجمة وتشكل مجتمعة العلم الشركسي الأخضر بتلك النجوم وتحتها ثلاثة أسهم متقاطعة)، وقد تعرض الأوبيخ شأنهم شأن شعوب شمال القوقاز كلها، لحملات إبادة عسكرية من قبل روسيا القيصرية.

ولعل الشيشانيين كانوا استثناء حين استمرت الحملات العسكرية ضدهم بغض النظر عمن يحكم في موسكو، سواء كان أميرا قيصريا، أو رفيقا حزبيا، أو ممثلا للنظام الروسي الحالي. ولم يعن هذا بحال من الأحوال أن شعوب شمال القوقاز الأخرى، الشراكسة، والداغستانيين، والإنغوش، والأوستينيين، لم يكونوا عرضة للتضييق عبر سياسات أخرى كـ “الروسنة”، والتهميش، والفوقية الاقتصادية، وذلك على مر العهود الروسية.

حالة “الأوبيخ” فريدة بحكم أن سلالة هذه القبيلة، وبحكم السياسة القيصرية، شبه تلاشت، وتراجعت أعدادها، ولهجتهم المحكية مهددة بالانقراض، إن لم تكن قد انقرضت بالفعل، وهو مدعاة وصف باغرات شينكوبا، بطل روايته “زاورقان زولاق”،  بـ “آخر المهجرين”، وهو مدعاة وصفي له بآخر الأوبيخ في بداية المقال هذا.

ذكرني بالرواية والأوبيخ، الحديث والجدل الدائر الآن في موسكو، حول الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014، والتي من المزمع أن تستضيفها مدينة سوتشي المنتجع القابع في شمال الحدود الجنوبية لروسيا. سوتشي هذه كانت أرض الأوبيخ، ومن هنا تبدأ حكاية المعارضة التي تلقاها هذه الاستضافة من قبل الشراكسة، وأيضاً يبدو أن منها مؤشرات تقدم على التحولات المتوقعة في شمال القوقاز.

وأما المعارضة الشركسية، فتلخصها الحملة الدولية التي بدأها ناشطون شراكسة في دول عدة باسم “NO Sochi 2014“، حيث يوردون 14 سبباً لمعارضتهم لاستضافة مدينة سوتشي الأولمبياد، وأهمها أن “الإبادة الجماعية الشركسية، ما تزال غير معترف بها من قبل روسيا… ويجري بناء الملاعب والقرية الأولمبيّة على المقابر الجماعية للشّراكسة الّذين قتلوا بلا رحمة خلال الإبادة الجماعيّة”، وأن سوتشي تقع في “كراسنايا بوليانا (والتي يطلق عليها “التلة الحمراء” من قبل القوات الروسية إشارة إلى كمية الدماء الّتي نزفت)، وهو المكان الّذي احتفلت فيه القوّات الرّوسية في 21 أيّار (مايو) 1864 بنهاية الحرب ضد الشراكسة، وهي الّتي راح ضحيّتها مليون ونصف المليون من الرّجال والنّساء والأطفال، أكثر من 50 % من مجموع عدد السّكّان في ذلك الوقت”.

ولأن سوتشي، كانت نقطة تهجير الشراكسة، حيث أنه من هناك بات نحو 90 % من الشراكسة يعيشون خارج وطنهم. كما أن الحملة تضيف سبباً آخر هو أن الناس “في شركيسيا، ما يزالون محرومين من حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وهي فضائل أهم بكثير من الملاعب الرّياضيّة الكبرى، والميداليات الذهبيّة، والاحتفالات الأولمبيّة”، وفيما تضيف الحملة أسباباً بيئية، وأركيوبوجية وتاريخية لرفضهم تلك الاستضافة.

الأسباب السياسية، التي تورد لمعارضة أولمبياد سوتشي 2014، هي جزء من التفاعلات السياسية في شمال القوقاز، والتي تشهد نزوعاً متنامياً منذ أن “هدأت” الشيشان، نسبياً، بعد حربين امتدتا نحو العقد منذ عام 1995، نحو رفض سلطة موسكو، ولعل الهجمات المتكررة في أنغوشيتيا، وداغستان، والجمهوريات الشركسية مؤشر أساسي على هذا النزوع، ومن الملاحظ أن إيديولوجية توحيد شمال القوقاز ترتبط بـ “إمارة القوقاز الإسلامية”، والتي تبرز كمظلة للجماعات الشمال قوقازية المسلحة، وبالتالي فإن المظالم المحلية في شمال القوقاز، سواء غياب الحريات، وتراجع الإنفاق من قبل الحكومة المركزية وتحويل الأموال لتحضيرات أولمبياد سوتشي 2014، كلها تلعب دوراً أساسياً لصالح “الإمارة”، وبالتالي لاحتمالات تصاعد العنف في المنطقة لما بعد الاحتجاجات على سوتشي 2014.

***صحيفة الغد الاردنية 

Share Button

حقيقة الإحتِلال الرّوسي لِشركيسيا

حقيقة الإحتِلال الرّوسي لِشركيسيا

جاءت القوّات الرّوسيّة الغازية لاحتلال الأرض الشّركسيّة في القوقاز العزيز، وكأنّها تحتل أرضا بلا شعب وإن تصادَفَ وجود أناسٍ يعيشون هناك فإنّه ليس لهم الحق في العيش في القوقاز ودائما حسب المنطق الإمبريالي! فكان عليهِم إمّا الموتَ أوْ العيشَ أذِلاء خانعين تحت نيرِ الحُكم الإستعماري الرّوسي أوْ الرّحيل الإجباري، وذلك بعد أنْ تمّ تدمير الوطن من خلالِ العبثِ بمقدّراتِه وإحراقِ القرى والبلدات والمزارع والبيوت والإستيلاء عليها ونهب الخيْرات والممتلكات العامّة والخاصّة، وقامت السلطات القمعيّة المدعومة بالقوّات الهمجيّة التي أوجدها الاغتصاب والاحتلال لمحاولة محو التّاريخ من خلال ارتكاب أعمال القتل والتّطهير العِرقي والإبادة الجماعيّة من قبل الجنود النّظاميّين في الجيش الرّوسي بالتعاون مع المرتزقة والمأجورين والعملاء وبناءا على الأوامر التي صدرت عن القيادات والقادة والضّبّاط الرّوس.

شُرّدَ وَرُوّعَ المواطنون الأبرياء والسّكان الآمنين وذُبح الرّجال والنساء مع أبناءِهِم وأطفالِهِم وأفراد أسَرِهِمْ بلا رحمة ولاشفقة وبتجرد تام من الإنسانية، وأحْضِرَتْ أعداد الدّخلاء والمستوطنين ليحلّوا محل أصحاب الأرض الأصليّين وهم الذين عاشت أمتهم عليها لآلاف السّنين ولم يُسْمَحْ لهُم بالعودةِ إلى الوطن وفقا للقوانين والأعراف الدّوليّة.

قامَتْ قُوّات الإحتلال الغاشِم بتقسيم الوطن الشّركسي الى ما يُشْبِه الكنتونات والمستعمرات والجزر الأمنية والإستيطانيّة وأعيد تقسيمها عدة مرات فيما عملت السلطات الاستعمارية على تغيير أسماء رُموز الوَطن.

وبعدما يزيد على مائة وست وأربعين عاما على الكارثة الشّركسيّة، لاتزال روسيا الإستعمارية وإلى يومِنا الحاضر تحاول السيطرة ليس على الأرض الطاهرة فقط والّتي احتلّتها واغتصبَتْها بالحديد والنار لكن كذلك التّأثير مباشرة أو بطرق خبيثة متعددة على منْ تبقّى مِنَ الأمّة الشّركسيّة في الوطن الشّركسي المحتل وكذلك على الّذين ينتمون إلى المجتمعات الشركسية في ديار الاغتراب، ولسوء الطّالع فقد قام إخوان الشّياطين من بعض الأفراد العملاء المزدوجين والمحسوبين على الأجهزة الأمنيّة والإستخباراتيّة للسّلطات الرّوسيّة وكذلك على الأجهزة الأمنيّة والإستخباراتيّة التّابعة لسلطات الدّول المضيفة للشّراكسة في رحلتهم الطّويلة بعيدا عن الوطن بالتّجسّس ونقل المعلومات لأسيادهم  لملاحقة ومتابعة ومضايقة القوميّين الشّراكسة لمحاولة التّاثير على النّشاطات القوميّة الّتي تهدف تحديدا إلى استرجاع الحقوق الشّركسيّة المهدورة!

وليس من المستغرب بأن تقوم ما يّسمى بالفدرالية الروسية باستغلال قوتها وسطوتها ونفوذها في الأمم المتّحدَة بحكم عضويّتِها الدّائِمة في مجلس الأمن الدّولي للحفاظ على مكتسباتها غير المشروعة والتي سلَبَتْها من أصحابِها الشّرعيّين.

وتقوم أذرع السلطة الروسية المختلفة وبتوجيه مباشر من قبل حكّام الكرملين وأجهزة الأمن الفيدرالي الروسية (إِفْ إِسْ بي) وكل الوكلات التّابعة لها بالداخل وما وراء الحدود والبحار بإدارةِ الدولةِ ونفوذِها على الطريقة السوفياتيّة بحيث تقوم بالاستحواذ على كافة مقوّمات وإمكانيّات الدّولة الرّسميّة والاقتصاديّة والإعلامية وكافّة مناحي الحياة، وكذلك تقوم بالإبقاء على السيطرة المركزيّة المباشرة من الكرملين في العاصمة موسكو على كافة الاقاليم والأمم المستعمرة التي يربو تعدادها على المائة وعشرين شعبا من مختلف الأجناس والأعراق وصولا الى المجتمعات الشّركسية في ديار الشتات.

وتسيطر أجهزة الحكم الروسية على كافة وسائل الإعلام الرئيسية وتقوم هذه الوسائل المكتوبة والمسموعة والمرئية ببث الأخبار الموجهة حسب سياسة الدولة الإمبريالية، حيث انفقت عشرات الملايين من الدولارات لشراء الذمم والضمائر واستغلال العلاقات العامة في كافة انحاء العالم من أجل الترويج للسياسات الرّوسية.

والانتقاد مهما كان شفافا أو بنّاءًا فهو غير مسموح به وغير مقبول بتاتا، وما ازدياد أعداد الصحفيين والمحامين وناشطي حقوق الانسان الذين يتعرضون للقتل والإصابة والتّرهيب إلا شاهدا ودليلا على ذلك.

كل ذلك لن يثني الذين عقدوا العزم على مواجهة التحديات لاسترجاع الحقوق المصادرة من العمل بالسر والعلن من أجل الوصول الى كافة المحافل الدّولية لشرح أبعاد الاحتلال وتهجير الأمة الشركسية خارج الوطن.

وتجاهلت السلطات الروسية كافة المطالبات العادلة ومنها اعتراف الدولة الروسية بالمذابح الجماعيّة، بل ذهبت أبعد من ذلك بان قررت هذه الدّولة العدوانيّة والاستبداديّة استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية للعام 2014 في سوتشي الشركسية وهي رمز لن ينسى لأرض الإبادة الجماعيّة وتهجير الشّراكسة والتي كانت آخر عاصمة للدولة الشركسية؛ كل ذلك دون اخذ الإعتبارات والتّحفظات بالحسبان وهي التي أبدتها القوى القومية الشركسية المهتمة بتاريخ أمتها وكذلك تساندها في وقفتها المشرّفة الشعوب القوقازية الحية الاخرى.

أيجل

16 – يونيو/حزيران – 2010

 

 

Share Button